حسين القطبي
الحوار المتمدن-العدد: 1121 - 2005 / 2 / 26 - 12:38
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
حياة تبدو طبيعيه، في بلد بديمقراطيه ناشئه، تتنافس الشخصيات بالحلال لارتقاء المناصب.
تحالفات، حوار، تجاذبات بين من هم في البرلمان ومن هم خارجه.. من شارك في الانتخابات وفاز، ومن تمنع بدلع ثم ندم.
البرلمان هو الوجه الاول، والوجه الثاني هو الشارع، وتساؤلاته، والتي غالبا ما يثيرها الباعه على حافات الارصفه، كم هي طبيعيه حياة ابناء الشهداء، وعوائلهم التي فقدت معيليها في عراق يقسي على الفقراء اكثر من قساوته على المجرمين؟ وكم هي طبيعيه حياة العوائل المهجره التي عادت هذا الشتاء لمدنها دون ان تجد ماوى؟ او تلك التي اضطرت للسكن في الخرائب والزرائب نتيجة الارتفاع الفلكي الاجرامي لاسعار العقارات؟ هل هنالك الكثير ممن يدركون كم هي طبيعيه حياة الاطفال وانتطام مواعيد التطعيم والتلقيح ومستوى صلاحية مياه الشرب؟ وكم هي طبيعيه مكانة كل هذه المستعصيات وشبيهاتها في عملية التنافس على السلظه؟
اسئلة بودي لو سمع بها الدكتور اياد علاوي والمهندس غازي الياور والاستاذ بختيار امين لتقييم مرحله اصبحت على مشارف الغروب، ولممثلي القوائم التي دخلت البرلمان من اشرف ابوابه، عبر ما سمي بالثوره البنفسجيه، لمرحلة في طور الشروق، كم هي طبيعيه عملية التنافس الديمقراطي على السلطه في عراق اليوم؟
عوائل الشهداء، والمهجره، وتلك التي انكمشت الى الخرائب تحت وطئة الاجارات، كلها ربما شاركت بالانتخابات، ولشجاعتها، ولطوابيرها في ذلك اليوم الحاسم يعود الفضل الاول والاخير في وصول كل السيدات والساده النواب، فكم منهم وضع الضمير امام المراة ليجيب على هذه الاسئله؟
ربما لا نستطيع ان نسائل الامريكان في 9 نيسان القادم، هل هي طبيعية ان يمر عامان ومازال صدام طليقا يسقي الزهور في جنائن خاصه، وشعب كامل يتحرق للمحاكمه؟
وقد لا نستطيع ان نحاور رجال المقاومه المسلحه، الذين صارت تستهويهم افران الصمون اكثر من مفارز الامريكان، هل شهوة الحكم واحتكار السلطه ومس الترويع والتشريد والتهجير، بل والذبح، بعد انبلاج الصبح واكتشاف معاناة الضحايا، امراض طبيعيه؟
طبيعي ان لايصغي الامريكان لي، ولا يحاورني المقاومون "الشجعان الملثمون"، فلا عوائل الشهداء، ولا المهجرون يعنوهم بشيئ، ولكن هل من الطبيعي ان لا يصغي السادة النواب والوزراء والاعلى منهم لجموع الملايين التي بايعتهم، وان يتحاشوا الاجابه على هذا السؤال:
هل الصراع على هذه المناصب "الحلال"، والحقوق الطبيعيه في تسنمها بمثل هذه الجرأه وامام عوائل الشهداء وتلك المهجره، قسرا او طوعا، ونزيلة الخرائب، هل طبيعة هذه المنافسه الاخويه الحاره بين رفاق الامس في مثل هذه الضروف القاسيه طبيعيه؟
#حسين_القطبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟