أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 65: الختان والسرطان















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 65: الختان والسرطان


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 11:23
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


المصادر العربيّة
----------
يرى مؤيّدو ختان الذكور أنه يقي من السرطان. فبعد أن بيّن أن ليس لختان الذكور والإناث دليل منقول من القرآن والسُنّة، رأى الشيخ محمود شلتوت بأن ختان الذكور، خلافاً لختان الإناث، فيه
«مصلحة تربو بكثير عن الألم الذي يلحقهم بسببه. ذلك أن داخل «الغلفة» منبت خصيب لتكوين الإفرازات التي تؤدّي إلى تعفّن تغلب معه جراثيم تهيئ للإصابة بالسرطان أو غيره من الأمراض الفتّاكة. ومن هنا، يكون الختان طريقاً وقائيّاً يحفظ للإنسان حياته. ومثل هذا يأخذ في نظر الشرع حُكم الوجوب والتحتيم».
هذا وقد توسّع الدكتور حسّان شمسي باشا في نقله عن المصادر الغربيّة المؤيّدة لختان الذكور، وخاصّة من كتابات الطبيبين «شووين» و«وايزويل»، وهما من كبار المؤيّدين لختان الذكور الشامل في الولايات المتّحدة. وقد تجاهل الدكتور باشا وغيره من المسلمين آراء المعارضين في هذا المجال. وممّا نقله باشا نقتبس ما يلي:
- إن للمادّة المرطّبة التي تتجمّع ما بين الحشفة والغلفة فعلاً مسرطناً.
- إن سرطان القضيب نادر جدّاً عند اليهود، وفي البلاد الإسلاميّة حيث يجرى الختان أثناء فترة الطفولة. وأثبتت الإحصائيّات الطبّية أن سرطان القضيب عند اليهود لم يشاهد إلاّ في تسعة مرضى فقط في العالم كلّه.
- يموت سنوياً ما بين 225-559 شخص بسرطان القضيب في الولايات المتّحدة.
- لو كان رجال أمريكا جميعاً غير مختونين فإن عدد حالات سرطان القضيب سوف يزداد إلى أكثر من 3000 حالة سنوياً. وتحدث حاليّاً 750-1000 حالة سرطان القضيب سنوياً في الولايات المتّحدة. ولم تحدث خلال العشرين سنة الماضية في أمريكا سوى ثلاث حالات فقط من سرطان القضيب عند رجال مختونين.
- أجريت ست دراسات كبرى على سرطان القضيب منذ عام 1932 وحتّى عام 1990 شملت أكثر من 1600 حالة، ولم يكن أحد من هؤلاء مختوناً في سن الطفولة.
- سجّلت الإحصائيّات الأمريكيّة أكثر من 60.000 حالة من حالات سرطان القضيب منذ عام 1930 وحتّى الآن. ومن أصل هذا العدد كان هناك أقل من عشر حالات فقط حدثت عند أناس مختونين. ويقدّر الخبراء أن إحتمال حدوث سرطان القضيب عند غير المختونين يبلغ واحداً لكل 600 شخص.
- إن ختان الذكور يقي من سرطان عنق الرحم لدى المرأة. وهذا العامل هو من أهم العوامل في خفض نسبة السرطان لدى اليهوديّات في إسرائيل لأن مستواهن الأخلاقي ليس بأفضل من مستوى المرأة الأوروبيّة أو الأمريكيّة. ويعتبر سرطان عنق الرحم نادر الحدوث جدّاً في الجزيرة العربيّة، وذلك لندرة الأسباب المؤدّية إليه وهو الزنا وتكرّره، وختان الرجال.
ويعلّق الدكتور باشا على هذه المعلومات قائلاً:
«نعم، هذا ما يقرّره علماء الطب اليوم، وهذا ما قرّره الإسلام، وما أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام، إنها فطرة الله: «فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله» (الروم 30:30).
ويضيف في مكان آخر:
«أليست هذه نعمة من رب العالمين. سُنّة من سُنَن الفطرة التي أوصانا بها رسول الإنسانيّة محمّد (ص) تمنع حدوث سرطان القضيب. أنظروا إلى هذه الحقيقة: 1600 حالة من سرطان القضيب، لم يكن بينهم رجل واحد مختون!!».
وبعض مؤيّدي ختان الإناث يرون فيه أيضاً وسيلة لحمايتهم من السرطان. وقد رفض هذا الإدّعاء الدكتور محمّد رمضان الذي يقول:
«هناك إدّعاء مغلوط: إن المرأة المختتنة لا يحدث لها سرطان في الأعضاء التناسليّة الخارجيّة تقريباً (البظر والأشفار). وذلك لأننا قطعنا واستأصلنا هذه الأجزاء. فبالتالي يقل أو ينعدم السرطان. وليس هذا أسلوب علمي للوقاية وإلاّ لقطعنا الأعضاء والأطراف المعرّضة لأي نمو سرطاني في المستقبل. ونسبة حدوث سرطان الأعضاء التناسليّة نسبة ضئيلة ولا تزيد على نسبة حدوثه في الجلد في أي عضو آخر من الجسم. بل إن القطع الجزئي لهذه الأعضاء يعرّضها لحدوث السرطان بنسبة أكثر ممّا لو كانت، حيث إنها تلتئم بنسيج متليّف والنسيج المتليّف عرضة للإستثارة والإلتهاب أكثر من النسيج العادي».
هذا وقد سخر محمّد عفيفي ممّن يدّعي أن ختان الذكور يقي من السرطان. فهو يقول:
«واليوم يعمد بعض الفهلويين من هواة السادزم إلى التمسّح في العلم، قائلين لنا أن ذلك الغلاف الجلدي من عادته أن يحتجز في ثناياه بعض المواد الضارّة التي يمكنها على المدى الطويل أن تصيب عضو الذكر بالسرطان، وهذا نوع من الجدل الذي يثير كلاًّ من الغيظ والرثاء. فلماذا نفترض وجود ذلك الرجل الفذ في قذارته، الذي يرفض الإغتسال ويترك إفرازات جسمه تتراكم يوماً بعد يوم حتّى تصيبه بالسرطان؟! وإذا صح وجود مثل هذا الحلّوف أفلا ترى معي أنه يستحق أن يصاب بالسرطان فعلاً؟! وإن السرطان ليصيب الأنثى بين حين وآخر في ثديها أو رحمها، فهل يدفعنا هذا - وفقاً لنفس المنطق - إلى أن نستأصل لكل أنثى تولد ثدييها ورحمها في اليوم الثامن؟!».

المصادر الغربيّة
----------
بدأت النظريّة القائلة بأن الختان يقي من السرطان بمقال كتبه الطبيب اليهودي الأمريكي «ابراهام وولبارست» عام 1932 معتمداً على حديث أجراه مع مسؤولين في أربع مستشفيات في الهند حول معدّلات السرطان هناك. وقد إدّعى هذا الطبيب أن السبب في سرطان القضيب هو وجود المادّة المرطّبة تحت الغلفة. وبإزالة الغلفة بالختان، فإنه يتم التخلّص من هذه المادّة. واستنتج أن الختان هو سبب حماية اليهود من هذا الداء.
وقد أضاف الطبيب اليهودي «ابراهام رافيتش» عام 1942 إلى تلك النظريّة أن ختان الذكور يحمي أيضاً من سرطان البروستاتة وعنق الرحم. وهذا الطبيب كان يعمل في مستشفى «إسرائيل صهيون»، أحد أكبر الداعين لإجراء الختان على الأطفال بصورة شاملة. وقد أعاد الطبيب «ايجين هاند» هذه النظريّة في محاضرة ألقاها عام 1947 أمام الجمعيّة الطبّية الأمريكيّة آخذاً بالإعتبار الجنود في الحرب العالميّة الثانية، مدّعياً أن الأمراض التناسليّة والسرطان عند اليهود أقل بكثير من الزنوج والبيض غير المختونين. وكرّر «ابراهام رافيتش» نظريّته في مقال آخر عام 1951 عنونه «الوقاية من سرطان البروستاتة والقضيب وعنق الرحم بواسطة الختان» مدّعياً أن 32000 شخص يتوفّون سنوياً من السرطان الناتج عن الغلفة. ولذا يجب إجراء الختان بصورة عامّة على جميع الأطفال.
ومجمل ما تقوله هذه النظريّة هو أن اليهود أقل من يصاب بسرطان القضيب والرحم لأنهم يختنون في اليوم الثامن. ثم يأتي بعدهم المسلمون، لأنهم يختنون بعد اليوم الثامن. ثم يلحق بهم غير المختونين. وقد تم تكرار هذه النظريّة في مقالات تعتمد على مقالات تسبقها كلّها تعود إلى ما كان قد كتبه «ابراهام وولبارست» عام 1932. وأصحاب هذه المقالات هم أفراد يهود أو ذوو نزعة يهوديّة وتعتمد على معطيات مغلوطة لأسباب عقائديّة دينيّة وليست علميّة. فهي ترى دون إثبات أن المادّة المرطّبة هي التي تسبّب السرطان، وتعتمد على أرقام مبالغ فيها أو غير موثوق بها، وقد فنّدت الجمعيّات الطبّية تلك النظريّة. والوقاية بالختان أخطر من الداء وليست أخلاقيّة، فهناك وسائل أخرى للوقاية أنجع وأخف من الختان. وهذا ما سوف نراه في النقاط التالية.

المادّة المرطّبة ليست سبباً للسرطان
---------------------
يتّهم أصحاب هذه النظريّة المادّة المرطّبة بأنها المسؤولة عن تكوين السرطان، وبالختان يتم إزالة الغلفة التي تختبئ داخلها هذه المادّة. وحقيقة الأمر أن لا علاقة بين تلك المادّة والسرطان. فقد قام بعض الباحثين بتجارب على الحيوانات التي تفرز المادّة المرطّبة مثل الإنسان. كما قام البعض بإدخال المادّة المرطّبة البشريّة أسبوعياً لمدّة تتراوح بين سنة وثلاث سنين في رحم إناث القردة والفئران ولم يكتشف أي تأثير لها في تكوين سرطان عنق الرحم. بينما عندما وضعت مادّة مولّدة للسرطان كانت النتيجة أن الحيوانات أصيبت بسرطان عنق الرحم. وتوجد المادّة المرطّبة عند الذكر كما عند الأنثى بين غلفتها وبظرها، كما أنها موجودة عند كل الحيوانات اللبونة، ذكوراً وإناثاً. وإن صح أن المادّة المرطّبة تسبّب السرطان، يعني ذلك ضرورة ختان الإناث بصورة روتينيّة كما تفعل بعض الشعوب مع الذكور، وضرورة ختان جميع تلك الحيوانات لحمايتها من السرطان. ولكن لا يجرؤ أحد على تقديم إقتراح مثل هذا.
ولو كان صحيحاً أن المادّة المرطّبة عند الذكر هي التي تسبّب السرطان فإن نسبة سرطان القضيب يجب أن تكون أعلى عند غير المختونين من نسبة سرطان عنق الرحم لأن المادّة المرطّبة في إتّصال متواصل بالقضيب. ولكن الأرقام تشير إلى عكس ذلك تماماً. ففي عام 1977 سجّلت الولايات المتّحدة 20.000 وفاة بسبب سرطان البروستاتة و7.600 وفاة بسبب سرطان عنق الرحم مقابل 225 وفاة بسبب سرطان القضيب.

الأرقام مبالغ فيها أو غير موثوق بها
---------------------
يعتمد من يدّعي أن الختان يقي من السرطان على مقارنة عدد المصابين بالسرطان بين المختونين وغير المختونين. ولكن هذه الأرقام مبالغ فيها وغير موثوق بها.
فقد غالى مؤيّدو الختان في التخويف من سرطان الرحم. فسرطان عنق الرحم يمثّل أقل من 5% من حالات الموت بسبب السرطان بجميع أشكاله التي تصيب المرأة. ولكن مؤيّدو الختان يبالغون مدّعين أن سرطان عنق الرحم يمثّل 35%. وعندما يتكلّمون عن مستوى سرطان عنق الرحم عند النساء اليهوديّات ينقصون هذه الأرقام ويجعلونها تساوي ما يقارب الصفر. والواقع يبيّن فعلاً أن مستوى سرطان عنق الرحم عند اليهوديّات منخفض. وهم يرجعون السبب إلى ممارسة الختان عند اليهود. إلاّ أن الأبحاث التي أجريت بين عام 1900-1910 أرجعت السبب إلى الحمّام الطقسي (مكفاه) الذي تفرضه الديانة اليهوديّة على المرأة بعد الحيض. وقد أُهمل هذا السبب لاحقاً حتّى يبرهن أن ختان الذكر هو السبب.
وذكر الدكتور «ديركينيون» ورفاقه عام 1973 أن سرطان القضيب في الولايات المتّحدة يمثّل أقل من 1% من الأمراض التي تصيب الرجل، بينما هذا العدد يصل إلى 12% في الهند. وقد إعتمد على مقال في مجلّة طبّية تصدر في أستراليا ونيوزيلندا. ولكن المقال الأصلي يذكر ليس 12% بل 2%. فأضاف الدكتور المذكور 10% من عنده. وكل ذلك ليبرهن بطبيعة الحال أن الختان في الولايات المتّحدة يحمي من ذلك المرض الخبيث. ويعطي «فالرشتاين» عدّة أمثلة لمثل تلك المبالغات والمغالطات التي لا أساس لها.
وذكر الطبيب «شووين» أن التلقيح ضد الأمراض يقي بنسبة 90 إلى 95% بينما الختان يقي من سرطان القضيب بنسبة 99.9%. ورد عليه الطبيب «فلايس» بأنه لا توجد إثباتات في أيّة كتابات طبّية بأن الختان يقي من سرطان القضيب بنسبة 99.9%. وهذه الأرقام لا يمكن أن تكون صحيحة لأن نسبة سرطان القضيب في الولايات المتّحدة حيث أكثر الكبار مختونين تصل إلى 1 في 100.000، وهذا ضعف أو ثلاثة أضعاف نسبة سرطان القضيب في دول مثل الدانمارك وفنلندا واليابان التي لا تمارس الختان الروتيني. ومن جهة أخرى يعتبر التلقيح الجماعي لكسب المناعة مفيداً لتفادي الأوبئة التي قد تصيب الجماعة، ولذلك يفرض على الجميع لأجل الصالح العام. وهذا غير مبرّر في الختان، فسرطان القضيب لا ينتقل بالعدوى ولا يعتبر وباءاً.
وبخصوص سرطان البروستاتة عند الرجل، إدّعى الدكتور «مارفين أيجير» عام 1972 أن الختان يقي منه، معتمداً في ذلك على قول طبيب سويدي زار إسرائيل بأن عدد الوفيّات من هذا السرطان في السويد أعلى 4.7 مرّات من عدد الوفيّات في إسرائيل. وقد رأى أن السبب في ذلك هو ممارسة الختان في إسرائيل. ولكن الأرقام التي تنشرها الجمعيّة الأمريكيّة لأربعين دولة تبيّن أن هذه النظريّة غير مثبتة. ففي عام 72-1973 كان هناك 12 دولة لا تختن عدد الوفيّات فيها أقل من إسرائيل. وبدلاً من أن تكون نسبة الوفيّات في الولايات المتّحدة منخفضة، هناك 33 دولة لا تختن نسبة الوفيّات فيها أقل ممّا هو الأمر في الولايات المتّحدة.
وقد كتب الطبيب «وايزويل» عام 1992 بأنه توفّى أكثر من سبعة آلاف شخص من سرطان القضيب خلال الخمسين سنة الماضية.. وفي عام 1997، كتب هذا الطبيب أنه توفّى أربعة أطفال بسبب الختان في الخمس وأربعين سنة الماضية، بينما مات 11 ألف شخص غير مختون بسبب سرطان القضيب. ويرد عليه الطبيب «فلايس» بأنه لا يوجد أي إثبات حول الأرقام التي يقدّمها، وليس هناك إحصائيّات تبيّن حالات الوفيّات التي تحصل بسبب ختان الذكور في الولايات المتّحدة. ويضيف بأن سرطان القضيب أمر مرتبط بالتصرّف الفردي وتقدّم العمر وإدمان التدخين والخمر وعدد من الأمراض الجنسيّة وتعدّد في شركاء العلاقة الجنسي وضعف الثقافة الصحّية. فهذا يعني أنه مرض يسبّبه الشخص لنفسه. بينما الختان الذي يفرض على الطفل ليس أمراً يسبّبه الطفل لنفسه. فمقارنة وفاة أطفال أبرياء مع وفاة أشخاص هدموا أنفسهم ليس أخلاقيّاً.

تفنيد الجمعيّات الطبّية لتلك النظريّة
--------------------
أكّدت الأكاديميّة الأمريكيّة لطب الأطفال منذ قرارها لعام 1975 بأنه لا يوجد سبب طبّي قاطع لإجراء عمليّة الختان بصورة روتينيّة للأطفال حديثي الولادة. وأضافت بأن الختان قد يقي من سرطان القضيب، ولكن نظافة القضيب غير المختون تقي أيضاً من ذلك المرض. وقد أكّدت بأنه لا يوجد إثبات بأن عدم ختان الذكر يؤدّي إلى إرتفاع في الإصابة بسرطان الرحم عند المرأة التي يمارس معها الجنس. ويذكر اليهود المؤيّدون للختان بمرارة بالغة هذا القرار وهم يعوّلون على تقرير آخر من تلك الأكاديميّة تعيد للختان مكانته. وقد تبع هذا القرار قرار مماثل للجمعيّة الأمريكيّة للمسالك البوليّة عند الأطفال. وقد جاء في رسالة بعثت بها الجمعيّة الأمريكيّة للسرطان إلى الأكاديميّة الأمريكيّة لطب الأطفال بتاريخ 16 فبراير 1996:
«كممثّلين عن الجمعيّة الأمريكيّة للسرطان نود أن نصد الأكاديميّة الأمريكيّة لطب الأطفال عن تشجيع ختان الذكور الروتيني كوسيلة للوقاية من سرطان القضيب أو سرطان عنق الرحم. فالجمعيّة الأمريكيّة للسرطان لا تعتبر الختان الروتيني وسيلة ناجعة أو فعّالة للوقاية من مثل هذه السرطانات.
إن الأبحاث التي تدّعي وجود علاقة بين ختان شركاء العلاقة الجنسيّة وسرطان الرحم تعاني من أغلاط منهجيّة ولم يعد لها قيمة اليوم ولم تأخذ على محمل الجد من قِبَل الهيئة الطبّية لعقود عدّة.
وكذلك الأبحاث التي تدّعي وجود علاقة بين الختان وسرطان القضيب لا يعوّل على نتائجها. وسرطان القضيب حالة نادرة تمس واحداً بين 200.000 شخص في الولايات المتّحدة. ومعدّلات سرطان القضيب في الدول التي لا تمارس ختان الذكور أقل من معدّلات سرطان الذكور في الولايات المتّحدة. وقد تقارب مخاطر الوفاة نتيجة للختان مخاطر الوفاة نتيجة لسرطان القضيب.
إن إعتبار الختان الروتيني وسيلة فعّالة للوقاية تشتّت الجموع عن واجب تفادي التصرّفات المثبتة والتي تساعد على نشوء سرطان القضيب وسرطان الرحم خاصّة التدخين والعلاقات الجنسيّة غير المحميّة مع عدد من الشركاء الجنسيين. إن تخليد الإعتقاد المغلوط بأن الختان يقي من السرطان أمر غير مناسب».

الوقاية بالختان أخطر من الداء وليست أخلاقيّة
---------------------------
على فرض أن الختان يحمي من سرطان القضيب، وهو أمر غير صحيح، فهذا يعني أنه يجب ختان مئات الآلاف من الأطفال لتوقي سرطان قضيب واحد. وبما أن نسبة مخاطر عمليّة الختان أعلى من نسبة حدوث سرطان القضيب، فإن ضرر الختان أكبر بكثير من عدم الختان. ومقارنة مع أنواع السرطانات الأخرى يلاحظ أنه في عام 1977 كان في الولايات المتّحدة 225 وفاة بسبب سرطان القضيب مقابل 300 وفاة بسبب سرطان ثدي الذكر و540 وفاة بسبب سرطان رحم الأنثى. ممّا يعني أن سرطان القضيب هو أقل من غيره من السرطانات. وإن كان علينا أن نختن الذكر وقاية من سرطان القضيب فيجب أيضاً قطع ثدييه وختن المرأة واستئصال رحمها وثدييها.
ويقول الدكتور «دينيستون» بأن نسبة سرطان القضيب هو 1 من بين 100.000 شخص، وليس هناك أي برهان علمي بأن الختان يحمي من السرطان، بينما من المعروف والثابت أن التدخين يسبّب مثل هذا السرطان، كما أن من عوامل العدوى به المداومة على شرب الكحول والعدوى بالأمراض التناسليّة والضعف وكثرة تغيير الشريك الجنسي. وليس معقولاً أو أخلاقيّاً قطع 100.000 طفل بهدف تخليص رجل بالغ واحد من مثل هذا السرطان. وبالمقارنة، فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء هو مائة مرّة أكبر من الإصابة بسرطان القضيب، وليس هناك شخص واحد يقول ببتر ثدي البنات للوقاية من هذا المرض الفتّاك.

----------------------
سوف اتابع في مقالي القادم الجدل الطبي فيما يخص ختان الذكور والاناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
اذا اردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل كتاب اكتبوا لي على عنواني التالي
[email protected]
صدر كتابي عن الختان بالإنكليزية ويمكن طلبه من دار النشر
http://www.thebookedition.com/male-and-female-circumcision-sami-a-aldeeb-abu-sahlieh-p-83457.html
اذا اردتم الكتاب الأنكليزي pdf مجانا اكتبوا لي



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت ملحد ولا مسيحي؟
- مسلسل جريمة الختان 64: الختان للوقاية من الأمراض الجنسيّة
- مسلسل جريمة الختان 63: الختان والوقاية من الأمراض
- نحن على أبواب ردة عظمى وحروب ردة
- هل القرآنيون مهرجون؟
- ضعوا القرآن في المتحف مع الموميات
- مسلسل جريمة الختان (62): كفاك إهداراً للوقت... عن الختان
- مسلسل جريمة الختان (61) : الختان والاستمناء
- مسلسل جريمة الختان (60) : الختان والنظافة
- مسلسل جريمة الختان (59) : الختان والزواج
- مسلسل جريمة الختان (58) : الختان والشذوذ الجنسي
- مسلسل جريمة الختان (57) : الختان والمخدرات
- مسلسل جريمة الختان (56) : ختان الاناث واللذة الجنسية
- مسلسل جريمة الختان (55) : ختان الذكور واللذة الجنسية
- مسلسل جريمة الختان (54): قائمة الأضرار الصحّية لختان الإناث
- مسلسل جريمة الختان (53) : قائمة الأضرار الصحّية لختان الذكور
- بعض كتبي التي قد تهمكم
- مسلسل جريمة الختان (52) : الأضرار الصحّية لختان الذكور
- مسلسل جريمة الختان (51) : ما سبب تتفيه أو تجاهل الأضرار؟
- مسلسل جريمة الختان (50) : من فقد الرحمة فقد فقد كل شيء


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 65: الختان والسرطان