عبد السلام أديب
الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 20:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صناعة فيلم أمريكي تحت عنوان براءة المسلمين من طرف شخص يقولون أنه أمريكي يهودي وجمع خمسة ملايين دولار لتمويل الفلم من مائة يهودي ثم تشتعل بعد ذلك مظاهرات من طرف قوى سياسية اسلامية في القاهرة وبنغازي وربما بعد ذلك في عواصم مغاربية وعربية أخرى توجه أساسا ضد الامريكيين واليهود، بل تؤدي هذه المظاهرات الى وفاة السفير الأمريكي في بنغازي وثلاثة أمركيين آخرين . انها قصة مشوقة من سلسلة الأفلام الهوليودية، قد تنتج مواقف وسياسات تحول أنظار العالم عن تعمق الأزمة الاقتصادية الرأسمالية الخطيرة
هناك مشاهد تاريخية مشابهة لما يحدث حاليا والتي تزامنت مع ذكرى الحادي عشر من سبتمبر لنتذكر هجوم اليابانيين على ميناء بيرل هاربر سنة 2001 والتي ادخلت الولايات المتحدة الى الحرب العالمية الثانية التي قتل خلالها 70 مليون نسمة، ثم سناريوهات دخول الولايات المتحدة في الحرب ضد الفتنام عقب هزيمة فرنسا في ديان بيان فو في 1954 ثم سيناريو هجوم صدام حسين على الكويت سنة 1990 ودخول المعسكر الامبريالي في حرب ضد العراق، ثم سيناريو الهجوم على المركز التجاري في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2001 والذي تبعه استعمار أفغانستان والعراق وتدمير سياسي خطير للقضية الفلسطينية
كل هذه السيناريوهات تبدوا مفبركة وتلتقي جميع التحليلات حول افتعالها من أجل فبركة الحروب يكون دافعها هو تجاوز تعمق أزمة النظام الرأسمالي التي بلغت درجة افلاس الشركات والأبناك الامبريالية الكبرى بل وافلاس الدول الرأسمالية العظمى والتي تجاوزت مديونيتها أرقاما يستحيل قياسها أو استردادها
ان افتعال الحروب هي إحدى وسائل الامبريالية لمعالجة أزمتها العامة مؤقتا ولايقاف الاحتضار الطويل الأمد لنمط الانتاج الرأسمالي، ويبدوا أن أحداث القاهرة وبنغازي تشكل مقدمة لأحداث سياسية كبرى قادمة هدفها تجاوز جديد مؤقت للأزمة القائمة والتي أشعلت احتجاجات وانتفاظات في أزيد من 75 في المائة من دول العالم وأسقطت رموز النظام في تونس ومصر وليبيا واليمن وتبدو رموز سوريا المرشح القادم لهذا السقوط. فالتطورات الثورية العنيفة كجواب للبروليتارية العالمية على تعمق الأزمة لم ولن تتوقف وهي تهدد باسقاط البرجوازية المهيمنة عالميا . لذا يبدوا أن الدوائر الامبريالية تلجأ حاليا الى خطط وتكتيكات واستراتيجيات لايقاف الزحف الثوري ولو عبر مجازر عالمية جديدة
أحداث الفلم الامريكي وردود الفعل حوله تبدوا مفتعلة ومصنوعة باتقان لكونها تعلم جيدا الحساسية المفرطة وسط القوى الظلامية وردود افعالها اللاعقلانية على ذلك والتي قد تفجر العديد من النتائج المبحوث عنها كما قد تحقق اهدافا امبريالية جديدة
#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟