أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أشياء صغيرة .. -5-














المزيد.....


أشياء صغيرة .. -5-


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3844 - 2012 / 9 / 8 - 09:41
المحور: المجتمع المدني
    


كُل دائرة حكومية ، من المفروض أن تُطبق القوانين واللوائح التي تُنّظِم عملها .. وتحمي " المصلحة العامة " من أي إنتهاكٍ وتجاوز .. قَد يقوم به أحدهم . ولا سيما ان هنالك دوائر بِعينها .. من أهم واجباتها .. المُحافظة على الحقوق العامة وأملاك واموال الدولة التي هي في النهاية .. مُلكٌ لمجموع الشعب .. بل وحتى للأجيال القادمة ايضاً " حسب الدستور " ... ومن هذه الدوائر : البلدية .. الزراعة .. المالية .. الأملاك .. وكذلك الدوائر الخدمية كالكهرباء والماء والأشغال العامة والطرق والجسور والآبار .
من أهم نقاط ضعفنا .. ومن أسباب تخّلُفنا الحضاري .. ومن أبرز مؤشرات الفساد عندنا .. هو الخرق الفاضح للقانون في العديد من هذه الدوائر الحكومية .. والتلاعب بالتعليمات بِما يُلائم مصالح الفئة المنتهِكة . ويبدأ السيناريو اللعين ، عندما يخضع المسؤول عن الدائرة او المُدير .. " أي المُؤتَمن على تطبيق القانون على الجميع " .. الى الإبتزاز او يخاف مِنْ مَنْ يُريد التجاوز الصارخ .. وإذا طلبَ التمهُل للإستفسار من مرجعهِ الأعلى المُباشر .. تكون الطامة الكُبرى .. عندما يُلّمِح له مسؤوله " أو حتى يُصّرِح " .. بتمشية طلب الشيخ الفلاني اوالشخصية الفلانية حتى لو كان ذلك مُخالفاً للقانون !. هُنا يُمْتَحَن مُدير الدائرة إمتحاناً جدياً : فإذا رفضَ الخضوع للإبتزاز ولم يمتثل حتى لأوامر رئيسه المُباشر .. فأنه يُعّرِض نفسه للعقاب الأكيد .. ولا يُعرَف مدى العقاب .. فرُبما يتراوح بين النقل الى دائرة اُخرى وبمنصبٍ أقل .. وحرمانه من كافة الإمتيازات ، أو الإحالة الى التقاعُد وحتى الفصل .. بل رُبما تلفيق تُهمة له وتقديمه للمُحاكمة ! . أو الرضوخ والإنحناء وتمرير الطلب المُخالف .. وبهذا يُثبت ولاءه لرؤساءه وإستعداده لتكرار ذلك في كُل وقت .. فيستحق بذلك ان " يستفيد " هو أيضاً ويحصل على ما يُريد .. ويصبح جزءاً صغيراً من آلة الفساد العملاقة !!.
[[ لو ]] .. رفضَ مُدير البلدية الإنصياع للطلب غير المشروع للشيخ الفلاني .. ولو إمتنع مدير الكهرباء عن تزويدهِ بالأعمدة والأسلاك خارج القانون .. ولو لم يوافق مدير الزراعة او المالية او الاملاك ، على تبديل جنس الأرض التي إستولى عليها .. ولم لم يرسل له مدير الاشغال او الطُرق ، آليات الحكومة مُعطِلاً المشاريع العامة .. ولم لم يُبادر مدير الآبار ، بحفر بئرٍ له على حساب الحكومة .. وقبلَ هؤلاء كلهم .. لو لم يَقُم رئيس الوحدة الإدارية نفسه .. بالإيعاز لهؤلاء .. بتسهيل أمور ذاك الشخص المتجاوز على القانون .. لِما إستطاع ان يفعل شيئاً .. سواء كان شيخاً ذا أسم رَنان أو آغا او مُتنفِذ أو أياً كان !. لكن المأساة .. ان مُدراء هذهِ الدوائر مُختارون بِدقة .. بحيث يكونون " متعاونين " و " متجاوبين " مع أمثال هذه المُعاملات الخارجة عن القانون .. ولا بأس إذا حصلَ هؤلاء المُدراء أيضاً على بعض الفُتات هُنا او هناك .. كقطعة أرض تجارية .. او مزرعة في مكانٍ جيد او قصر فوق أحد التِلال .. وبين الحين والحين ، على مُكافأة نقدية أو سفرةٍ الى الخارج !.
لماذا نحنُ متخلفون ؟ ولماذا لانتطور ونتقدم الى الامام ؟ لأن الأمور سارتْ على هذا المنوال كما وردَ أعلاه ومنذ سنواتٍ عديدة .. هنالك تواطؤٌ جماعي .. عل تبرير الفساد .. على لَوي عُنق القانون وإيجاد مخارج للنهبِ المُنّظَم . أشياء صغيرة إذا تجمعتْ وتراكمتْ .. تصبح شيئاً كبيراً .
وللحديث بقية



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشياء صغيرة .. -4-
- أشياء صغيرة .. -3-
- أشياء صغيرة .. -2-
- أشياء صغيرة .. -1-
- مسؤولٌ كبير
- حكومتنا .. وتسخين الماء
- نفطُنا .. وتفسير الأحلام
- لتذهب بغداد الى فخامة الرئيس
- العراقيين .. والفوبيا
- بين العَرَب والكُرد
- مُقاربات كردستانية
- أسئلة .. ينبغي أن لاتطرحها
- أحاديث صبيحة العيد
- عُذراً .. غداً ليسَ عيدي
- سوريا والعراق
- - خضير الخُزاعي - المحظوظ
- آباءٌ .. وأبناء
- بعض ما يجري في الواقع
- قادة الكُتل السياسية .. وعيد الفطر
- هل ينبغي ان يثق الكُرد بتُركيا ؟


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أشياء صغيرة .. -5-