أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - ما البديل عن أسلمة المجتمع؟














المزيد.....


ما البديل عن أسلمة المجتمع؟


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 23:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الطبيعي أن يصعد على الساحة السياسية ما يسمى بالإسلام السياسي لينادي بأسلمة المجتمع. لكن ليس من الطبيعي السماح له بالصعود. إذن ما الذي من الطبيعي أن يُنجز في ضوء هذه المفارقة؟ للإجابة ينبغي فهم الذريعة التي يتكئ عليها الإسلام السياسي لتبرير وجوده وتبيين أنّ صعوده طبيعي ثم طرح المنهجية البديلة عن الأسلمة. في هذا السياق نقول إنّ المجتمع المسلم قد فقد على امتداد العقود وكنتيجة لاصطدامه بالحداثة القواعد التي ينبني عليها الفكر. ولمّا كان الفكر عند المسلمين مرتكزا بطبيعته على الفكر الإسلامي فإنّ مرتكزات هذا الأخير قد فقدت توازنها هي الأخرى.

وفي هاته النقطة بالذات تبرز العلة، ألا وهي الخلط الذي حصل، ولا يزال يحصل بشراسة، لدى العقل المجتمعي بين الفكر الإسلامي من جهة والإسلام من جهة أخرى. والخلط خطير لأنه قد حمَل جانبا من المجتمع، وهُم من سيُعرفون بكونهم إسلاميين، على اعتبار أنّ القواعد التي ينبني عليها الفكر هي نفسها قواعد الإسلام (بالمعنى الديني، الاصطلاحي). ومن ثمة نفهم تحامل هذه الفئة على المجتمع وحرصها الشديد على أسلمته ولو كان ذلك قسرا. فالأسلمة في منطقهم هي إعادة بناء قواعد الإسلام في النسيج المجتمعي. بينما ما انفك خصومهم في الفكر والسياسة، ونحن منهم، يؤكدون على أنه من العبث أسلمة المجتمع المسلم.

أما ما يتوجب القيام به كتوطئة للبديل عن الأسلمة فهو في نظرنا أن تتولى النخب المثقفة بناء القواعد، لكن أية قواعد؟ يتعلق الأمر ببناء القواعد التي ينبغي أن تشدّ قواعد الإسلام: قواعد القواعد إن جاز التعبير. هذا هو الخندق الثوري ويبدو لنا أنه ليس ثمة سببٌ مقنع واحد لإنجاز عملٍ ثوري في المجتمع المسلم بمنأى عن هذا الخندق. لماذا، لأنّ الإسلام موجود في كل الأنسجة الموصولة بوجود الفرد والمجتمع. وهذه حقيقة لا يجوز طمسها أبدا بل ويعتبر طمسها تسويفا لمهمة تثبيت هوية الشعب من خلال الإعداد الجيد لبرامج سياسية ومن خلال تشريك الشعب قاطبة في تنفيذها. بكلام آخر، إن اتفق المثقفون والفاعلون السياسيون والرأي العام على لزوم استبطان هذه الحقيقة تكون المرحلة الموالية من البناء، أي بناء قواعد القواعد، متمثلة في حركة فكرية وسياسية تجمع بين الثورية والإصلاح.

في الختام وبخصوص المنهجية الملائمة لإنجاز الإصلاح الثوري، نعتقد أنها تتلخص في نقاط من أهمها نذكر: أولا، تغيير العقليات من منظور ثلاثي، ديني وتواصلي وتربوي. ثانيا، توخي أسلوب القطيعة المُمنهجة مع الأحزاب السياسية في شكلها الراهن. ثالثا، المراهنة على الشباب و على من يتحلَّون بصفة شباب القلب والعقل لكي تنقدح لديهم أولى شرارات التغيير في طرائق التفكير، ولكي تنبت لديهم أولى البراعم في زهرة الاستنارة والتنوير. رابعا، دعم النواة الأولى من المفكرين الأحرار التي سيُثمرها هذا التمشي والحرص على أن يحصل التوليد الطبيعي لأعداد من الشباب من الجيل الأصلي.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألاَ تجوز النظرية المادية في الإسلام؟
- هل نحن مجتمع ضال؟
- الشرط الأساس ليجتازَ اليسارُ خط التماس
- أنا سني غير معتزلي إذن أنا أفكر
- أيُشترط أن نكون معتزلة لنقدّم العقل على النص؟
- أضعف الإيمان أن نستردّ مكانة الحيوان الناطق
- لو لم تكن الديمقراطية، هل تكون الخلافة الحرة؟
- -النهضة- و صورة المسلم الأبله
- المطلوب تجفيف ينابيع الهيمنة الغربية على الوطن العربي
- الحالة المدنية: مواطن
- النخب خارجة عن موضوع الثورة، والتجديد الديني ضرورة تاريخية
- هل مثقفونا عربإسلاميون أم مستقطَبون؟
- شباب تونس نحو البديل السياسي للعالم الجديد
- نحن و اللامقول عن ثقافة الإسلام المحمول
- هل نسي الإسلاميون العرب أنهم عرب؟
- تونس بين آحادية الإسلام السياسي وثنائية الوحي والوعي
- حتى يكون الإعلام في خدمة الأقلام
- أية سياسة لمشروع الرقي العربي الإسلامي؟
- هل العرب قادرون على الفوز بمعركة البقاء دون إيديولوجيا؟
- تونس: كي يكون أداء حكومة -البارسا- عالميا


المزيد.....




- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - ما البديل عن أسلمة المجتمع؟