أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - سيرة وذكريات - مابعد الثمانين - حين قررت الزواج ( قصة زواجي)















المزيد.....

سيرة وذكريات - مابعد الثمانين - حين قررت الزواج ( قصة زواجي)


عبد العزيز محمد المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 22:51
المحور: سيرة ذاتية
    


في السيرة الذاتية – مابعد الثمانين – حين قررت الزواج

لقد كنت أحلم بالزواج حتى قبل أن أدرك المراهقة ، وقد حدثتني أمي أني كنت منذ طفولتي المبكرة أختار أية جميلة من زائراتها لأجلس بحضنها وأتمتع بجمال وجهها واكتناز صدرها !!
وحين كبرت ظل حلم الزواج يأخذ الحيز الكبير من عاطفتي ، ولقد قرأت حديثا" طريفا" ساقه المفكر المصري ( سلامة موسى ) بكتابه المعنون كما أظن ( أحاديث الى الشباب ) فقد أوصى الشاب المقبل على الزواج أن يختار الشابة البيضاء اذا كان أسمر اللون ، والطويلة اذا كان قصيرا" لتحسين نسله ، كما أكّد على الاهتمام بالذكاء بدلا" من الثقافة لأن الثقافة تكتسب أما الذكاء فلا يكتسب !! ودعا الى أن تكون الزوجة أصغر من الزوج بحدود عشر سنوات ، وأكّد على الجمال قائلا" : فكّر بزوجة المستقبل وصورتها بعد عشر سنوات من الزواج .
في الثالثة والعشرين من عمري وفي سنة 1953 حيث كنت معلما" في قضاء ( الشامية ) التابع الى الديوانية وفي جلسة خاصة في احدى مقاهي الشامية كان يجلس بجانبي معلم من أهالي الشامية ، سألني : متى تفكر بالزواج ؟ قلت : الآن متى وجدت الفتاة التي تلائمني .
قال : وما شروطك ؟ قلت : أن تكون بيضاء لأنني أسمر ، وطويلة لأنني أميل الى القصر وتحسن القراءة والكتابة ومن عائلة محترمة لاتشوبها شائبة ! قال : لقد وجدتها وهي من طالباتي قبل عامين ، بيضاء ، عيناها خضراوان طويلة ليس فيها ما يعاب ، علما" بأن أباها (روزخون ) .. أي قارئ مناسبات حسينية ، قلت له : وهل أستطيع أن أراها ؟ قال : هذا مستحيل وبإمكانك أن ترسل أمك أو أختك لتراها بدلا" منك .. قلت: إن أمي وأخواتي بعيدات وفي محافظة ديالى ومع ذلك سأرسل امرأة أعرفها لهذا الغرض . وفعلا" أرسلت امرأة قالت لي : مقدما" لا حاجة لرؤية البنت فهي جميلة ولا عيب فيها وعلينا التفاوض مع أمها لمعرفة المهر الذي تريده وهل هناك مانع من قبولك زوجا" لابنتها ؟
ذهبت المرأة وفاتحت أمها فوافقت فورا" لأن المعلم آنذاك حلم لكل فتاة ولكنها طلبت مهرا" غاليا" بتصورها مقداره ثمانون دينارا" ! أعلنت موافقتي رأسا" لأن المبلغ لايسلّم نقدا" وأنا لا أملك دينارا" واحدا" من المهر !
كان مجموع راتبي الشهري آنذاك 23 دينارا"بالتمام ، أرسل عشرة دنانير شهريا" للوالد المقيم في قرية العبارة التي أصبحت فيما بعد ناحية ، والمتبقي لي 13 دينارا" أدفع منها ايجار غرفة في الفندق بثلاثة دنانير واشتراك في المطعم عن وجبتي الغداء والعشاء بثلاثة دنانير والباقي ثمن إفطاري والشاي في المقهى وملابسي وتنقلاتي .. الخ ، المهم أني لم أدخر ولا دينارا" واحدا" فكيف ستتم خطوبتي ؟
أخبرتني عمتي ( والدة زوجة المستقبل ) بأن شيخ عشيرتهم يطلب 20 دينارا" لموافقته وحمايتي من أقاربها الآخرين ، قلت : حسنا" موافق .
كان أحد زملائي متمكن الحال وحين رجوته أن يسلّفني 20 دينارا" بادر فورا" الى ذلك ، وكلفت مجموعة من أصحاب اللحى أن يفاوضوا الشيخ على المقسوم واستطاعوا إقناعه بخمسة عشر دينارا" فقط على أن لا تستقطع من المهر !!
اشتريت لخطيبتي خاتما" بــ 750 فلسا" وأهديتها ساعتي اليدوية لأني لا أملك ما أشتري به ساعة ، وقد تم عقد القران بواسطة( ملا ) دفعت له نصف دينار واشتريت ( شربت) و(جكليت)
بربع دينار فكان مجموع ما صرفته دينارا" ونصف الدينار مما يسمى هذه الأيام ( نيشان) قد يكلف خمسة أوستة ملايين من الدنانير الآن !!
لقد كنت أكتب لأهلي عن كل خطوة أخطوها وكلّفتهم فقط بأن يتدبروا أمر الفراش وتكاليف العرس.
نسيت أن أذكر أن شيخ عشيرة الزوجة طلب مني كفيلا" يتعهد بي لأنه لا يعرف أهلي ولا عشيرتي ، وهنا تذكرت اسم شخص من عشيرتنا المعامرة يسكن النجف وهو إنسان محترم وشخصيته بارزة يدعى ( تومان عدوة) ولكنه لا يعرفني شخصيا" ولا أنا أعرفه ، وقد علمت أنه يرتاد إحدى مقاهي النجف ، وحين سألت عنه دلوني عليه فبادرته بالسلام قائلا" : أنا معموري من ديالى وقد خطبت فتاة من ( آل شبانة) وقد أرادوا منك أن تضمنني عندهم فما كان منه الا أن جلب ورقة وظرفا" وكتب الى شيخهم متعهدا" بي لأني قريب له !فأخذ الشيخ رسالة ( تومان عدوة ) ووضعها على رأسه، علما" بأنه لا الشيخ ولا ( تومان عدوة ) يعرفان بأنني (سني) ولو أن الشيخ يعرف هذه الحقيقة لرفضني منذ البداية فقد خطبها شخص قبلي ورفض لأنه (سني) !!
في العطلة الصيفية تهيأت لجلب زوجتي وأمها مع المرأة التي كانت وسيط خطوبتي ، فاستأجرت سيارة صالون وركبنا بها الى حيث أهلي في قرية العبارة التي تبعد عن بعقوبة بحدود 6 كيلومترات في دار طينية محرومة من كل وسائل الحضارة حتى من المراحيض !!
وفي غرفة صغيرة فرشوا لنا ( دوشك) ومخدتين مع لحاف وهذا هو الجهاز الذي وعدوني به !! أما العرس فقالوا : ما الداعي الى هذا المصروف .. قل أنك كنت متزوجا" في الشامية وقد جلبت زوجتك لترى أهلك !!
بعد العشاء قام والدي يصلي فنظرت اليه المرأة الوسيطة فرأته ( يكتف) يديه في الصلاة فلكزت عمتي ( والدة زوجتي) لكي تشاركها المنظر الغريب ، فما كان من عمتي الا ان طلبت من الوسيطة أن تستر عليهم لأن ( الفاس قد وقع في الراس) ولا حول ولا قوة الا بالله العلي
العظيم !!
بعد نهاية مايسمى بالعرس رجعت المرأة وعمتي الى الشامية وقد رجتها عمتي وحلّفتها بالعباس أن لا تقول بأن العريس ( سني ) ومن عائلة ( سنية) !! ولكن المرأة لم تستطع كتمان هذا السر العجيب !! فما أن وضعت رجليها في الشامية حتى أخذت تطرق أبواب بيوت أقارب زوجتي لتخبرهم بأن نسيبهم ( سني) وقد رأت بعينيها أباه وهو يصلي مكتوف اليدين !!
بعد نهاية العطلة الصيفية ، رجعنا الى الشامية ، فما كان من المرحوم عمي الا أن ( عزمنا) واستدعى أقاربه ليروا نسيبهم كما حضر الى بيتهم مجموعة من النساء رغبة في رؤية (السني) وهل هو يشبه الآخرين ؟ وهنا انبرت عمتي تدافع عني وتقول لهؤلاء النسوة أن نسيبنا ليس من اولئك الذين يكرهون الأمير علي ؟ قلت : وهل يوجد من يكره الأمير علي وهو ابن عم الرسول وزوج ابنته ؟ هل تعلمون بأننا نزور ضريح الأمير ونسمي أولادنا باسم علي وحسين وحسن وعباس أولاد الأمير ؟ هل تعلمون بأن أمي جعفرية وهي تصلي على طريقتها دون أن يعترض عليها والدي ؟
وهنا انبرى عمي ( والد زوجتي) يدافع عني ويسمي هؤلاء الجهلاء بالبهائم .
في الشامية استطعت أن أشتري بالتقسيط غرفة نوم ومستلزمات البيت وقطعت العشرة دنانير التي كنت ملزما" بإرسالها للوالد كل شهر .
حين تزوجت كانت زوجتي في الصف السادس الابتدائي فانقطعت عن إكمال سنتها ولكن بعد الزواج ساعدتها على أداء امتحان خارجي فأكملت دراسة الابتدائية ، وأدخلتها مدرسة الفنون المنزلية ولكنها بسبب الحمل لم تستطع المواظبة فتركتها.
أشهد لزوجتي بأنها كانت ولازالت نعم الرفيقة التي شاركتني السراء والضراء ، فلقد فصلت من الوظيفة سنة 1955 وتركت الشامية وعدت الى أهلي في قرية العبارة فكانت تدير أمرنا بأقل التكاليف ، ولم تكن تشكو العوز وضيق اليد ، كنت أمارس الفلاحة وأساعد أهلي في أعمال البستنة ومن خلال المزروعات ندبر أمرنا .
وعدت الى الوظيفة سنة 1958 وفي سنة 1964 فصلت مرة ثانية كما عانيت من التوقيف بعد نكبة 8 شباط 1963 ولم تلمني على سلوكي واتجاهي الفكري .. لقد كانت تطيب خاطري وتشجعني على الصمود فبوركت من مرأة نموذجية .
لقد أنجبت لي خمسة أولاد وأربع بنات ، الذكور اثنان منهم من حملة الدكتوراه واثنان يحملان البكلوريوس والأخير لم يكمل المتوسطة ، أما البنات فاثنتان منهن مهندسات وواحدة بكلوريوس انكليزي والأخيرة خريجة معهد .
لقد أدت أم أولادي فريضة الحج وهي صائمة مصلية كأتم وأفضل ماتكون الصلاة والصوم وهي تلومني على تقصيري في هذا المجال ولكنها مع ذلك تؤدي واجبها كزوجة وأم كأحسن ماتكون الزوجة وأفضل ما تكون الأم وهي محبوبة من أولادها وبناتها وأولاد أولادها وأولاد بناتها ، فبوركت من إنسانة أدت واجبها كأحسن ما تؤدى الواجبات !
وقد خدمت أمي وأبي أحسن خدمة واكتسبت رضاهما وقد ودعا هذه الدنيا وهما شاكران لها جميل الخدمة ، كما كانت تقدم خدماتها لكل أقاربي عن طيب خاطر وقد أحبها الجميع فبوركت ذات المنبع الطيب والأصل الكريم .



#عبد_العزيز_محمد_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في السيرة الذاتية - ما بعد الثمانين - تكويني العقلي
- من ذكرياتي .. ما بعد الثمانين
- ظاهرتان تستحقان الدراسة
- سيرة وذكريات - في الهدف والطموح
- بين أدوية اليوم وأدوية الأمس
- الأخطاء اللغوية
- عمتنا النخلة والفلاح ووزارة الزراعة..
- كلمات على طرف اللسان 2/2/2011
- كلمات على طرف اللسان 31/1/2011
- تصحيحات لغوية
- كلمات على طرف اللسان : (هل كرمنا عمتنا النخلة ؟ )
- كلمات على طرف اللسان
- لا بارك الله في أمة كثرت أعيادها
- الحركة الوطنية في ديالى ( من ذكرياتي )
- نحن والأطباء ونقابتهم
- أيام مضت ... عملية سطو غريبة
- المظلومان
- مستوى التعليم ماذا حلّ به ؟
- نحن والمبيدات
- العراقيون بين رأس (شو) ولحيته


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - سيرة وذكريات - مابعد الثمانين - حين قررت الزواج ( قصة زواجي)