|
القرضاوي يتقن العبرية ..!!
منير اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 01:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد كنت قد طلقت الكتابة العام الماضي لأسباب ليس فيها تخاذلاً ولا تقصيراً ولا انهزاماً، بل لأسباب منها التفرغ للعمل حيث لا معيل لمعدتي سوى مهنتي، ومنها أني أحسست وكأن قلمي يعالج الماء بالماء فلا اقف لما أكتبه، لهذه الأمة، على أثر. فوضعت ماكرهته من الأحمال عن كاهلي، وانكفأت على نفسي، وانكمشت على ذاتي، وتموضعت موضع المتفرج مع المتفرجين، والمتابع لأحوال هذه الأمة مع المتابعين، تموج هواجسنا بتموجاتها، وتختلج أفئدتنا باختلاجاتها، وتتخبط أجسادنا بتخبطاتها، أما السعيد كل السعد فهو ذاك القادر على النأي بعقله عن مس الجنون، الذي أفترش أرض هذه الأمة، وقضى على أغلب مثقفيها وكتابها ورعاتها.
للعودة للكتابة أيضاً أسبابه، ظاهرها شوقي للقلم، وباطنها هو مايُقتفى أثره في السطرين الأخرين، ولا أرغب هنا باستلاب وقت القارئ الكريم فيما يمكن أن يجانب فائدته ويجاوز اهتمامه ..!!
المهم ياسادتي: قرأت منذ مدة قريبة خبر طليقة الشيخ النصاب يوسف القرضاوي السيدة أسماء بن قادة التي أفصحت عن علاقات ولقاءات بعلها السرية مع الموساد الإسرائيلي وأسرار زيارته لتل أبيب عام 2010. متهمة إياه بإتقان العبرية نطقاً وكتابة بالإضافة إلى استغلاله لمنصبه في رابطة العالم الإسلامي لتمرير المخططات الصهيونية في المنطقة .. وأيضاً أشارت إلى أنه حصل على شهادة تقدير من الكونغرس الأمريكي بالإضافة إلى الأموال التي حصل عليها مقابل إتقانه لعمله وتفانيه في خدمة المشاريع الصهيونية.
البعض وأنا منهم، لم نفاجأ بهذا الخبر ولا بالفضائح الواردة فيه. وشخصياً، فإني منذ الوهلة الأولى التي وقعت فيها عيناي على صورة هذا الرجل .. وعلى قول سيماهم في وجوههم .. وجدت في سحنته الكثير من ملامح الدجالين، وسيماء المشعوذين .. وقد كنت سأكتفي بالمرور على هذا الخبر كأي خبر آخر لايستحق التعليق لولا أن الشهادة بضلالة هذا الشيخ النصاب قد خرجت هذه المرة من عقر داره، ومن أهل بيته ومن أقرب المقربين إلى نفسه، لتؤكد على فساده وإفساده وضلالته.
وممن لم تفاجأهم هذه الفضائح أيضاً هم جهاز الموساد الاسرائيلي والشيخ القرضاوي نفسه لأنه أعلم بنفسه من غيره، ومع أن رجلاً غيره كان لينتحر اغتسالاً من عمالته وعاره وشنانه، إلا أنه مر على هذا الخبر مرور الكرام، وذلك ليس لأنه "تيس كبير" عديم الاحساس فقط، بل لاطمئنانه إلى مرور هذه الفضائج كسحابة صيف فوق سماء "أمة" قام هو وأمثاله عبر القرون بعقر أحساسها، وتمريغ ضميرها، وسحق روحها .. وتشويه ماضيها وحاضرها.
وتعليقاً على هذا الخبر، أود التوجه إلى كل من لازال مفتوناً بهذا المتشخيخ النصاب، بمعلومة بسيطة، ومن ثم بسؤال:
المعلومة كما يعرفها البعض هي أن الدكتورة أسماء بن قادة هي كاتبة متخصصة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية ولها سجل حافل بالدراسات والأنشطة السياسية والنسوية وشاركت في العديد من الندوات ذات التخصص حول العالم. وهي قبل وبعد كل شيئ حفيدة الأمير عبد القادر وكريمة عالم الرياضيات الجزائري محمد بن قادة، أول من أسس المدرسة الجزائرية في الرياضيات، ومعروف عنه أنه حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، وتعلّم اللغة العربية على يد والده العالم بن قادة نجل القاضي عبد القادر بن قادة.
إذاً بالمختصر، هذه السيدة لاينقصها الحسب ولا النسب، وكل الدلائل بما فيها سيرتها تشير إلى أنها أبنة عائلة كريمة نشأت وترعرعت على تعاليم الإسلام الصحيحة، بما فيها التعاليم التي تحض النساء على موافقة أزواجهن، ورعاية شؤونهم، وصون اسرارهم، وعدم الخروج عن طاعتهم. ليس هذا فقط، بل إن الإسلام قدم طاعة الزوج على طاعة الوالدين، وقد ورد في الصحيح الكثير من الاحاديث الشريفة التي تؤكد هذا القول، والتي بلا شك تعرفها السيدة أسماء جيداً.
ومن الأحاديث المشهورة في هذا السياق هو مارواه وروى أحمد والحاكم عن الحصين بن محصن: أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أذات زوج أنت؟ قالت نعم قال: كيف أنت له؟ قالت ما آلوه إلا ما عجزت عنه. فقال عليه الصلاة والسلام: "فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك ". وقد اتفق المفسرون لقوله هذا صلى الله عليه وسلم بالقول: أي هو سبب دخولك الجنة إن قمت بحقه، وهو سبب دخولك النار إن قصرت في ذلك.
طبعاً نتفق أم لا مع هذا الحديث أو التفسير ليس هذا محل جدل الآن ..
أنتهت المعلومة ..
أما السؤال هنا فأود أن أتوجه به إلى كل من لازال مفتوناً بهذا الشيخ النصاب:
هل تعتقد أن سيدة بثقافة وأهلية ونسب أسماء بن قادة، سوف تخاطر بخسارة ((الجنة)) التي وعد الله عز وجل بها الصالحين والصالحات، والتي يجاهد كل أنسان على الأرض (كل على دينه) لإرضاء الله عز وجل ليكون من أهلها، من خلال فضحها لأسرار زوجها "المسلم"، واتهامه بهذه الإتهامات الخطيرة، لولا أنها متأكدة من تجذر عمالته، وأصالة خسته، وعمق تآمره على الأمة العربية والإسلامية؟!!
هل ستخاطر هذه المسلمة بدينها ونفسها وهي تهتك سر "عالم رباني لايرد الله له دعاء" وتفضحه على الملئ، لولا أنها متأكدة من علو قامة كفره وذندقته ونفاقه، ولولا أنها تأمن على نفسها من دعواته كالآمن على نفسه من دعاء الشيطان الرجيم؟؟!!
بالتأكيد السؤال أعلاه موجه لأولئك الذين يملكون في رؤوسهم ذرة من عقل .. وليس للبهائم في الجيش الألكتروني الذي ينفق عليه هذا اللص المتشخيخ عشرات ألوف الدولارات من أموال عمالته شهرياً .. ليستروا عورة شيخهم، ويدفعوا عنه الفضائح التي خصها به رب العالمين، محدثين الناس بفضائله ومذكرين بمناقبه،، ومحذرين من مغبة الطعن بإمانه ونقاءه وصفاءه، بالفصحى والعامية وبكل اللهجات العربية المحكية، وهم يعلمون يقيناً أنهم لن يجدوا من يعتد بكلامهم، ويعتقد بنجومية شيخهم، سوى الأكثر منهم بهيمية وعدمية وافتتان.. وما أكثر هؤلاء العجيان في بلاد العربان!!
#منير_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|