أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - الفيلم المسيء للرسول ، أهو صراع بين (الطورو ، والطوريرو) ؟ .















المزيد.....

الفيلم المسيء للرسول ، أهو صراع بين (الطورو ، والطوريرو) ؟ .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 20:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثر الشد والجذب في أمر حدث ، ما كان أن يكون له حديثٌ لو أدركنا كمسلمين تفاهة القيمين عليه وغرضهم ، فأنا في حقيقتي لم أر الفيلم المسيء للإسلام في شخص نبيه الكريم ، ولا أريد مشاهدته لأنه من سقط المتاع ، فتهويلنا له، والذب عن رسولنا بالعنف والقتل هو إشهار مجاني له ، فما عسانا أن ننتظر من أعداء الإسلام سوى تلك الإساءة ، التي يستحسنُ أن نرد عنها بأسلوب حضاري مثيل ، يزيد من قيمة ديننا ولا ينقصها باقتراف مخالفات تصورنا للعالم بأننا حمقى و متعصبين .

°°°جريمة في حق الإنسان المسالم .

تابعت بشيء من الذهول ما أقدم عليه حمقى المسلمين في ( القاهرة ) و(بنغازي ) من إحراق للإعلام ، وتجييش للشباب ، أتت في بنغازي ليبيا على [أربعة قتلى] من رعايا أجانب على رأسهم السفير الأمريكي المتعاطف مع قضايا العرب ، والمساهم في نجاح الثورة الليبية ، ويقال بأنه تعرض للإغتصاب والإهانات قبل قتله .؟
ما وقع للسفير الجزائري في شمال مالي ، وما وقع للسفير الأمريكي في بنغازي صنوان ، قد يتساءل المرأُ على مدى مشروعية القتل المقصود لهذين السفيرين ، أهو من الإسلام ؟ أم أنه تصرفات طائشة لأناس متعصبين ؟ ركبوا الإسلام لتحقيق طموحاتهم الدنيوية باسم نصرة نبينا محمد صلوات الله عليه .

°°°قتل الرسل والسفراء ليس من الإسلام .

قتلُ الروم لرسول النبي (الحارث بن عمير الأزدي) أحرج الرسول ، فجهز حملة تأديبية قوامها (ثلاثة الآف مقاتل ) ضد القتلة ، عرفت بغزوة مؤتة ( 8 هجرية) ، .... فالقتلى الأمريكان في سفارة بنغازي لا شأن لهم بالفيلم ولا بأحداثه ، [ ...وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ، ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ] [الأنعام : 164] ، فقتل السفراء المعتمدين لدينا هو تعد صارخ على الأمان والعهد الممنوح لهم ، وهو بمثابة إعلان حرب في الأعراف الدبلوماسية ، حتى الدولة الأمريكية بمخابراتها المركزية لا يمكنها أن تمنع الأفلام وتداولها عبر الشبكة العنكبوتية ، وهو ما حجم دور الدول في الرقابة على ما يُنشر ، فمسؤولياتها محدودة أو منعدمة ، فلا يعقل مثلا أن نحمل [ بابا روما ] المسؤليته على جرائم الطغمة الكاثوليكية الإرهابية في أيرلندا ، ولا يمكن تحميل مسؤولية جرائم [ النازيين الجدد] لدولة ألمانيا ، ولا إسناد ما يقترفه الجيش الأحمر لليابان كدولة ، كما لا يمكن تحميل جرائم ( المنظمة السرية OAS ) بالجزائر إلى دولة فرنسا لأن المنظمة تعمل خارج إرادتها .

°°° ما أشبهنا كمسلمين ب(الطورو الأسباني الهائج ...) .

عندما تريد طوائف من الغرب تهييج المسلمين ، تطبق عليهم أسلوب (الطوريرو) أي (الحقار )، فإثارة المسلمين سهلة لأنهم عاطفيون فوق اللزوم من جهة ، ويستجيبون للإثارة وزيادة ، فهم أشبه [ بالطورو] داخل حلبة المصارعة المعروفة ب "لابلاثا دي طورو" يهيجه ويستثيره ( الطوريرو) بقماش أحمر(كابوتي) بمساعدة ستة من مساعديه ( los banderilleros ) الذين يتداولون على غرز رموحهم الستة في كتف [ الطورو] كلما لاحظوا هدوءا في استثارته .
فأضدادنا ، والحاقدون علينا ، وعلى ديننا ، بارعون في استثارتنا ، فهم أعلم منا بسذاجتنا وسرعة استجابتنا لطعمهم الذي هدفه النهائي هو إظهار رعونتنا ، وعنفنا ، وبداوة تفكيرنا للعالم أجمع ، فهم باستراتيجية غرس أنوفنا في الوحل ، بالطريقة ذاتها التي يُعامل بها الطورو من قبل الطوريرو ، قتل شنيع داخل الحلبة بالتأييد تصفيقا من لدن المتفرجين ، فهل نجاريهم في تحقيق ما يريدونه ؟...، أم أننا نبرعُ براعتهم ، في استرشاد السبيل الأقوم ردا على مؤثراتهم الخبيثة ، ولو بما هو أضعف الإيمان ، أي بطريقة (المهاتما غاندي) في المقاومة السلمية ، فالهدف من سياسة اللاّعنف في رأي غاندي، هي إبراز ظلم المحتل من جهة ،وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية ،تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه ، واللا عنف لا يُعد ضعفا ولا استكانة ولا غفرانا للمسيئين ، وإنما هو غياب القدرة على المواجهة كأنداد ، فالتمادي في العنف المطلق سيؤدي حتما إلى إخصاء ملة بأكملها .


°°° الأبوباش .... لا يمثلون الإسلام ...

الذين قاموا بأفعال القتل المشينة في حق ضيوفنا الأبرياء ، الذين أعطيناهم العهد والآمان في أرواحهم وممتلكاتهم ، لا يمثلون المسلمين ولا الإسلام ، فهم جماعات منحرفة تسيء للدين أكثر ما تخدمه ، فأنا لست سعيدا برؤية هؤلاء يفعلون ما يفعلون ، دون وعي وتقدير لعواقبه العاجلة والآجلة ، كان الواجب على قياداتنا الدينية والسياسية رسم استراتيجية حكيمة للرد على الإستفزازات الغربية لإفشالها بأسلوب مثيل ، دون تشويه ملة الإسلام على مرأى ومسمع العالم كله الذي ينظرُ إلينا نظرة إزدراء واستهجان ، لأنهم قاس ووزن ديننا الإسلامي على فعل مثل هؤلاء ، الذين تركنا لهم أمر تمثيلنا أمام كاميرات العالم الرقمية ، وليس على فعل الغالبية المسلمة المسالمة، التي لآ شك وأنها لا تريد تقديم إشهارا مجانيا للفيلم .


خاتمة القول أن دولنا الموصوفة بالإسلامية ، يجب أن تكون في مستوى عظمة الإسلام الحقيقي في حفظ حقوق أهل الذمة لديها ، والممثليات الرسمية للدول التي تربطنا معها علاقات ، فهل ملاحدة الغرب أفضل من المسلمين في تعاملهم مع المسلمين في عقر دارهم ؟ ، فقد غدت المدن الغربية الكبرى مثل ( لندن) و(باريس )و( روما ) و(جنيف ) ملاذا آمنا لكل المضطهدين في العالم الإسلامي ،فلهم حقوقهم وأمنهم وآمانهم .... وهو ما يعني الكثير لكل ذي عقل ولبيب .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمية الباحث الإسلامي في الميزان .
- عدالةُ الصحابة بين التعميم والتخصيص . [ الجزء الثاني ]
- عدالةُ الصحابة بين التعميم والتخصيص . [ ج1]
- عندما يكون البلهً هم أكثر أهل الجنة ؟
- [بابا مرزوق ] المدفع الذي أكل كبد فرنسا .
- لبلويت ( الزرق )BLOITE
- لماذا أنا مؤيد عرض مسلسل عمر الفاروق ؟
- عملية الطائر الأزرق .( Opération oiseau bleu )
- أهو مغرب عربي ...؟ أم مغرب كبير .
- البردُ قاتلُنا ، وحولَنا حقول الغاز تفورُ .
- حديث(الأئمة من قريش) الذي مزق أمة الإسلام .
- تمجيد الإرهاب العُقبي (عقبة بن نافع الفهري)
- انتشار الإسلام بين الجبر والإختيار .
- هل سيحكم الإسلاميون الجزائر ...؟ .
- عثمان سعدي ورأس السنة الأمازيغية .
- تركيا وفرنسا وجهان لعملة واحدة.
- سليمان دوغة والأمازيغية .
- توسيع منظمة التعاون الخليجي ،استراتيجية لصالح الشعوب ؟ أم هي ...
- الدعوة السياسية من غير عصبية الدين لا تتم .
- ثورة صاحب الحمار .


المزيد.....




- وزير الشئون الإسلامية السعودية: ما تحقق في موسم الحج أمر يدع ...
- مستوطنون يعتدون على أراضي المواطنين شرق سلفيت
- نص تهنئة شيخ الأزهر للعاهل السعودي ومحمد بن سلمان بنجاح موسم ...
- اجعل أولادك يمرحون مع اجمل أغاني العيد وحمل الآن تردد قناة ط ...
- هطول أمطار على المسجد الحرام ومشعر منى وسط موجة حر قياسية
- أقوى الاناشيد الجديدة للاطفال .. تردد قناة طيور الجنة الجديد ...
- قائد الثورة الاسلامية يهنئ المسلمين بعيد الاضحي المبارك
- الفاتيكان يوضح سبب امتناعه عن التوقيع على البيان الأوكراني ف ...
- اليابان.. حشود غفيرة وخطبة بأربع لغات في صلاة العيد بالجامع ...
- -حركة طالبان الباكستانية- تعلن وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام ب ...


المزيد.....

- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - الفيلم المسيء للرسول ، أهو صراع بين (الطورو ، والطوريرو) ؟ .