فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 09:56
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
شـاشـات ملـونة ...بيضـاء ...ســوداء
تحمل في جوفها شظايا ..تملأ الكون صواعقا وحكايا
ترسم الوجع بالألوان، والموت بأشرطة حمراء من الدم القاني
تحركها عدسات مدججة بالذخيرة الحية، وتسبح الألوان على الشواطيء، وفي البرك ..
تارة عاريـة، وأخرى مهلهلة الثياب ...تفتح لنا أبواب الكون، وكوابيسه
ترسم لنا الحاجة، والفاقة ...سوداء لامعة، والغضب أزرقا داكنا، والغفران ...رماديا
تحيل شجرات الـرب ...نخيلا باسقا...لها سعف طويلة...يصل الينا حفيفها
وتطربنا عصافيرها الشادية، وترقص لها ذيولنا
نضحك لبيـاض الزعيـم، ونهرق دمعة لسواد يومنا ...نشهق لوعة، وحزنا لطوابير الموت، وتوابيته
عندما تشق شوارع المدن أمامنا ...لكنا نقرأها مشهدا مصورا...تفصلنا عنه الشاشة
نخطو مع الجنازة اليومية....جنازتنا، ونحمــد رب الشــاشــة..أنه تركنا نخلد للنوم
.....ونحلم بحزمة من نصف شمس، وليلة لهلال من نعم الشاشة، وربها علينا
وروحه المتوجعة معنا ....الهنا الصغير ...بكلماته التي يرسلها الينا مشفوعة بمباركته المقدسة، ومنجزاته الشاشية
التي تشرفنا بحضوره المتــواصل، والتي نبدأ بها نهارنا، وننهي بها أحلامنا
وتطالنا يده الطويلة، وتطاردنا ...صورته الملائكية....فندخل تحت الأغطية ....خشية ملاحقة وطاويطه
التي تشم رائحتنا ، وتعرف ألوان قمصاننا...من خلال الشاشة النهارية، والليلية معا
فلا مهرب لنا من حمد رب الشاشة، ونعمته علينا، واستحالة حياتنا ...دونها، فهي التي تفصلنا عن عالم الحقيقة
وتبعدنا عن عالمنا ....كي نظل بخوائنا، ونعيش عزلتنا....بالألوان....
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟