|
قراءة البرنامج المرحلي لطلبة النهج الدمقراطي القاعدي ( الجزء الثاني)
مصطفى بالهواري
الحوار المتمدن-العدد: 3853 - 2012 / 9 / 17 - 00:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الازمة الذاتية: منذ ان خرج الاتحاد الوطني لطبة المغرب من عباءة حزب الاستقلال و اعلن مواقف واضحة من النظام القائم في المغرب ، و انتقاده لكل من يهادن الاستعمار و القوى الامبريالية على حساب المصالح الوطنية للمغرب ، و رفضه لكل سياسات التهميش التي انتهجت في حق ابناء الفقراء و في كل الميادين ، اضافة الى دعمه اللامشروط لجيش التحرير الذي رفض التخلي عن سلاح المقاومة حتى تحقيق الاستقلال الحقيقي؛ منذ ذلك الحين و هو يعاني من حصار و مضايقة تشتد لحظات و تلين اخرى. هكذا حاول النظام و اجهزته عدم السماح للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بعقد المؤتمرات المحلية او الوطنية كما عمل على اجهاض الهياكل التنظيمية سواء باعتقال اعضائها او ابتزازهم ....و شن حملات اعلامية مخزية . و كان الحظر الاداري اقصى ما تمكن النظام من اغتيال اوطم به، لو لم تكن قوة مناضليه و ايمانهم بنضالهم و اطارهم. و لم يكن حل الهياكل و اعتقال القيادات الى رفض الاعتراف بتمثيليته ... و انشاء تنظيمات بديلة من حركات ليبرالية الا شكلا اخر من سلسلة ممارسات النظام في حق اي قوة سياسية او نقابية او حتى قبلية ترفض الانصياع لخططه الطبقية. ، و اضافة الى نشر الرعب و الترهيب في اوساط كل من حاول التقرب من الاطيميين و تجهيز الحركات المناوءة له لنشر ثقافة الميوعة و اللامبالات ، اضافة الى عسكرة الجامعة و ترسيم عناصر المخابرات العلنية و السرية (الاواكس) ووضع الاحياء الجامعية تحت ادارة وزارة الداخلية بل يديرها خريجوا مدارس تكوين رؤساء الدوائر(القياد الممتازون)... كل ذلك و اشياء اخرى ما هي الا تجليات الحظر المفروض على الحركة الطلابية المغربية و اطارها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب . الحظر الذي توجه النظام بحل هياكل اوطم و تهييء كل الظروف و الشروط لحلفائه الذين حطوا امامهم هدف اجتتاث اوطم و ثقافته المناضلة المعتمدة على الفكر العلمي ، بدعوى محاربة العلمانية و الكفر و الالحاد و الفسق .... انها القوى الظلامية بكل تلاوينها من اتباع عبد الكريم مطيع بهجوماتهم المنظمة على مجموعة من المواقع الجامعية و تحت غطاء وزارة الداخلية. او حفلات الميوعة و البهرجة التي قادها خريج نفس المدرسة و الذي اسس فيما بعد الطلبة التجديديون ثم اتباع عبد السلام ياسين و الذين بتحالفاتهم ضد اوطم اعفوا النظام من التدخل المباشر في حق الحركة الطلابية ( اوطم ) و لكنهم فرضوا عليه حظرا غير مسبوق بايهام الطلبة بان لهم شرعية فيه. بل ان وقاحتهم و بدعم من النظام و اجهزته المخابراتية جعلتهم يغتالون مناضلين ابرياء مثل المعطي بوملي و ايت الجيد بن عيسى. و لما بارت سلعتهم و انكشفت حقيقة اهدافهم اتى النظام بفيالق و عصابات من نوع اخر، تدمر الاخضر و اليابس مسلحة بفكر عنصري يكرس الكراهية بين ابناء الشعب المغربي عربا و امازيغ .... فتوالت هجوماتهم على اوطم و الحركة الطلابية فاغتالوا الحسناوي و السيساوي اضافة الى عدد من المعطوبين و المعاقين. كل ذلك تحت ذريعة محاربة العروبة و الفكر القومي العروبي. و الغريب ان المستهدف من هجوماتهم هو اكبر و اشد عدو الطروحات القومية مهما كانت عربية ام غير ذلك . بل اكثر من ذلك انهم اول من طرح القضية الاماازيغية في الساحة بكل شجاعة ، اثارت عليه انتقادات قوى متعددة بدعوى نشر التفرقة في المجتمع. لكن كراكيز الفكر الشوفيني اعماها جهلها لتصبح مصخرة للنظام العنصري الاستبدادي. كل هذا لا يريد به النظام الا حظر المنظمة الطلابية اوطم و لو بتسخير الشعب ضد الشعب . فسواء كان الحظر معلنا بواسطة قرار اداري او حكم قضائي او كان غير معلن بالاعتراف القانوني و المنع العملي ، فان الجوهر هو منع المنظمة الطلابية من توسيع قاعدة الحركة الطلابية ، اي منع الفقراء و كل ابناء الشعب المحتاجين من التراص و التلاحم في اطار واحد يجمعهم لمواجهة النظام و سياساته اللاشعبية في التعليم عموما و الجامعي خصوصا. كما ان الحظر العملي هو الصراع الايديولوجي الذي يمارس في الجامعة بين اديولوجية النظام و حلفائه الذين يرغبون في نشر ثقافة الخضوع و الخنوع ، ثقافة الشعودة و العصور البائدة ثقافة الكراهية و العنصرية و رفض الاخر و ثقافة تمويه الواقع المعاش بثقافة (قولوا العام زين).و في المقابل الايديولوجية العلمية التي ينشرها الفكر اليساري عموما و اوطم خصوصا ، ثقافة جادة و ملتزمة بالدفاع عن مصالح الشعب المقهور و التعريف بواقعه الحقيقي و التشهير بالسياسات الطبقية و التهميش المتعمد في حق اغلبية ابناء الشعب المغربي . ثقافة تعرف المغاربة عموما و الطلاب الجامعيون خصوصا بحقوقهم و كيفية الوصول اليها و فضح كل الثقافات النقيضة و ذلك عبر كل الوسائل المتاحة من فنون و مسرح و سينما و رسم و ملصقات و اسابيع و ايام ثقافية .... القضاء على نشر الفكر السياسي المحرض على توجيه الصراع السياسي بين من يملك و من لا يملك بين الغني و الفقير بين العامل و رب المعمل . ثقافة التحريض على نكران الذات و المصالح الخاصة و خدمة المصلحة العامة ممثلة في اغلبية الشعب من الفقراء و المهمشين و المبلترين و العمال و الفلاحين ، ثقافة النضال الذي يلخص في الحق ينتزع و لا يعطى ، ضد ثقافة العمل تحت راية النظام و اجماعه و هياكله و اوامره و نواهيه ، وفق السياسات التي يرسمها لتفقير الفقراء و اغناء الاغنياء ، سياسة تابيد السيطرة و الاستعباد، سياسة الاستبداد و احتكار السلطات . هذا كله من اجل ان يجعل النظام الجامعة كوكر من الاوكار التي تنفذ فيها سياسة التدجين و صناعة الكوادر الجوفاء نضاليا و معرفيا، خلية من اي قدر من الاستقلالية خارج ما يمليه عليها النظام و اذنابه . اذن فالحظر ليس هو فقط حل الاجهزة التنظيمية و الهياكل ، و لكن جوهره هو كل الاجراءات السياسية التي تؤسس للسيطرة على الحركة الطلابية . و تحييدها من الصراع الطبقي الذي تدور رحاه في البلد. و منع نشر الثقافة البديلة ،الثقافة الملتزمة بمصالح الشعب و الوطن.. فكم من منظمة مهيكلة و لها اجهزة تنظيمية و لكن فعاليتها مفقودة لانها خرجت من موقع الصراع الى موقع الحياد ان لم يكن موقع النقيض. الحظر المفروض على المنظمة الطلابية اوطم هو اجراء سياسي ذو ابعاد طبقية مكمل لمخطط طبقي يهدف الى القضاء على حق اغلبية ابناء الشعب المغربي المحتاجين في التعليم بكل الوانه و اسلاكه. ان الهيكلة التنظيمية لاوطم من اهم المهام المطروحة على كل مناضل مهما علا او قل شانه. لكن هيكلة اطار وسط هذه الوضعية تتطلب قراءة متانية و علمية لانتاج اشكال تنظيمية قادرة على استيعاب المتغيرات العددية و النوعية و التوزيع الجغرافي و العمري للحركة و مناضليها . كما علي الاشكال التنظيمية المهيكلة ان تاخذ كل الاشكالات الموضوعية التي تجد الحركة نفسها في عمقهابعن الاعتبار. هذا لن يتاتى الا اذا كانت الهيكلة في نظر الدارس العلمي هي وسيلة و ليست غاية في مسار نضالي و صيروة تفاعلية لاخراج الحركة من ازمتها . هذا لان اي هيكلة لم تاخذ هذه المعطيات بمحمل الجد لن تكون الا مضيعة للزمن النضالي و ارهاقا للقدرات النضالية للاطر المناضلة داخل الساحة الجامعية. هياكل بدون قاعدة مناضلة واعية و قادرة على حماية اشكالها التنظيمية لن تكون الا صناعة للشمع في مكان ملتهب. ان الهياكل الغير مجهزة بوسائل المناعة الذاتية و الموضوعية لن تكون الا مجسمات فاقدة للروح الفاعلة. ان المرونة و الليونة في الشكل التنظيمي شرط اساسي في لا محيد عنه حتى تتمكن القواعد الصلبة من تفادي كل الفراغات المنتظرة الموضوعيا و التحرشات . هكذا نجد ان الهيكلة لن تكون في نظرنا الا وسيلة من مجموعة من الوسائل التي يجب تبنىها في اوطم بتان و امعان ، بالخضوع لقانون التراكم الكمي لانتاج نوعي .و الهيكلة لن تكون الا تلك القفزة النوعية في مسار طويل و مرير يتطلب من الفاعل المناضل ان يتجند له بامكانيات علمية و فكرية سياسية جادة ،قبل الدخول لما هو عملي. تبين بالملموس انطلاقا مما سبق و غيره ان عدم وجود هياكل تنظيمية ليس هو الحظر العملي .و بالمقابل لا يعني ان بمجرد هيكلة اوطم فان الحظر العملي قد زال. و لن يفكر بهذا الا واهم . الهيكلة في نظر طلبة النهج الدمقراطي القاعدي لا يمكن ان تكون نقطة برنامجية ، و لكنها لن تكون الا شعارا للحظة التي تصبح فيها امكانية الهيكلة ناضجة ، اما النقطة البرنامجية فهي تستوعب مجمل المعطيات المتعلقة بالازمة الذاتية لاوطم و الحركة الطلابية على طول مرحلة سياسية معينة تتاطر بمجموعة من الشعارات . شعارات تؤطر لكل مرحلة و مناسبة و مستجد حسب الشرط الكمي و النوعي للنضال و وفق مسار زمن سياسي محدد. و لهذا كان من الاسلم و الاصح البحث عن نقطة برنامجية تكثف لكل ابعاد الازمة الذاتية للحركة الطلابية. و ما دامت الازمة مركبة و مواجهتها تتطلب تراكمات نضالية تحددها الشروط المادية التي يتواجد فيها الفاعلون في حقل النضال ، اي المناضلون من الطلاب، فان النضال من اجل رفع الحظر العملي على اوطم هو النقطة البرنامجية القادرة على استيعاب و تكثيف كل الشعارات و الاشكال العملية لحل الازمة الذاتية ووفق شروط الحركة الطلابية كفئة اجتماعية خارج صيرورة الانتاج المادي. هذا الموقع لا يؤلها لوحدها لمواجهة الحظر العملي مواجهة انية و شاملة. كما ان اي فعل تقوم به الحركة الطلابية لا يمكنه ان يعفي و لا ان يعوض القوة السياسية و المؤهلة تاريخيا لمواجهة هكذا مخططات و اجراءات.
#مصطفى_بالهواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة البرنامج المرحلي لطلبة النهج الدمقراطي القاعدي (الجزء
...
-
من مع 20 فبراير لمبايعة الكرامة ،،، رد على مقال ( 20فبراير ا
...
-
اليسار و اشكالية النضال الدمفراطي منقول عن الرفيق طه بعد است
...
-
النهج الدمقراطي القاعدي بين نحريفية الامميين الثوريين و فاشس
...
-
القاعديون المغاربة تاريخ النضال و شرف الانتصارات
-
القاعديون المغاربة و مادا يريدون 3
-
من هم القاعديون المغاربة و مادا يريدون 2
-
النهج الدمقراطي القاعدي بالمغرب اسس الوجود و دواعي الاستمرار
...
-
من هم القاعديون المغاربة و مادا يريدون
-
اليسار و اليمين الشوفيني اية وحدة ممكنة
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|