أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأممُ الكبرى العسكريةُ في الشرق














المزيد.....

الأممُ الكبرى العسكريةُ في الشرق


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتمثل الاستبدادياتُ الكبرى في الشرق عبرَ تاريخٍ عسكري طويل. وهذا التاريخُ تضافرَ مع بُنى قبليةٍ ارستقراطية محافظةٍ جعلتْ حياة هذه البلدان المعاصرة تصطدمُ بالحضارة الغربية أشد اصطدام.

في القديم تتشكلُ المركزيةُ في دولةٍ كبيرة تسيطرُ عليها قبائل متنفذة، ويكون التطورُ أسرياً عبر تعدد الأسر وتواليها في السيطرة على الحكم فتظهر بشكلِ سلالات وكان ربما أحد المنافذ الرئيسية للتطور، وقد تشكلت الأممُ الكبرى عبر ظروف مختلفة، وفي عصورٍ متفاوتة، ولهذا كانت سيروراتها متباينة.

الأمةُ الصينية وجدتْ نفسَها مفصولةً عن العالم بصحارى كبرى تكفلتْ بالدفاع عنها، وحين تمكنت القبائلُ الصحراوية من التوغلِ فيها والسيطرة عليها أنشأتْ سورَ الصين العظيم، فعرف الشعبُ الحذرَ من الأجانب، وتقوقع داخل بنائه القومي، وحين ظهرت (الاشتراكيةُ) ظهرتْ كرأسماليةٍ قوميةٍ شمولية تحجزُ الشعبَ عن التأثر الديمقراطي بالغرب خوفاً من تفككِ شمولياتهِ الداخلية الاجتماعية. وكانت القوةُ العسكريةُ وراء كل هذا، فكونتْ الإدارةَ والحزب والأفكار والحياةَ الاجتماعية.

في حين كان الروسُ قبائل شمالية زحفتْ جنوباً واستولتْ على بلدانِ واسعة عبر هذه السيطرة العسكرية. وكانت البنية الاجتماعية المحافظة محميةً من قبل هذه القيصرية العسكرية، وكان الاقترابُ من الغرب طفيفاً جغرافياً، وكان دخولُ العلاقات الديمقراطية محدوداً، فقامت الإدارةُ (الاشتراكية) بنقل البلد خطوات بدون تغيير مضمون الحياة التقليدية المحافظة ومن سيطرة القمم على الشعوب.

الماركسيات هنا منتزعةٌ من طابعها الديمقراطي والنقدي التحليلي ومصعدةً فيها القوةُ والهيمنةُ والشمولية، ولهذا فإن هذه الأممَ تخلعُ الشكلَ الخارجي للماركسية الذي ما عاد يلبي حاجتها إلى التنوع وحيث القيادة لا تعيدُ النظرَ في فهمها الإداري، فتعودُ الشعوبُ لأفكارِها الدينيةِ العتيقة وشيءٍ من الليبرالية.

الفرسُ وجدوا أنفسَهم محاصرين على الهضبةِ عبر الأمم والشعوب التي دخلوا بينها مترحلين من مناطقهم في الشمال عبر قوتهم القبلية الحربية. وأُزيحتْ الزرادشتية عبر الإسلام الذي مثل صدمةً لهم، ولقوتهم الحربية والتاريخية، فكان البحث عن شكل معارض للخلافة المركزية عبر مذاهب مضادة، وصار توسع القومية الفارسية عسكرياً خلال القرون الأخيرة متوجهة لمناطق الأمم الأخرى، والتصادم مع القومية العربية الصاعدة هي الأخرى. فأخذت من الأفكار الأوربية جوانب الدكتاتورية عبرَ سحق الأمم الأخرى وإلغاء تاريخها ولغاتها وتفريسها، ومثلتْ الدولةُ الدينيةُ القومية العسكرية ذروةَ هذا التطور.

والعرب لم يكن لهم دولة موحدة كبيرة وكانت قبائلهم كثيرة فشكلوا دولة مركزية كبيرة لكن مخلخلة من الداخل، وصار اعتمادها على الجيش الذي تحول من جيشٍ عربي لجيش مكون من القوميات غير العربية فتدهورت الإمبراطورية وصارت دولاً وتنوعت أشكالُ تطورها، ولكن النزعة العسكرية القومية ظلتْ كامنةً، وتفجرت عبر انقلابات وظهر عشراتُ الجنرالات المهووسين بالسلطة، دون أن يتمكنوا من بناء دولة عربية، فتنوعت الخيارات الاجتماعية والسياسية لدى الشعوب، ولكن الجنرالات خربوا التطور وانقسمت بلدان واحترقت بهذه العسكرية.

حين نرى الهند وغياب النزعة القومية العسكرية المتشددة نلمح الآن قدرة شعوب القارة على الاختيارات السياسية والاجتماعية المتنوعة، وإذ تذبل المثلُ الاشتراكية في الصين وروسيا شعبياً تنمو في الهند.

لم يكن من قدرة هذه الأمم وهي تنهض مجدداً وتشكل اقتصاديات جديدة بوسائل دكتاتورية أن تعيد النظر في تاريخها الحديث، فتغيير هذه الاقتصاديات بأشكال ديمقراطية يعني انفجارها الداخلي، ولهذا نرى إصلاحات جورباتشوف تؤدي لهروب اللصوص بدولٍ كاملة!

فيما لا تقدر الدول القومية الكبيرة الباقية أن تغير من هذه الطريقة بعد أن تكونت مصالح ضخمةٌ على هذه الظروف، فأي تحول يزعزعُ كياناتها المبنية على السيطرة على القوميات الأخرى وحيث تتكون العائلات بنفس طريقة النظام.

لكن دولاً أخرى أصغر وذات حداثة وتنوير أوسع استطاعت أن تعيد النظر في هياكلها المبنية في زمن الدكتاتورية، بينما الدول الكبرى لا تستطيع ذلك ويؤدي الأمر إلى حروب قومية وانفجارات داخلية. ولهذا فنحن أمام قرن جديد من الحروب يحتاج إلى الكثير من السلام والتنوير والعقلانية السياسية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القومياتُ الكبرى وأزمةُ التحول الديمقراطي
- سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية
- الماضي أغلالٌ
- وتائرُ تطورِ الرأسمالية
- ثقافةُ التحليلِ وثقافةُ التحلل
- التناقض الخلاق والتناقض المدمر
- تحقيبٌ اجتماعي لفلسفةِ ألمانيا
- الطائفيون وخرابُ البلدان
- افتراق قطبي المسلمين
- الوطنيون والطائفيون
- الفردُ والشموليةُ الساحقة
- الوعي الوطني ومخاطرُ اللاعقلانية
- أزمةُ مثقفٍ (٢ - ٢)
- أزمةُ مثقف
- رأسماليةُ الدولةِ بدأتْ في الغرب
- المنبريون والجمهور
- إصلاحُ رأسمالية الدولة
- الطوائفُ اللبنانيةُ والحراكُ السياسي
- كسرُ عظمٍ على أسسٍ متخلفة
- النقدُ الذاتي وليس المراوغة


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأممُ الكبرى العسكريةُ في الشرق