أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طيرشي كمال - قراءة جديدة في فلسفة الحياة البرغسونية














المزيد.....

قراءة جديدة في فلسفة الحياة البرغسونية


طيرشي كمال

الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 20:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعتبر الفلسفة الروحية الحيوية التي تزعمها الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون من بين الفلسفات التي اقتدرت على القطيعة و الانفصالية عن الفكر السائد في الفلسفة الاوروبية الحديثة , خصوصا و ان هذا النسق الفلسفي نبذ وراءه كل نزوع ميكانيكي أو مثالي , و نهج سبيله بغية تفسير الوقائعيات تفسيرا حياتيا , مؤمنا ايمانا قطعيا بالحركية و الصيرورة , و مصورا الواقع تصويرا عضويا , سائرا على وفاق مع البيولوجيا , و نائيا بنفسه عن النمط العقلاني في تصوراته و احكامه القبلية , الصورية و كذا المنطقية , معتبرا الحدس و الديمومة و النشاطية الحركية و الفهم الحيوي الوثبوي دأبه و ديدنه في تتبع صيرورة التاريخ , كما أن فلسفته ترانسندانتالية تشيد بالحقيقة الموضوعية المفارقة للذات العارفة , دون أن تتنكر للمذهب التعددي و الشخصاني .و يمكن ان نجمل نزوعه الفلسفي في جوهره على أنه ردة فعل قوية ضد التيار الميكانيكي عموما , و اذا كان برغسون من اهم ممثلي هذه الفلسفة الحياتية الجديدة و اكثرهم اصالة فحري بنا أن نتقصى في فلسفات هذا الاخير نزعته الروحانية المتجذرة من المدرسات الفلسفية الفرنسية الروحانية و الشخصانية بدءا بالفيلسوف –مين دوبيران- و رافيسون و لاشلييه , و اميل بوترو.مرورا بالنزعات التطورية و البراغماتية الانجليزية , وصولا إلى فلسفة هاربرت سبنسر , التي فندها برغسون جملة و تفصيلا.
فماهو البعد الفلسفي الجديد الذي حملته روحانية برغسون ؟ و كيف أثر تيار فلسفة الحياة البرغسوني على خلق فلسفة أوروبية جديدة في القرن العشرين للميلاد ؟.
إن الفلسفة الجمالية الاخاذة التي منيت بها البرغسونية من خلال ما خطته انامل هذا الفيلسوف الحيوي تجلت حقيقة الامر في براعة الكاتب الذي اقتدر على صب مكنونات افكاره في لغة سلسة , مرنة يطرب لسماعها و يتلذذ بقراءتها أي انسان , فما بالك بممتهن الفلسفة , و يمكن ان نشير باقتضاب الى المنحى الفلسفي الذي سلكته اعمال برغسون الفلسفية من خلال اهم كتاباته على الاطلاق و نستهلها ب كتابه الاول ** بحث في المعطيات المباشرة للشعور **, و يحتوي على نظرية في المعرفة , ليليه كتاب ** المادة و الذاكرة ** تنجلي من خلاله نظرته الفلسفية في علم النفس , أما في كتابه ** التطور الخلاق** فيعرض ميتافيزيقاه المبنية على المعتقد البيولوجي , أما في مؤلفه الاخير ** منبعا الاخلاق و الدين ** فتنبجس من مكامنه اعتقاده في الاخلاق و فلسفته في الدين .
------هناك في الصيرورة أكثر مما هناك في الوجود-------
و ليسهل علينا تكنه فحوى هاته الجملة البرغسونية , علينا أن نلج و بعمق نظرية برغسون في الديمومة و الحدس .و نستهلها بنظرة هذا الاخير لتصور علم الفيزيقا ((الطبيعة)).
إذ يعتقد برغسون أن علم الفيزيقا يزعم أنه يعنى بدراسة ** الحركة و القوى ** , و لكنه في حقيقة الأمر ليس كذلك مطلقا , إذ هو عندما يدرس الحركة لا يدرسها في حد ذاتها – كديناميكية حية -- , و إنما يدرس تموضعها الممتابع ضمن حيز معين ** موقع** , أو بعبارة اخرى يدرس علم الفيزياء مواقع الأجسام و تتابع تموقعها في المكان .
كما أن الفيزيقا لا تدرس ** القوى** في كنهها و جوهرها , بل تتقصى نتائجها و تسعى لقياسها و دراسة الاسباب الفاعلة التي تحدثها , و ليس القوى في حد ذاتها كديناميكية حيوية دافعة , أما ما يزعمه الفيزيائيون في كونهم يدرسون الزمان و يقيسونه بصورة الية ميكانيكية , فهو محض اهتراء ليس الا , لأن الزمان الحقيقي غير قابل للتشيؤ و القياس فيزيقيا , و الذي يزعمون انهم يقيسونه انما هو ** المكان** .
أما الحقيقة الجوهرية التي يحيلنا اليها الفيلسوف برغسون فهي تلك القابعة في جوانية نفوسنا , و التي لا يدان لنا باستجلائها إلا عن طريق جهد جهيد , و شعور عميق , و عمل مضني و مستمر و دائم و مرهق جدا , لان تكنه هاته الحقيقة التي يدلنا عليها برغسون يمتاز بالفرادة و القوة , و من سمات هاته الحقيقة = الكيفية , اللاتجانس , التداحل مع صعوبة الفصل بين اجزاءها , الحرية , الارادة , الشعور , كما أنها لا تشغل حيزا من المكانية , ولا قدرة لاي كان بتقديرها حسابيا , فهي سيكولوجية باطنية , أما الخاصية الاكثر تفرد و التي تجبلها فإنها ** الديمومة المحضة **, انها تصير باستمرار , فهي الدفعة والوثبة الحيوية و الصيرورة , و ديمومة الجريان و الاستمرارية التي لا تعرف الانقطاع ابدا , لهذا يفصل برغسون بين ميدانين من ميادين الحياة الانسانية =
1- فهناك ميدان فيزيقي يعنى بالمادة المكانية , و الذي يقابله العقل المتجه نحو العمل.
2- و هناك ميدان الحياة الواعية الذي يسير وفقا للديمومة , و يقابله الحدس.
----إذن هناك في الصيرورة أكثر مما هناك في الوجود----



#طيرشي_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في أهم ما ميز الفلسفة الغربية في العصر الحديث.
- كلام موجز في الوضعانية المنطقية
- قراءة مقتضبه في الفينومينولوجيا الهوسرلية
- عبد الرحمن بوقاف –مفكرا-


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طيرشي كمال - قراءة جديدة في فلسفة الحياة البرغسونية