|
الكرد و العالم العربي
ميسر ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 10:58
المحور:
القضية الكردية
ميشيل كولينز دن محرر في جريدة ميدل إست كما هو محرر في الـ استيماتا وهي نشرة إخبارية نصف شهرية حول العالم الإسلامي.
طالما قيل انه ليس للأكراد أصدقاء سوى الجبال فبلا شك، طالما دعموا من دول تعارض حكومات كل من تركيا، العراق و إيران و لأسبابهم الخاصة ، و الذين غالباً ما اختاروا مساندة الكرد لأسباب تكتيكية ، كما في اتفاقية عام 1975 و التي قضت بإنهاء دعم حكومة كل من الولايات المتحدة و إيران لمصطفى البارزاني في العراق. حيث وجدوا أنفسهم بعيدين مهمشين عن كل دعم من حلفائهم الذين قطعوا التعامل معهم ملتفتين بشكل واضح إلى مصالحهم.
غرضي في هذا اليوم هو تزويد وجهات نظر العالم العربي و علاقته و مواقفه اتجاه المسألة الكردية، و لان للعراق صلة مباشرة بهذه المسألة، سوف أتناول بقية العالم العربي تاركاً العراق لنقاش آخر منفصل.
أولاً وقبل كل شيء يجب علي أن اشدد على إنني مختص في الشؤون العربية و ليس الكردية؛ ولذلك سوف اعرض تحليلات واسعة قليلاً حول السياسة و الملابسات الجيوبوليتيكية من السياسات العربية المختلفة. وعلي أيضا أن أضيف أنني أحاول أن أكون جامعاً لهذه الأمور.
فقد تناقص اهتمام العالم العربي بالقضية الكردية ماعدا في سياق الكلام من علاقاتها مع كل من العراق، تركيا، إيران و سوريا وهذا ما يثير نقطة أخرى فبعد العراق الدولة العربية التي فيها القضية الكردية أكثر تشويشاً و تعقيداً هي سوريا و التي فيه وجود حقيقي لأقلية كردية و التي كانت على الأقل حتى عام 1998 مشغولة خفية (وطبعاً ليس على قدر كبير من الخفاء ) بمساعدة حزب العمال الكردستاني ب ك ك في قتالها ضد الدولة التركية و لهذا السبب فإن هذه الورقة سوف تركز أولاً على سوريا وثانياً على بقية العالم العربي بينما هدفي الرئيسي هنا هو مخاطبة العالم العربي و الكرد وأعتقد انه يجب أن نلاحظ أن من بين دول الجيران هذه توجد دولة أخرى إقليمية قد لعبت دوراً في الدراما الكردية في الماضي و التي هي إسرائيل بالإضافة إلى إن عدداً قليلاً من سكانها يتكلمون الكردية وهم من العراق و سوريا حيث تارةً تتصرف كالدول العظمى و أحياناً كالدول الإقليمية و ترغب اسرئيل أيضا أن تحرك الكورد ضد الحكومات العربية وبالأخص في العراق وبحسب ما كان يشاع انه كانت توجد مهمات عسكرية إسرائيلية خلال مساندة الولايات المتحدة وإيران لمصطفى البارزاني في بدايات العام 1970 .ولكن و بعد إنهاء دعم الولايات المتحدة وإيران للبارزاني في 1975حينها قيل بأن الولوج الإسرائيلي قد توقف أيضا .
سوريا و الكورد:
بينما لم تنخرط سوريا مباشرةً كلاعب في الدراما الكردية مثل كل من العراق و تركيا ، لكنه توجد فيها أقليات كردية هامة ، وكما ذكر آنفاً، كانت سوريا و لعدة سنوات داعماً رئيسياً لحزب العمال الكردستاني ب ك ك، حيث عاش عبد الله أوجلان في دمشق حتى طرد منها في عام 1998. وطالما ساندت سوريا أكراد العراق و أمنت لهم الملاجئ وخصوصاً الإتحاد الوطني الكردستاني في أعوام الـ 1970 .
و على هذا النحو مثلها مثل الدول الأخرى في المنطقة ( خصوصاً إيران في أعوام الـ 1970 )، كانت سوريا مستعدة لدعم الثورات و اللإنتفاضات الكردية ضد الدول المجاورة بينما ترفض أي وضع خاص للكرد داخل سوريا وهذا ما كان يسمى أحياناً بتصدير المسألة الكردية و تزييغ المطامح الكردية ضد أنظمة الحكم في دول الجيران.
في حقيقة الأمر و خلال فترة متقدمة حتى نهاية العام 1998 قيل أنه تم تشجيع بعض من الشباب الكرد السوريون ليصبحوا مقاتلين لدى حزب العمال الكردستاني وقد أشيع بأن البعض منهم إذا ما أرادوا القتال مع حزب العمال الكردستاني فسوف يسرحون من خدمتهم الإلزامية العسكرية في سوريا .
إنه من الصعب جداً الحصول على معلومات أكيدة و ثابتة حول أكراد سوريا. حيث تقدر معظم المصادر عددهم أحياناً بأكثر من مليون ، من مجموع عدد السكان اليوم و الذي ربما هو حوالي 17 مليون . لذا فأن بعض التقديرات تقترح بأن 10% من سكان سوريا ربما يكونون أكراداً كما في كل دولة يوجد فيها تعداد سكاني كردي. الأرقام بحد ذاتها مثار جدل ومعارضة وأنه واضح كفاية أن معظم أكراد سوريا يتمركزون على طول الحدود التركية أو في الشمال ، في الحسكة ( خصوصاً ) . و مناطق دير الزور . نتيجة واحدة هي إن السكان الكرد في سوريا لا يشبهون غيرهم في الدول ذات الأقليات الكردية أي أنهم لا يعيشون في مناطق جغرافية متلاصقة و متجاورة ، فهؤلاء الذين يعيشون على طول الحدود التركية ينفصلون بمناطق واسعوا و خاوية عن هؤلاء الذين يعيشون على طول نهر الفرات و الحدود العراقية . هذا التقسيم ربما عامل مساهم للنقص النسبي لنجاح المنظومة السياسية بين أكراد سوريا.
بالإضافة إلى كل المشاكل المعقدة حيث في الحقيقة يوجد عدد مهم من أكراد سوريا مجردين من الجنسية و بشكل قانوني ، ففي عام 1961 رغبت أول حكومة بعثية و بعد حل الجمهورية العربية المتحدة في تقوية مزاعمها حول القومية العربية ،ففي عام 1962 أصدرت الحكومة قراراً لإجراء إحصاء سكاني خاص في محافظة الحسكة لتحديد هوية من تسميهم (الغرباء المتسللون من تركيا ) حيث جرد حوالي 120.000 من الأكراد الذين يعيشون في سوريا من جنسيتهم ، مع أنهم لا يحملون أي جنسية أخرى حينها اعتبرت معظم الروايات هذا الإحصاء الاستثنائي إما حكم تعسفي أو غاية تستهدف حصراً أشخاص يتهم بأنهم نشطاء سياسيين، ففي بعض الحالات يوجد إخوان قد عُملوا باختلاف من نفس العائلة حتى المواليد الذين كان آبائهم من بين هؤلاء الـ120.000 جُردوا من الجنسية فبعض التقديرات تقول أنه أكثر من 200.000 كردي سوري لا يعترف قانونياً بجنسيتهم و حيث تركز سوريا دائماً على دورها كمركز للقومية العربية ( قلب العروبة النابض ) و هذا ما لم يترك حتى غرفة صغيرة للهوية الكردية ، حيث لم يتم ذكر الكرد في الدستور السوري و لا حتى أعطيت لغتهم الاعتراف الرسمي. وحتى عندما سيطر العلويون على الحكومة السورية في بدايات أعوام 1970 /العلويون بحد ذاتهم أقلية متكلمة بالعربية/ .
إنشغلت سوريا و بنشاط ما بين أعوام الـ 1960و 1970 بخلق ما يسمى ( الحزام العربي ) و الذي يمتد حوالي 10 كم على طول الحدود التركية و لكن على الرغم من عدم ترحيل الأكراد قامت الحكومة باستيطان أعراب من بينهم من كانوا قد رُحلوا لبناء سد الأسد على نهر الفرات و هذه غاية واضحة لخلق طوق عربي على طول الحدود التركية و بحسب ما قيل أن سياسة الحزام العربي انتهت في عام 1978، لكن كما لوحظ مما سبق أنه لم تعترف إلا بعدد قليل من السكان الكرد ، حيث طالما كانت الحكومة السورية مستعدة لاستخدام القومية الكردية بالإضافة إلى أكرادها ضد مناهضيها في المنطقة كالعراق و تركيا كما استقبلت سوريا أيضاً لاجئين من الصراعات الكردية من دول الجوار. على ما يبدو أن هنالك فرار واضح عبر الحدود السورية خلال قمع الأتراك لثورة الشيخ سعيد في أعوام الـ 1920 و كما يبدو في صراعات حديثة أخرى شرقي تركيا (إن عملية وصول سكان كرد من تركيا زودت و بالأعذار الباطلة مسألة تجريد هؤلاء الـ120.000 من الكرد السوريون من جنسيتهم في عام 1962 على الرغم من عدم تطبيقها على الدوام على آخرين من أصل أجنبي ).
حيث أُشيع أيضاً أن سوريا كانت لديها مخيمات للاجئين من أكراد العراق على اعتبار أن كل من العراق وتركيا معارضين جيوبولوتيكيين لسوريا – وبدون دهشة- وعلى ما يبدو أنها مداهنة أو أن سوريا ميالة لاستخدام الكرد لغزو ونهب هؤلاء المناهضين لها .
في حالة أكراد العراق ،وخلال أزمنة مختلفة لعبت سوريا دور المضيف للمنفيين من الحزب الديمقراطي الكردستاني و الإتحاد الوطني الكردستاني ( كما أن إنشاء الإتحاد الوطني الكردستاني أُجهر في دمشق )، كما استضافت سوريا جهوداً حثيثة لرأب الصدع بين كلا المنشقين ، و بطريقة أخرى شجعت جهود أكراد العراق لنيل حكم ذاتي أو أكثر من ذلك . لكن هناك دائماً حدود للنخوة السورية . فبين عامي 1991و1992 و مع نشوء كردستان العراق و التي بدت حكماً ذاتياً بامتياز إذا لم تكن شبه استقلال عن بغداد ، تحت الحماية الغربية ،أصبحت سوريا أبعد مما تكون داعمة لأكراد العراق .حيث التقى المسئولون السوريون مع المسئولين الأتراك و الإيرانيين و التي بدت أنها لاحتواء خطر استقلال كردستان . وقد خفت القلاقل السورية مرة عندما نشب القتال بين الحزبين الكرديين الرئيسين أنفسهم.
و فيما يبدو أنه تناقض ، حيث هناك منطق جيوبولوتيكي قوي لهذا النوع من السياسة .فسوريا و العراق عدوين تاريخيين و ليس فحسب في هذا القرن حيث وازنت كل من دمشق و بغداد أقطاب القوة في الهلال الخصيب و لفترة طويلة من الزمن . و الحقيقة هي أنه و في العقود الأخيرة قد حُكمت كل من سوريا و العراق بالجناحين المتنافسين ( العدائيين ) لحزب البعث مما أثار حفيظة المزاحمة بينهما بدلاً من تبريدها . فمنذ أن كانت كردستان العراق هي الهم الأعظم للعراق أكثر من أكراد سوريا بالنسبة لدمشق (معطياً العدد الأكبر من السكان الكرد في العراق تماسكاً جغرافياً ) . فإن الإغراء لإخلال التوازن و الاستقرار في العراق عن طريق دعم أكراد العراق لا يقاوم. حيث تفاقمت المشكلة في بدايات العام 1990 حينما لاح في الأفق حكم ذاتي حقيقي لكردستان العراق ، وهذا غير مقبول بالنسبة لدولة عربية مثل سوريا حيث حدودها تحوي عدد من أقليات ، منها لغوية ( كالكرد و الأرمن ) و بعض الأديان ( كالعلويين، دروز، مسيحيون مختلفون و يهود ).
أما ففي حالة دعم سوريا لأكراد تركيا هنالك اعتبارات جيوبوليتيكية أيضاً فالمناهضون القدامى و الحاليين من أكراد سوريا ذوي الشأن و الناشئين في تركيا قد ضافروا جهودهم لجلب الدعم السوري لحزب العمال الكردستاني حيث أن لسوريا عدة مخاصمات تاريخية و معاصرة مع تركيا غير مرتبطة بالمسالة الكردية حيث ظلت سوريا و على الرغم من المزاعم الجوهرية لا تعترف بضم منطقة هتاي ( الإسكندرون الحالية ) و خلافات تركيا و سوريا العميقة على مياه نهر الفرات و خاصةً على ضوء بناء الأتراك لسد في أعلى نهر الفرات ، أما القلق السوري الحديث هو التحازب التركي الإسرائيلي الحديث و الذي يُرى من قبل سوريا ( ليست بلا سبب)أن هدفه تطويق سوريا .
طالما رغبت سوريا في إستثارة تركيا عن طريق دعمها الصامت للمجموعات التي كانت تستضيفها . ففي أعوام 1980 كانت هناك معسكرات للجيش السري لتحرير أرمينيا
( ASALA ) the Armenian Secret Army of the Liberation
في وادي البقاع اللبناني : ترددت هجمات الـ اسالا بين الحين و الآخر على أهداف تركيا في كل مكان على الرغم من أن عبد الله أوجلان عاش في دمشق و التقارير التي وردت حول أكراد سوريا و تشجيعهم ليخدموا في حزب العمال الكردستاني و حتى مسألة عفوهم من الخدمة العسكرية السورية إذا قاموا بذلك .
لم يضرب حزب العمال الكردستاني أبداً تركيا من خلال الأراضي السورية أو بالأحرى كانت سوريا تدعم الـ ب ك ك في معسكراتها في شمال العراق حتى إذا ضربت تركيا ب ك ك عبر حدودها فإنها سوف لن تضرب سوريا و لكنها بالمقابل ستضرب الداخل العراقي . لعدة سنوات استمرت السياسة السورية الحريصة في دعم حزب العمال الكردستاني و غادر أوجلان (كرئيس لشبح سفينة ترى في طقس سيء ) متجولاً في أوروبا و أفريقيا و في نهاية المطاف في السجن التركي .
لم تدعم سوريا حزب العمال الكردستاني لأي شيء جوهري من مصلحة أكراد تركيا لكن فقط لأن مصالحها كانت تتعارض دائماً مع المصالح التركية في مناطق أخرى، وحسب المدى البعيد، لا تريد سوريا أن ترى حكماً ذاتياً آخر في كردستان تركيا كما حصل في كردستان العراق 1991-1992 و إن الدعم السوري للعراق كان واضحاً أنها لمخاتلة تركيا و ليس التزاما إثارياً على النفس ، عندما لم تنفع السياسة مصالح سوريا على المدى الطويل و تهديد تركيا لها بالتدخل (و ليس تماماً في شمال العراق) حيث سوريا منهمكة في السياسة .
بقية العالم العربي :
لأن بقية العالم العربي أقل اشتمالا في المسألة الكردية منها في العراق و سوريا فإن وجهة نظرنا تستطيع أن تكون أقل تفصيلاً حيث لا توجد دول عربية أخرى فيها أقلية كردية مهمة سوى قلة يمكن إن يوجدوا متشتتين في الأردن لبنان و أماكن أخرى. و كما لوحظ من قبل، فإن الدول المهتمة أو المتعلقة بالشأن الكردي تميل دائماً إلى إنقاص المسافة . و إن هذه الدول التي تحد العراق طبيعياً تبدي اهتماما بالقضية الكردية أكثر من الدول البعيدة، لكن ماعدا سوريا التي ناقشناها فيما سلف. حيث لا توجد دولة عربية كانت قد قدمت دعماً رئيسياً للمطامح الكردية، وهذا لا يعني عدم وجود استثناء حيث ربما كان هناك دعم من بعض الإسلاميين في بعض الدول العربية لجماعات إسلامية كردية في العراق وتركيا ، لكن ومع هذا الاستثناء المحدود، فمعظم الدول العربية سوى سوريا و على الرغم من معارضتها لصدام حسين بطريقة أو بأخرى فأنها على ما يبدو كانت تمتنع عن تقديم دعم رئيسي للحركات الكردية (حيث كانت تقدم دعماً كلامياً لحكم ذاتي بدون استقلال و لكن عادةً بدون حماس ) .
سبب وحيد، بالطبع هو أن أي بلد عربي لا يرغب في تشجيع النزاعات الانفصالية في بلد عربي آخر، ليس فقط بسبب حرارة الخطاب حول الأخوة العربية، لكن أساساً لأن معظم الدول العربية لديها طوائف عرقية ،دينية أو أقليات لغوية . بما فيها المحاذيين لهؤلاء الاستبداديين في كردستان . و الخوف الناجم عن النزعة الانفصالية في مكان ما ربما يشجع انفصال المملكة العربية السعودية، الكويت و الخليج.
و المثال الكلاسيكي عن هذه الحالة هي المملكة العربية السعودية و الكويت و إلى درجة أقل بقية دول الخليج العربي . ففي نهاية عاصفة الصحراء ، كان من الواضح أن السعودية و الكويت يكنون حباً أقل لصدام حسين، لكنهم و بالمقابل أُنذروا أكثر بالثورات في العراق، أوسعها تمركزت في الشمال الكردي و الجنوب الشيعي، حيث توجد في كل من السعودية و الكويت أقليات شيعية راسخة. حتى إذا تقطعت العراق على طول الخط بين الأطياف العرقية و الدينية وبزغت سيطرة الشيعة، وربما المسنودة من إيران،فهذا سيؤدي إلى تهديد محتمل لكل من السعودية و الكويت وكذلك للأغلبية الشيعية في البحرين (المحكومة من قبل السنة).
وحين أني سوف اترك الداخل العراقي للفئة العراقية حيث يستدعي الأمر بأن الشيعة الآن يشكلون أغلبية سكان العراق، حينها أدرك السعوديون وبعد مناقشة المخاطر في عام 1991 أنه إذا انقسم العراق إلى ثلاثة أجزاء أو أكثر فإن الشيعة ربما سيحاولون خلق أرض أو مقاطعة داخلة كلها ضمن العراق بدأً من مكان ما جنوب بغداد . في الحقيقة و على الرغم من أنه ليس الخيار الممكن، و حتى إذا انقسم العراق إلى قسمين فإن واحد منها سيكون شيعياً . ففي الماضي كانت السيطرة للسنة العرب حتى بدون التعامل مع القيادات الكردية السنية. وإذا أزلنا مناطق السيطرة الكردية و قطعنا كردستان من العراق- قل تقريباً من كركوك إلى البصرى – سوف يكون فيها أغلبية شيعية، وفي نفس الوقت إذا أُزيلت خارجاً النخبة التكريتية فستكون القيادة المحتملة شيعية، وهذا ما يفزع كل من السعودية و الكويت على حد سواء. كما يفسر تمسك الحكومات العربية خاصة في الخليج بعدم تقسيم العراق بعد عهد صدام.
نستنتج من مما مضى، أنه ربما يكون من المفيد ملاحظة حقيقة حدوث ثورات الكرد و الشيعة في وقت واحد قد عملت الكثير في إعاقة حساب عواقب الحرب من قبل الغرب، و حينها بدا أنهم تماماً الحلفاء الحاسمون أيضاً فبدون الدول الإقليمية لم تكن لتبدأ عاصفة الصحراء.
فكلاهما أُنذرا باحتمال انحلال العراق؛ تركيا تخاف من استقلال كردستان مثلما خافت المملكة العربية السعودية من سيطرة الشيعة على حكم العراق.
بعيداً عن سوريا و الخليج، فأن سياسات معظم الدول العربية حتى الرئيسية منها مثل مصر اتجاه القضايا الكردية تبدو أنها أولاً: تصر على سلامة الحدود العربية في كل مكان و ثانياً: تعتبر العلاقة بين الأقليات الكردية و الدول التي وجدوا أنفسهم فيها، شأناً داخلياً بالنسبة للعراق، سوريا،...الخ ولا يجب على الدول العربية التدخل فيها، تماماً كما أنه غير مرحب في تدخلهم في شؤونهم الداخلية.
هكذا و باختصار، فإن كل الدول العربية المحاذية تبدي اهتماما قليلاً بالقضايا الكردية باستثناء الدول المنخرطة فيها أصلاً كالعراق وسوريا، أو التي تعتبر استقرار سوريا و العراق من مصلحتها، مثل دول الخليج.
وراء كل هذا و ذاك فإن القضية الكردية لا تبدو أنها تدوي عميقاً في العالم العربي على الرغم من إثارتها للقضايا الحقوقية للمجموعات الأقلية المؤتلفة لبلدان عربية أخرى و التي ربما لها أيضاً مفاهيمها الضمنية.
ترجمة: ميسر إبراهيم
عن موقع الجامعات الأمريكية في واشنطن.
#ميسر_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
-
عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي
...
-
غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب
...
-
أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
-
جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
-
مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري
...
-
جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة
...
-
الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|