أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي بن سليمان - الخمار في سيرة ابن هشام قبل تشريعه في القرآن















المزيد.....

الخمار في سيرة ابن هشام قبل تشريعه في القرآن


مهدي بن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3844 - 2012 / 9 / 8 - 20:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عند دراسة السيرة النبوية نتعثر بالآلاف من الكتب التي كتبت فتعددت و بتعددها تنوعت و بتنوعها غابت وقائع و انبثقت أحداث أخرى فلكل كاتب خياله الخاص و حقبة زمنية تتحكم بها العديد من العوامل الداخلية أو الخارجية . و يجدر بالذكر أن كتب السيرة ظهرت بعد وفاة الرسول بأكثر من 120 سنة و كان ابن إسحاق أول من كتب السيرة النبوية المنسوبة خطأ لابن هشام الذي جاء من بعده ليختصر و يهذب ما جاء به ابن إسحاق ( كتبت السيرة في العهد العباسي و لذلك يشك البعض في حيادية بعض المواضيع التي قد تكون غير منصفة لبني أمية لكون الكتاب كتب في عهد الخلفاء العباسيين والذين كان لهم خلافات مع من سبقهم من الأمويين ) . و كما لاحظتم أيها القراء الأعزاء لم أذكر التواريخ حتى لا تختلط عليكم الحروف بالأرقام و يضيع تركيزكم في مهب التاريخ .
و من القصص التي طالما جلبت انتباهي و أنا أبحث في كتب السيرة و الأحاديث الشريفة ، حادثة السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول رقم واحد ؛ تلك المرأة التي لو تبينت بين أسطر وقائعها و ما وصلنا من أخبارها لا علمنا بأن المرأة في الجاهلية كانت ذات حكم و رأي على غير ما يسوق لنا العديد من الباحثين اليوم بأن العصر الجاهلي زمن قتل و وأد و تناحر و جهل مطبق كأنه عصر الظلمات ... .
لنعد إلى موضوعنا و نذكر الحادثة التي وردت في سيرة ابن هشام * :
عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي ابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال نعم . قالت فإذا جاءك فأخبرني به . فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة يا خديجة هذا جبريل قد جاءني ، قالت قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ؛ قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها ، قالت هل تراه ؟ قال نعم قالت فتحول فاجلس على فخذي اليمنى ؛ قالت فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمنى ، فقالت هل تراه ؟ قال نعم . قالت فتحول فاجلس في حجري ، قالت فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها . قالت هل تراه ؟ قال نعم قال فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ، ثم قالت له هل تراه ؟ قال لا ، قالت يا ابن عم اثبت وأبشر فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان ( سيرة ابن هشام 1 / 238 )

و الآن بعد قراءتكم لهذه الحادثة لعلكم تتساءلون عن السبب الذي جعلني أذكرها دون سواها ... " و ألقت خمارها " ... هذه الجملة جلبت انتباهي و جعلتني أتساءل :
أ كان الخمار فريضة على المرأة قبل نزول آيات الخمار في القرآن ( و هذا مستبعد ) ؟
أ كان الخمار لباسا يخص ذلك المجتمع في ذلك الزمن ولم يأتيه به الإسلام كفريضة بل نزلت الآيات القرآنية لأسباب أخرى ( سنعود إليها لاحقا ) ؟
كيف علمت السيدة خديجة بأن وجه المرأة عورة علما و أن هذه الحادثة كانت قبل أن تصدق نبوة محمد أي قبل أن تنزل الشرائع الربانية ؟
أ هذا الحديث المأخوذ من السيرة مفبرك على الطريقة الهوليدية لأسباب بشرية كان لها دور أثناء كتابة السيرة ؟
وردت آيات الخمار ( الحجاب و لكل تسميته فالمهم أن هدفه واحد و هو ستر المراة أو جزء منها ) في سورة الأحزاب / 59 و سورة النور/ 31 و حسب القراءات التاريخية للعديد من علماء الفقه فإن سورة الأحزاب نزلت بعد غزوة الأحزاب و بعد حادثة الإفك الشهيرة .ثم تلتها سورة النور ... المهم هنا نزلت السورتان بعد حاثة خديجة مع جبريل سالفة الذكر .
يَأَيهَا النَّبىُّ قُل لأَزْوَجِك وَ بَنَاتِك وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ ذَلِك أَدْنى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً(59)

سورة الأحزاب ، سورة مدنية أي أن الرسول و أتباعه يقطنون المدينة المنورة التي اختلط في الأنصار بالمهاجرين و حين يختلط قوم بقوم آخرين تطل بين الفينة مشكلة ما أو حادثة اجتماعية تتطلب تدخل الوحي لفض المشكل الدنيوية و لهذا نزلت هاته الآية حين عمد بعض أهل الريبة إلى التغزل و مشاكسة النساء و جاء في تفسير ابن كثير أنه " كَانَ نَاس مِنْ فُسَّاق أَهْل الْمَدِينَة يَخْرُجُونَ بِاللَّيْلِ حِين يَخْتَلِط الظَّلَّام إِلَى طُرُق الْمَدِينَة فَيَعْرِضُونَ لِلنِّسَاءِ وَكَانَتْ مَسَاكِن أَهْل الْمَدِينَة ضَيِّقَة فَإِذَا كَانَ اللَّيْل خَرَجَ النِّسَاء إِلَى الطُّرُق يَقْضِينَ حَاجَتهنَّ فَكَانَ أُولَئِكَ الْفُسَّاق يَبْتَغُونَ ذَلِكَ مِنْهُنَّ فَإِذَا رَأَوْا الْمَرْأَة عَلَيْهَا جِلْبَاب قَالُوا هَذِهِ حُرَّة فَكَفُّوا عَنْهَا فَإِذَا رَأَوْا الْمَرْأَة لَيْسَ عَلَيْهَا جِلْبَاب قَالُوا هَذِهِ أَمَة فَوَثَبُوا عَلَيْهَا "
أزواجك : المقصود زوجات الرسول
بناتك : المقصود بنات الرسول
نساء المؤمنين : و هذه الجملة يتعلل بها الكثيرون ليلغوا الفارق الزماني و المكاني بين تاريخنا و تاريخ الرسول ... و المقصود بنساء المؤمنين هنا زوجات المؤمنين حول الرسول آنذاك من صحابة و مهاجرين و أنصار أسلموا و ليسن المقصود هنا أمي أو زوجتي ( مجرد مثال غير مباشر دلالة على الحاضر ) إذ أنهن لا ينتمين لتلك الحقبة و لم يشاكسهم أهل الريبة و ليسوا جواري أو حرائر فهم ككل النساء مجرد بشر بصفة إنسان .
و من هنا ندرك أن الغاية وراء نزول هذه الآية القرآنية هو الفرز بين النساء الأحرار و بين الجواري فحتى تتفادى الحرّة مضايقات المشاكسين عليه أن ترتدي زيا معينا حتى يغض الطرف عنها أما الأمة ( الجارية ) أو العاهرة فليس عليها ذلك إذ أنها ذات مرتبة دنيئة اجتماعية وظيفتها الأساسية النكاح .

وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون . النور / 31
و جاء في تقسير ابن كثير أن سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : " وَلْيَضْرِبْنَ " وَلْيَشْدُدْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ " يَعْنِي عَلَى النَّحْر وَالصَّدْر فَلَا يُرَى مِنْهُ شَيْء " ... غير أني اليوم أرى الخيام السود و قد اشرأبت أعناقها تمشي في الشوارع كأنها إبل مأمورة ، فهل هذا تفسير ابن كثير الواضح و الجلي يستحق تفسيرا آخر و تأويلا جديدا ؟
و كما قلنا بداية فإن سورة النور نزلت على الرسول بعد سورة الأحزاب فكانت متممة لها مكملة لمعانيها مذكرة لناسيها ، كما تضمنت شرائع أخرى خصّ بها الله المسلمين آنذاك لتنظيم الحياة المدنية بعد أن اختلطت خصائص المهاجرين و الأنصار ببعضها البعض فكان من الضروري الإتيان بدستور ينتهجه الجميع على حد السواء .

و الآن لنا أن نعيد تساءلنا بما ورد في سيرة ابن هشام أهم مرجع للمسلمين بعد القرآن الكريم و السنة الشريفة ... حين ألقت السيدة خديجة خمارها من أخبرها بأن وجهها عورة و الحال أنها سيدة أعمال لها كالرجال الكلمة الفصل و الحضور البارز في السوق التجارية و لن ترضى بأن يقال لها عورة أو أي شيئ ينقص من قيمتها الاجتماعية ... ؟
و هل أن الحجاب كان لباسا يلائم الطبيعة الصحراوية برياحها الرملية آنذاك ( كلباس التوارق اليوم
الذي يقيهم حرّ الصحراء ) .
و بعد المقاربة بين خمار خديجة الملقى أرضا و خمار القرآن المنزّل من السماء نستبين أن الخمار كان
و لا يزال شعار ا للبيئة الصحراوية و كما نعلم فإن الإسلام نزل لأهل شبه الجزيرة (اطلع على الصحرا
وبجو عاصف سترتديه دون قصد ) ... و هذا ما تؤكده قصة السيدة خديجة و فطنتها أمام الملاك جبريل
و ما جاء به القرآن الكريم كان ككل الشرائع الأخرى هدفه تنظيم الحياة البشرية الجديدة للمسلمين .، و
استعمال كلمة " خمار " بالنسبة لابن هشام كانت غايته إبراز وجه خديجة كعورة يخشى الملاك الطاهر
جبريل رؤيته فيختفي عن الأنظار خوفا من ارتباك إثم كبير ، ففرحت خديجة ، ثم قامت فجمعت عليها
ثيابها ، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل .... من ورقة بن نوفل هذا ؟



#مهدي_بن_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن علي ... حقبة من تاريخ تونس
- رئيس منتخب... و لربع قرن في عشر خطوات
- لنشرب كأس الوطن بدون نخب ... و بدون سيكس
- يوميات آخر مواطن تونسي
- لم أرك يا أبي
- لأننا فعلا عرب
- حقيقة قناة حنبعل و سياسة العار
- رسالة مباشرة إلى الشيخ الغنوشي
- إلى الدين
- 8 مارس اليوم العالمي للعورة


المزيد.....




- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي بن سليمان - الخمار في سيرة ابن هشام قبل تشريعه في القرآن