|
الابراهيمي يطرق ابواب بشار الاسد قبل طرق ابواب اردوجان وحمد والملك السعودي
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 23:08
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
"الابراهيمي" يطرق ابواب بشارالا سد بدلا من طرق ابواب اردوجان وحمد والملك السعودي
خليل خوري
في مشهد طغى عليه تفجّع امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ربما تأثرا على ما يبدو من تهدج صوته من الكوارث والماسي التي حلت بالشعب السوري نتيجة " استبداد وتسلط بشار الاسد " على مقدراته واستخدامه كافة وسائل القمع التي عرفها العالم لاجهاض ثورته السلمية ، وليس لاسباب اخرى ، مثل فرض الجامعة العربية حصار اقتصادي جائر على سوريا ، في هذا المشهد المؤثر الذي كان ينقصه فرقة لّطّامات استكمالا لتمثيلية العربي، اعلن مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي انه سيبذل قصارى جهد من اجل التوصل الى حل للازمة السورية يضع حدا لاعمال العنف التي تشهدها الساحة السورية ويحقق مطالب الشعب ، وانه لهذا الغرض سيتوجه الى سوريا وسيلتقي بالرئيس السوري فور وصوله الى هناك معترفا بان مهمته لن تكون سهلة بل ستواجه الكثير من العقبات وربما ستواجه لا قدّر وسمح الله الفشل والسئوال الذي يتبادر الى الذهن : لماذا يتجشم هذا المبعوث الدولي الطاعن بالسن عناء التوجه الى سوريا ثم الالتقاء بالرئيس السوري اي السير على نفس الطريق الذي سلكه من قبله كل من رئيس لجنة الرقابة العربية الفريق الدابي ومبعوث الامم المتحدة كوفي عنان وحيث اكد اسلافة المكلفين بحل المعضلة السورية ان الحديث مع بشار الاسد في المسالة السورية والتوصل الى تفاهمات معه بشانها لا تكفي بل ينبغى استكمالا للحل التوصل الى تفاهمات مماثلة مع اطراف عربية ودولية دخلت على خط الازمة السورية وباتت من ابرز اللاعبين فيها والاكثر قدرة وفاعلية من بشار في حل الازمة ؟ لو كرس الابراهيمي بعضا من وقته لقراءة التقارير التي وضعها الفريق الدابي ومن بعده كوفي عنان بدلا من الالتقاء برئيس الوزراء القطري جاسم بن حمد والاصغاء لساعات طويلة لشروحات طرف غير محايد ومتورط في سفك الدم السوري فسوف يتوصل الى حقيقة مفادها ان النظام السورى قد قدم من جانبه تنازلات كبيرة من اجل تضييق فجوة الخلاف بينه وبين اطياف المعارضة السورية تمثلت في اجراء تعديلات جوهرية على الدستور السوري وفي ابداء رئيس النظام استعداده للتحاور مع اطياف المعارضة الوطنية التي ترفض التدخل العسكري الاجنبي في سوريا توصلا الى حل يرضي جميع الاطراف ، وايضا استعداده للتنازل عن منصبه في حال جرت انتخابات عامة وتحت اشراف دولي وتمخضت عن فوز مرشح اخر ، كما تمثلت في تشكيل حكومة سورية يشارك فيها رموز معروفة بمعارضتها للنظام وباستنادها الى قاعدة شعبية خلافا للمعارضة الاسطنبولية التي تتشكل اذا ما استثنينا الاخوان المسلمين من معارضين افراد اغلبهم غير معروفين لرجل الشارع السوري . ولو توسع الابراهيمي في قراءة تقارير مبعوثي الجامعة العربية والامم المتحد فسوف يضيف الى معلومات حول الوضع السوري معلومات مفادها ان الحراك الشعبي السوري او الثورة السورية ان صح التعبير قد توقفت منذ اشهر طويلة بعد ان ادرك القطاع الاوسع من الشعب ان حراكا شعبيا يقوده شبان مراهقون ونفر من المشايخ الوهابيين ولا يقوده مفكرون وفلاسفة وقادة ثوريون تمرسوا في النضال واستوعبوا قوانين الثورة وادارة دفة الصراع لن تحقق مطالب الشعب السوري المتمثلة باقامة دولة مدنية تكفل الحريات العامة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ، والمشاركة الشعبية في صنع القرار، وتحقيق العدالة الاجتماعية الى اخره من المطالب، بل سيحقق اهداف الجماعات الاسلامية التي ركبت موجة الحراك وحرفته عن مساره الى مسار لن ينتج عنه الا الاستبداد والارهاب الديني والتخلف الحضاري الذي تسعى هذه الجماعات وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين على نشرة وتجذيره في سوريا ، كما سيقود الى ما سيشهد ه الابراهيمي بام عينيه من الفوضى ودتمير البنى التحتية والى نزوح ملايين السوريين من مدنهم وقراهم هربا من اعمال العنف الى المناطق الامنة في سوريا والى الدول المجاورة لها . كما قلنا لو قرا الابراهيمي تقارير اسلافه لما سلك طريق دمشق بداية بل سلك طرقا اخرى تؤدي الى عواصم الدول التي يلعب زعماؤها على الساحة السورية بهدف تدمير الدولة السورية والحاقها بمناطق نفوذ هذه الدول ، فاذا كان من متطلبات حل الازمة السورية ووقف نزيف الدم السوري تجفيف منابع تسليح وتمويل ما يسمى بالجيش السوري الحر وعصابات الاخوان المسلمين المسلحة فلا يستطيع الابراهيمي ان يحرز اي تقدم في هذا المسالة الا اذا توجه في مستهل تعاطيه مع الملف السوري الى مضارب خادم الحرمين على اعتبار ان اصل المشكلة وجذورها تكمن هنا وحيث بات معروفا للقاصي والداني ان النظام السعودي قد دخل على خط الازمة السورية منذ بداية الحراك الشعبي و ضخ كثيرا من الاموال الى الجيش السوري الحر والى عصابات ا الاخوان المسلمين من اجل ان تقوم هذه العصابات بتنفيذ المخطط السعودي الهادف الى الى اشعال ثورة طائفية سنية ضد النظام وضد الاقليات الطائفية والدينية في سوريا ومن ثم الى اسقاط الدولة شبه العلمانية يحل محلها نظام وهابي على شاكلة النظام الرعوي القرووسطي القائم في مشيخة السعودية . كما بات معروفا للقاصي والداني ان هذه الجماعات المسلحة ما كانت تتغول ويتعاظم نشاطها الاجرامي على الساحة السورية لولا الدعم المالي الذي تتلقاه من السعودية وقطر وانه في اللحظة التي تتوقف فيه هذه المشيخات عن تقديم الدعم لهذه العصابات فسوف يتراجع نشاطها الى ادنى مستوياته، ولهذا فان الدور المطلوب ان يقوم به الابراهيمي لمعالجة هذه المشكلة يتلخص في دعوة خادم الحرمين بوقف ضخ الاموال الى هذه العصابات تمشيا مع المواثيق الدول التي لا تسمح لاي دولة في العالم التدخل في شئون دولة اخرى ، وتفاديا للهزيمة السياسية التي ستلحق بالسعودية بعد ان اصبحت سوريا مقبرة لعصابات الاخوان المسلمين المسلحة . كما ينبغي على الابراهيمي بعد ان ينتهي من مهمته في مضارب ال سعود ان يسلك الطريق المؤدية الى انقرة لابلاغ السلطان العثماني اردوغان رسالة مماثلة . ولا نريد للابراهيمي ان يسلك الطرق التي تؤدي الى واشنطن وتل ابيب وباريس ولندن فهذا جهد لا يتحمله رجل طاعن في السن ناهيك عن هذه الدول لا تمتلك اي تاثير على الساحة السوري بدون التدخل لمباشر من جانب اصدقائها في الدول المجاورة لسوريا ، كما لانريد ه اجتراح معجزة من اجل حل مشكلة بات من المؤكد ان الجيش النظامي السوري قادر على حلها بالقضاء على جماعات الاخوانية المسلحة ، لان كل المطلوب من الابراهيمي هو ان يمتلك الارادة السياسية حتى يسلك هذه الطرق ؟ وفي حال فشل مهمته ان يضع الابراهيمي النقاط على الحروف فلا يحمل مسئولية فشلها للنظام السوري او لاطراف مبهمة بلا اسماء وعناوين كما حملها سلفه كوفي عنان، بل يحمل مسئولية صب الزيت على نار الازمة السورية لكل من اردوجان وحاكما مشيختى قطر والسعودية ... .
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلاقة الجدلية بين رقبة مرسي العياط وسفك دماء الشعب السوري
-
حكومة الطراونة والحلول المالية الترقيعية
-
هل بات الاردن ماوى للاجئين السوريين ام ماوى لعناصر الجيش الس
...
-
هل يسحب مرسي العياط دباباته من سيناء استجابة للتحذير الاسرائ
...
-
ابو الهول السوري يلتزم الصمت حيال الاخبار المتعلقة بانشقاقه
...
-
مرسي العياط ينفذ انقلابا بالتنسيق مع المخابرات المركزية الام
...
-
اخطاء قاتلة ارتكبها بشار الاسد لو ارتكبها رئيس اخر لاستقال م
...
-
حلب من منطقة امنة للاخوان الملتحين الى مقبرة لهم
-
الاردن يغادر المنطقة الرمادية في تعاطيه مع النظام السوري
-
تدمير الاقتصاد والجيش السوري هدية الاخوان المسلمين لاسرائيل
-
هل توجه مرسي العياط الى السعودية لتقبيل يدي خادم الحرمين الش
...
-
رغم ازمته المائية والمالية الاردن اصبح ملاذا للاجئين السوريي
...
-
انتخاب ابو سكسوكة مرسي حدث تاريخي وفريد من نوعه !!!
-
الله اكبر ولله الحمد فوز مرسي سيعجل بتحرير فلسطين والاندلس
-
تناغم في المواقف بين هيلاري كلنتون وبين الاخونجي محمد مرسي
-
محاكم التفتيش السلفية تنفذ احكام الاعدام في مواطنين خالفوا ت
...
-
اوباما يامر بشن هجمات ضد الجيش السوري دعما للجماعات الاخواني
...
-
حكم الفلول لمصر ولا حكم الاخوان الملتحون
-
هزيمة حرب حزيران سنة 67 من المسئول : نظام عبدالناصر ام النظا
...
-
بشار الاسد فشل في مواجهته للعصابات الاخوانية المسلحة فهل يبا
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|