نور نديم
(Nour Nadim)
الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 16:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عذراً فقد كنت من السذاجة بحيث أنني لا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أتخيل أي نوع من الآلهة بحاجة أن يدافع عنه بعض البشر ؟
أليس الله من في يده الأمر .. كلي القدرة ..
عن أي نوع من الإساءات يتحدثون ؟
تجرح مشاعرهم حين يسخرون من نبي .. أو من يرفض الإيمان بما يؤمنون .
وفرضاً انك تتبع صحيح الدين .. الطريق الحق .. الإيمان القويم .. سمه ما شئت ..
فالإيمان يحمل ضمناً اقراراً بالصواب .
لكن السؤال الذي يتردد في ذهني منذ بدأت اولى قصص الإساءة للأديان والتي تناولها الإعلام .. ( آيات شيطانية ) لسلمان رشدي وبعده بقليل فيلم ( الإغواء الأخير للمسيح ) .. وعذراً إن بدا السؤال طفولياً ساذجاً ..
أيهما أكثر استحقاقاً ؟ قتل من يكفر بآلهك ونبيك ؟ أم ألا ترى في بلاد المؤمنين أمثالك طفل ينام نصف عاري أسفل كوبري ؟
أيهما أكثر استحقاقاً أن تحارب وتموت لأجله ؟ الدفاع عن الله كما تؤمن به أنت أم شن الحرب على الجهل ؟
أيهما أكثر استحقاقاً ؟ حرق سينما تعرض فيلم لمسيح لا تعرفه أم اختفاء الجوع من العالم ؟
أيهما اكثر استحقاقاً ؟ الله أم الإنسان ؟؟
الإجابات التي نسمعها كل يوم ويكررونها كأطفال الكتاتيب .. هذا لا ينفي تلك .. من لا يدافع عن مقدساته ليس لديه غالي ليدافع عنه . منطق مختل لمجتمعات معارك طواحين الهواء .
تخلق معركة في فضاء بلا مقومات نجاح أو فشل .. بلا إمكانية قياسها ولا التقدم فيها للهروب من المعركة الحقيقية التي تقاس بالارقام والتي نرى فيها فشلنا أمام اعيننا كل لحظة وفي كل شارع وزقاق .
فمتى تتوهم أنك ستمنع البشر من الكفر بإلهك ونبيك ومقدساتك وأضرحتك ومعابدك ..
متى تتوهم أنك ستمنع السخرية من إيمانك بالمعجزة والأولياء والقديسين وشموعك وبخورك وتمتماتك الليلية والنهارية وخرز سبحتك .
دع احساسك أنك لست مثل باقي الناس جانباً للحظة .. فالكفر لن يختفي .. كما الإيمان لن ينقرض ..
السخرية لن تتبخر .. كما اليقين
لكن أيهما أكثر استحقاقاً ..
جوع طفل .. أم معبد بارد ؟
الله أم الإنسان ؟؟
#نور_نديم (هاشتاغ)
Nour_Nadim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟