أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - سيرة معمار عراقي














المزيد.....

سيرة معمار عراقي


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 3853 - 2012 / 9 / 17 - 10:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يمكن أن نؤرخ للحداثة المعمارية في العراق بشكل ملموس في السنين التي سبقت الحرب العالمية الأولى متمثلة بتأثيرات مشروع سكة حديد برلين- بغداد الذي فتح الباب في ولوج بعض وسائل التقنية الغربية في البناء وكذلك الاطلاع على مفردات معمارية وخامات جديدة غير متعارف عليها كما هو الحديد (مقطعI ) الذي أمسى حلاً سحرياً لغايات (العقادة) المنسجم مع سجية الطابوق والجص العراقي واستمر مهيمنا على طرائق البناء نصف قرن حتى أزاحته الخرسانة المسلحة. وتسللت خلال تلك المستجدات أفكار معمارية شكلت البادرة الأولى لها في العراق وحرك جدلية (التراث- الحداثة) في العمارة الذي كان سجالها قائما في ثقافات الغرب نفسه في ذلك الحين، واحتاج إلى حرب عالمية ثانية كي يجد طريقه للغلبة والرسوخ.

ومع بداية الحملة الإنكليزية وربط العراق ثقافيا ببريطانيا بعد الحرب، فتح الباب إلى مشاركة بعض المعماريين الإنكليز في المشروع النهضوي الذي نوى المرحوم فيصل الأول إرساءه. وكان لهم تأثير واضح في تطوير العمارة العراقية بالاعتماد على (أسطوات) الحرفة من البنائين المحليين، ومنهم ج.م.ولسن الذي أصبح مدير الأشغال العامة سنة 1921 وكذا هـ.سي.ميسن الذي تولى رئاسة مهندسي المباني في مديرية الأشغال العامة، ونفر آخر من المعماريين الإنكليز. وكان أداتهم(اسطوات) العراق مثل حمودي العزاوي الذي بنى المقبرة الملكية وجامعة أهل البيت في بغداد.

لقد أدى فتح أبواب التواصل والتلاقح الحضاري إلى حصول بعض العراقيين على فرصة الاقتباس من الإنكليز أولا، ثم من مدارس معمارية عالمية بعد ذلك، وهو الأمر الذي نقل العمارة العراقية من طور إلى طور. فكان جيل جعفر علاوي(م:1915) ومدحت علي مظلوم (1913-1973) ومحمد صالح مكية (م: 1914) الذين شكلوا رعيلا اقترن بوشائج التلاقح والتواؤم بين العمارتين العراقية والإنكليزية، ولاسيما ما تعلموه في مدرسة ليفربول التي اتسمت بطابعها المحافظ، وكونها منطقة تعم فيها طبقة العمال.

في الكتاب الصادرحديثاً(نوستوس.. حكاية شارع في بغداد) للمعمار العراقي معاذ الالوسي (منشورات الرمال- قبرص2012) تناول المؤلف رحلته وسيرته المعمارية في العراق وعلاقتها بالاحداث الثقافية.

ولد الآلوسي في 24 تشرين ثاني 1938 في رأس المنسية، خلف جامع المرادية مقابل وزارة الدفاع، ودرس في مدينة الحلة في مدرسة الفيحاء الابتدائية، ثم عاد إلى بغداد وسكن في الأعظمية، وكان من أهم مدرسيه في الثانوية حسين أمين وقاسم ناجي ومحمود عبد الوهاب والدكتور صادق الخفاجي. دخل كلية الزراعة لمدة سنة واحدة عام 1956-1957 ثم سافر إلى تركيا ودرس العمارة في جامعة الشرق الاوسط التقنية، عمل في وزارة الاسكان والتعمير (1961-1963)، وعمل مع رفعة الجادرجي بين عامي (1961-1974)، كما عمل في كثير من الدول العربية والاجنبية.

يذكر الالوسي أن جلّ المدرسين الذين نهل منهم العلم والخبرة منذ نهاية الاربعينيات وإلى منتصف الخمسينيات كانوا مربين أجلاء أفاضل بكل معنى الكلمة. ترعع الالوسي في منطقة ذات تخطيط حضري مميز وفي مدارس جيدة، وصحبة اصيلة، بين أبنية ذات عمارة مميزة، تمتد من النادي الرياضي الاولمبي في ساحة عنتر، وتنتهي بالمقبرة الملكية، وبينهما دار حماية الاطفال وكلية العلوم، وجامعة أهل البيت ودار المعلمين الابتدائية. وهي ابنية شاخصة إلى يومنا هذا كانت من أهم العلامات المعمارية التي ألهمته وشكلت خياله المعماري. يذكر الالوسي ان العمعماريين العراقيين ورثوا عن الاسطوات العراقيين، وقبلهم اسطوات البناء بالطابوق من اليهود قبل هجرتهم تراثا ثراً كان بمثابة الزاد لهم، وحفزت المعماريين على الاستزادة والتطوير، وخبرتهم في صناعة البناء كانت متوارثة، لها اصولها ونهجها.

يذكر الالوسي انه في مطلع القرن الماضي تم تحديث بغداد جذريا في شق شوارع طويلة موازية لنهر دجلة الجاري من الشمال نحو الجنوب، افتتحت في الرصافة شوارع: الرشيد،وغازي،والامام الاعظم، والمستنصر، وفي الكرخ افتتحت شوارع: الملك فيصل، والشواكة، وموسى الكاظم، وامتداد شارع المأمون(الادرن) .وصل عدد الشوارع المستحدثة في بغداد في عام 1932 الى اكثر من 25 شارعا، كما صممت واستحدثت في بغداد العديد من المناطق السكنية حضريا بكفائة عالية وبكثلفة معقولة، وخدمات حديثة مواكبة، في السعدون والاعظمية والمنصور.

يذكر الالوسي ان هناك دور سكن في شارع حيفا تتمعته بمستوى معماري مميز، تقرر الحفاظ عليها منها: دار توفيق السويدي،العائلة المعروفة في بغداد، ودار الدكتور توفيق محمود، وهناك داران الاول يدعى دار"مارنكوز" ومهنى الكلمة باليونانية والتركية(نجار)، وهناك دار السعدون الشوي الذي هو تحفة معمارية أنيقة، يقع الى النهر الى جوار السفارة البرطانية،

في كتاب الالوسي الكثير من المشاريع المعمارية التي قامت في بغداد، وكيف بنيت وخططت مدنا مثل الثورة والشعلة والفضيلية والشاكرية وغيرها..وبناء وتطوير شارع حيفا.

سيرةالالوسي المعمارية هي ثان مذكرات لمعمار عراقي بعد مذكرات محمد مكية، الالولسي في كتابه ارخ لمناطق وشوارع وابنية بغدادية، قسم منها تغيرت معالمه والقسم الاخر ما يزال شامخاً.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الصدرية ولغز المستقبل.. إشكالية اللاهوت الشيعي والناس ...
- الروائي إيلي عمير: بغداد مسقط راسي وتعشش في ذاكرتي وفي مخيلت ...
- نعيم الشطري.. علم وراية في شارع المتنبي
- يهود بغداد والصهيونية 1920-1948
- مسألة العراق.. المصالحة بين الماضي والمستقبل
- ستون عاما على رحيل جعفر حمندي
- مجلة «الحاصد»:مدرسة أنور شاؤول الصحفية والأدبية
- الشاعر جبار جمال الدين يؤرخ يهود العراق شعرياً
- سامي ميخائيل : فكتوريا عادت لزيارة موطنها
- قراءة جديدة لرجالات العهد الملكي في العراق
- البروفيسور العراقي سامي موريه يصدر مذكراته بعنوان -بغداد حبي ...
- عزرا حداد.. احد أهم اعيان ومثقفي الطائفة اليهودية في بغداد
- يهود العراق في كتاب (بغداد كما عرفتها) للمميز
- اليهود في الخليج العربي
- موقف النخبة اليهودية في العراق من الهوية العراقية 1920-1952
- الصحفي العراقي اليهودي الأخير يروي ذكرياته
- نعيم طويق يوثق أعلام يهود العراق وذكرياتهم في كتاب جديد
- عائلة خلاصجي... واحدة من أشهر العوائل العراقية اليهودية 1
- من التاريخ المنسي.. مدرسة شماش العراقية
- موجز تاريخ اليهود من السبي الى النزوح


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - سيرة معمار عراقي