أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هناء رياض - التعلاكة














المزيد.....

التعلاكة


هناء رياض

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 20:21
المحور: المجتمع المدني
    


التعلاكة

غريب اسم هذا المقال . لكنه سيكون خير معين لنا في تصنيف التعامل مع الاخرين واظهارهم لنا بالشكل الصحيح .
عندما تدخل محل لبيع الملابس فانك لن ترى البضاعة بالشكل الصحيح وبالشكل الذي يظهر تفاصيلها الا لو كانت معلقة بطريقة توضح لون الملبس وقياسه وشكله وتفاصيله الاخرى الواجب معرفتها خارجيا ثم القياس من بعد ذلك للتاكد من انه يليق بك ويناسب حجمك
وكذا الناس . عليك بتعليقهم من زاوية معينه لرؤيتهم بالشكل الصحيح والتعامل معهم وفق تلك ( التعلاكة ) .
فالكل انسان مجموعة زوايا يمكنك التعامل معها لكن عليك اختيار الزاوية المناسبة لتعليقه منها ومعاملته على اساسها
فكل انسان له زوايا مختلفة ( ولنتفق على هذه الكلمه ونعني بها ما يلي ) ماضي وحاضر , دين وعقيدة,طائفة وقومية ,عادات وتقاليد وعرف عشائرية , فكر وقناعات , عطاء وعمل واجتهاد , سلوكيات واخلاق ,وغيرها كثير .
وبذا لايمكنك ان تتعامل مع كل ذلك وتجده موافقا لك ولزواياك . لذا وجب ان نختار زاوية لنعلق الشخص بها ونتعامل معه وفقها.
ولايرفع المجتمعات ويعلي شأنها الا تلك( التعاليك) والعكس صحيح ,فلا ينزلها الى الدرك الاسفل او يحط من شأنها الا ان توضع التعلاكة في غير محلها .
ففي مجتمعنا العراقي قل ما تجد انسان علق من الزاوية الصحيحة ولذا عم الفساد والخراب وحلت الرشوة بدل الاستحقاق والطائفة بدل الاخلاق واللواكة بدل الاجتهاد
وكمثال . ضابط في الجيش العراقي صفاته هي ( ديانته س . طائفته س . قوميته س . محب لعمله مجتهد الكل يشهد بنجاحه وتميزه في عمله . الا انه غير خلوق, زملائه يشكون منه عدم الاحترام للغير . اما قناعاته السياسية فهي خدمة الحاكم والشعب ايا كان دون النظر للاتجاه السياسي للحاكم . وقناعاته الاجتماعية رجعية جدا فهو ينظر للمراءة بانها عصا معوجة لا يمكن ان تعتدل الا بالضرب والقوة )
مجموعة من الزوايا الفرضية التي رسمتها لشخصية فرضية .
ترى من اي زاوية يجب ان يعلق بالنسبة للحكومة ؟! دينه ؟ طائفته ؟ قوميته ؟عطائه ؟اخلاقه ؟ ام قناعاته ؟
في العراق ربما سيعلق من زاوية الدين او الطائفة او القومية وتلك بلا شك زوايا لاعلاقة لها اطلاقا بالذي يربط بينه وبين حكومته, والزاوية الصحيحة التي يجب ان يعلق منها ويتم التعامل معه وفقها من قبل الحكومة هي زاوية العطاء والاجتهاد في العمل من ثم السمعه والاخلاق والسلوكيات فعلى الحاكم او المسؤل اذا اراد ان يسال عن ذلك الضابط فاليسال اولا عن ولائه لوطنه ومدى اجتهاده في عمله وتاريخه في ذلك العمل, اما السلوكيات مع الزملاء والاخرين فيمكن ضبطها بالتوجيه او من خلال سبل الترغيب والترهيب
ولنفس المثال السابق ( الضابط ) بالمواصفات المذكورة انفا . انه ذهب لخطبة فتاة وكان لابد من معرفة الكثير من زواياه ليعلق من احدها او بعضها بالنسبة لاهل الفتاة. فهل سيهمهم انه مجتهد في عمله اكثر من كونه غليظ الطباع او ان قناعاته الاجتماعية رجعية او انه متمكن ماديا ام لا . لكننا نشهد وللاسف ان الشاب المتقدم للزواج يعلق من زوايا هي في الغالب لن تفضي بعد الزواج بشي فهو سيعلق من زاوية الطائفة والقومية فكم من شيعي رفض عندطلبه يد فتاة سنية والعكس صحيح وكم من كردي رفض عند طلبه يد فتاة عربية والعكس صحيح, ذلك لانهم علقوا من زاوية واحدة وتم التعامل معهم وفقها . والاجدر بنا ان نعلقه من زاوية القناعات والسلوكيات والاخلاق ثم الامكانية للعيش الكريم . وان نترك اي زاوية اخرى دون ذلك الا ما رحم ربي ولكل حالة خصوصيتها .
ذلك مثال وغيرها كثير. قس على ذلك شباب كثر فقدوا حياتهم غدرا واجحافا ذلك انهم علقوا من زاوية واحدة الا وهي الطائفة او المظهر الخارجي او لمجرد الاسم وتم التعامل معهم وفق تلك الزاوية لاغير .
وما احترام الانسان لذاته في دول الغرب واحساسه بانسانيته الا لانه يعلق من زاوية الانسانية او العطاء للمجتمع وبذا ترتقي الشعوب وتتطور .
فبالله عليك ما همك ان كان فلان من الناس قد خط حاجبيه وارتدى الخواتم بيديه او علق الحلق باذنيه ان كان ما يربطك به عطائه لمجتمعه وهب انه من افضل الناس في علم الحاسوب والهندسة الالكترونية او اي مجال اخر , فهل ستعلقه من زاوية المظهر ام الاجتهاد في عمله . ؟؟
في الختام . جميل جدا ذلك القول المأثور دعوا الخلق للخالق
وخسارة اكثر من ثلاثين مليون تعلاكة ولا خسارة وطن .



#هناء_رياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى
- قصف وموت ودمار في غزة وشتاء على الأبواب.. ماذا سيحل بالنازحي ...
- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هناء رياض - التعلاكة