أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - الخوف الدائم من الكلمة المبدعة في بلدان الاستبداد














المزيد.....

الخوف الدائم من الكلمة المبدعة في بلدان الاستبداد


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 11:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد ظهر الأحد الواقع في 20/2/2005م قامت المحطة الفضائية البريطانية المشهورة BBC World بإجراء حوار مفتوح على الهواء في برنامج Talking Point ، حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، وكان ضيوف البرنامج إضافة إلى الضيف الأساسي الموجود داخل الاستديو ، موزعين في عدة بلدان ، ومن سوريا إضافة إلى الوزيرة بثينة شعبان التي لم تقل شيئاً غير معزوفة وسائل الإعلام السورية الرسمية ، كان هناك شاب من اللاذقية ، وهو الوحيد الذي "اكتفى" باسمه الأول "يزن" وعند هذه النقطة سأتوقف في هذه السطور القليلة.
الشاب أعرفه جيداً ، فهو من المتفوقين دراسياً منذ الصف الأول الابتدائي وحتى حصوله على الشهادة الثانوية العام الماضي ، واليوم يدرس السنة الأولى في كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة تشرين في اللاذقية ، ومعروف بين زملائه بتهذيبه وثقافته وأخلاقه ، بل هو معروف لجيله أو للواعين من جيله ، بتميزه ومنذ يفاعه في قضايا الكومبيوتر والمعلوماتية ، وقد انتشر اسمه في هذا المجال خارج سوريا في دول بعيدة ، وذلك حين كان في الصف الأول الثانوي ، حيث أحرز الميدالية الذهبية الأولى في الأولمبياد العربي الأول ، الذي أقامته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ، التابعة لجامعة الدول العربية ، في مدينة الإسكندرية في مصر، وشاركت فيه دول غير عربية كالهند وجنوب أفريقيا وغيرهما ، وبقدر ما كان الاهتمام الخارجي بإنجازه كبيراً ، كان التجاهل ضمن سوريا أكبر، وبينما استقبله هناك ورفاقه المتفوقين مسؤولون كبار ، كعمرو موسى ، تجاهلوه هنا ، كما يليق بهم ، ومع أن هذه الحادثة صدمت الشاب في البداية ، إلا أنه تابع حياته وتفوقه ، رغم الإمكانيات المادية المتواضعة لأسرته التي لم تتمكن من أن تحقق له ما يرغب به من أجهزة حديثة تليق بإمكانياته وطاقاته وطموحه ، وتجاوز كل ذلك وتابع اهتماماته الثقافية والتقنية ، واليوم يظهر صوته على هذه القناة ، ليقول أن الحادث الأخير، بالغ الألم علينا كشباب سوريين ولبنانيين ، فالحريري كان رمزاً للمستقبل والحداثة والإعمار والحرية بكل ما تعني هذه الكلمات من معاني ، ومن قام بهذا العمل الخسيس وجه طعنة لنا نحن الشباب ، كما لسوريا ولبنان كشعبين شقيقين ، وليس بوسع أحد الجزم بالفاعل قبل نتائج التحقيق ، لكني لا أظن ولا أتمنى أن تكون أيد سورية ضالعة به ، وأما عن الجيش السوري فأتمنى عودته إلى البلاد قريباً جداً ، ولا أرى مبرراً لبقائه هناك.......

السؤال الجوهري ما الذي يجعل شاب بهذه الإمكانيات يكتفي باسمه الأول فقط ، بينما يعلم كل إنسان في العالم أنه ليس من إنسان يرغب في إخفاء اسمه ، وخاصة على وسيلة إعلامية بهذا الحجم وبهذا النفوذ ولا سيما إذا كان بهذا العمر.
لا يوجد أي سبب سوى الخوف من القمع والاستبداد اللذين زرعا في النطف التي مازالت في الأصلاب ، على حد تعبير الشاعر القديم لخليفة زمانه : " وتهابك النطف التي لم تخلق ".
نعم الخوف المركب خوف الاستبداد من الإبداع وخوف الإبداع من القمع والإرهاب وشتان بين الخوفين .
علق أحد المسؤولين السوريين الصغار على تجاهل السلطة السورية لتفوق هذا الشاب في حينه : " الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون ، هذا أبوه فلان وخاله فلان ".
هذا الشاب المبدع هو يزن نور الدين بدران وبكل فخر.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين تمضي بنا القافلة السورية؟
- ثلج الصمت
- إذا لم تستح فاكتب ما شئت...يا ضاري يا أعظمي لا فرق
- العنف ، الإرهاب ، ثقافة الموت
- (مؤامرة ..شيزوفرينيا ..لا قراءة (الحارث الضاري عفواً الأعظمي ...
- كنت أحرق أمامي
- بين الحماس والتهور بين النور والظلام / مثال الحارث الأعظمي
- بحبك أحببت
- وحدة مقسومة بخيط
- الأغنياء والفقراء /الجزء الثاني
- الأغنياء والفقراء
- العائلة الزرقاء
- أشهدُ ألاّ أنتِ
- الاسم والفعل/ كانوا دائماَ يطعنون بشرعية الانتخابات التي صوت ...
- رغم أنف الارهاب
- حصان الغفلة
- الدائرة المكتنزة
- نبضات الخليوي
- أغنية نورس جريح
- كؤوس الغربة


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - الخوف الدائم من الكلمة المبدعة في بلدان الاستبداد