أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - غير الموجود















المزيد.....

غير الموجود


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يؤمن المسلمون بوجود الله، تماما كما كان يؤمن اليونان بوجود زيوس، والإغريق بوجود أبوللو، ومرجعية المسلمين فى وجود الله هى الكون والكتاب والسنة، فهم يصرون على أن الكون لا بد له من خالق، والخالق لابد أن يكون الله، وإذا صدقنا وتتبعنا منطقهم، فسوف يجب علينا بالضرورة أن نبحث عن خالق الخالق، فلا يمكن – طبقا لمنطقهم – أن يخلق شىء بدون خالق، وهنا لن تجد إجابة، وكأن الله أستيقظ يوما فوجد نفسه، ومن ثم قرر أن يخلق الكون، ويخلق به كوكب بحجم البيضة، ويترك باقى الكون الهائل الحجم فارغ بلا حياة، ثم يترك كل الجماعات البشرية التي من المفترض انه خلقها ويختار المسلمين تحديدا ليحملوا رسالته!

وربما بعد ستمائة عام يتحول الله مثل زيوس وأبوللو إلى أسطورة، تروى فقط فى الحكايات وفى كتب التاريخ والتراث، ولأن البشر أو غالبهم ميالون لوجود إله، فربما يعبدوا فى ذلك الوقت مارك زوكيربيرج مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الأشهر عبر الكوكب، ذلك الفتى الذكى الطيب الذى انشأ لهم موقع مجانى وسهل ليتيح لهم التعرف والتواصل ويجعلهم شعوبا وقبائل يتواصلوا ليتعارفوا لا ليتقاتلوا ويتحاربوا!

المرجعية الثانية هى القرآن، وهى للحق أحيانا تراودنى بها آيات عن إمكانية وجود الله، ولكن أعود وأرتد لرشدى، وأقارن آياته بآيات بوذا وغاندى وحتى شكسبير، فأجد أنه بإمكان أى بشر لو تفرغ للتأليف والكتابة 23 عاما، لكتب أفضل من ذلك، خاصة لو كان يحظى برفقة رجل دين مخلص كسلمان أو حبر مولع بالقراءة كورقة!

المرجعية الثالثة هى السنة، أو تحديدا رحلة المعراج التي احتاج فيها الله لملك ذو ستمائة جناح لا فائدة لهم، ليحضر رسوله على ظهر بغل مجنح وكأنه ذاهب لليمن وليس بصاعد لصاحب القدرة الكلية وكن فيكون، فلماذا لم يصعد إليه بقدرة كن فيكون، أو بقدرة حوت يونس أو ناقة صالح أو جان سليمان، ولماذا حتى لم يركب على جناح سخيف من الأجنحة غير ذات الفائدة التي يحملها جبريل على جانبيه!

المسلمون يؤمنون بوجود الله وكأنهم يستيقظون صباحا فيجدونه بجانبهم على نفس الفراش، أو كأنهم جارهم بالشقة المقابلة، ذلك الجار الذى تراه وأنت متأهب للخروج لعملك، فتلقى عليه تحية الصباح عندما تلتقيان على باب الشقة!

المسلمون يؤمنون بوجود الله على أساس غيبي يقينى، مفاده أن الإيمان قائم على الإيمان بالقلب وليس بالعقل، فأنت مؤمن بقدر إيمانك وتصديقك بالغيب " الذين يوقنون بالغيب " فى تناقض صارخ وتحدى عجيب، لليقين بما غاب ويغيب ولا ولن يمكنك رؤيته ولا معرفته ولا حتى الرجم به إلى جانب أن الرجم بالغيب حرام عليهم أيضا!

أنا مؤمن بوجود عادل أمام، ليس لأنه موجود فعلا فقط، وليس لأننى أراه على الشاشة الفضية والكرستالية، ولكن لأننى رأيته بأم عينى، وصافحته يدا بيد، أى لامس جسدى جسده، وربما وودت لو أشترطت جسده بمبضع، حتى أتيقن من أنه من لحم ودم!

المسلمون يوقنون بالله يقينا ثابتا، رغم أخطائه النحوية القرآنية الفادحة، وأخطائه العلمية القرآنية الفادحة، ومشاركته لرسوله البشرى فى الغنائم وتحليلها له كقطاع الطرق ورجال العصابات، وصلاته المبالغ فيها على نبيه، وتفرغه لهوس رسوله بالنساء ونكاحهن وحيضهن ووطأهن ومباشرتهن وزواجه من نساء أبناءه بالتبنى وكأنه بكتاب شخصى وليس بكتاب مرسل ومقدس للبشر عامة وليس للمسلمون ولمحمد خاصة!

المسلمون يثورون لأتفه الأسباب، تماما كالثيران التي ما إن وضعت أمامها غلالة حمراء، هاجت وماجت وأرغدت وأزبدت وقاطعت وقطعت، لمجرد رسم ينتقد إلههم الحقيقى، ذلك الرجل الذى يقدسونه أكثر مما يقدس المسيحيون يسوع المسيح، ويصلون عليه أكثر مما يصلون لله!

وما أن يظهر جماعة من المسيحيين بفيلم ضعيف وركيك وساذج ومستفز، فى أمريكا حتى يسارع المسلمون لقتل سفيرها فى بلد آخر بعيد تماما عن أمريكا وبعيد تماما عن صانعى الفيلم، ولا ذنب للرجل فى صناعة ولا نشر الفيلم، المهم الانتقام والقتل بدون تفكير، وبعدها ربما يفكرون، عندما تدك القوة الأمريكية الكافرة بيوتهم فوق رؤوسهم وتمنع عنهم المعونات والقروض!

وربما لو ألتزم صانعوا الفيلم بالجدية والاحترافية، وتجنبوا السخافة والتسطيح والمبالغة، لصار للعمل معنى، فالمحزن الحقيقى فى الأمر للعاقل المسلم، ليس الفيلم، ولكن ما يحتويه الفيلم من أحداث ووقائع وأقوال موثقة فى مراجع إسلامية قديمة وحديثة كسيرة ابن هشام وبداية ابن كثير وصحيح البخارى!

اليقين الثابت بوجود الله يعتمد على اليقين بالغيب، واليقين بالغيب كالرجم به، لا فارق بينهما، فالله لم يظهر مرة واحدة عبر تاريخه، ولم يراه سوى رجل واحد مشكوك فى روايته، ولا يؤمن به أكثر من ثلثى سكان الكوكب، وأنا ربما أؤمن بالشمس، فأنا أراها وأشعر بدفئها فوق وجهى وعلى بشرتى، وربما كان قدماء المصريون على حق عندما عبدوها، فهى ظاهرة واضحة للعيان والعميان!

الله بصمته وخجله وعزوفه عن الظهور، لا يختلف عن الطوطم والفرعون والأنصاب والأزلام، بل وربما تفوقت عليه تلك المعبودات بوجودها رغم صمتها أو انعزالها عن الناس، وطالما أنه له وجه ويد وساق كما ذكر بكتابه، فما حاجته للغموض والتخفى والاستعلاء، وتعريض وتشويه صورته وكينونته عبر حفاة رعاة أجلاف، وكهنة وأحبار وشيعة وفقهاء، لماذا يزايد على نفسه! لماذا ببساطة لا يظهر!

وفى النهاية للحق، ربما ينبغى أن أذكر أنه طالما توجد نسبة 1% للشك فى العلم، فربما توجد نفس النسبة لليقين بوجود الله، فأنا أحيانا تأتينى إشارات غريبة وغامضة ، خاصة وأنا أعكف على كتابة سلسلة مقالاتى تلك، أو حتى وأنا أفكر بالله أو أتبادل حوارا وديا معه أو ناقما عليه، كأن ينقطع التيار الكهربائى عن جهازى أو أتعثر بطرف سجادتى أو أنزلق وأنا أقف تحت الماء فى الحمام!

إشارات ربما لم يعد يتقبلها عقلى العنيد، الذى لم يعد حتى يرحب بفكرة وجود الله، فوجود الله فوق كل هذا الجهل والتعصب والغباء والدم، ربما يجعل من عدم وجوده أرحم وأكثر منطقية أو يعفيه بالكلية من تاريخه العبثى المقدس على سطح البيضة الوحيدة التي تتمتع بالحياة.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدل الإلهى
- هكذا تكلم عفيفي
- أسئلة بريئة
- لصوص ولكن أحبار
- الناسخ و الممسوخ
- نواضر الأيك
- الإسلام المازوخى
- الغباء السياسى السلفى
- اللاهوت الإسلامى
- الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين
- متلازمة مسلمهولم
- قصص الأغبياء
- عبقرية الدين
- المتنطعون
- وحى لم يوحى
- الصحابة ... مافيا الله عنهم
- اشعر أحيانا بالحزن
- الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم
- الحضارة ... غير الإسلامية
- الدعاء غير المستجاب


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - غير الموجود