أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - وتائرُ تطورِ الرأسمالية














المزيد.....

وتائرُ تطورِ الرأسمالية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 07:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في العصور القديمة كانت البضائع والنقود والكمبيالات والعمال والتجار والنقود أشكال لظهورِ رأسماليةٍ مبكرة وكانت اليونان قد قدمت نموذجاً واسعاً لتطورها وأضافت إليها الديمقراطية، لكن العلاقات الانتاجية العبودية لم تكن ملائمة لظهور أشكال العمل الحرة والرساميل، فكانت قوى العمل البشرية المسترقة كافية لكنها مدمرة لقوى الانتاج، وهكذا عبر التاريخ راحت هذه العناصر المالية والبضاعية وقوى العمال تتصاعد ولم تستطع الممالك القديمة في آسيا وأفريقيا أن تفتح المجالات كافة لقوى العمل الحر والتجارة والانتاج الحرفي المتطور نحو الصناعة، بسبب ضخامة الهياكل الاستبدادية للدول وسهولة إسترقاق الإنسان، وضخامة البذخ، ولهذا فإن التطورات في أوروبا الغربية حيث سقطت تلك العراقيل وتنامتْ عناصر اقتصاديةٌ حرةٌ ومعرفية واسعة وانصهرت في بوتقة واحدة وأطلقت علاقات جديدة اكتسحت العالم وحطمت الممالك القديمة والعلاقات الاجتماعية التقليدية.

ولهذا نجد في العقود الأخيرة القليلة التنامي الأوسع والحاد لهذه العلاقات في كل بلد، فسقطت دولٌ كونتْ رساميلها بطرقٍ حمائية متخلفة، فيما حافظت دولٌ أخرى على علاقات ما قبل رأسمالية في الاقتصاد والحياة الاجتماعية من دون فائدة فالطوفان يكتسح الدول والشعوب والبيوت.

تكوين السوق العالمية الواحدة ظهر منذ لفَّ ماجلان حول الكرة الأرضية ومنذ قامت شركاتُ الهند الشرقية قبل قرون. إن القوةَ الكامنة لتوحيد القوى المنتجة البشرية في كياناتٍ متعاونة ومتقاربة وموحّدة هو مضمون التاريخ، الوحدة العالمية للأمم هي مضمرةٌ متنامية في تاريخ البشرية حيث كان تبادلُ المنتجات المادية والروحية يؤدي للتطور المشترك، ولأنسنةُ الإنسان للطبيعة، منذ تكوين موديل بشري واحد قبل مليوني سنة في الإنسان العاقل، وهي كلها مؤشراتٌ للوحدة البشرية المضمرة المتجسدة الآن عبر العولمة والأممية.

لكن الشكل التاريخي للرأسمالية الغربية فرضَ ذاته على التطور بحكم كونه قمة للانتاج، ولاستطاعته دمج رأس المال وقوة العمل والعلوم والحرية في تكوين اجتماعي واحد، وهو أمرٌ أدى لازدهار الانتاج وعالميته.

هذا النظام هو شكلٌ لقوى العمل المليارية، لوحدةٍ إنسانية جبارة، تجمعُ أفضل ما لدى الدول من قوةِ عملٍ وقدرة عقول واستهلاك عقلاني، لظهور قدرات إنسانية جبارة تغير حياة الإنسان من كائن عبد للطبيعة إلى سيد عليها.

هي ذاتُها التي تتصارع داخلياً من أجل أن يكون نتاج العمل في خدمة الناس وليس في خدمة البذخ وهدر الموارد، فهذا الشكل صراعي متوتر، يؤدي لجمع المنتجين بين قوة العمل وقوة العقل، الذي يحول المليارات إلى مساهمين في تحويل بلدانهم وتغيير السلطات والظروف الاجتماعية وحل مشكلات البيئة ووقف الحروب.

هي تخلق وتائر تتصاعد بقوة وتكتسح يوماً بعد يوم القيود والتخلف والنقص، فالاختراعاتُ والاكتشافات قبل عقود قليلة تجاوزت ما فعلته البشرية من إنتاج علمي على مدى آلاف السنين، واستطاعت أن تقوم بثورات في الاتصالات وبتضافر ثورات الزراعة بالصناعة وبالأحياء، ولكن حتى هذا الشكل الرأسمالي من التملك يعرقل التطور، ويبطىء من الثورات المعرفية والصناعية، رغم أن هذا الشكل بعده لم يوحد البشرية توحيداً كاملاً، وهناك إختلافات ومستويات متفاوتة بين المناطق والقارات والبلدان وهناك عجز من بلدان كبيرة للتطور البشري المشترك.

المحاسبة والعقلانية والحرية هي ثمار الحداثة ممزوجة في كل متكامل لتثوير قوى الانتاج، وتطبيقها أكثر سهولة في المصانع من بعض المجتمعات، فإزالة الروابط لما قبل الرأسمالية لا تتم بسهولة في كل دول العالم المختلفة عن الركب العالمي الكاسح، فهناك تصورات ما قبل عالمية وتصورات وطنية ضيقة، تعيش في الراكد والقول بأنها في منجاة من الطوفان، وأنها عبر المال كقوةِ نقود قادرة أن تعوم فوق سطح التاريخ، لكن رأس المال هو عناصر متشابكة مع البُنى الاجتماعية، ورأس المال العالمي التاريخي يمضي ويتجمع ويزيح ويصعد في تكوينات وثورات اجتماعية وعلمية، والبلدان والأجيال والأفراد والطبقات التي لا تطور ذواتها مع هذه المسارات الاجبارية تنعزل وتزول.

رأسُ المال شكلٌ نقدي لعلاقاتٍ تاريخية عصرية ديمقراطية فيها إستلابٌ وسلب وتفاوت وفيها تحولاتٌ انقلابية في العصر والتسارع سمته، فهناك تراكمات غير مرئية ومرئية تطيح بعلاقات وقوى سابقة وتغير أشكال الوجود الاجتماعي بسرعات متزايدة. فمن عناصر نادرة في الحضارات القديمة حتى بنية مسيطرة خلال ألف سنة في غرب أوروبا وأمريكا حتى انفجارات ثورية خلال المائتي سنة الأخيرة في كل الكرة الأرضية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافةُ التحليلِ وثقافةُ التحلل
- التناقض الخلاق والتناقض المدمر
- تحقيبٌ اجتماعي لفلسفةِ ألمانيا
- الطائفيون وخرابُ البلدان
- افتراق قطبي المسلمين
- الوطنيون والطائفيون
- الفردُ والشموليةُ الساحقة
- الوعي الوطني ومخاطرُ اللاعقلانية
- أزمةُ مثقفٍ (٢ - ٢)
- أزمةُ مثقف
- رأسماليةُ الدولةِ بدأتْ في الغرب
- المنبريون والجمهور
- إصلاحُ رأسمالية الدولة
- الطوائفُ اللبنانيةُ والحراكُ السياسي
- كسرُ عظمٍ على أسسٍ متخلفة
- النقدُ الذاتي وليس المراوغة
- خارجَ الطائفةِ داخلَ الطبقة
- بُنيتا الحداثةِ الاجتماعية
- المفكرُ والتحولات
- جورج لوكاش(٢-٢)


المزيد.....




- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - وتائرُ تطورِ الرأسمالية