أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اسماء اغبارية زحالقة - رئيس الاركان الاسرائيلي ينعى السياسة















المزيد.....

رئيس الاركان الاسرائيلي ينعى السياسة


اسماء اغبارية زحالقة

الحوار المتمدن-العدد: 264 - 2002 / 10 / 2 - 01:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كيف تحول رئيس هيئة الاركان الى المتحدث السياسي الرئيسي في اسرائيل؟ الواقع ان تصريحات يعالون تعبر عن طبيعة المرحلة الحالية التي فقدت فيها السبل السياسية والدبلوماسية دورها واستبدلتها السبل العسكرية والعنيفة على الصعيد العالمي والمحلي.
 

اسماء اغبارية

 

هكذا كتب اليكس فيشمان، المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت احرونوت" (9 تموز)، لدى تسلم موشيه يعالون رئاسة هيئة اركان الجيش الاسرائيلي: "انه الرجل الذي يدير اخطر واكثر المشاريع تكلفة في اسرائيل، وهو الذي عليه ان يقدم التقارير في حالات فشل العمليات العسكرية. لذلك عليه ان يتدخل في بلورة السياسة وليس ان ينتظر تلقي التعليمات. ولذلك ايضا عليه ان يعبر عن آرائه علناً وبصوت عال، حتى لو لم يحظ رأيه باعجاب هذا السياسي او ذاك، وحتى لو وُجّهت له الانتقادات. تدخله هذا ليس حق، انه واجب". بعد اقل من شهرين يبدو ان يعالون نفّذ حرفيا هذا التقدير.

في اجتماع للحاخامين، وفي مقابلة اجراها الصحافي آري شابيط لملحق صحيفة "هآرتس" (30 آب)، اعطى رئيس هيئة الاركان تصوره لماهية الصراع العربي الاسرائيلي. في نظره الخطر الفلسطيني اصبح مصدر خطر وجودي و"سرطاني" على اسرائيل، واهم حرب في تاريخ الدولة اليهودية بعد حرب ال1948، ولحسم المواجهة لا بد من إفهام كل فلسطيني ان الارهاب لن يقود لتحقيق انجازات سياسية. وحتى ذلك الحين لا يجب على اسرائيل الانسحاب من اي شبر في المناطق الفلسطينية كيلا يفسر هذا كاستسلام وضعف امام سلاح الارهاب.

اثارت هذه التصريحات جدلا واسعا في اسرائيل اولا بسبب مضمونها ومعانيها الاستراتيجية بالنسبة لسبل مواجهة الصراع التاريخي، وثانيا لمجرد التصريح بها الذي اعتبر تجاوزا للصلاحيات وتدخلا من رجل عسكري في صنع السياسة، مما اعتبر تهديدا لاسس الديمقراطية.

 

انتهاء عهد السياسة

كيف تحول رئيس هيئة الاركان الى المتحدث السياسي الرئيسي في اسرائيل؟ الواقع ان تصريحات يعالون لا تعبر عن رغبة شخصية للتدخل في السياسة، بل عن طبيعة المرحلة الحالية التي فقدت فيها السبل السياسية والدبلوماسية دورها واستبدلتها السبل العسكرية والعنيفة على الصعيد العالمي وتحديدا التوعد الامريكي للعراق بالهجوم عليه واسقاط نظامه، الامر الذي يترك بلا شك تأثيره على السياسة المحلية.

عملية "السور الواقي" ثم "الطريق الحازم" تعني انتهاء عهد الشركاء، وبداية عهد يأتي فيه الطرف الاضعف مهزوما تماما. وكان هدف العملية الاولى القضاء على السلطة وهدف الثانية القضاء على المقاومة الاسلامية، وفي هذا الوضع لا حاجة لاستراتيجية سياسية.

رغم كون يعالون مسؤولا عن جيش قوي ومتطور فهو لا يواجه جيشا بل شعبا، ومن هنا يفقد الاسلوب العسكري فاعليته في حسم المعركة، وتحل محله السياسة القمعية لقهر الارادة السياسية للشعب المقاوم. الوسيلة لتركيع الشعب الفلسطيني حسب يعالون هي من خلال تغيير عقلية ونفسية الفلسطينيين حتى يدركوا ان الارهاب لن يجلب اي نتيجة.

مقولة "اعطوا الجيش ان ينتصر" – لم تعد شعار اليمين المتطرف في اسرائيل بل اصبحت البرنامج الرئيسي الذي يحدد السياسة ويطالب باخضاع الحكومة وكامل مؤسسات الدولة لتنفيذه. وبما ان اسرائيل امام خطر وجودي، فان اي تنازل او انسحاب من مستوطنة "في ظل الارهاب والعنف يقوّي الارهاب والعنف، ويهددنا بالخطر"، واي نقد في صحيفة سيفسر فورا كخيانة سيدفع الاسرائيليين ثمنها وستخدم بالضرورة الاعداء.

الثقة التي يتكلم بها يعالون مستمدة من الحكومة الاسرائيلية نفسها ورئيسها اريئل شارون الذي صرح في عدة مناسبات بتأييده لتصريحات يعالون. ان تدخل رئيس هيئة الاركان في السياسة يعبر في الواقع عن الفراغ السياسي الذي خلقه انهيار نظام اوسلو، وفقدان اليسار الاسرائيلي اية رؤية للتعايش مع الفلسطينيين، وانقضاء عهد السلطة الفلسطينية كشريك سياسي لاسرائيل.

المشكلة انه حتى لو افهمت اسرائيل كل فلسطيني ان الارهاب لن يجدي، مهمة بحد ذاتها مستحيلة، فماذا سيكون من بعد؟ لا احد يقدم الجواب. والواقع انه ليس هناك جواب.

 

جذر المشكلة: العرب لا يقبلوننا

جذر المشكلة في رأي رئيس الاركان: "ليس الاحتلال بل عدم اعتراف العرب بحق دولة اسرائيل في الوجود كدولة يهودية". بالنسبة له القيادة الفلسطينية كلها ترفض الوجود الاسرائيلي ورئيس السلطة، ياسر عرفات، نفسه لا يزال متمسكا بنظرية القضاء على اسرائيل على مراحل: "ايلول 1993 (اوسلو) كان بالنسبة للقيادة الفلسطينية حصان طروادة من خلاله دخلوا الاراضي الفلسطينية ليحاربونا من الداخل، وايلول 2000 (تاريخ اندلاع الانتفاضة) كان موعد الخروج من بطن الحصان".

لا شك ان هذا التصريح ينسجم تماما مع توجه الحكومة الاسرائيلية والادارة الامريكية التي قررت عدم التعامل مع القيادة الفلسطينية الحالية وتهميش عرفات بعد ان فشل في حماية مصالحهما.

ولكن تجدر الاشارة الى ان الادعاء ان العرب لا يقبلون باسرائيل ليس جديدا، بل يرافق صانعي السياسة الاسرائيليين منذ بدء الصراع. اتفاق اوسلو لم يكن انحرافا او تغييرا لهذا النهج، بالعكس. فقد كان هذا الاتفاق محاولة لاحتواء العرب، وكان احتفاظ اسرائيل لنفسها بالسيادة العليا وابقاء العرب منحطين على كل الاصعدة، نابعا من خوفها الدائم بانها اذا اعطتهم ان يحكموا فسيطردوها من الشرق الاوسط.

ولا بد من القول ان المخاوف الاسرائيلية مؤسسة على حقيقة ان الصهيونية هي في جوهرها ومجرد تعريفها ايديولوجية تفوقية قائمة على الاستيطان وقمع شعب آخر، ولها طموحات في التفوق الاقليمي ايضا. وفي هذه الحالة لن يتم لاسرائيل فرض هذا التصور الا بالقوة لان اي شعب آخر بطبيعة الحال لن يقبل ان يكون منحطا باختياره.

الفشل في تمرير اتفاق اوسلو، والفراغ الكبير في مجال الحلول السياسية وعدم وجود شريك في الطرف الفلسطيني مستعد وقادر على التعاون معها في تمرير سياستها، اعاد اسرائيل من جديد وبغير ارادتها اطلاقا الى احتلال المناطق الفلسطينية، لتجد نفسها امام قنبلة اجتماعية من ستة ملايين فلسطيني عليها ان تتحمل مسؤوليتهم، هذا هو مصدر الخطر الوجودي على اسرائيل، وهذا ما يفسر عسكرة النظام في اسرائيل في ظل غياب الحلول السياسية. 

 الصبار آب 2002 عدد 155

 



#اسماء_اغبارية_زحالقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المؤقتة اختراع محكوم بالفشل
- عرفات، الاصلاحات وقلة الخيارات
- المبادرة السعودية تهيئ للانتداب الامريكي
- "رجال في الشمس" لغسان كنفاني على مسرح جامعة حيفا
- العراق على هامش القمة العربية
- من يطفئ النار؟
- المبادرة السعودية استفزاز للرأي العام العربي
- امريكا والسعودية في غرام وانتقام
- "راب" عربي "روح شابة وبذور تمرد
- بعد طالبان امريكا تواجه الاسلام السياسي
- اولى حروب القرن امريكا تحارب الارهاب والحلفاء


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اسماء اغبارية زحالقة - رئيس الاركان الاسرائيلي ينعى السياسة