|
لمصلحة من الإساءة للإسلام ؟
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 16:50
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من جديد تسعى دوائر اعلامية غربية الى الإساءة الى الدين الاسلامي و الى نبيّه الاكرم محمد في اساءة رخيصة متعمّدة تهدف اهدافاً متعددة في مقدمتها السعي لشق شعوب بلدان العالم الاسلامي و العربي على نفسها و زيادة حالات الفوضى المنتشرة فيها، خدمة لدوائر احتكارية متشددة تسعى الى الفوز في الإنتخابات الاميركية الجارية . . و الى النفط و المعادن النادرة في منطقتنا. ان من يشاهد الفلم يرى مبلغ الانحطاط الادبي و الاخلاقي و الفني في تصوير شخصية عظيمة كشخصية النبي محمد (ص) الذي استطاع قيادة ثورة عظمى في زمان الجاهلية الاولى، ثورة دعت الى نصرة الضعيف و الانتصار للحق و الى الخطوة الهامة تاريخياً في اعتبار المرأة انساناً له حقوق بعدما كانت شيئاً من ممتلكات الرجل في المنطقة آنذاك، ثورة دعت الى الغاء الرق و الى ان " متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احراراً " ثورة دعت الى الاخوّة بين الشعوب، و الى نبذ التخلف و التحجّر الذي عاشته اقوام شبه الجزيرة العربية التي انطلق منها قبل ما زاد عن الالف و خمسمائة عام . . ان من صنع و نشر الفيلم و الذي لم يعلن عن اسمه او مؤسسته(*) عرف بشكل شيطاني اخرق . . عالمنا الشرقي الاسلامي الحماسي و العاطفي النزعة، و عرف غلياناته في المرحلة الراهنة من اجل الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية و عرف نزعات شعوبنا الى التحرر، على روح و تطوير ذات المثل التي دعى اليها آنذاك نبي الاسلام محمد و دعت اليها الاديان في دفاعها عن الانسان، في ظروف عالمنا المعاصر و حضارته و ثقافاته المتطورة . . دفاعها عن الانسان الواحد مهما كان دينه او معتقده، قوميته او جنسه و لونه . . و فيما يأتي الفلم في ظروف كثيرة الحراجة و على مستويات متنوعة : من الانتخابات الاميركية و زيارة بابا الفاتيكان الى لبنان، و الذكرى الاليمة لـ 11 سبتمر ايلول و مقتل الشخصية الثانية في تنظيم القاعدة الارهابية ابو يحيى الليبي و ما جرّت و تجرّ تلك النشاطات المدانة على جاليات الدول الاسلامية و حياتها و طالبي اللجوء منها في بلدان الغرب و العالم . . الى ظروف تواصل ثورات الربيع العربي و المحاولات المستميتة لنهب تلك الثورات من قبل احتكارات دولية و اقليمية لصالح قوى محلية متخلفة تتخذ من الاسلام رداء و دعاية، استطاعت التفاهم و العمل معها رغم اسمائها و ممارساتها المنبوذة محلياً . يرى مراقبون في ان عمل و نشر الفلم لا يشكّل الاّ محاولة لسد الطريق على القوى التقدمية و الليبرالية و الديمقراطية و القومية التحررية في منطقتنا في نضالها من اجل التحرر و التقدم . . و محاولة لتشجيع القوى الارهابية المتأسلمة و نشاطاتها الداعية الى نشر الكراهية و البغضاء بين ابناء البلد الواحد، و تشجيع القوى الغوغائية على تصعيد اعمالها الهمجية بحجج الانتقام و الثأر و بالتالي تصوير منطقتنا امام العالم و كأنها هي منبع التخلف و الكراهية بين الشعوب و القوميات و الاديان و المذاهب . . و ليس الاحتكارات متعددة الجنسيات مصاصة دماء و ثروات شعوبنا و ابنائنا رجالاً و نساءً. الامر الذي يسوّغ لتلك الاحتكارات بالتالي، الهيمنة المباشرة على شعوبنا و تسخيرها لأهدافها العدوانية و الاستثمارية . . و يسوّغ لها اشعال حروب دولية جديدة فيها بحجج الدفاع عن التمدن و التحضّر و تحت رايتها المهلهلة (صراع الحضارات) التي تتخذها قناعاً لاخفاء نشاطاتها المدمّرة لشعوبها ذاتها . . و لشعوبنا و تقدمها و رفاهها، و شلّها عن مواصلة حياتها الطبيعية التي عاشتها حتى عقود سابقة . ان تلك الاعمال تدعو شعبنا و قواه الخيّرة على اختلاف اطيافه الدينية و المذهبية و الفكرية و القومية الى توحيد صفوفه و العمل معاً على اساس التوافق لدرء مخاطر تزايد اشعال الفتن الدينية . . و ان الرد على ذلك لايكمن الاّ بالعمل على تحسين حياة شعبنا بشاباته و شبابه و العمل على تثبيت مبدأ تحريم العنف و التبادل السلمي للسلطة و ايجاد حلول للامن، الفقر و الامية و الجهل و البطالة، درء مخاطر المخدرات، و العمل على توفير المطالب الخدمية الاساسية للشعب في الحقوق المعاشية و الماء الصالح و الكهرباء، و في حرية التعبير السلمي و الصحافة !
16 / 9 / 2012 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) دوائر اعلامية تقول انهم خمسة اشخاص اثنان منهم اميركيا الجنسية من اصول يهودية (!) و اثنان اسرائيليان و الاخر اميركي مسيحي . . دوائر اخرى تقول انهم من جماعة القس الذي حرق القرآن علناً ـ علما ان كنيسته عاقبته على فعلته ـ في سعيه لتشكيل حزب او تجمّع متطرف يشارك في الانتخابات الرئاسية الاميركية ضد اوباما . . و دوائر اخرى تقول انه شخص قبطي ارثوذوكسي من اصول مصرية . . للايقاع بين المسيحيين و المسلمين . لاحظ التركيز الاعلامي على الهوية الدينية فقط لتمرير الفتنة .
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين يُصادَرْ القانون بإسم (القانون)
-
فيتو الفقيه و مخاطر (القاعدة)
-
- قوة ايّ مكوّن، من قوة و تعاون كلّ المكوّنات -
-
ماذا سينتظر الحكومة ؟
-
مادلين مطر و اعراس-خريف البطريك-
-
في رحيل المناضلة - حليمة علي -
-
اين كانت - دولة القانون- عند خطف البرلمان ؟
-
عن اي تبادل سلمي للسلطة يتحدثون ؟
-
مخاطر حكومة (اغلبية)
-
عن تحريم الحائري لإنتخاب علماني . .
-
-المدى- و ديمقراطية تكميم الافواه !
-
الدولة القاصرة . . و الآفاق !
-
السلاح و . . ثقافة التعددية و الحلول السلمية !
-
مخاطر فكرة وحدة فورية مع ايران !
-
31 آذار، -طريق الشعب- و العولمة !
-
نوروز . . و ازمة الحكومة العراقية
-
عودة الى (القائد الضرورة) ام ماذا ؟
-
8 آذار . . المرأة و - الربيع -
-
الربيع العربي و (الفوضى الخلاقة) !
-
قضية شعب و ليس مُكوّن !
المزيد.....
-
-الحرّيفة- عائدون بـ -الريمونتادا-
-
صحفي أمريكي -يضحي- بيده اليسرى لأطفال غزة (فيديو)
-
قصة الرئيس المصري الذي اغتيل في ذكرى انتصاره
-
مراجعة عام من الحرب: أهداف نتنياهو بين النجاح والفشل
-
توتر يسبق ذكرى 7 أكتوبر.. زعماء غربيون ينددون بـ -الكراهية-
...
-
روسيا تعتزم إطلاق الصاروخ رقم 2000 من طراز R-7 بحلول نهاية ا
...
-
أسباب الأكزيما وطرق علاجها
-
مصر.. بدء تركيب مصيدة قلب المفاعل النووي بالضبعة في ذكرى نصر
...
-
الكويت.. إحالة كل من روّج أخبار منع دخول المويزري للبلاد إلى
...
-
مستشار أوكرني سابق يحذر زيلينسكي من -تمرد مسلح- بعد الانسحاب
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|