أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - البهائية واللاعنف ورؤية إنسانية موحّدة















المزيد.....

البهائية واللاعنف ورؤية إنسانية موحّدة


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3844 - 2012 / 9 / 8 - 16:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين البهائي يقف على رؤية إنسانية موحّدة وأسلوب للحياة ليست فيه ممارسة للعنف مع أحد -"ما الأرض إلا وطن واحد".

إن نداء وحدة العالم اليوم يرتفع بشكل واضح مسموع، وجميع الأديان تدعو إلى السلام ولكنها بقيت سبب النزاع وسفك الدماء حتى اليوم ووقفت عاجزة عن التغلّب على البغضاء العرقية أو الغطرسة الثقافية. ولكن البهائيين الذين جعلوا المحبة، وصية السيد المسيح الجوهرية واقعاً عملياً بشكل مقنع أكثر من المسيحية الإسمية قد ضربوا مثلاً آخر. فحيثما يراهم المرء في المؤتمرات الكبيرة، في العمل في الأحاديث، في الاحتفالات الصغيرة، في دائرة العائلة، في نشراتهم المعدة بعناية، تشّع من وجوههم من أي لون كانوا وفي كل مكان الرغبة في عمل الخير بكل سرور ومودة، وليس لدى اسم لذلك سوى المحبة، إنني لم ألحظ أبداً من قبل كم تتشابه الوجوه السوداء والبيضاء إلا في وجوه الجماعات البهائية .
عندما أعلن بهاء الله المظهر الإلهي لهذا الدين قبل 166 سنة مضت، كانت الهوة التى تفرق بين الناس أعمق عمّا كانت عليه في العصور السابقة، كان العلم يتحدى الدين والقومية تهز أحلاف واسعة بين الشعوب، والاستعمار يقيم حدوداً عرقية من العصيان المسلّح، والاختلاف بين الجنسين يفرق بين الرجال والنساء. في العالم الإسلامي أيضاً كان الاضطراب والشوق إلى الإصلاح عظيماً في ذلك الزمان عندما ظهر بهاءالله وقلب بتعاليمه أحكام القرآن رأساً على عقب، وأعلن رسالة متقدمة من الله تفي بإحتياجات العصر الجديد وظل يعتبر القرآن مصدراً للحقيقة الإلهية تماماً كباقي كتب الله الآخرى المقدسة، ولكن علاقة الإنسان بالإنسان والعالم بالله التي استمدها من الحقائق الثابتة الأبدية كانت ثورية. فقد نادى بالمساواة الكاملة للنساء وطالب لهن بنفس الحقوق وفرص التعليم كما للرجال، وهى مطالبة لم يسمع بها من قبل في عالم ذلك الزمان الإسلامي والمسيحي سواء بسواء. واعلن أن العلم لا يكون أبداً ضد الدين الحقيقي لأنهما ليسا إلا وجهان لحقيقة واحدة . وقال بهاءالله أن الدين عندما لا يتفق مع المعرفة العلمية فإنه ليس بدين بل أنه خرافات. لم يرض للناس شرب الأفيون أو الإيمان إيماناً أعمى بالدين بل طالب كل كائن بشري أن يبحث بنفسه عن الحقيقة مستعملاً جميع القدرات التي وهبها له الله بما فيها المنطق، فالإنسان لا يخلق بهائياً ولكنه يصبح كذلك بإرادته الحرة . ان الشرط المسبق لإيمان صادق مسؤول هو معرفة النفس، فمن يعرف نفسه يواجه الله أيضاً في عملية إحياء الروح هذه.
أصدر بهاءالله تحريماً صارماً لدفاع الإنسان عن دينه بالقوة حتى في الدفاع عن النفس’ فالحقيقة التي تتطلب اسنعمال وسائل العنف في الدفاع عنها تضمحل، وهذا رفض جوهري لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة....لا يقل في جوهره عن خضوع المسيح. إن آلاف شهداء الدين البهائي أظهروا استقامتهم وروح التضحية لديهم، هربوا من وجه مضطهديهم وقاتليهم عندما كان ذلك ممكناً ولكنهم لم يقاوموهم.
أمرهم حضرة بهاءالله أيضاً بالإمتناع عن التدخل في الشئون السياسية والولاء لآية حكومة تحكم البلاد التى يعيشون فيها بل حتى أنهم لم يتآمروا ضد نظام حكم آية الله الجائر مع أنهم اتهموا بهتاناً بممارسة نشاطات هدّامة. أمر البهائيون باستعمال قدراتهم خارج حقل السياسة في المجهودات العظيمة لتسوية النزاعات وتوحيد (الجنس البشري)، وأعلموا أنهم لايسمون بالبهائيين، إذا لم يكن لدينهم في حياتهم الأولوية العليا. وهم يقدمون الكثير مما يكسبونه من كدهم في كل مكان في العالم. ويكرسون أنفسهم لأعمال التطوير ومشاريع التربية والتعليم خصوصاً النساء في البلاد الفقيرة، ويشاركون في منظمات تعمل لتوحيد الجنس البشري..
وهكذا شاركوا في تاسيس الأمم المتحدة منذ البداية ولعبوا دوراً اساسياً في تخطيط وتحقيق وجود برلمان الأديان العالمي في شيكاجو في صيف 1993. وبأمر من حضرة بهاءالله المظهر الإلهي لهذا الدين وخلفائه الذين عينهم طوروا أجهزة بسيطة للتنظيم تمكن من القيام بأعمال غاية في الفاعلية. إن مايمارسه البهائيون على جميع المستويات هو جوهر الديمقراطية فعلى المستوى المحلي يشجع كل فرد بهائي من كلا الجنسين على المشاركة في جميع القرارات والنشاطات، وحيثما يتواجد 9 بهائيين أو أكثر في موقع يمكنهم تشكيل "محفل روحاني محلي" والمرادف للمحفل الروحاني المحلي كنوع من سقف التنظيم على المستوى المركزي هو المحفل الروحاني المركزي ويتالف ايضاً من 9 أعضاء، وعلى المستوى العالمي هناك بيت العدل العالمي ومقره في حيفا. وبعد عدد من السنوات ستنتخب محافل آخرى بدورها. لم يكن هناك أبداً بين البهائيين أية سلطة متسلسلة سواءا كانت روحانية أو مدنية، فالإنسان الناضج ليس بحاجة إلى واسطة بينه وبين الله أو أية سلطة آخرى.
في كل قطر يضع البهائيون أهداف مركزه مختلفة لأعمالهم، ولذلك مثلاً في الولايات المتحدة أسس البهائيون سلسلة من المؤسسات لمعالجة التمييز العنصري تلك المشكلة القديمة التى لم تحل والتى لا يرغب أحد في الحديث عنها أكثر من ذلك. ان حوالي ثلث البهائيين الأمريكيين هم من السود وعدد لا بأس به أيضاً ينحدرون من نسل الهنود الحمر الذين ابيدوا تقريباً. ان مايمارسه هؤلاء الناس هو التوحيد الحقيقي للعراق المختلفة على جميع مستويات الحياة العامة والخاصة. لقد كرّس البهائيون اللألمان أنفسهم ولمدة ثلاث سنوات لتحسين العلاقات مع المستوطنين الأجانب، فبعد هجوم سولينجن في" مشروع المائدة الطويلة" وجمعوا معاً جنسيات مختلفة للبحث والنقاش في جو ودي بهيج، والأحباء الأتراك واللألمان يواصلون معاً جهود المصالحة.
المؤسسة البهائية المنظورة الوحيدة وهناك واحدة في كل قارة-هى"مشرق الأذكار" وبشكل عام هى بناء رائع ذو قبة وتسع مداخل ويمول عن طريق التبرعات الخاصة. والمركز الأوروبي يقع في لانجنهاين قرب فرانكفورت وهو مفتوح ليس للبهائيين فقط بل لجميع الطوائف الدينية والجماعات الآخرى التي يتعاون معها البهائيون. وينطبق هذا أيضاً على أكاديمية لاندغ في سويسرا وهى مؤسسة بهائية . البهائيون لا يتصفون بالتعصب الطائفي أو الابرشي وهم لايقومون بالدعاية لدينهم وكل أنماط النشاطات التبشيرية العدوانية غريبة عليهم بالرغم من هذه الحقيقة تزداد أعدادهم بإستمرار.
"تبدّل الميزان والقوة تفقد سيطرتها"
هذا ليس بغريب فقد عالج البهائيون منذ البداية جميع مشاكل العالم وخلقوا أساليب حلول معقولة، ومن عدة نواحي كانوا متقدمين كثيراً على زمانهم، فعندما كانت موارد الأرض لاتزال تبدو غير ناضجة بعد، تبنوا نموذجاً للحياة لايمارس العنف لا مع اخوانهم في الإنسانية ولا مع الطبيعة. واليوم هناك العديد من الناس بدافع اهتمامهم بالعالم يحاولون العيش" عيشة رقيقةً" تتسم بالبساطة ومنفعة الإنسان دون تقشف . البهائيون سبقوا حركة النساء العالمية، والحنين إلى الوحدة وتآلف الأديان تحقق في دينهم، وفي أنماط حياتهم الشخصية تغلبوا على الاختلافات العدوانية للأجناس والثقافات، والعلم الحديث" المفتوح لآفاق تقع وراء نطاق الخبرة والمعرفة"، كان دائماً موضوعاً واقعياً لديهم. ان التطور الروحاني للإنسان الذي هو مدار الكثير من البحث في هذا الوقت جاء به حضرة بهاءالله بوضوح، والحب الذي نطلبه اليوم بحياء ودونما نجاح لغاية الآن في الحياة العامة، في الاقتصاد وفي السياسة كان دائماً مبدأ يهدي البهائيين فلا شيء ينجح بدون الحب، انه القانون الأبدي الوحيد وكل ماعداه قابل للتغيير وهذا العالم أيضاً يسير في عملية التغيير كما قال حضرة عبدالبهاء مركز العهد والميثاق والأبن الأرشد لحضرة بهاءالله-قال هذا الأبن المتصاعد وخليفة بهاءالله عام 1921.
"..لقد انقلبت الموازيين وفقدت القوة سيطرتها، فالفطنة وسرعة البديهة والصفات الروحانية من المحبة والخدمة التى تظهر قوية في النساء قد رجحت كفتها، لذلك فإن العصر الجديد سيكون عصراً اقل اعتماداً على العضلات وتسوده بشكل أكبر الصفات الأنثوية، وبعبارة أكثر دقة سيكون عنصراً تتوازن فيه العناصر النثوية والعضلية للحضارة بشكل أكبر".
إن التأثير المتنامي للبهائيين هو أحد أكثر العلامات أملاَ بأن هذه الكلمات ستتحقق.
إن البهائيين يعترفون بالحقيقة في جميع الأديان، فجميعها جاءت برسالة إلهية وعلى المرء أن يميز فيها بين الجوهر الذي لايتغير والصورة الخارجية التي تتشكل حسب التاريخ. لذا فإن البهائيين يرحبون بالناس من جميع الأديان والثقافات والأعراق والأجناس. ومع دمج مبدأ " الوحدة في التنوع" يسهم البهائيون إسهاماً هاماً جداً في مجتمع العالم المستقبلي.(عن مقال لسوزان شوب-صحفية المانية عام 2008-مترجم)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمراض البشرية بحاجة إلى طبيب حاذق
- نظرة البهائيّة للجنس
- يا أيها الإنسان في كل مكان
- يا أهل العالم
- ليلة القدر-ليلة حارت فيها العقول والقلوب2-2
- ليلة حارت فيها العقول والقلوب 1-2
- التعصّبات هادمة لبنيان العالم الإنساني
- الحرية في الاعتقاد
- التعصُّب نار تحرق العالم
- العدل الإلهي
- الإسراء والمعراج من منطلق العقيدة البهائية
- السلام يا أهل الأديان
- إنقاذ العالم بالعرض الإلهي لا بالنهج السياسي
- الوحدة البشرية هى حجر الزاوية في النظم البديع لحضرة بهاءالله ...
- الخدمة والتضحية من أجل وحدة العالم الإنساني
- البعد الروحاني للوحدة الإنسانية من منظور روحاني
- الوحدة والتكامُل الإنساني
- تأملاتنا الروحانية
- نبذ التعصبات الجاهلية
- عصر ذهبي تنتظره الإنسانية


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - البهائية واللاعنف ورؤية إنسانية موحّدة