أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - سورية العظمـــى















المزيد.....

سورية العظمـــى


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1121 - 2005 / 2 / 26 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن الشوفينية والتعصب وحب الذات,ومن واقع الحال ,فسوريا اسم قبل كل الأسماء,وأكبر من كل الأقوال,وحضارة قبل كل الحضارات,ووسام تزين به كل القامات والصدور والهامات وكما أشار أحد الفلاسفة والمفكرين الكبار, بأن لكل انسان وطنان: بلده الذي يعيش فيه ,وسورية لأنها أم الإنسان ,وأصل ومنبع الحياة.
ففجأة ودون سابق إنذار, وبين عشية وضحاها,يحاول البعض تذكيرنا بذلك, وبما نعرفه منذ أن رضعنا الحب والخير من ذاك الصدر العارم بالخصوبة والبركة والتنوع والثراء. ننام ونصحو لنكتشف أن سوريا,ومن خلال هذا التهويل المحموم, قد عادت دولة عظمى,ولكن بشكل آخر, وحلت محل الإتحاد السوفييتي البائد كقطب عالمي في مواجهة دعاة الحروب وعشاقها War Mongers , الذين يتنقلون من مكان إلى آخر لإشعال الفتن والحروب, ونشر الدمار تحت شتى الذرائع والأسباب.وتتصدر سوريا الآن نشرات الأخبار في كل دول العالم, والفضائيات, وبكل اللغات ,ويصبح أمن العالم وسلامته ,فجأة,بيد سوريا التي تملك القوة الخارقة في وجه العالم, وتقف وحيدة في مواجهة القطب الأوحد المتمثل بأمريكا صاحبة القوة الأسطورية برا,وبحرا ,وجوا.وأن لجم هذا الوحش الكاسر يعني الضمان والأمان. ونسي العالم أن سورية دولة من دول العالم الثالث ,وعندها ,مثلها مثل غيرها , الكثير من المشاكل والهموم التي لا تحسد عليها.ولكن يبدو ,ومن منظور" لعبة الحرب" تلك ,أصبحت في مرمى الهدف,وأصبح استهداف سوريا Targeting Syria ,هو التالي على أجندة "الإستهدافات" الكثيرة والمرشحة والتي يبدو أنها ستطول ,والخطة واحدة ولكن,في كل مرة , تتبدل فقط الأسماء .ورأينا الخطر الكبير المحتمل الذي" كان يشكله يوما ما "حبر الطغاة الأكبر",وتبين فيما بعد أنه لم يكن أكثر من جرذ غائر في الأوكار .فلا يفرح المصفقون الآن, فقد يتبادل الجميع الأدوار,وقادمات الأيام ستظهر الكثير من المخبوءات. وأصبحت سوريا الهدف التالي, في نظر هؤلاء , بعد الهدوء النسبي الذي يبدو أنه يسيطر على الساحة العراقية,وبعد ملاحقة فلول الإرهاب الأسود.لأن الإرهاب لم يحقق في يوم من الأيام أي نصر, بدءا من بادر ماينهوف الألمانية ,مرورا بالألوية الحمراءRed Brigades الإيطالية, وانتهاء بالتمثيلية التافهة لجماعة النصرة والجهاد الخلبية في بلاد الشام.

وبغض النظر عن كل الذرائع والأسباب ,تدخل اللعبة مرحلتها الأهم والأخطر, وهي التمهيد الإعلامي والشحن النفسي الذي يسبق هدير الأحذية العسكرية في الميدان ,وهو أصبح عرفا في فن الغزو وانتهاك السيادات, وستأتي دائما قبل التمهيد المدفعي ,وإطلاق الكروز والتوماهوك في الفضاء.وتظهر سوريا الآن في الإعلام العالمي كمركز ,ومحور للشر والعدوان . ولا تخلو نشرة أخبار ,وبمختلف اللغات ,أو اجتماع ثنائي من الإشارة لهذا الموضوع الحيوي الهام ,وتتضمن كل النشرات الإليكترونية بلغة الضاد وغيرها, الكثير من التحليلات ,والتصورات, والآراء والأخبار ,عما ستؤول إليه الحال .ويجتمع حلف الأطلسي بكل هيبته وبهائه وسطوته في بروكسل لمعرفة كيفية درء هذا الخطر الداهم القادم من سوريا .وتظهر كلها سوريا كدولة عظمى, تتحكم بالأمن والسلم في العالم ,ومستقبل العالم مرهون بما يتم اتخاذه من قرارات ,وتصبح دمشق ,بدلا من واشنطن ,وباريس ,وموسكو,ولندن ,مركز القرار في الكرة الأرضية.علما بأنه حتى الآن لم بفتح إلا ملف الإنسحاب من لبنان,وما المانع في أن يكون هناك أيضا وفي مرحلة ما ,ملف نووي ,وآخر لأسلحة الدمار الشامل ,وآخر للديمقراطية ,وإلى نهاية قائمة التهم المعروفة؟ فيما يدحض "النافي" الرسمي كل ذلك .وهذا أصبح اسم المستشارين الإعلاميين الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد,والذين يسسطرون على الساحة الإعلامية السورية منذ عشرات السنين ,وكأن سورية العظيمة عقمت عن إنجاب غيرهم ,والذين أوصلوا سوريا بما لديهم من تخشب, وتجمد, وضيق في الأفق, وتحجر إلى هذا المأزق, الذي لا تحسد عليه أبدا في كل المجالات.وبدت وكأنها قد خرجت للتو من عصر الديناصورات,وكهوف التاريخ والزمان. فحين يخرج "النافي " ليردد كليشيهات أكل عليها الزمان ,ويخاطب عقول الأطفال والجهال ,ويقرأ صفحات من كتاب تفسير الأحلام,في غمرة هذا الأوار,يدرك الجميع عمق المأساة ,وفداحة الخسارة,وحجم الهوة مع المنطق ,والبعد عن اتجاه المسار.وأصبح دفع التهم بالجملة هو الشغل الشاغل لهؤلاء, بنفس اللغة التي كانوا يستعملونها أيام عز الشباب, بعد أن بلغوا من العمر السياسي والمهني عتيا,ولا يرغبون بالترجل والإحالة على المعاش.

هذا ما يحاول أن يصوره ويرسمه الإعلام في هذه الأيام ,ونحن نقول,وبعيدا عن حاملي الخناجر والسكاكين والنبال والسهام, والسبّابين اللعّانين الشامتين الألداء, فعلا إن سوريا دولة عظمى ,حين تتصالح مع ذاتها لتقف بوجه الأعداء,وحين تستقوي بالشعب, ضد أعدائه وليس بشيء سواه ,وحين يكون الشعب سيدا ,ومشاركا في كل القرارات, كريما معافى ومتحررا من كل خوف وتسلط وإرهاب.وسوريا العظمى فعلا, هي التي تحترم القوانين ,والمعاهدات, والإلتزامات. وتتكلم بلغة الاعتدال وتصغي للغة العقل ومنطق الأشياء. وسورية العظمى, هي التي يشعر الجميع فيها بالأمان ,وليس فيها "مشبوه" وملاحق ,وخائن ,ومطارد, ومنفي,وخائف ,وجبان, وباحث عن جواز سفر,ووثائق إثبات وأوطان,ولا يطرق فيها "أحد" الأبواب في منتصف الليالي ليبحث عن الأفكار, والأحلام تحت وسادات الأطفال,أويغيّب قارئ لمقال انترنتي خلف القضبان والأسوار .سورية العظمى, هي التي لا تصادر الرأي ,والمواطن ,والأفكار, وتطلق العنان ,وتفسح المجال لنسائم التحرروالانعتاق,وحرية التعبير والنقد والكلام , وتسحب كل الذرائع, والمبررات من أيدي الطامعين والغزاة ,وتتخلص من كل "البنى الرثة" المقيتة, والمتهالكة التي لوثت سمعتها ولم تفلح في خلق الطمأنينة والراحة والأمان لأحد على الإطلاق. سوريا العظمى, هي التي تتخلص من كل البقع السوداء التي تلطخ الوجه الجميل الناصع البياض,والتي أنهكت الجميع على الدوام. سورية العظمى, هي التي تستمع لأبنائها المحبين العاشقين المخلصين لها ,وليس لأصحاب المنافع والشهوات,والمصالح الضيقة الآنية والذين تحركهم النوازع و الأهواء . سوريا العظمى ,هي المتجددة دائما والتي تجدد الخطاب السياسي ,والإعلامي ,والإقتصادي ,وترمي وراءها ,أثقال ,وأعباء ,وأحمال الماضي المرهقة.هذه هي سوريا العظمى ,وعند ذلك فقط سيخشاها,ويرهب جانبها ,ويحسب حسابها الأعداء.وتسحب البساط من تحت أقدام الجميع ,وتنزع فتيل الأزمة بهدوء ,وبعيدا عن كل المخاطر والأهوال,واحتمالات الانفجار.....



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن أمة من الجهـــلاء؟
- دروس في الديمقراطيـــة
- الحـــــرب الإليكترونية
- بالـــونات الهواء
- مجانيـــن بلا حــــدود
- لوحــــة من الصحراء
- عندما يموت الكبــــار
- الموت على الطريقة العربية
- الفالانتاين ..........عيد الحب
- الديكتاتورية هي الحـــل
- العلمــــانية والعولمة
- طل الصيبيح ولك علوش
- حــــروب المقاطعــــة
- إنهم يأكلون الأصــــنام
- السقيفـــــة
- سجناء بلا حــــدود
- فقـــــراء بلا حدود
- لاتحاكمـــوا هذا الرجل
- مواجهـــــــــة مع الذات
- محــارق وأوشفيتزات


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - سورية العظمـــى