أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - هل سيحكم الجعفري باسم الطائفة أم باسم العراق؟














المزيد.....

هل سيحكم الجعفري باسم الطائفة أم باسم العراق؟


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1121 - 2005 / 2 / 26 - 12:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحركة السياسية العراقية غنية باحزابها ورموزها وبافكارها ومبادئها ، وهذا إن دل على شيئ فهو الدليل القاطع على كره الشعب العراقي للدكتاتورية وللون الواحد الممقوت الذي دام لأكثر من أربعين عاما ،وقد فشلت الدكتاتوريةكما فشل الحزب "القائد" في القضاء على ما يعتمل في صدور العراقيين من دينامكية العراقيين وقدرتهم على التنوع ،وتنوع عطائهم أيضا ، وهذا الإختلاف دليل قاطع على حرصهم لتقديم الأفضل والأحسن للوطن والمواطن ، وتنافسهم في قوائمهم الأنتخابية بهذه الوفرة هو إيمانهم بأن الديمقراطية والتعددية ،هي الطريق الحضاري ، ألأفضل والأسلم، للوصول الى قبة البرلمان، ثم الى كرسي الحكم وسلطة القرار ، وهذا ما حصل ، فبعد أن التأم شمل القائمة الفائزة باغلبية أصوات العراقيين، تبلورت إرادتهم في اختيار الرجل المناسب،الدكتور احمد الجعفري ، لتشكيل الحكومة الجديدة ولقيادة الحكم للفترة المقبلة المليئة بالتحديات ، فصدام ونظامه قد تركا عراقا مخربا ، والخراب لم يشمل فقط قطاعات الدولة المادية ومؤسساتها الفكرية والخدمية ، بل شمل الإنسان، عن قصد وسبق تخطيط ،وهو أهم عنصر في عملية البناء الحضاري ، إضافة لما خربته ،لاحقا قوات الإحتلال واجراءاتها الغبية والمتعسفة التي زادت من المعاناة ،وأرهقت كاهل العراقيين ماديا ومعنويا ... إن ما يعيشه الشعب العراقي الآن من فقدان أمن بالمطلق وبطالة مخيفة وشظف عيش وانعدام لأبسط الخدمات الضرورية ،ما هو إلا تجليات لهذا الواقع المتدهور ، الذي هو حصيلة إخفاقات المحتل ،وأخطائه بالدرجة الأولى ،في إدارة شؤون العراق وحماية البلد والمواطن ، وحرص دول الجوار على التدخل بالشأن العراقي،والإبقاء عليه ضعيفا وعاجزا عن لعب أي دور لاحقا في المنطقة ، كما هو غرضهم تصفيبة حسابات قديمة ـ جديدة مع أمريكا على الساحة العراقية..
إن الثمن الباهض لهذا الواقع هو ما يدفعه الشعب العراقي يوميا ، من دماء زكية نتيجة أعمال الإرهاب والعنف المصدر إلينا من دول الجوار، بالدرجة الأولى، العربي والمسلم ،(ياللعار) ،المسلح بفتاوى الذبح الشرعية ، وأغلب هؤلاء المجرمين القتله هم من أقذر الحثالات العربية والإسلامية الحاقدة على الشعب العراقي، ومسؤولية دول الجوار مباشرة بهذا الخصوص ،لفتح الحدود والمنافذ العلنية والسرية لدخول المجرمين وأدواتهم ،وتدريبهم في أراضيها على مختلف أساليب الإرهاب قذارة ، وبشاعة جرائمهم المرتكبة بحق الشعب العراقي يوميا، يندى لها الجبين،تحكيها إعترافات هذه المجموعات ، التي تنتظر من محاكمنا جزاء عادلا وفق ما ارتكبت أيديهم من جرائم ،هذه القطعان التي وقعت بيد رجال قواتنا المسلحة البطلة ،من جيش وشرطة وحرس وطني،كشفت كل مستور وأعلنت عن القائمين على أذى الشعب العراقي وارهابه ،والجرائم المرتكبة هذه ،أقامت دليلا قاطعا،على أن الهاجس الأمني كان ولا يزال في مقدمة القضايا التي يجب معالجتها قبل أي شيئ آخر ، ففشل الحكومة السابقة في هذا المجال ،ناتج عن واقع موضوعي ظل ملازما للحكومة السابقة ـ حكومة أياد علاوي وهو عدم التزامها ، بمبدأ اقصاء الكوادر البعثية عن مراكز الدولة المهمة ،وهذا كان من قرارات مجلس الحكم المهمة، إلا أن حكومة علاوي نشطت عكس هذا الإتجاه، فقربتهم وهم على علاقة واتصال بما تسمى "مقاومة"التي تقودها زمر البعث الفاشي وعصابات من "هيئةالعلماء " ،بل وأعطتهم مسؤوليات أمنية كبيرة ومهمة في كل المراكز ، مما زاد في واقع الجريمة ،وأوقع خسائر نوعية جسيمة في مجالات عدة ،ولا زالت وزارة الداخلية تعج بهؤلاء من أعلى المراكز الى أدناها..إن حكومة الجعفري القادمة أمامها مسؤليات معقدة وكبيرة عليها أن تبدأ بأهمها وأعلاها شأنا، وهو معالجة الوضع الأمني المتدهور ،الذي يعتبر المفتاح لحل كل المشاكل التي يعاني منها العراق ،ولا مشكلة تتقدم عليه بالمطلق ،.وبدون وضع حل آني وعاجل لايحد من الأرهاب وأمن المواطن فقط بل يقضي على كل البؤر التي ينطلق منها ،فإن شعر المواطن أو لمس أن واقعه الأمني لم يطرأ عليه أي تغيير.فهذا الأمر سيشكل مأزقا جادا وخطيرا أمام أي خطوة يخطوها الحكم باتجاه الحل او الإصلاح.، ومن دون شك أن دول الجوار ستبذل كل الجهود من أجل ان تفشل ليس فقط حكومة الجعفري، بل أية حكومة عراقية تأتي في الظرف الراهن،وهذا ما يتطلب من الحكومة الجديدة أن تكون عراقية بالكامل ، لاتمثل دينا ولا طائفة بعينها ولا تنحاز لقومية دون أخرى ولا تتجاوب مع مبادئ وأفكار تؤمن هي بها دون أخرى تنكرها ،عليها أن تكون هي كل مكونات الشعب العراقي وليس جزءا من هذا التكوين ، لأن أعداء العراق فيهم الكثير من العرب والكثير أيضا من المسلمين ،بما فيهم السنة والشيعة ،لا فرق ..إن الدكتور أحمد الجعفري قبل أن تحقق قائمته الفوز في الإنتخابات كان يمثل الحزب والطائفة و يتحدث عن مظلومية الطائفة ،الآن عليه أن يضع حدا لمظلومية كل الشعب العراقي المكتوي بنار الفاشية والعنصرية والطائفيةعلى مختلف عصور الحكم القومي ،التي مر بها العراق ، والنظرة المحددة للإصلاح وفق المنطلقات الحزبية والعقائدية عليه تركها عند أمين سر الحزب الجديد،إن صار الى تسميته ، وليتسلم الحقيبة العراقية بعد الفوز وترشحه لرئاسة الوزراء،حيث سيجد فيها ما يهم كل عراقي في اللحظة الراهنة، إن تغير الموقع ،بالضرورة ستتغير المسؤوليات ،ومن يحظى بشرف مسؤولية حكم العراق فعليه المحافظة على شرف وسيادة العراق والحفاظ على ثرواته وكل ممتلكات وأرواح العراقيين، بمختلف أديانهم وطوائفهم وقومياتهم ،هو وحكومته سيمثلان كل مصالح الشعب العراقي ،المتعدد ألأعراق وألأجناس والإتجاهات والعقائد ،سيحكم هو وحكومته باسمهم ولمصلحتهم وسيدافع عن الجميع ، دون فرق بين أحمر وأصفر وبين أبيض وأسود ،وسيجد كل العراقيين معهوبجانبه، وبعكس هذا سيكون هو وحكومته دون ثقة العراقيين ودعمهم والشك سيطالهما في الصغيرة والكبيرة ، وسيبقى الشعب العراقي منتظرا الجواب على السؤال :هل سيحكم الجعفري العراق باسم الطائفة أم باسم العراق ؟



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد والفدرالية..والخطاب السياسي
- هل حدت الإنتخابات من الإرهاب المنفلت
- لماذا الكيل بمكيالين
- عهر.. وعاهر
- هل يتعض التيار الديموقراطي في العراق بما حصل ؟
- الديمقراطية الى أين؟
- هل من نموذج لحكم إسلامي
- ...8 شباط الأسود والذاكرة العراقية
- بعد ان كسر الشعب حاجز الخوف
- ماذا بعد أن كسر الشعب حاجز الخوف
- العرس


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - هل سيحكم الجعفري باسم الطائفة أم باسم العراق؟