هل يصلح ماجاء في الكتب المقدسة بان يكون دليلا لاقناع الاخرين؟

احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 00:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ما ان تتحاور مع احد اتباع الديانات التي تسمي ذاتها بالسماوية حتي يلجا الي الاستدلال بكتابه ويعلن بان الله قال (كذا وكذا) في محكم تنزيله ، دون ان يمنحك دليلا قاطعا يثبت صحة ما يزعم ولكن يبرز السوال هل يصلح مارود في تلك الكتب بان يكون دليلا لاقناع الاخرين او اثبات صحة قضية ما؟ رغم ان المتدينين يتمسكون بصحة ماورد في كتبهم لاعتقادهم الجازم بانه منزل من اله الكون ،الا ان ذلك لايعتبر دليل لاثبات صحة مايذهبون اليه ،لانه يجافي الحقيقة كما انه بعيد كل البعد عن العقل والعلم ،وبما ان العقل والعلم هما المعياران الامثل للاقناع،فاننا لايمكن ان نستدل بالنصوص الدينية لاثبات ما نزعم ،فهي لاتقنع الا اتباعها ،بينما تعجز عن اقناع الاخرين الذين يعتمدون علي العقل والمنطق ،فمثلا حينما تتحاور مع احد هولاء في قضية ماهية الاله اوكيفية تشكيل الكون حتي يسارع الي الاستدلال بكتابه المقدس ،ويشير الي ان الله قال كذا وكذا دون ان يوضح ماهية (الكذا) بضورة علمية ،وبدلا من ان يمنحك صورة قاطعة عن ماهية الاله او الكون يلجا الي تاكيد قدرات ذلك الاله ويدعوك الي التامل في الكون والتدبر فيه لادراك جلاله الاله ،وفيما يعلن بان الله خلق السموات والارض فانه يعجز ايضا عن ايراد دليل علمي يثبت الكيفية التي تمت بموجبها عملية الخلق ،وعندما تصر علي ذلك وتكشف خطأ ماجاء به يلجأ الي تكفيرك والتقليل من شانك وتشويه افكارك ويدعوا الي اراقة دمائك واستئصال كينونتك ويصفك باقبح الصفات التي تعف السلان عن ذكرها او يكتفي بعبارة (الله اعلم) وكأنه كتب للانسان الا يعلم او يظل ابد الدهر جاهلا.
ومن الاشياء التي يستخدمها بعض المتدينون لاثبات وجهة نظرهم _الحلف بالله_ولوكان مايزعمون خطا، بل لو ان مايزعمه صحيح ايضا وعجز عن اثباته سيلجأ للحلف لاثبات صحته، فعندما تعلن مثلا بان القمر اكبر من الشمس ولكن في الحقيقة الارض اكبر من القمر وهو يدري ذلك سيلجا الي الحلف بالله واعلان ان الارض اكبر من القمر دون ان يوضح ذلك بصورة علمية.
ويفتقر مثل هولاء الاشخاص لابسط مقومات العقلية النقدية ،لذلك تجدهم يسلمون بصحة اية قضية عرضت لهم اذا ما صاحبتها لفظة الجلالة "الله" .كما ان كثير من قادة الجماعات الدينية يعمدون الي استغلال "الحلف بالله " لايصال وجهات نظرهم و تنفيذ اجندتهم الدينية التي لايمكن تنفيذها دون اصباغ ثوب القداسة والمشروعية عليها

#احمد_داؤود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات