عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 21:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يدعوننا بعض اليساريين الشيوعيين اللبنانيين (المناهضين للامبريالية )على طريقة ايران وحزب الله ، بعد أن أفلست شيوعيتهم الستالينية، للمسامحة مع الشبيحة الأسدية اعتمادا على مقولة (حنة أرندت) الداعية إلى أن المسامحة هي نوع من (التـأكيد على أن المستقبل ليس امتدادا طبيعيا للماضي )، وأنه ينبغي أن نجترح هذا الفعل حتى ولو كان (عجائبيا )، لكون (انعدام هذا الفعل يجمدنا داخل فعل ملعون لا يمكن الإفلات منه ) ...
الغريب أن هؤلاء –وبينهم أساتذة في جامعة باريس – لا يعرفون عن الحدث السوري إلا ما تبثه قناة الدنيا فيما يبدو، من خلال ما تعرضه من صور عن وحشية الثوار وانتقاماتهم، حيث أن مجازر الحولة والحراك والقبير والتريمسة وداريا وقطع رؤوس الأطفال وانتهاك شرف النساء اغتصابا، إنما يقوم بها الثوار والمقاومون الشرفاء تجاه أسوأ احتلال في التاريخ... وذلك مثلما أخبرنا الإعلام الأسدي أن الطفل حمزة الخطيب ابن (13 عاما) قتل تعذيبا، وقطع عضوه التناسلي عقابا لأنه أراد أن (يسبي نساء) ضباطنا البواسل (حماة الدمار) ..
ولهذا فإن السيدة الشيوعية اللبنانية الأكاديمية الأستاذة الجامعية في باريس، تنظر للشعب السوري الذي يقدم كل هذه الضحايا والأضاحي والدماء التي بلغت ما يقارب المئة ألف بين شهيد ومفقود، وكأن الشعب السوري هو الخائن المتآمر المنخرط في المؤامرة الكونية ضد هذا المعتوه الأسدي كمعتوهي ومهابيل ملالي طهران وحزب الله...وعلى هذا فوفق توصيفها، فإن شعبنا السوري هو الخائن العميل للإمبريالية والاستكبار العالي هو الذي يرتكب هذه الجرائم بحق الشبيحة ونظامهم المقاوم والداعم للمقاومة والمناهض للامبريالية بمواجهة شعبه الخائن....!!! أية يسارية كوميدية سوداء هذه أيتها الأكايمية المخضرمة ..!!
أية مهزلة أن تعتبري الصمود الأسطوري والمعجز لشعبنا العظيم وثوارنا ومقاومينا على أنها سير على طريق الجريمة عبر ترجمة مقتطفات من نصوص منزوعة عن سياقها ولا قيمة للشاهد فيها سوى الإيحاء بالتبحر العلمي !! ومن ثم أن تعتيري أن مقاومتهم العظيمة تعبير عن أناس (انتقاميين يظنون أنهم جذريون)، وبأنهم يسيرون على منوال الجريمة ذاتها ..أي أن فعلهم البطولي الذي يرفض الاستسلام (امتداد للجريمة وتأبيد لها ..)
لن أفحش مع الأكاديمية رغم الألم العميق الذي خلفته في النفس –كرمى للأستاذ الكبير رضوان الشهال – ولهذا سأكتفي بأن أشخص مشكلتها في هذا السياق بطريقة مهذبة، أي سأكتفي بوصفها مشكلة ذاتية مرضية تتعلق بالافتتان بـ ( البطولة /الفحولة ) لمقاتلي (آل البيت) لحزب الله ...!!! لكني أؤكد لها أن ثوارنا ومقاومينا الأبطال ضد الاحتلال الأسدي أظهروا من (البطولة /الفحولة )، ما يحرك افتتان خيالات أكثر الحرائر خفرا وحياء ...!!!
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟