الحق في حياة كريمة لكل المكونات الثورية التي سمّيت بالربيع العربي ( وخصوصاً الثورة السورية )

كمال أوغلي

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 17:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

الثورات التي حدثت في الوطن العربي مجازاً ( مجازاً هنا لأنها ثورات الربيع الديموقراطي لمنطقة ماسميّ
بالمنطقة العربية ولا تخص الشعوب المسمات بالعربية حصراً وهذا خطأ شائع ) لابد أنها غيرت الكثير من التابوهات لكنها في إعتقادي لم تغير ثقافة الإقصاء وتلك هي المصيبة التي إن لم نتخلص منها فكأننا لم نفعل شيئاً بل زدنا في الطين بللة, وذلك لسبب مهم وهو ثقافتنا الإجتماعية فمازلنا في مرحلة التتطور الإجتماعي والثقافي والسياسي نتيجة التغييب القسري للشعوب من قبل الأنظمة الشمولية التي كانت ومازالت تحكم وذلك ليس عيباً بل العيب هو أن نستمر في تماهينا مع تلك الثقافة التي جرت الويلات علينا والتي يجب أن نتخلص منها, فكما قررنا أن نتخلص من الديكتاتورية يجب علينا أن نتخلص من الموروث الثقافي الأديولوجي الذي فرض علينا إن كنا نعلم أو لانعلم, هذا هو التحدي لوعينا الإنساني الذي سيضعنا في موقف المحاكم للأمور الأساسية التي ستغير أسلوب حياتنا بشكل جذري للأفضل, تلك الأمور ليست سهلة بل تحتاج إلى شجاعة منقطعة النظير, مثال على ذلك أن يحاكم الإنسان ذاته إن كنت لاترضى الظلم الممارس عليك فهل ترضى به لغيرك, إن كنت لا ترضى بالواسطة فهل ترضى بها لنفسك, إن كنت لاترضى بالرشوى فهل ترضى بها لنفسك, إن كنت لاترضى بالتمييز العرقي والطائفي والعنصري فهل ترضى به لنفسك, فإن كانت لديك الشجاعة بإن تجيبني بلا فتلك هي المواطنة التي تساوي بين كل فئات المجتمع الذي نطمح إليها وتلك هي الغاية التي تساوي بين كل الفئات التي ستعمل على بناء مجتمع صحي خالي من الطائفية والقومية والعشائرية والذي يقوم على مبدأ المواطنة, المواطنة ولاغير وبدون إقصاء لأي مكون من مكونات المجتمع تلك المكونات التي لها كل الحق بممارسة ثقافتها وتراثها بشرط أن لاتكون على حساب الآخر, ففي المجتمع الديموقراطي ليس هناك أقلية وأكثرية بل هناك نسيج مجتمعي قائم على العدالة والمساواة لكل المواطنين أمام القانون والذي لا يميز أحد على الآخر هو قدرته على خدمة هذا المجتمع والذي يحق له تقرير مصيره , وهذا ليس كلام مثالي بل ماحققته كثير من بلدان العالم ولسنا بأقل منهم إن تحققت الإرادة.
لذلك أدعوا كل مواطن سوري حر بأن يدعم هذه الثورة وأن لايدع أحد أن يخطف منّا هذا المجد المكلل بكل هذه التضحيات والتي لن تذهب هدراً فالدم السوري غالي وهو ليس بأقل من أي دم يهدر من أجل الخلاص من الذل بل هو أعظم لأنه دم حر لم يدعمه أحد للتحرر, بل سيكون له الفضل بأن يمهد لمزيد من التحرر في هذا العالم وبأن التضحية في سبيل الحرية هي الهدف الأسمى في تاريخ الإنسانية.

#كمال_أوغلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات