هيثم حموي
الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 12:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وهكذا، يأبى نسيم الياسمين أن يتبعثر هباءً في غبار القصف الهمجي على المدن والقرى السورية أو أن يذوب في برك دماء المدنيين المهدورة فوق أراضيها.
نسيم الياسمين القادم من تونس لن يوقفه الديكتاتور المحتال الذي كان يدعي المقاومة ويبتز شعبه والشعب العربي كله بهذه الأكذوبة، وقد أطاح بأربعة ديكتاتوريين قبله.
نسيم الياسمين هذا بدأ الآن بطرق أبواب المملكة النائمة. كلمة الحرية التي أطلقها شباب الأردن قبل أيام بشجاعة وتعرضوا بها للذات الملكية جاءت لتعيد الأمل للربيع الذي تأخر إزهاره.
على الجميع أن يعلم أنه لا ربيع دون زهور. أزهر الربيع العربي حتى الآن في كل بلاده، تأخر في سوريا، وبدأت بوادره في الأردن.
الأردن الذي مازال أمامه الفرصة الذهبية ليس فقط للإصلاح، بل أيضاً للتحول إلى دولة قانون حديثة تحفظ الحقوق والحريات دون سفك دماء. دولة ملكية دستورية ديموقراطية، رغم أنني شخصياً ضد الملكية كنظام.
أستغرب حقيقة من البيت الملكي في هذه المملكة النائمة الغامضة كيف يدع الأمور كي تصل إلى التعرض لأحرم المحرمات فيها، وهي التطرق إلى الذات الملكية.
هذا يدل على حجم معاناة الشعب الأردني وتطلعاته الحقيقية إلى الحرية ودولة المؤسسات دون فساد.
مهمة الأحرار في الأردن لن تكون سهلة، ولكن بالمقابل هناك هذه التجربة السورية، تجربة "بشار" أمام "عبد الله"، فكل محاولات هذا المجرم بشار لم تساعده في كبت غضب الجماهير، ونظامه لا شك بائد.
هل يتعظ عبد الله من المسرحية التي تجري في الجوار؟ تجارب كثيرة أمامه، بن علي ومبارك والقذافي وصالح والآن بشار المنهار. الشعب باق والأنظمة زائلة. هذا جانب من الحقيقة فقط.
#هيثم_حموي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟