أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - مواجهة الحياة - بروح مرحة














المزيد.....

مواجهة الحياة - بروح مرحة


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 21:44
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كونشى امرأة مرحة فى منتصف العمر تصارع مرض السرطان منذ سبع سنوات. وقد خضعت لسبع عمليات جراحية للحد من انتشار الورم الخبيث منذ شخص الاطباء اصابتها بسرطان الثدى , فكيف تواجه هذا الوضع.
تقول " حين ينقل الى الاطباء اخبار سيئة واشعر برغبة فى البكاء , لا احبس دموعى لان ذلك يريحنى , ثم احاول ان اتابع حياتى بشكل طبيعى واقوم بالامور التى احبها , كتعلم اللغة الصينية والذهاب فى عطلة مع عائلتى واصدقائى. ولا تغيب عن بالى كلمات يسوع : " من منكم اذا حمل هما يقدر ان يزيد على عمره ذراعا واحدة ؟. "
" احاول ايضا ان احافظ دائما على روح مرحة , فأمازح الاطباء , اشاهد افلاما فكاهية , والاهم اننى احاول البقاء على اتصال بأصدقائى واقربائى , فوجود اصدقاء اضحك معهم علاج رائع. فذات مرة , قبيل خضوعى لعملية جراحية , اخبرنى بعض الاصدقاء والاقرباء حادثة مضحكة وقعت فى الليلة السابقة , فضحكت كثيرا , حتى اننى دخلت غرفة العمليات وانا مسترخية تماما ".
وكونشى ليست الوحيدة التى اكنشفت ان التحلى بروح مرحة وموقف ايجابى يساعد على مواجهة المشاكل الصحية. فالطب اليوم صار صار يعترف بأهمية الروح المرحة فى مكافحة الالم والمرض.
ان هذا المفهوم ليس بالامر الجديد , فمنذ ثلاثة الاف سنة , كتب الملك سليمان : " القلب الفرحان دواء ناجع ". ( امثال 17 عدد 22 ). وذكر ايضا لوبا دى فيغا , كاتب اسبانى من القرن ال17 : " اعتقد اننا اذا تحلينا بروح مرحة فسننعم بصحة جيدة ". ولكن فى عالم اليوم الملئ بالضغوط , يبدو ان الناس يكبتون الروح المرحة عوض ان يعربوا عنها , وفى حين اننا نعيش فى مايدعى العصر الذهبى للتكنولوجيا و نرى ان روح المرح تتضاءل. يقول كتاب فن الضحك " ان الكمبيوتر يحل محل البشر فى المجتمع المعاصر. فلغة الكمبيوتر تحل احيانا محل لغة الضحك , الايماءات , والابتسامات ".
ان التحلى بروح مرحة يساعد المرضى ان يكونوا ايجابيين فى افكارهم ومشاعرهم وتصرفاتهم. وفى مقالة كتبها مؤخرا الطبيب هايمى سانس اورتيس , اختصاصى فى الامراض السرطانية وفى العلاجات المخففة للالم , ورد ان الروح المرحة " تسهل التواصل , تقوى المناعة , تلطف الالم , تهدئ مشاعر القلق , تخفف التوتر العاطفى والتشنج العضلى , كما تبعث المل وتولد القدرة على الابداع ".
لم يعتبر التحلى بالروح المرحة علاجا فعالا ؟ لأن المرح صفة تسمح لنا بامتلاك نظرة ايجابية عند معالجة المسائل , حتى فى الظروف غير المؤاتية. يؤكد سانس اورتيس : " اذا حافظنا على روح مرحة فى حياتنا اليومية , نحافظ على نشاطنا ونخفف من تعبنا ونتجنب الشفقة على الذات ".
ولكن من الطبيعى ان تختلف الامور التى تجعلنا نبتسم او نضحك باختلاف الاشخاص والحضارات. يقول سانس اورتيس : " كما تختلف مقاييس الجمال بين شخص واخر , تختلف الامور التى تعتبر مضحكة بحسب ذهنية الفرد ". ولكن مهما كانت خلفيتنا او ثقافتنا , فان التحلى بروح مرحة غالبا ما يكون طريقة فعالة للتواصل والتخفيف مما تراكم فى نفوسنا من قلق وتوتر وشعور بعدم الثقة فى النفس. ولكن نظرا الى اهمية الحفاظ على روح مرحة , ماذا يمكننا ان نفعل لتنميتها ؟
اول خطوة يمكن اتخاذها هى الا نصب كل اهتمامنا على مشاكلنا او مرضنا وان نحاول التمتع بالوجه الايجابى لكل لحظة فى حياتنا. كما ينبغى ان نجاهد للتفكير بطريقة منطقية ورفض الافكار الخاطئة او غير الواقعية التى تؤدى فقط الى تضخيم المشكلة. بالاضافة الى ذلك , يمكننا ان ننمى الروح المرحة اذا تعلمنا ان نعدل نظرتنا الى الامور , صحيح اننا غير ملزمين ان نبتسم او نضحك دائما , ولكننا نستطيع مواجهة المشكلة اذا رأينا الوجه المضحك فيها. يؤكد سانس اورتيس : " ان الروح المرحة تحول تفكيرنا مؤقتا عن همومنا وتجعلنا نرى المشكلة من منظار جديد . . . الامر الذى يتيح لنا اكتشاف حلول جديدة لمعالجتها.
لا شك ان الروح المرحة ليست علاجا لكل ازمة فى الحياة , لكنها غالبا ما تساعدنا على امتلاك نظرة ايجابية ومتزنة عند مواجهة المشاكل. تعترف كونشى : " رغم ان المرض ليس امرا سهلا , ينبغى ان نحافظ على الروح المرحة, فأنا اتخيل حياتى كبستان فيه انواع كثيرة من النباتات , واحدها مع الاسف هو مرضى , لذلك احاول ان ابقيه فى زاوية معينة كى لا يطغى على النباتات الاخرى. طبعا , لا يمكننى القول اننى تغلبت على السرطان , لكننى ما زلت اتمتع بالحياة وهذا امر مهم جدا ".



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصدر القيم الحقيقية (4)
- القيم المتغيرة - هل تشعر بالخسارة ؟ (3)
- هل القيم فى طور الانحطاط (2)
- ماذا يحدث للقيم ؟ (1)
- هل يعقل ان نموت من قلب مكسور ؟
- سورية - اصداء من ماض عريق
- المورمون - اضافات اخرى
- المورمون - طائفة المرشح الاميركى (3)
- المورمون - طائفة المرشح الاميركى (2)
- المورمون - طائفة المرشح الاميركى ( 1 - 2 )
- من قراءاتى - نوادر ونكات فيسبوكية
- عندما يكبر الاولاد قبل الاوان ( 3 )
- عندما يكبر الاولاد قبل الاوان ( 2 )
- الاطفال عندما يكبرون قبل الاوان ( 1 )
- رؤية مسبقة عن الات الدمار
- رؤية مسبقة عن آلات الدمار
- الضوء المثالى
- كيف نرى الجمال حولنا ( 4 )
- البحث عن الفنان الاعظم ( 3 )
- الفنان المنسى فى زمننا ( 2 )


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - مواجهة الحياة - بروح مرحة