أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعدي عبد اللطيف - كتاب : -كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين















المزيد.....

كتاب : -كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين


سعدي عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 00:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



كتاب :
"كارل ماركس - قصّة حياة" Karl Marx - A Life
تأليف: فرانسيس وين Francis Wheen
ترجمة سعدي عبد اللطيف
تقديم: د. حسين الهنداوي
لندن / ٢٠١٢


المحتويات
- المقدمة
- الفصل الاول: التحفة المجهولة
- الفصل الثاني: الحمل الطويل
- الفصل الثالث: الولادة
- الفصل الرابع: ما بعد الحياة


المقدمة بقلم د. حسين الهنداوي

"سيظل اسمه على مر الزمن و كذلك أعماله!". هكذا توقع فريدريك انجلز لرفيقه كارل ماركس في كلمة الوداع التي القاها لحظة دفنه في مقبرة هايغيت بلندن حيث ووري التراب اثر وفاته في 14 آذار 1883.

بعد نحو قرن ونصف القرن على ذلك التاريخ، وبعد كل ذلك الفشل المدوي للأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي السابق، ها هو اسم كارل ماركس يعود ثانية ومن لندن ذاتها بحلة جديدة، وانسانية محضة بل مستقبلية، كما لو انه ليس فقط الرابح الاكبر من ازمة النظام الرأسمالي الراهنة المندلعة بعنفوان لم يتوقعه احد حتى فترة قريبة، بل المستفيد ايضا من ذلك الفشل المثير للاحزاب الشيوعية ذاتها التي حكمت بعد وفاته نحو نصف القارة الاوربية وثلث آسيا لعقود عديدة وغالبا بالطرق القمعية ذاتها التي امضى ماركس جلّ حياته في محاربتها بعد ان كانت حكرا على الايديولوجيات الاستعمارية والعنصرية والثيوقراطية والرأسمالية الصناعية.

ففي عدة معارض دولية للكتاب جرت خلال الاشهر الماضية، شكل الإقبال على كتب كارل ماركس ظاهرة مثيرة جديدة حيث بيعت كتبه بآلاف لا تحصى من النسخ، وفي طليعتها "البيان الشيوعي" الشهير الذي حمل نداءه الخالد: يا عمال العالم اتحدوا! هذا الاقبال لفت أعين الصحافة الاوربية والعالمية عامةً. ذلك لأن كثيرين ظنوا أن تأثير هذا الفيلسوف الألماني الذي توفي عام 1883 قد زال نهائيا من الوجود بزوال الايديولوجيات الشمولية الشوهاء التي تقمصت اسمه.
لكن ماركس المفكر والانسان وليس الايديولوجي المزعوم هو الذي يعود اليوم. فماركس لم يكن ايديولوجيا الا عرضا ولم يكن طالب سلطة ابدا. وهو ما يكشفه الكتاب الجديد والمدهش "كارل ماركس.. قصة حياة" لمؤلفه الصحفي البريطاني فرانسيس وين المنشور هنا بترجمة متميزة الى العربية قام بها الكاتب العراقي سعدي عبد اللطيف، وضمت فصوله الاربعة وهي: "التحفة المجهولة"، "الحمل الطويل"، "الولادة"، و"ما بعد الرحيل".

وفي الحقيقة فان الديالكتيك الماركسي نفسه يقودنا بقوة الى القول بان ماركس كان مناهضا للسلطة بذاتها، وبالتالي للايديولوجيا بذاتها، وهو ما سبق ان اوحت به، قبل الماركسية بزمن، كتابات الفيلسوف الالماني الرائد هيغل الذي جعل ديالكتيكه يفضي بنا الى الاستنتاج بان هيغلية هيغل توقفت عن الحياة مع رحيل صاحبها كما لو ان لسان حاله كان يقول "ليس هناك هيغلي من بعدي". وكذلك حال الماركسية بعد ماركس. فالفلسفة العظيمة لا تعيش بعد رحيل صاحبها كما لو ان هذا الموت هو ثمن مجدها الحتمي، والا فهي ايضا ستغدو، كغيرها، مجرد واحدة من تلك الجثث الكأداء التي صار يمتليء بها على مر الزمن تاريج الفكر الفلسفي الاصيل.

وهذه فكرة لا يستبعد قبول ماركس بها رغم كل المظاهر المعاكسة ورغم زعم معظم الدوغمائيين الماركسيين بأن الماركسية هي "فلسفة علمية". اذ لا يمكن لفلسفة ما، بما فيها المادية الديالكتيكية، ان تكون علما حتى اذا تماهت حرفيا مع معطيات آنية لبعض العلوم. اذ أن التماهي المذكور يظل وهميا الا اذا اخذناه ببعده النسبي المحض. بلا ريب، تتسم الفلسفة الماركسية بعلاقة قوية مع الاقتصاد السياسي وبعض العلوم التطبيقية للقرن التاسع عشر، الا ان علاقتها بالفلسفة الكلاسيكية الالمانية السابقة لا سيما الهيغلية تظل المنطلق او الاساس الجوهري بغض النظر عن جدية قطيعتها معها. حتى ان علاقة ماركس مع مادية لودفيغ فيورباخ الصارمة والميكانيكية كانت لتغدو اكثر قسوة على فلسفته لولا ذلك الحنين الخفي الى الهيغلية وليس الى ديالكتيكها وحسب بل اليها كفلسفة اتهمت بالمثالية وحتى الرجعية جزافا.

لكن ما رأي ماركس في الفلسفة؟ هذا السؤال يحيلنا بشكل لا مفر منه الى السؤال عن رأي ماركس في الهيغلية. اذ ان الفلسفة في ذاتها في نظر ماركس ليست شديدة الغرابة كما تبدو للوهلة الاولى انما، كما لاحظ المفكر الفرنسي جان هيبوليت من قبل، يمكن رؤيتها دفعة واحدة في الفلسفة الهيغلية التي هي كل تاريخ الفكر الفلسفي الحق من ارسطو الى نهاية المطاف، او الى هيغل على الاقل الذي بدا لجيل ماركس كله بمثابة الفيلسوف الاخير الذي يكثف فكره ماهية الفلسفة كلها الى درجة يبدو معها ان ليس بوسع المرء ان يتفلسف حقا بعد هيغل. وبالتالي فان السعي الى دحض هيغل، من وجهة النظر هذه، يبدو سعيا لدحض الفلسفة نفسها كما لو ان ازمة الهيغلية هي ازمة الفلسفة ذاتها. ولعل اخلاص ماركس لهذا التصور سيقوده الى تلك الاطروحة الناسفة لكل تاريخ مستقبلي للفلسفة "المثالية" بقوله "إن الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسروا العالم بأشكال مختلفة و لكن المهمة تتقوم في تغييره". ففي اساسها يكمن كل معنى وغاية النقد الذي يوجهه ماركس الى الفلسفة الهيغلية، ولا سيما الى فلسفة الحق والدولة، وهو نقد ينطوي على مكامن ضعف اكيدة برأينا.

ومع ذلك، من المهم القول هنا ان ماركس لا يفهم الا من خلال اعماله الفلسفية، بل ان قراءة رأس المال بوجه خاص لا تبدو ممكنة دون ان ان تسبقها قراءة نقد ماركس لفلسفة الحق عند هيغل التي يقدرها ماركس تقديرا عظيما ويستشهد بها احيانا.

وكارل ماركس بهذا المعنى وريث الفكر الجدلي الهيغلي. فبرغم انه يرى، عكس هيغل، إن حركة الفكر ليست إلا انعكاسا لحركة المادة، فانه وكذلك انجلس، اعتبر الديالكتيك الهيغلي أوسع مذهب من مذاهب التطور وأوفرها مضمونا وأشدها عمقا وأثمنها قيمة حققته الفلسفة الكلاسيكية الألمانية والفلسفة ككل.

كما ان ماركس هو ايضا مكتشف ذلك السر العميق والحي الذي يقف وراء الحيوية المذهلة والعفوية لكل التاريخ الانساني وهو ان الحياة الفعلية هي الهدف بغض النظر عن الموقف الاخلاقي او الايديولوجي او السياسي ومن هنا ذلك الكشف الساحر عن القوى المجهولة لكن القاهرة التي تحكم العالم الراسمالي الراهن (لا سيما اثنان منها هما قوانين الصراع الطبقي وفائض القيمة منتج الرأسمال المقترن بتحويل العمل الانساني الى بضاعة) والتي اكتشفها ماركس حصرا لتكشف بدورها عن عبقرية تفرد بها كعالم اقتصادي وجعلته اعلى مكانة من كل اقتصاديي عصره البرجوازيين منهم او الاشتراكيين.

وكتاب فرانسيس وين يضعنا ايضا، وربما دون تخطيط مسبق، امام خارطة شاملة حول احاطة ماركس الواسعة بالعدد الهائل للاعمال الادبية والفنية الكلاسيكية والمعاصرة له، الى جانب المؤلفات الاقتصادية والعلمية والفلسفية. فهو يثيرنا بمعرفته العميقة بواقعية الروائي الفرنسي اونوريه بلزاك، النقدية والساخرة، او الروائي البريطاني لورنس ستيرن وخاصة شارل ديكنز الذي تركت رواياته الواقعية نكهة ديكنزية في الكثير من صفحات رأس المال، كما بمعرفته الحميمة بالنصوص الادبية الاوربية الكبرى لشكسبير او دانتي او غوته او سوفوكليس او فرجيل. وهو يثير دهشتنا حينما نعرف انه وبينما كان منشغلا ايام دراسته الجامعية بكتابة اطروحة عن فلسفة القانون، سيخصص وقتا مهما لدراسة تفصيلية عن تاريخ الفن الذي ألفه وينكلمان، كما بدأ يعلم نفسه الانجليزية والايطالية، وترجم كتابي جيرمانيا لتاسيتوس و الخطابة لأرسطو وغير ذلك دون ان نغفل الوقت الكثير الذي كرسه ماركس للصحافة والنضال اليومي حتى اعتبره البعض فنانا خلاقا ومبدعا في كل هذه المجالات معا وهو ما انعكس بداهة في كتابه "رأس المال" ليجعله عملا فريدا وعبقريا بذاته.

لكن مؤلف هذا الكتاب يكشف بما لا يقبل الجدل ان ماركس لم يفكر لحظة ان يصبح يوما ما ذلك الزعيم العالمي الذي تتبناه القوى العظمى كالاتحاد السوفييتي السابق والصين. بل لم يتوقع ان تنتشر كتاباته وافكاره الى كل العالم. فقد كان جل طموحه ان ينتهي من كتابة مؤلفه "الرأسمال" وان تصل افكاره الى بعض اوساط الحركة العمالية العالمية وفي اوربا الغربية خاصة.

بيد ان ماركس ظل ثوريا كبيرا على الدوام كما تثبت ذلك وقائع حياة قاسية لم يتأوه منها قط ونشاطات وكتابات يشهد بألمعيتها حتى الاعداء بل خاصة الاعداء ومنها مؤلفات مبكرة ومقالات اشتهرت بفضلها وحدها المجلات والدوريات التي حملتها. فلقد امضى معظم حياته ثوريا مشردا تلاحقة شرطة عدة دول اوربية مما اضطره الى التغرب في لندن بعيدا عن وطنه المانيا معانيا العوز والعزلة عن الاصدقاء فيما ظل بعض كتاباته السياسية والاقتصادية غير منشور حتى الحرب العالمية الثانية احيانا. الا انه ظل قبل ذلك انسانا كبيرا واخلص تلقائيا لهذا البعد الانساني فيه ومن هنا اليقين الذي يدافع عنه فرانسيس وين بان ماركسية ماركس لم تكن ايديولوجيا بقدر ما كانت عملية نقد ديالكتيكي متواصل وواثق.

لكن هذا النقد يبلغ اشده بل يصبح ساخرا وجارحا عندما يتعلق الامر بنقد النظام الرأسمالي القائم على الاستغلال وسرقة فائض القيمة والمستمر منذ قرون بالتحكم بحياة المجتمعات الحديثة خالقا المزيد من البؤس. وهذا ما نجده متجسدا بشكل رائع في كتاب "رأس المال" الذي اراده ماركس قطعة ادبية ايضا بل نصا خالدا ما دامت الرأسمالية وبشاعاتها على قيد الحياة.

يليه الفصل الاول



#سعدي_عبد_اللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل السلام الذي ترعاه: أحمد مختار مشرفاً موسيقياً في مشرو ...


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعدي عبد اللطيف - كتاب : -كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين