|
رواية - شهوة محرمة - 1
محمود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 07:19
المحور:
حقوق مثليي الجنس
(1) الساعه الان الثالثه بعد منتصف الليل ، ما زالت تلك الاسئله تسيطر على تفكيرى ، مازلت ابحث عن اجوبة مقنعه ، بل لعلى اود البحث عن الاسئله ذاتها ، فربما وجدت لها الاجوبه . بالامس شرعت في كتابة ما يدور بمخيلتي وبالفعل كتبت صفحة كاملة على جهازى اللاب توب ولكنى ظللت لساعات اسئل نفسى لماذا تخلصت مما كتبت بضغطة واحده على زر delete all. هل الخلل فى ؟ أم فى هذا المجتمع الذى اصبح متناقضا لدرجة جعلت من يتعايشون فيه يرون الفعل الواحد ، فيطلقون عليه مسميات مختلفه ، فتصدر عليه احكاما مختلفه ! حقا ما احقر هذا المجتمع ، وما احقر من يعيشون فيه ، ليتهم صدقوا مع انفسهم واعلنوا عما بداخلهم ، يرددون الشعارات حتى يعجز الناس عن تحقيقها فيصفونهم بأحط الصفات ويسمونهم بأبشع الاسماء ويوارن عجزهم هم خلف ما يرددون ... فقديما قالوا " ان ترديد شعار ما فى وقت محدد ، لا يكون هناك غرض من وراءه سوى صرف الناس عن تحقيق هذا الشعار فى هذا الوقت " وها نحن دائما نرى شعارات السلام تردد وترفع فى اوقات الحرب ، وشعارات الفضيلة تعلق كلافتة لأماكن الرذيلة ...... ما احقرنى انا شخصيا ، لست لاننى انتمى لهذا المجتمع ، ولكن لانى اتخذ نفس الاسلوب المتناقض ، لمتى سأظل اكتب عن هذا المجتمع واخفى اسئلتى وراءه خوفا من الدخول فى مواجهة ..... ولكنى الان نعم الان سأكتب اسئلتى حتى لا ادعى اننى تناسيتها ، ولعلى اجد ما يدعوني للبحث لها عن اجوبة ... اليس جسد الانسان ملكه ، أليس اذن من حق الانسان ان يهب ما يملك لمن يشاء ؟! ازداد كرها لهذا المجتمع الذى يحاول ان يجعلنى مصيرا فى افعالى ويتحدى من وهبنى حرية الاختيار ومسئولية الحساب امامه وليس امام احدا سواه .. مجتمعا اصبح تحركه شهوته ، فأصبح لا يبحث عن الحب سوى فى غرفة النوم ، يزداد عشقا للمراة كلما ازدادت مؤخرتها .... (2) الميول الجنسية ليست مرض .... العنف هو المرض بهذه الكلمات واجهنى الدكتور سعيد الذى بعد طول تردد قررت ان اذهب اليه ، ليس لانني مريض نفسيا ، ولكنى اقتنعت بيني وبين نفسى اننى فى حاجه الى من يسمعني ، لذلك عزمت الا اقول امامه سوى الحقيقه لن اخدعه فى ميولى وتفكيرى لن اخشى الحديث عما فعلته فى حياتي ولن اخجل فليس هناك ما يدعو للخجل ! ... بدءت ميولى الجنسية فى وقت مبكر، فما زلت اتذكر ذلك اليوم من اجازة نصف العام الدراسى وقد كنت وقتها طالبا فى الصف الاول الاعدادي وكعادتي الى الان لا يمكن ان يكون هناك من يسكن بمنطقتنا دون ان يعرفني او اعرفه نظرا لأهتمامي بصداقة الاخرين ، فلقد اثرت بمسامعي تلك الجمله " الانسان مدنى بطبعه " فهو دائما يحتاج الي غيره ، كهذا خلقه الله وهكذا فطرته الطبيعيه ! ، ولدت بحى مساكن ضباط الشرطة بمدينة نصر ومازلت اسكن به الى الان ، وبرغم هذا العدد الهائل من الاسر التي تسكن بالمنطقة وتعارفي عليها الا اننى لم اقترب بشكل حميمي سوى بعدد قليل منهم " كما هى طبيعة الانسان " ولعل اكثرهم قربا منى هو صديقي " وسام " الذى يكبرني في السن بعامين ، ولكنه يزداد عن فى الجمال والمظهر بكثيير لو قيس بالاعوام لتعدي مئات السنين !... قرءت من قبل ان اسم الانسان يؤثر في شخصيته ، ولعل هذا ما فطنت اليه العرب ، فكانوا يحكمون على شخصية الانسان من اسمه ، و هذا ما اكده الدين الاسلامي عندما دخل شبه الجزيرة العربيه ، فحرم اسماء تدعوا الي العنف كأسم حرب ، وحبب في اسماء كعبد الله وعبد الرحمن ... اقتنعت بتلك الكلمات اول ما قرءتها ، فلقد حضر في ذهنى أسم وسام صديقي ، ذلك الاسم الذى يتسمى به الرجال والنساء ، وها هو وسام يجمع بين الاثنين ، فتراه رجلا يحمل صفات الرجال ولكنه يشبه ملامح النساء ، عيناه خضراوتان تحتلان وجه كوجه النساء ، جسمه ممشوق تحتار في طبيعته حين تلامسه من فرط ليونته ... ظللت انا ووسام صديقين حميمين منذ صغرنا ، لا يمر يوما دون ان نتقابل فيه بالرغم من اننا كنا دائما الشجار مما قد يجعلنا نفترق بالشهور .. وفى اثناء تلك الاجازة كان هناك جار لنا يعمل بقطر ، له ولادان يقربننا في العمر ، كانوا يأتون معه دائما فى الاجازات الدراسيه وفى احد الايام اتو ليلعبوا معنا وكنت دائما اسمع ان دول الخليج ينتشر بها ممارسة الجنس بين الرجال بعضهم البعض او النساء بعضهم البعض مما جعل البعض يطلق عليه شذوذا جنسيا ولعل هذا ما جعلنى انفر من سماعه ، فكيف يحول البعض حياته الى شهوة جنسية تسيطر عليه الي هذا الحد ! د. سعيد : اتفق معك فيما تقول ولكنى لا اريد التحدث حتى اسمع منك الكثير ... - اخذت وسام صديقي فى جنب بعيد وذكرت له ذلك ، واتفقت معه ان نختبر هؤلاء ونتأكد هل ما يقال يحدث بالفعل ام لا ؟ دون ان نفعل هذا الفعل وبالفعل ذهبت اليهم وقولت لهم ما رأيكم ان نمارس الجنس بعضنا البعض فلقد سمعت انكم في سفركم تفعلون ذلك فهذا الامر ينتشر في دول الخليج بين الجميع ولعلكم اكتسبتوا الخبره من هناك .. -مفيش مشكله ممكن نروح عندنا الشقه دلوقتى بابا وماما عند قرايب لينا ومفيش حد فيهم هيرجع الا في اخر الليل ... ودي فرصه ممكن نطلع فى الشقه ونشغل القمر الاوربى انتم اكيد هنا متعرفوش ده بيعرض ايه ! طلعنا نحن الاربعه الشقه ثم اتجهنا الى غرفه نومهم وكانت عباره عن غرفه واسعه بها سريين متجاورين يقابلهم تليفزيون يعلوه ريسفير- الذى عرفت اسمه فيما بعد - ، وما ان جلسنا حتى اتى الينا وليد بالعصائر ثم اتجه الى شاشه التلفزيون وقام بفتحها والتقليب في بعض القنوات حتى استقر على قناه تعرض رجالا ونساء عاريين تماما ويمارسون مع بعضهم الجنس ، ولعل هذه المشاهد لم اكن انا او وسام رأينا مثلها من قبل ... مر على وقتنا ونحن نشاهد هذه المشاهد اكثر من نصف ساعه حتى قام وليد واغلق التليفزيون ونظر الينا وقال يلا نبدء ونبدل مع بعض ! نظرت له بسرعه وقولت له ده كان مجرد كلام وانا ووسام كنا متفقين مع بعض اننا نقولكم كده وخلاص علشان نعرف ده فعلا بيحصل ولا لا ؟ صح يا وسام ؟ نظر الى وسام وقال اه بس انا معنديش مانع نعمل كده ! ومفيش كمان مانع عندي انكم كلكم تعملوا معايا انا لوحدي كده ! لم انتبه من تفكيرى الا بعد ان تجرد وليد من ملابسه كاملا هو واخوه و وسام ، كانت المره الاولى التى ارى فيها وسام عاريا ولعلني نظرت اليه مستغربا للحظات ، ما هذا الجسد الذى يملكه ! ربما تفوق على كثير من الفتيات الذين يقاربونه في السن !! وما هي الا لحظات وبدء الاثنين يتناوبون اغتصاب وسام الذى كاد ان ينشق الي نصفين من كثرة ألمه ! لم اشارك في تلك الجريمه واسرعت متجها نحو الباب .. د. سعيد : لماذا تسميها جريمه وهو من طلب منهم هذا ؟! -الجميع شارك فى تنفيذها ولعلى ارى كل يوم ملايين الجرائم تلك ترتكب كل يوما تحت مسمى الجنس ، من اخبرهم ان الجنس شهوة حيوانيه ، هؤلاء حقا يستحقون لفظ الشواذ لان عقولهم مريضه وجميعهم مشتركون فى تلك الجريمة ويستحقون عليها العقاب ... د. سعيد : هل ترى ايضا ان ما يفعله الرجل فى الزواج مع زوجته شهوة حيوانيه يستحق ان يوصف بشذوذه عليها ؟ -قد يحدث ذلك د. سعيد : كيف ؟! - يتجاهل بعض الاشخاص حقيقة الحب فيقصرونه على تلك العلاقه ويتناسون ان الجنس ما هو سوى اثبات للحب ، فالحب هو القرب والتفاهم والاخلاص والاطمئنان والسكون الي من تحبه دون ان تسيطر عليك تلك الشهوات ، لذلك من لا يرى فى المراة او الرجل سوى شهوة فهو شاذ حقا ولعل هذا ما يره كثيرا من الازواج ! استكملت حديثى دون ان انظر للدكتور سعيد ... صعدت الى شقتنا مسرعا وما ان فتحت باب الشقه ، حتى اغلقت على باب غرفتى واخذت اسبح فى تفكيرى هل انا من يتحمل مسئولية تلك الجريمة ؟ أليس انا من دعوت لها ؟ ولكنى لم اكن انوى فعل ذلك ما الذى جعل وسام يرضخ لشهواتهم لهذا الحد ! وما الذى جعلنى اتركهم يفعلون به هكذا ! وكيف لهؤلاء جميعا ان يفعلوا هذه الفعله بهذه الطريقه ! ترى هل انا غاضبا مما فعلوه ام من الطريقه التي مارسوه بها ؟! انتبهت من تفكيرى على صوت طرقات الباب ، وصوت وسام من خلفه يحاول الدخول . قمت مسرعا نحو الباب واجتذبته الى داخل الحجره مغلقا الباب من وراءنا . ما الذى حملك على فعل ذلك ؟ وهل مارست هذا من قبل ؟ وكيف لك ان تقبل ان تمارس الجنس بتلك الطريقه الحيوانيه ؟ ! ظللت لدقائق اوجه الاسئله الى وسام دون ان انتظر الاجابه . واذ بى ارى دموعه قد انسابت على وجه ، الامر الذى جعلنى اقترب منه - وقد احسست بهدوء وسكون يسير فى جسدى – و اوجه اليه السؤال بهدوء ، لما تلك الدموع وما الذى دفعك الى ذلك ؟! اقترب منى اكثر واذ به يحتضننى ويقول بصوت هادئ يملوءه الدفء ، انت !!! نعم انت من دفعتنى الى ذلك !
#محمود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإخوان المسلمين : السلف والخلف
-
الإخوان المسلمين : لا نسكر من زبيبة
-
الترف الإسلامي والإخوان المترفون
المزيد.....
-
الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
-
هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض
...
-
اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
-
الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
-
الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف
...
-
الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
-
منظمة حقوقية يمنية بريطانيا تحمل سلطات التحالف السعودي الإما
...
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
المزيد.....
-
الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم
/ ديارمايد كيليهير
-
مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!-
/ خالد عبد الهادي
-
هوموفوبيا
/ نبيل نوري لكَزار موحان
-
المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية.
/ صفوان قسام
-
تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم
...
/ لارا منصور
-
المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية
/ أحمد محمود سعيد
-
المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟
/ ياسمين عزيز عزت
-
المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي
/ مازن كم الماز
-
المثليون والثورة على السائد
/ بونوا بريفيل
-
المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير
...
/ سمر حبيب
المزيد.....
|