أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكرياء الفاضل - -براءة المسلمين-؟!














المزيد.....

-براءة المسلمين-؟!


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 00:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا عنوان الفيلم الذي أقام العالم الإسلامي ولم يقعده رغم أن المتظاهرين لم يشاهدوه لسبب بسيط هو أنه لم يعرض بعد، حسب كاتب السيناريو والذي تقدمه الصحافة على أنه مصري قبطي. صحيح أن بعض المقاطع الشحيحة التي نشرت منه على اليوتوب تتضح منها كراهية المسلمين والإسلام (هنا لا بد للإشارة أن الحديث عن الأصوليين والسلفيين) بما لا يقبل الشك وتتهمهم بالعنف والإرهاب وكراهية الرأي المخالف ونبذه..إلخ، سيما المعادلة الرياضية الواردة بإحداها والتي تقول: إسلام + X = إرهاب -إسلام – X = إنسان. والسؤال المطروح هنا: من هو هذا X حتى ولو كانت المعادلة في مجال الرياضيات الفرضية؟ وللأسف لم ينتبه المتظاهرون لهذا اللغز ولم يحاولوا طرح السؤال. عوض ذلك امتثلوا لإرادة غيرهم وأدعنوا لعواطفهم وقاموا بإحراق وتفجير السفارات وقتل الديبلوماسيين، مما يجعل من هذا السخط والاحتجاج دعاية مجانية للفيلم ويؤكد صواب نظرته للمسلمين في أعين الإنسان الأوروبي والأمريكي والآسياوي.. والأهم من هذا هو أن صاحب الفيلم، حسب ما ادعته بعض الجهات الإعلامية العربية، مصري قبطي وليس أمريكي. وقد نشرت الجريدة الإلكترونية المغربية "شعب بريس" استجوابا (لقاء صحفيا) ادعت أنه مع صاحب السيناريو، والذي يؤكد أنه مصري قبطي يعيش في بلد ما لكنه ليس أمريكا، صرّح من خلاله أنه صاحب قضية تتعلق بإطلاق سراح أقباط معتقلين، وأنه قبل عرضه للفيلم اتصل بالحكومة المصرية وهددها بعرض الفيلم إن لم تستجب لمطالبه، فما كان من الحكومة المصرية إلا أن دعته لعرضه.
مهما يكن من الأمر يبقى، حسب اعتقادي، المهم هو من وراء هذه العملية، وهي فعلا كذلك، المدبّرة بذهاء وحنكة؟ ومن له مصلحة فيما يحدث حاليا من احتجاجات عنيفة في عدة بلدان؟ فظهور شخص يدعي أنه كاتب سيناريو الفيلم وأنه مصري قبطي عملية لا يستهدف من ورائها غير الفتنة الطائفية بهبة النيل، كما سماها هيرودوت، المؤدية إلى حرب أهلية. كما أن إلحاق الضرر بالسفارات الأمريكية وقتل ديبلوماسييها لن يُرجى منه سوى إضفاء المشروعية على التدخل العسكري الأمريكي بالبلدان المعنية واحتلالها تحت ذريعة حماية المواطنين الأمريكان ومحاربة الإرهاب وعلى رأسه تنظيم القاعدة، الذي أعلن براءته من أحداث بنغازي رغم أنّ علمه متواجد في الاحتجاجات العنيفة. أفلا تكون هذه بداية احتلال الشرق الأوسط وأول خطوة للشروع في إنشاء ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير؟
لقد ذكرتني هذه الأحداث بكاريكاتير أطلعت عليه بالفيس بوك منذ فترة وجيزة قبل الأحداث لسلفي وأمريكي دار بينهما حديث قصير على الشكل التالي:
السلفي: لماذا تساعدونا، فنحن أيضا سنقاتلوكم فيما بعد؟
الأمريكي: نحن نعلم، لكن نساعدكم لكي تكون لنا مشروعية احتلالكم.
أعتقد أن الكاريكاتير يجسد حقيقة ما يقع وسيقع إن بقي هؤلاء الملتحون عواطفا وعضلات وجماجم فارغة من كل مادة رمادية. فالاحتجاجات العنيفة التي تشهدها البلاد لن تحصد سوى الاحتلال وتأكيد تلك النظرة السلبية لكل من يمت بصلة للإسلام من أقباط ومارونيين وعرب وأكراد وأمازيغ ويساريين وعلمانيين..، بل وملاحدة ولادينيين لأننا جميعا ننتمي لمجتمعات إسلامية في غالبيتها ومتأثرين بها تربية وثقافة وتاريخا و.. لذلك لا بد من أن نقول كلمتنا الصارمة في وجه من يقولون شيئا ويعتقدون آخرا ويفعلون ثالثا. إن أوطاننا ليست لهم وحدهم، كما أنهم ليسوا بأولياء أمر عقيدة ولا فكر لأنه لا عقيدة لهم غير العنف ولافكر لهم غير الكراهية. فبالأمس كانوا يحرمون الربى والتعامل مع الأبناك التي تبني أرباحها عليه، واليوم هم يقترضون من صندوق النقد الدولي ويحلّلون التعامل معه. فأي إيمان هذا، وأية عقيدة هذه؟!!
إن التيارات الحداثية والحضارية إن بقيت مكتوفة الأيدي، في الوقت الذي يتهدد الخطر أوطاننا، ستتحمل وزر كل ما سيحصل مستقبلا من جراء حماقات الملتحين وتهوراتهم، لأن السكوت عن الجريمة مشاركة فيها.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب فتور الحراك الشعبي بالمغرب
- الذئاب المخزنية تنهش لحم بعضها في الصراع على كعكة الشعب
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 3
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 2
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 1
- الأبناك الإسلامية والتحايل على الجماهير الشعبية
- استخدام الدين لأهداف سياسية أو لماذا أعدم الحلاج؟
- مرة أخرى عن الشعبوية البنكيرانية
- التغيير في منظور عبد السلام ياسين
- محاكم التفتيش في ظل الربيع الإسلامي
- تازة تكشف عن عورة حكومة بنكيران
- نستمرّ أو لا نستمرّ؟ هذا هو السؤال
- المديونية ووعود حكومة العدالة والتنمية
- بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية
- عربون دار بنكيران من تشكيلتها
- البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير
- سرّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية
- ربيع الحياة الجديدة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكرياء الفاضل - -براءة المسلمين-؟!