أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - مناسبة لتوزيع الجوائز .. أم سوق هرج














المزيد.....

مناسبة لتوزيع الجوائز .. أم سوق هرج


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 15:42
المحور: المجتمع المدني
    


الكرة الأرضية تلف وتلتف ليعرض لنا العالم في أبهى مناسباته التي يتم بعدها توزيع جوائز .. دروع أو كؤوس أو ميداليات .. في مسابقات رياضية أو فكرية .. أبهى الأساليب الحضارية التي أتبعت في توزيع الميداليات على من فازوا بها في أولمبياد لندن 2012 ، ولكونها أخر المناسبات العالمية التي استقطب مشاهدتها مليارات البشر في مشارق الأرض ومغاربها وعلى مدار الأيام السبعة عشر التي دامت عليها ، فهي قاربت النموذج الأهم في العالم حتى اليوم لتوزيع الجوائز .. ويخفي الجميع إنبهارهم بأسلوب جديد وابتكار جميل وبسيط لطرق التوزيع .
هدوء مطبق يلف اجواء الملعب بأستثناء أصوات المشجعين ونظام دقيق تدخَل حتى في حركة حاملي الأطباق التي تحتوي على الميداليات قبل توزيعها الملابس وألوانها وطريقة الحركة ومشرفوا المراسم ممن يوجهون الحاضرين الى اماكن وقوفهم .. قمة النظام الحضاري .. لتوازي تلك الأحتفالية الفرحة التي تتوجت بالفوز من قبل اللاعبين .. من كل أقطار العالم ، لتصبح بعد حين من أجمل وأروع الذكريات في حياتهم .
قبل ايام كنت اراقب على احدى الفضائيات العراقية طريقة توزيع جوائز مالية وشهادات ، حبر على ورق، لمجموعة من الشباب وأراقب طريقة التوزيع وما أكتنفته تلك العملية من فوضى عارمة فالجائزة تنتقل من يد الى يد ولأربعة اشخاص بضمنهم الذي سيقدمها أخيراً والهرج الذي تراه أمام الشاشة فالجميع يحب أن يظهر .. العشرات يظهرون في الصورة ، التي يجب ان لا يظهر بها إلا ثلاثة على أقل تقدير ، الكل يريد أن يظهر أمام الكاميرا وكأنه المانح لتلك الجائزة التي لا تغني عن شيء أبداً .. عضو البرلمان وعضو المجلس البلدي والمدير العام ومدير الدورة ورئيس القسم والشرطي وموظف الخدمات وحماية عضو البرلمان وحماية المدير العام ومدير الشرطة ومدير المركز وأقارب عضو البرلمان واقارب المدير العام وموظفي الدائرة المعنية حتى ليخيل اليك أن لا أحد خلف الكاميرا ، الجميع انتقل ليكون امامها وكأنها أخر صورة لهم في حياتنا البائسة !
وقبلها كانت هناك إحتفالية لتوزيع جوائز الفائزين بالدوري العراقي في أحد الأعوام .. لا أدري ماذا حدث حينها .. فقد أختلط الحابل بالنابل .. اللاعبين ومدربيهم والأداريين واعضاء الأتحاد والهيئآت الأدارية والحماية والمشجعين ، يكاد الملعب يفرغ منهم ، وحاملي الكرات والمعوقين والمصورين وموظفي النظافة في الملعب وحماية FPS ، ونماذج أخرى ، غير مشخصة ، يزاحمون الراعي للحفل أثناء توزيعه لتلك الميداليات والدورع .
علينا أن تغلب بجد على تخلفنا الذي يرافق كل شيء تقريباً وتلك الحالة ليست سوى جزء منه .. فالمتابعة المستمرة والتجارب والدورات التدريبية على أجمل الممارسات العالمية والمشاركة مع العالم في استيضاح سبل نجاحه الكبيرة في هذا المجال من ضرورات الحالة التي يفرضها علينا عراق اليوم .. وأخيراً إعطاء مسؤولية الموضوع لمن لهم القدرة على استيعاب كل ما مضى .
فهل من حلول نهائية لتلك المعظلة التي تُعرض على العشرات شاشات الفضائيات العراقية التي ابث للعالم أجمع ؟ لتعبر عن مدى تخلفنا في التنظيم والأعداد لتلك الأحتفاليات ، أليس من الأجدر بمن تكون لديه مثل تلك المناسبات أن يبحث عن أفضل السبل لأنجاحها وإذا عجز عقله عن ذلك ، يستعين بأحدى الشركات لتنظيمه له وفق أحدث التقنيات .. ما بالكم ونحن مقبلون على تجارب كبيرة تعتبر من أهم الأختبارات للعراق أمام المحافل الدولية ويجب أن ننجحها بكافة مقاييس النجاح العالمية كدورة الخليج العربي (خليجي) ، فبناء الملاعب وحده غير كاف لأنجاح الدورة بل أن نجاحها يبدأ مع أول لاعب تطأ قدمه أرض العراق ومع آخر وفد يغادرها .. فأين نحن من احتفاليات توزيع الجوائز تلك .. حتى لا تتحول الى وقفة لبيع الطيور في سوق الغزل ، مع جل احترامي للجميع .



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .. هموم مدرسية في حقائب اطفالنا
- الفيلم المسيء .. ومجزرة صبرا وشاتيلا
- ذوي الأحتاجات الخاصة أمانة في أعناقنا
- خارطة طريق لأنقاذ الصناعة العراقية
- أطفال في علب معدنية
- ماذا جرى ل -بنين- ملاك البصرة
- هل من سبيل لتحرير أرواحنا من التعاسة
- أرض الرافدين .. أرض الألغام
- دعوة لإحياء ذكرى الضمير
- شعب يتمدد ووطن يضيق .. عراقي كل 40 ثانية
- للكواتم ضجيج يسمعه الموتى
- مأساة عراقية اسمها.. الشورجة
- ناقة في شارع فلسطين
- وجبات الجشع السياحي
- المشكلة ليست في السافرات
- كيف يتسلق العراقيون -هرم ماسلو- لتحقيق ذاتهم
- المفوضية العليا الطائفية للأنتخابات


المزيد.....




- أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج ...
- بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا ...
- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - مناسبة لتوزيع الجوائز .. أم سوق هرج