أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل خوري - العلاقة الجدلية بين رقبة مرسي العياط وسفك دماء الشعب السوري















المزيد.....

العلاقة الجدلية بين رقبة مرسي العياط وسفك دماء الشعب السوري


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 19:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




في سياق كلمته التي القاها في مؤتمر دول عدم الانحياز الذي عقد قبل ايام في العاصمة الايرانية طهران تطرق الرئيس الاخواني لمصر مرسي العياط باستفاضة الى الاوضاع الماساوية السائدة على الساحة السورية ، وحمل بشدة على الرئيس السوري بشار الاسد محملا النظام السوري مسئيولية المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري ، كما انه تمشيا مع موضة ترحيل الزعماء العرب التي تروج لها الادارة الاميركية بدافع حرصها المزعوم على حرية الشعوب العربية ، فقد دعا العياط الرئيس بشار الاستجابة الى مطالب الشعب السوري وفي مقدمتها رحيله عن سدة الحكم بعد ان سفك كثير ا من دماء هذا الشعب المقهور والمقموع. وفاجأ العياط اعضاء المؤتمر قائلا بلهجة متهدجة شابها الكثير من التاثر : ان سفك دماء الشعب السوري في رقبتي ورقابنا جميعا . وبدا كلام العياط لاول وهلة وكأنه يحلف برقبته تاكيدا لنزعته الانسانية ولرغبته في بذل كافة المساعي الدبلوماسية وصولا الى حل سلمي للازمة السورية ولكنه في جمل لاحقة افصح عن المقصود من توظيف رقبته حيث اكد تاييده للثورة السورية المزعومة متعهدا بتقديم كافة اشكال الدعم الكفيلة بتحقيق الاهداف التي ثار من اجلها الشعب السوري . ولم يلبث العياط في مؤتمر وزراء الخارجية الذي عقد في جامعة الدول العربية بعد اسبوع من مؤتمر عدم الانحياز لمناقشة الوضع السوري واتخاذ التدابير اللازمة لوقف سفك دماء الشعب السوري لم يلبث العياط ان جدد تاييده المطلق للثورة السورية عارضا رقبته الغليظة مرة اخرى من اجل وقف شلال الدم في سورية داعيا الاشقاء العرب ان يحذو حذوه في وضع دماء الشعب السوري " في رقابهم ".
كأي مبادرة سياسية تحظى بالرفض والقبول لم تلاق مبادرة العياط " الرقبية " استجابة من جانب غالبية اعضاء دول عدم الانحياز لان المبادرة ولو كانت ف شكل رقبة مثقلة بدماء الابرياء تتعارض مع ميثاق عدم الانحياز وتشكل انحيازا لاحد اطراف الصراع ويتمثل ذلك في الحالة السورية بالانحياز للجماعات الاسلامية المسلحة ضد طرف اخر هو الجيش النظامي السوري ، ولم يشذ عن الغالبية الا بعض مشايخ النفط والغاز امثال حاكما مشيختي السعودية وقطر الذين كانا سباقين على العياط في الدفاع عن المتظاهرين السلميين بتمويل ما يسمى بالجيش السوري الحر، وتزويده بالسلاح والمرتزقة، فضلا عن تقديم دعم مماثل للجماعات الاسلامية المسلحة التابعة لتنظيمات جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين وتنظيم القاعدة ولا حاجة تبعا لذلك ان يوظفوا المبادرة العياطية بحذافيرها والى حد توظيف رقابهم من اجل وقف سفك دماء الشعب السوري . وعلى النقيض من موقف الدول المشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز فقد حظيت المبادرة العياطية بتاييد اغلب وزراء الخارجية العرب وبادروا بالاستجابة لها باتخاذ قرار بوقف بث القنوات السورية عبر اقمار عرب سات ونايل سات التي يتم تشغيلها والتحكم بمفاتيح بثها من خلال محطات مراقبة وتشغيل موجودة على الاراضي المصري ، لم يلبث العياط ان اصدر تعليمات لوزارتي الاتصالات والداخلية مشددا فيها على وقف بث القنوات السورية ، داعيا في نفس الوقت "اخيه " في الجماعة خيرت الشاطر الى تعزيز القدرات القتالية لتشكيلات الاخوان المسلمين المسلحة على الساحة السورية مثل لواء التوحيد وكتائب الفاروق والقعقاع واحباب الرسول الاعظم وابو بكر الصديق والفرقان والزبير وغيرها بارسال دفعة جديدة من "مجاهدي" اخونجية وسلفيي مصر .
تفرّد مرسي العياط عن سائر الزعماء العرب والاجانب وتميزه في طرح "مبادرة رقبية " لا تمت بصلة بأي بحل توفيقي وسلمي اوبحل لاغالب ومغلوب للازمة السورية لكونها على ما يبدو مبادرة تاريخية عفا عليها الزمن وكان معمولا بها فى حروب مثل حرب داحس والغبراء والفتنة الكبرى وحيث كان جز الرقاب بالسيوف هو الوسيلة الكفيلة بحل النزاعات، تفرّد العياط يثير التساؤل التالي : ما دام العياط قد التزم بتحميل رقبته الغليظة
دماء الشعب السوري فلا بد ان تكون لهذه الرقبة ايضا علاقة جدلية بدماء المظلومين والمستعبدين الذين ثاروا بدورهم ضد الانظمة الاستبدادية والدول الاستعمارية في مناطق اخرى من العالم غير الساحة السوري ، وبعبارات اكثر وضوحا : لماذا لا يبدي العياط حماسا وتعاطفا مماثلا مع ثورة الشعب البحريني ضد النظام الملكي الوراثي الاستبدادي الفاسد والمناهض للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والذي لا يعترف بالشعب مصدرا للسلطات والصلاحيات ، خلافا للدستور السوري الذي يؤكد على هذه المسالة ؟ ولماذا لا يطرح العياط مبادرة رقبية لوقف سفك دماء الثوار البحرانيين برصاص اجهزة الامن التابعة للنظام وايضا برصاص الجنود السعوديين الذين زج بهم خادم الحرمين الشريفين من اجل حماية النظام الملكي وفي نفس الوقت من اجل اجهاض الحراك الشعبي البحراني لمجرد ان المشاركون في الحراك يطالبون بتحقيق اصلاحات سياسية واجتماعية تحد من الفوارق الطبقية وتضع ضوابط وقيود على الحكم الملكي المطلق . الا يستحق الشعب البحراني ومثله الشعب العربي في نجد والحجاز الذي اطلق حراك شعبيا في منطقة القطيف ضد النظام الاستبدادي السعودى الذي لا يحتكر السلطة فحسب بل يستحوذ الى جانب ذلك على الجزء الاكبر من عوائد مبيعات النفط والسياحة الدينية وحيث تصل عوائد النفط يوميا الى 880 مليون دولار الا يستحق الشعب المقهور في هذين القطرين العربيين مبادرة رقبية من العياط ؟ اليس مثيرا للدهشة والاستغراب ان يخصص العياط رقبته من اجل رفع الظلم عن الشعب السوري ويحجم في نفس الوقت عن طرح مبادرة رقبية تساهم في تخفيف وطأة الظلم والاستبداد الملكي الجاثم على صدور 15 مليون مواطن سعودي ، حرمهم النظام بوسائل القمع المختلفة من حقهم في ممارسة ابسط الحقوق الديمقراطية التي يتمتع بها الفرد في اكثر الدول تخلفا من الناحيتين الحضارية والاقتصادية ، مثل حقهم في التعبير والاجتماع والتنظيم ضمن اطر نقابية وحزبية ومنظمات مجتمع مدني وتعاونيات ‘ مثلما حرمهم من انتخاب برلمان كى يقوم كأي برلمان في العالم بمهام الرقابة على السلطة التنفيذية ومحاسبتها على ادائها ، واصدار التشريعات الناظمة للمجتمع ؟ واخيرا لماذا يكتفي العياط بالاعلان عن وقوفه ومساندته للمطالب العادلة للشعب الفلسطيني المتمثلة بانسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية المحتلة الى حدودها القائمة قبل الخامس من حزيران سنة 67 ،وباقامة الدولة الفلسطينية عليها ، وبان تكون القدس الشريف عاصمة لها ؟ فهل يمكن للشعب الفلسطيني ان ينجز مهام التحرر الوطني وان ينتزعها من عدو متغطرس ومتفوق عليه في كافة المجالات اعتمادا على قدراته الذاتية المحدودة وعلى التصريحات الطنانة للعياط ؟ ولماذا يرسل مرسي العياط بالاف المجاهدين من تنظيمات الاخوان والسلفيين المصريين الى الساحة السورية بهدف تعزيز القدرات القتالية للجيش السوري الحر ولتمكينه من خوض معارك متكافئة مع الجيش النظامي السوري تؤدي الى استنزافه ‘ وكان اخر هذه المعارك ان مجموعة كبيرة من "مجاهدي "الاخوان المسلمين والسلفيين قد تمكنت من السيطرة على موقع مراقبة للجيش السورى لا يبعد الا بضعة امتار عن مواقع العدو الاسرائيلي في هضبة الجولان وتدميره بعد الاستيلاء على كافة الاسلحة واجهزة الرقابة والتنصت الموجودة فيه وقتل 17 جنديا وضابطا كانوا مكلفين بمراقبة تحركات الجنود الاسرائليين ، وقد انجزت هذه العصابة المسلحة مهمتها الاجرامية وهي تطلق صيحات التكبير ، ولماذا يحجم مرسي العياط في نفس الوقت عن ارسال مجاهديه الى المناطق الفسلسطينىة والسورية المحتلة من اجل مقارعة الاحتلال الصهيوني ؟ الا يدل موقفه الاخير على تمسكه باتفاقية كامب دافيد وعلى تناغمه مع توجهات الادارة الاميركية في حماية امن اسرائيل ؟ وهل يعقل بالعياط الذي يلهث وراء المساعدات الاميركية ويسعى جاهدا للحصول على قرض قيمته 4،5 مليار دولار من البنك الدولى الربوي ان يرسل مجاهديه لمقارعة العدو الصهيوني بدلا من ارسالهم من اجل الجهاد على الساحة السورية وهو يدرك ان ردود الفعل الاميركية لن تكون اقل من حجب المساعدات الاميركية عن الخزينة المصرية وقرض البنك الدولى الذي يستعجل العياط الحصول علية من اجل سداد رواتب ا العاملين في الاجهزة المدنية والعسكرية للدولة وتغطية النفقات الجارية الاخرى للخزينة .
منذ اختطاف الثورة الشعبية السورية من جانب الجماعات الاخوانية والسلفية والقاعدية المسلحة وحرفها عن مسارها من ثورة شعبية هدفها تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تصب في خدمة الشرائح المنتجة والكادحة من الشعب السوري الى ثورة وهابية طالبانية مضادة من اهدافها اقامة امارة اسلامية في سوريا مماثلة للامارات التي كانت قائمة في الحقبة الرعوية البدوية ، منذ ذلك الوقت ازدادت وتيرة العنف وارتفع عدد الضحايا من المدنيين والعسكريين السوريين كما تعاظمت خسائر سوريا في مرافقها الخدمية والانتاجية الى مستويات لم تصل اليها حتى في كافة حروب سوريا مع العدو الاسرائيلي ولهذا لن يتوقف نزيف الدم السوري ما لم يتوقف العياط ومعه التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين من ارسال " مجاهديهم
الى الساحة السورية ، ولا احسب اخوانيا مثل العياط سيكف عن الحاق الاذى بالشعب السوري الا اذا بادر احرار مصر الى "قصف" رقبته قبل ان يقصف رقاب الالاف من الابرياء السوريين



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الطراونة والحلول المالية الترقيعية
- هل بات الاردن ماوى للاجئين السوريين ام ماوى لعناصر الجيش الس ...
- هل يسحب مرسي العياط دباباته من سيناء استجابة للتحذير الاسرائ ...
- ابو الهول السوري يلتزم الصمت حيال الاخبار المتعلقة بانشقاقه ...
- مرسي العياط ينفذ انقلابا بالتنسيق مع المخابرات المركزية الام ...
- اخطاء قاتلة ارتكبها بشار الاسد لو ارتكبها رئيس اخر لاستقال م ...
- حلب من منطقة امنة للاخوان الملتحين الى مقبرة لهم
- الاردن يغادر المنطقة الرمادية في تعاطيه مع النظام السوري
- تدمير الاقتصاد والجيش السوري هدية الاخوان المسلمين لاسرائيل
- هل توجه مرسي العياط الى السعودية لتقبيل يدي خادم الحرمين الش ...
- رغم ازمته المائية والمالية الاردن اصبح ملاذا للاجئين السوريي ...
- انتخاب ابو سكسوكة مرسي حدث تاريخي وفريد من نوعه !!!
- الله اكبر ولله الحمد فوز مرسي سيعجل بتحرير فلسطين والاندلس
- تناغم في المواقف بين هيلاري كلنتون وبين الاخونجي محمد مرسي
- محاكم التفتيش السلفية تنفذ احكام الاعدام في مواطنين خالفوا ت ...
- اوباما يامر بشن هجمات ضد الجيش السوري دعما للجماعات الاخواني ...
- حكم الفلول لمصر ولا حكم الاخوان الملتحون
- هزيمة حرب حزيران سنة 67 من المسئول : نظام عبدالناصر ام النظا ...
- بشار الاسد فشل في مواجهته للعصابات الاخوانية المسلحة فهل يبا ...
- تمكينا لدين الله انتخبوا المرشح الاخونجي ريّسا لمصر


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل خوري - العلاقة الجدلية بين رقبة مرسي العياط وسفك دماء الشعب السوري