أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أشياء صغيرة .. -7-














المزيد.....


أشياء صغيرة .. -7-


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 10:17
المحور: المجتمع المدني
    


إتصلَ بي وقال : ألا تأتي معي الى الجامع لحضور تعزية فلان ؟ قلتً له : لقد ذهبتُ فعلاً يوم أمس . قاطعني : أنا أيضاً كنتُ هناك البارحة وجلستُ لأكثر من ساعتَين .. وسوف أذهب اليوم أيضاً وكذلك غداً .. أليسَ المرحوم قريبنا ؟! .. قلتُ له : عذراً .. انا لن آتي معك .. فمرة واحدة تكفي ! . كالعادة إستاءَ قريبي وقال بأنني لا أعرف [ الأصول ] !.
- كجُزءٍ من إقتناعي الحقيقي ، بأن هنالك مُبالغة مُفرطة في مراسيم التعازي .. التي يمارسها مُجتمعنا .. والنفاق الإجتماعي الذي يُمارَس .. فأنني ومنذ سنواتٍ طويلة ، قررتُ ان اُشارك في هذه المناسبات حسب قناعتي .. فما عدا التعازي العائلية ، اي ان يكون المتوفي ، أحد أفراد عائلتي .. حيث " أضطرُ " ان أستقبل المُعّزين .. فأنني أحضر التعازي الأخرى .. مرة واحدة ولمدة لا تتجاوز النصف ساعة على اكثر تقدير ! .. وإذا صادف وان حضرتُ الدفن في المقبرة .. فلا أرى حاجة لذهابي الى الجامع او الى منزل المتوفي ... أدركُ ان هنالك إنتقادات على تصّرُفي .. لكنني أود ان أُترجم الإقتناع النظري الى تطبيقٍ عملي قدر المُستطاع .
- منذ سنوات أصدرتْ الدوائر الحكومية المُختصة وبالتنسيق مع الجهات الشرعية ، تعليمات معقولة بالنسبة لمراسم التعازي .. بُغية الحَد من المُبالغة فيها ، وكذلك التخفيف عن أصحاب التعزية من الجانبَين المادي والمعنوي .. فألغتْ الفترة الصباحية للتعزية في الجوامع .. أي ان التعزية تقتصر على فترة بعد الظُهر لغاية العصر .. كما منعتْ تقديم القهوة والسكاير .. وكانتْ هذه الخطوة ، في محلها تماماً . غير ان هنالك مَنْ لايلتزم بها ! .. في حين هنالك مناطق في الأقليم ، تقتصر فيها التعزية على يومين فقط ولفترة العصر فقط .
- الغالبية العظمى من مناسبات التعازي هنا .. لم تَعُد مكاناً للتذكير بمحاسن الميت ولا فرصة للحَث على فعل الخير والإستقامة والعدالة ونبذ الفساد بانواعه ... الخ . بل ترى ان كُل أثنَين جالسَين قرب بعضهما .. يتبادلان الحديث في أمورٍ بعيدة كُل البُعد عن مناسبة التعزية بالمرحوم ! .
- ان التفاخُر ، بأنكَ ذهبتَ الى التعزية أكثر من مّرة .. وحرصك على ان يراكَ إبن او أخ المرحوم ، والجلوس لأطول فترة .. هو ايضاً شكلٌ من أشكال النفاق الإجتماعي . فبدلاً من التضامن الإنساني الطبيعي والمُشاركة الحقيقية في تّحّمُل جزء من أحزان عائلة المُتوفي .. سواء من الناحية المادية او المعنوية .. أصبح " التظاهُر " حتى في هذه المناسبات جزءاً من طبيعة مجتمعنا للأسف !.
- بالنسبة لي شخصياً .. أنا اُطّبِقُ قناعاتي في هذا المضمار رغم سهام النقد الموجَهة لي إجتماعياً .. وأدعو الآن صادقاً .. أن تُقّلَص مراسم التعزية الى يومٍ واحد فقط ولساعات محدودة .. والذي لم يُسعفه الوقت للحضور ، من الأقارب والأصدقاء .. تعويض ذلك برسالة او اس . ام . اس .. أو حتى إتصال هاتفي .. وأبوك الله يرحمه ! .
عندما أموت .. أرجو من اصدقائي " إذا حضروا " الى المقبرة .. ان يتوجهوا بعد الدفن مُباشرةً .. الى سولاف او بيباد .. للإحتفال بالمُناسبة بالطريقة المُعتادة التي يعرفونها جيداً ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراشُق بالحجارة
- المواطن العراقي الرخيص
- أشياء صغيرة .. -6-
- أشياء صغيرة .. -5-
- أشياء صغيرة .. -4-
- أشياء صغيرة .. -3-
- أشياء صغيرة .. -2-
- أشياء صغيرة .. -1-
- مسؤولٌ كبير
- حكومتنا .. وتسخين الماء
- نفطُنا .. وتفسير الأحلام
- لتذهب بغداد الى فخامة الرئيس
- العراقيين .. والفوبيا
- بين العَرَب والكُرد
- مُقاربات كردستانية
- أسئلة .. ينبغي أن لاتطرحها
- أحاديث صبيحة العيد
- عُذراً .. غداً ليسَ عيدي
- سوريا والعراق
- - خضير الخُزاعي - المحظوظ


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أشياء صغيرة .. -7-