|
ديمقراطية للكَشر ..!!
جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 10:51
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
مسامير جاسم المطير 838 أخيرا أدلى السيد محافظ بغداد بتصريح صحفي هام قبل يومين ..! أقول أولا أن التصريح المذكور لم يتناول تعليقه على مظاهرات " كفاية " التي تسود في الشوارع المصرية في هذه الأيام لأنه رجل إداري لا يتدخل لا بالشؤون السياسية ولا بالشئون الديمقراطية ..! فالسيد المحافظ مسئول الإداري لا شأن له بالتصريح ولا حتى التلميح عن هجرة العقول العراقية ولم يتناول كيفية الاستفادة من التكنوقراط العراقي المنتشر على ضفتي المحيط الأطلسي في إعادة أعمار بغداد ولم يتناول تكريم وتشجيع العاملين في محافظة بغداد من الذين استنزفوا الجهد والوقت والمال من دون أن تتقدم بغداد خطوة واحدة خلال عامين من البؤس والشقاء وانقطاع الماء والكهرباء ..! فهذا كله ليس بالشيء المهم في تصريحات السيد المحافظ ..! الشيء المفيد أن يصرح للبغداديين وللعراقيين جميعا وللعالم أجمع أنه" باق في منصبه حتى يوم إعلان الدستور الدائم ..! " لذلك نشر تصريحاته في جريدة لندنية واسعة الانتشار كي يعرف توني بلير وجورج بوش أن الإرادة العراقية فوق الإرادة الأمريكية وفوق الإرادة الديمقراطية بل فوق الجميع ..! في الحقيقة أنني أقرأ لأول مرة في القرن الحادي والعشرين مسئولا أداريا يقول ( أنا باق بمنصبي ) لكنني لا أستغرب من ذلك .. أليس بغداد أم العجائب في هذا الزمان ، ومن العجائب أن يشيع جثمان الشهيد علي الحيدري محافظ بغداد السابق الذي اغتاله الإرهابيون ولم يشارك في تشييعه أي مسئول من المنطقة الخضراء حفظها الله من كل مكروه ولا أي مسئول في المرجعية لا السنية ولا الشيعية .. ! لكن ليس من عجائب بغداد ، في هذه الأيام ، أن يدق الخوف باب محافظ بغداد الجديد فيلجأ إلى مدعياته بتأييد قوة " إيمانية " ثلاثية تبقي منصبه قائما على ساقيه ..!! وقد عرفت اسم المحافظ الكريم ( السيد علي المسير ) من تصريحاته المشار إليها في أعلاه ..! وهكذا هي الدنيا يحل الحي مكان الميت مثلما يحل الماء الحار محل الماء البارد أو يحل البارد محل الحار ..! المحافظ الجديد كما يبدو من تصريحه رجل حر يمتاز بالصحة والعافية لكنه لا ذنب له فهو لم يتعلم مبادئ الديمقراطية بعد لأنه لا يدري أن باريس وكوبنهاكن ولاهاي من المدن المتخلفة جدا حين ينتخب الأهالي المحافظ الحي بدل المحافظ الميت ولا تفيد بهذا الشأن لا وساطة ملك ولا رئيس ولا حتى وساطة المرجعية الديمقراطية ..! السيد محافظ بغداد حر في تصريحاته حين قال بالحرف الواحد : (لقد التقيت السيد عبد العزيز الحكيم والسيد حسين الصدر وأحد وكلاء السيد علي السيستاني جميعهم ووعدوني بالاحتفاظ بالمنصب لأنهم يمثلون الائتلاف العراقي الموحد والقائمة العراقية الفائزين بالأغلبية في الجمعية الوطنية ومجلس المحافظة المنتخب ) ..!! في الحقيقة لابد من القول أن لا عيب في مَنْ يحترم المحافظ ويحب ولا عيب أن يحبه بعض القادة ، لكنه مع الأسف لا يعرف عيوب التصريحات الصحفية ..!! أنني احترم أسماء عراقية لامعة مثل السيد عبد العزيز الحكيم والسيد حسين الصدر والسيد وكيل السيد علي السيستاني الذي لم تعلن الصحيفة اللندنية اسمه لكنني لا أعرف عن علاقة مناصبهم جميعا بـ" منصب " محافظ بغداد .. ! لا أعرف في الحقيقة علاقة السيد الأول بـ" منصب " المحافظ بينما السيد الحكيم هو رئيس حزب ..! كما لا أعرف علاقة السيد الثاني بهذا المنصب بينما السيد الصدر عضو في الجمعية الوطنية ..! ولا أعرف علاقة السيد الثالث وهو مسئول الأمور الفقهية غير الإدارية ..! لا أعرف شيئا عن هذه الأمور البغدادية رغم أنني اعرف والله من قتل الشهيد اللبناني وفيق الحريري ، كما أنني أعرف والله أسم عميد كلية الطب بمدينة المنصورة في جمهورية مصر الشقيقة واعرف جميع الانقلابات العسكرية في العالم وأنواع الدبابات المستخدمة فيها كما أعرف أسم رئيس الهيئة الدولية للسدود واعرف تفاصيل اتفاق الطائف لكنني لا اعرف علاقة السادة الحكيم والصدر والوكيل المرجعي ( الذي لم يعلن اسمه ) بمحافظة بغداد المسئولة عن توفير المياه الصالحة للشرب ولم توفرها .. والمسئولة عن تصريف المياه الثقيلة ولم تصرفها .. والمسئولة عن رفع الزبالة من الشوارع ولم ترفعها ..! أعرف حق المعرفة أنه كلما تعالت أصوات الوسطاء كلما سكت القانون .. وكلما سكت القانون تمرض الديمقراطية .. وكلما تمرض الديمقراطية نحتاج إلى تكنولوجيا التفاهم في مؤتمر خاص نعقده بـ" شرم الشيخ " عام 2055 !! محافظ بغداد حر في بقائه بمنصبه العتيد لكنه ليس حرا في زج أسماء السادة من أصدقائه في " مؤتمر الكاظمين " الذي أنعقد لتأييد بقاء السيد علي المسير وقواته لتسعة شهور أخرى في محافظة بغداد من دون معرفة ماذا عمل وفعل وماذا سيعمل وسيفعل ..! الديمقراطية يا سيدي المحافظ لا تتيح للمسئول أن يمرق بسيارته الفخمة بين كل السيارات ليلا ونهارا محروسا بالمصفحات .. الديمقراطية عمل وكفاءة ورومانسية ..! صدقني يا سيدي أن بغداد بحاجة إلى محافظ يكون أعجوبة العالم الثامنة بعد أهرام خوفو وتاج محل وسور الصين وجنائن بابل المعلقة ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ بصرة لاهاي في السادس والعشرين من شباط 2005
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها العاشقون تعلموا فن التقبيل ..!
-
دراكولا من موسكو إلى بغداد ..!
-
قادة وملوك ليسوا من صنع الخيال ..!
-
وداعا أيها الوزراء - المؤقتين - ..!
-
عجائب الدنيا في برج الأسد ..!
-
من فاته قطار الحكومة السابق يريد أن يستوزر في اللاحق ..!!
-
إنه الحب في عيد الحب أيها العاشقون ..!
-
مرينه بيكم حمد واحنه بسفارة ليل ..!
-
بين سًهيلة الانكَليزية وسُهيلة العراقية ..!
-
عتاب ديمقراطي إلى بعض المرجعية الشيعية ..!!
-
قناة الجزيرة معروضة للبيع في سوق مريدي ..!!
-
مسامير جاسم المطير 824
-
مسامير جاسم المطير 823
-
من مايكل جاكسون إلى صدّام حسين ..!
-
الوقاية من سرطان البروستاتا والقولون واللسان ..!
-
العراقيون مارسوا الرياضة الانتخابية الصعبة ..!
-
مسامير جاسم المطير 819
-
مسامير جاسم المطير 818
-
مسامير جاسم المطير 817
-
الكـــــــذابون ..!!
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|