ماهي الاسباب وراء قتل عثمان بن عفان؟ ولماذا يخشى السلفين الخوض في الفتنه؟

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 20:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم ورحمة الله: رغم ان الحوادث والاحداث في عصرنا اليوم تحتاج منا الى البحث عن اسباب حدوثها ومحاولة البحث عن حلول لها وسبل معالجتها ولكن بعض الكتاب يصرون لسحبنا عنوة للتحدث عن امور حدثت قبل 1400 عام اويزيد ولااعرف حقيقة ما الغايه والهدف من الوغول في تلك الحقب الضاربه في القدم هل الغرض منه استخلاص العبر لنتعظ من اخطاء من عاش في تلك الفتره ومحاولة تفادي الاخطاء في حياتنا اليوم ام محاوله لصرف اهتمامنا عما يحدث حولنا فنجد بعض الكتاب يتناولون سيرة اعلام الاسلام وخاصة منهم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان مدعين البحث عن الحقيقه وكأن الحقيقه موضوعه في قمقم او ان كتب التاريخ التي تناولتها محجور تداولها اوكأنهم وجدوا في حملات التفتيش الاثاري على برديات تتكلم عن تلك الفتره في حياة كل من عمر بن الخطاب او عثمان بن عفان فان كتب التاريخ تكلمت باسهاب عن فترة خلافتهما وحتى من الكتاب والمؤرخين الجدد والمستشرقين كتبوا في سيرهم فمن يبحث عن الحقائق لابد ان يجدها وليست عصيه على العثور
والملفت للانتباه ان من يتناول سيرة عمر بن الخطاب لايتناول الا الجانب الذي يطعن في شخصية عمر بن الخطاب ويكتب كتابات ويعنونها بالمخفي من سيرة عمر وكأنه عثر على ماخفي من سيرته في برديات من التي اكتشفت في نجع حمادي بمصر مؤخرا
ولايعلم انه ليس هناك مخفي في سيرة عمر بن الخطاب
وايضا من يتناول سيرة عثمان بن عفان يتناول الجانب الذي يطعن في سيرته ويعلم ان كل من يتناول سيرتهما ان هناك مصادر تاريخه لكل منهما منها مصادر تشيد بهما وتطنب عليهما ومصادر اخري تنتقص منهما وتطعن فيهما ولايمكن للقارئ ان يخرج بقرار حاسم حولهما مالم يطلع على كل تلك المصادر وهذا اذا لم نقل من المستحيل فهو من الصعب على عامة الناس لما وراءه من تكاليف ماديه وتكاليف في الوقت وقد يكون صعبا ايضا على المتخصصين والباحثين والدارسين لتعدد تلك المصادر وتوزعها في البلاد
فما الغرض من تناول سيرتهما بالطعن والانتقاص ان هذا التناول لسيرتها لايغيب عن ذي لب وعقل متبصر ويقض ان الغرض من تناول سيرتهما بالطعن والانتقاص والتشكيك بعدلهما ونزاهتهما رساله الغرض منها القول يامسلم هؤلاء هم من نقلوا لك الدين فكيف تقبل الدين من اناس ما امتزوا بالعدل والنزاهه ومن اناس ظالمين وماهي الامحاولة لتشكيك المسلم بمصادر دينه من خلال الطعن بمن نقل له الدين
وما علموا ان كل تلك محاولات يائسه لاننا اخذنا ديننا من الصحابه ومن آال البيت ومن كل الثقات الصحابه وآل البيت فلم نأخذه عن عمر فقط او عن عثمان فقط ولم يكونا هما المصدر الوحيد الذي اخذنا عنهم ديننا رغم علمنا الاكيد ان عمر وعثمان لانشك بعدالتهم وبنزاهتهم فالقرآن الذي جمعه عثمان رغم انه لم يجمعه فقد جمع في زمن ابي بكر عندما تزايد اعداد من قتل من حفظة القرآن في معارك الرده فكان المقترح لجمع القرآن فتم جمعه في زمن الخليفه ابي بكر وتم حفظه عند حفصه بنت الخليفه الثاني عمر بن الخطاب وأ/ المؤمنين وزوج النبي ولما اتسعت رقعة الاسلام ودخل فيه من كل الاقوام اقترح على الخليفه الثالث نسخه ووضعه بين دفتين وتوزيعه على الامصار الاسلاميه ولكن الذي تفرد به عثمان بن عفان هو حرق كل الصحف ماعداه حتى لايختلط على الامه الامر لااكثر ولازال القرآن الذي جمعه عثمان او مايسمى مصحف عثمان يتعبد به كل المسلمين على مختلف مذاهبهم ونحلهم المصدق بصحته والغير متيقن من صحته وعلى مختلف قومياتهم واعراقهم ولغاتهم

ومايؤكد لنا صحة القرآن الكريم الذي في ايدينا اليوم هو الحوار التالي الذي دار بين طلحه بن عبيد الله وبين الامام علي حول الضجه التي اثيرت حينها على جمع القرآن في زمن الخليفه الثالث عثمان بن عفان وقبل ان أورد المحاوره لنتعرف على طلحه بن عبيد الله فمن هو?, ماهي مكانته في الاسلام؟
هو طلحة بن عبيد الله ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي التيمي المكي أبو محمد.
وهذه الاوصاف التي وصفه بهاالرسول محمد بن عبد الله له:"من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وروي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال لما كان يوم أحد سماه النبي (صلى الله عليه وسلم) طلحة الخير وفي غزوة ذي العشيرة طلحة الفياض ويوم خيبر طلحة الجود
وهو اول ثمانيه دخلوا في الاسلام فهو صاحب سبق في الاسلام وكان احد السته الذين اختارهم عمر ليكون منهم خليفة من بعده
الان ناتي الى المحاورة التي دارت بينه وبين الامام على والتي تثبت اقرار من شخص الامام علي بصحة مصحف عثمان والذي قال بحقه الرسول الحق مع على يدور حيث دار ولاحاجه لبيان شخصية الامام على لانها شخصية غنية عن التعريف وايضا اقرار من طلحه بن عبد الله على صحة مصحف عثمان اليك نص المحاوره:
جاء في تفسير الصافي أنه في عهد الخليفة عثمان بن عفان حين أثيرت الضجة حول اختلاف المصاحف، سأل طلحة بن عبيد الله الإمام علياً لو يخرج للناس مصحفه الذي جمعه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: وما يمنعك أن تخرج كتاب الله إلى الناس؟! فكفّ عن الجواب أولاً، فكرّر طلحة السؤال، فقال: لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتك من أمر القرآن، ألا تظهره للناس؟ [14]. وأوضح علي سبب كفّه عن الجواب لطلحة مخافة أن تتمزق وحدة الأُمة، حيث قال: يا طلحة عمداً كففت عن جوابك فأخبرني عمّا كتبه القوم؟ أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة: بل قرآن كله. قال: إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنّة
فما نحن بحاجة بعد هذا الاقرار من صحة مصحف عثمان الى اي اقرار من غيرهم
نأتي الى سبب قتل عثمان وهنا سانقل لكم محاوره دارت بين مالك الاشتر والامام علي توضح اسباب قتل عثمان بن عفان فهم من عاصر تلك الفتره بكل تفاصيلها وهم اصدق من يخبر عن تفاصيلها وقبل ان اروي لكم المحاوره لنتعرف على شخص مالك الاشتر فمن هو؟
هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلّمة بن ربيعة بن خزيمة (خديمة) بن سعد بن مالك بن نخع(1) ومن أشهر ألقابه اثنان: «الأشتر(2)»(3) و «كبش العراق»
وقال عنه النبي رغم انه لم يرى النبي ولم يراه النبي ولكنه سمع اخباره فقال عن مالك انه المؤمن حقا وهذه شهاده من رسولنا الكريم على ايمان وعدالة ونزاهة مالك بن الاشتر وكان من المشاركين في حروب الشام ضد الرومان ومن المشاركين في حروب الرده وكان ممن ابلوا بلاءا حسنا وكان من عارض عثمان بن عفان ومن الثائرين ضده وهنا يبين لنا هذا الصحابي الجليل اسباب قتل عثمان بن عفان من خلال اعتراضه على ماقام به الامام علي بعد توليه الخلافه من توليته ابناء عمومته العباس لتولي امصار دولة الاسلام وهم كل من عبد الله بن عباس وعبيد الله بن عباس وقثم بن عباس فحينها قال الصحابي الجليل
علام قتلنا الشيخ بالامس ويعني بالشيخ عثمان بن عفان ورد ذالك في شرح ابي الحديد لنهج البلاغه ومن هذه المقوله رغم الفارق بين من ولاهم الامام علي وبين من ولاهم عثمان بن عفان ولكن كان اعتراض الصحابي مالك بن الاشتر على المبدأ وليس على الاشخاص وانه لايجوز ان يولي الخليفه اقاربه على رقاب الناس ومن هنا يتبين ان قتل عثمان بن عفان لم يكن سببه الدين او الظلم ولكن سببه انه استأثر بالسلطه قرابته وابناء عمومته عن باقي من لهم السبق في الاسلام
اما عن عكوف المسلمين وخاصة اتباع مذهب السنه والجماعه عن الخوض في الاشكاليات او الخلافات التي حدثت بين الصحابه هو التزامهم باوامر الله والتي نهى المسلمين عن الخوض فيها في الايه:بسم الله الرحمن الرحيم: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وتكررت هذه الايه مرتين في القرآن الكريم دلاله على التأكيد من الله على عدم الخوض فيما شجر بين الصحابه
وايضا الايه:{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } .
والتي يطلب فيها من المسلمين اليوم الترضي على من سبقهم في الاسلام وفي الايمان وان لايحمل مسلموا اليوم اي غل او بغض اوكراهيه على الذين سبقوهم في الايمان واضافة ان العلم بالحقائق لن يغير من الامر شيئ وكل تلك تدفع المسلم بعدم التعرض للاشكاليات او الخلافات التي وقعت بين المسلمين الرعيل الاول

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات