أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - موت الولد - لماذا يسمح به الله ؟














المزيد.....


موت الولد - لماذا يسمح به الله ؟


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 19:55
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كثيرون من الوالدين الثكالى يريحهم ان يعرفوا ان الله لم يأخذ ولدهم فى الموت. كما تعلم الاديان. ولكن , يبقى هذا الواقع الحقيقى : يملك الله القدرة على منع الموت. ومع ذلك , يسمح له بالاستمرار.
وهكذا عندما يموت احد الاولاد قد يتذمر الوالدان بكرب . " لماذا ترك الله ذلك يحدث ؟ " فالموت , سواء كان بحادث , بمرض و او بعمل عنف , يبدو دائما تقريبا ظالما على نحو قاس. وموت ولد يبدو ايضا ظالما اكثر. ففى احدى المقابر نقش على شاهدة مدفن احد الاولاد هذا الاحتجاج اليائس : " صغير جدا , عزيز جدا . باكر جدا. "
كيف يمكن لله ان يسمح بألم كهذا ؟ اذا كنتم قد فقدتم مؤخرا ولدا فى الموت. فما من ايضاح , مهما كان معقولا , يجعل الم هذا الفقدان يزول تماما. وفى ازمنة الكتاب المقدس , تعذب ايضا رجال الايمان العظيم من جراء مأساة الحياة الظالمة وسألوا الله عن سبب سماحه بمثل هذه الامور. ولكن هناك اجوبة فى الكتاب المقدس يمكن ان تعزينا مع الوقت.
اعرفوا اولا ان الله لم يكن ان يريد ان يموت ولدكم. فالله لا يسر حتى بهلاك الشرير , هذا ان لم نذكر موت ولد. وبالتأكيد يتألم بعمق عندما يموت احد الاولاد. وعلى اى حال , نحن نشعر بمأساة الموت فقط لاننا قادرون ان نحب , ان نعطف على ضحاياه. ونحن قادرون ان نحب فقط لأننا صنعنا على صورة الله. فنحن نعكس مقدرة الله الكاملة على المحبة و ولو بضعف حتى فى احسن الظروف.
يؤكد لنا الكتاب المقدس ان الله يقرأ المشاعر الاعمق لقلوبنا , يحصى شعور رؤوسنا , وحتى عندما يقع عصفور من الشجرة بعرف ذلك , وهكذا يدعى " ابا الرأفة " كما تصفه الاسفار.
من الواضح اذا , ان الله لا يريد ان يموت اى من خلائقه الذكية. وهو ينوى انهاء الموت , بالعا اياه الى الابد. ( اشعياء 25 عدد 8 ) ولكن اذا كانت هذه هى الطريقة التى يشعر بها , لماذا يسمح فى الوقت نفسه بالموت. وخصوصا الاولاد ؟
يسمح الله بموت الاولاد للسبب نفسه الذى من اجله يسمح بموت الراشدين. فالموت كان خيار ادم و لا الله. وحتى قبل ان يتمرد ادم وحواء على خالقهما فى عدن. عرفا كلاهما جيدا ان الله حدد الموت عقابا على الخطية. فلو لم يختارا ان يكونا عديمى الولاء لله , لتمكنا من ان يكونا حيين حتى اليوم. لكنهما بحماقة نبذا اثمن ميراث يمكن ان يورثاه لذريتهما - الحق فى حياة كاملة ابدية هلى الارض. وحالما اخطاا , لم يعودا كاملين. وكل ما تمكنا من ايراثه لذريتهما كان الخطية والموت. - تكوين 13 عدد 7. رومية 5 عدد12.
ولكن قد تتساءلون : بما ان الثمن كان باهظا جدا , فلماذا ترك الله ادم وحواء يخطئان ؟ او لماذا لم يقمع تمردهما قبل ان يورثا الموت والشقاء لأولادهما - واولادنا ؟
لقد سمح الله لأبوينا الاولين بالعصيان لأنه لم يقصد قط ان يخلق عالما من اشخاص مثل الالات , كائنات تخدم الله فقط لأنها مبرمجة لفعل ذلك. وكأى والد اراد الله ان يطيعه اولاده البشر بدافع مشاعر الثقة والمحبة , لا الاكراه. واعطى ادم وحواء سببا كافيا ليثقا به ويحباه , لكنهما عصيا ورفضا حكمه على اى حال.
لماذا لم ينفذ الله الحكم فى المتمردين على الفور ؟ كان الله قد اعلن فى ذلك الحين قصده ان الارض ستكون ذات يوم ممتلئة كاملا بذرية ادم وحواء. وهو لا يفشل ابدا فى اتمام مقاصده (اشعياء 55 عدد 10 و 11 ) ولكن الاهم انه جرت اثارة سؤال حاسم فى عدن. هل يملك الله الحق فى الحكم على الانسان , وهل طريقته هى الفضلى , ام يمكن للأنسان ان يحكم نفسه بطريقة افضل ؟
ان الطريقة الصائبة الوحيدة للاجابة عن السؤال مرة والى الابد كانت للسماح للانسان بحكم نفسه. فأجاب التاريخ عن السؤال بشكل مروع. والنتائج الرهيبة للحكم البشرى جميعها حولنا - عالم فيه موت الاطفال الابرياء امر مألوف , ضائع تقريبا فى بحر من الشرور الاخرى. وان لم يكن هنالك شئ اخر , فستة الاف سنة من الحكم البشرى برهنت هذا الامر : الفكرة ان الانسان يمكنه ان يحكم نفسه بدون الله هى اردأ من وهم محزن , انها كذبة جسيمة. وما دام الانسان يحكم بدون الله فسيعيش الانسان ويموت فى الألم.
ان الله المحب والبار . لديه خيار احكم. فكما يسمح الوالد بان يقاسى الولد المحبوب عملية مؤلمة من اجل سعادة الولد ومستقبله الصحى , كذلك سمح الله بأن يقاسى الانسان العذاب الشديد للحكم الذاتى من اجل مستقبل الانسان الابدى. وتماما كما ان ألم العملية لن يدوم الى الابد , سينتهى حكم الانسان ومظالمه قريبا.
وعندما يحكم ملكوت الله دون مقاومة على هذه الارض. سيجرى رد كل الجنس البشرى اخيرا الى حالة الكمال التى خسرها ادم وحواء , عندئذ لن يموت اى شخص ثانية ابدا - بما فيهم الاولاد.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفن الاباحى - هل هو مجرد تسلية ؟
- الاناء الاضعف - هل هى اهانة للنساء ؟
- مستقبل ورجاء للأيمان به
- الشعر - فن التصوير بالكلمات
- من قراءاتى - كلمات وطرائف
- كل الطرق تؤدى الى روما
- الثرثرة - كيف نتجنب الحاق الضرر (2-2)
- الثرثرة - لماذا تروق لكم ؟ (1-2)
- ميثاق الحقوق الاميركى - درس فى الحريات (2-2)
- ميثاق الحقوق الاميركى - درس فى الحريات (1-2)
- نافذة على الرحم
- مواجهة الحياة - بروح مرحة
- مصدر القيم الحقيقية (4)
- القيم المتغيرة - هل تشعر بالخسارة ؟ (3)
- هل القيم فى طور الانحطاط (2)
- ماذا يحدث للقيم ؟ (1)
- هل يعقل ان نموت من قلب مكسور ؟
- سورية - اصداء من ماض عريق
- المورمون - اضافات اخرى
- المورمون - طائفة المرشح الاميركى (3)


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - موت الولد - لماذا يسمح به الله ؟