أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أشياء صغيرة .. -3-














المزيد.....


أشياء صغيرة .. -3-


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 09:42
المحور: المجتمع المدني
    


لكي يكون كلامي مُنصِفاً وقريباً الى الواقع قدر الإمكان ، ومُعتمداً على تجارب شخصية أو تجارب لأشخاص كنتُ على تماسٍ معهم .. فلا أستطيع التحدث عن العراق عموماً .. ولا حتى عن أقليم كردستان كله .. بل عن المحيط الذي أعيش فيه منذ سنوات طويلة .. أي عن محافظة دهوك تحديداً .. علماً انه ، يُمكن ان يعكس تَصّرُفٌ لشخصٍ واحد في زقاقٍ مَحّلي .. صورة حقيقية لظاهرةٍ عامة .. بل وحتى ان سلبية صغيرة في مكانٍ بعيد ، رُبما تُفّسِر بعد التمَعُن فيها ، جانباً مُهماً من وضعنا العام المُتردي .
أعرفُ الأب والأم معرفة جيدة .. وأحد أبناءهم أراد الزواج مُبكراً بعد تخرجه من الجامعة .. رغم سوء الاوضاع المادية للعائلة .. وصُغر منزلهم الذي لايكفي لإيواء العروسين .. ولقد تناقش الوالدان مع الأبن وإستعانوا بي عدة مرات ، لإقناع الإبن بتأجيل الأمر .. لحين تحسُن الظروف قليلاً .. لكنه أصّر على رأيه متحججاً ان العروس رُبما تفلت من يديهِ ! .. وتعهدَ بأن يُقنع العروس وعائلتها ، بأن لايطلبوا شيئاً على الإطلاق .. سواء مصوغات ذهبية او غيرها من الأشياء .. وطلبَ من والدِيه ان يتكفلوا بإقامة حفل زواجٍ محدود وصغير بأقل التكاليف. هذا ما جرى الإتفاق عليهِ ، بِرضا والدَي العريس ، وتَحّمُس وموافقة العروس وأهلها . وفي الحقيقة ، كان هذا الإتفاق ، حلاً معقولاً ومخرجاً وسطاً ، للأزمة التي كانتْ على وشك التفاقُم ... وتعبيراً عن إمكانية التوصُل الى تفاهمات لِحل المشاكل ، بإسلوبٍ ناضج وعملي .
الى هُنا .. والموضوع جميل بحدودهِ النظرية .. لكن حين الوصول الى الواقع العملي .. فان الأمور إختلفتْ .. فرغم كُل الذي قيلَ من الجانبَين وجرى الإتفاق عليهِ ، فأن [ التقاليد ] و [ الأعراف ] ولاسيما [ المقارنات ] .. وقفتْ سَداً منيعاً بِوجه العقلانية ! . فقريبات وصديقات العروس .. أسهبوا في الشرح لها وبالتفصيل المُمِل .. كيف ان عائلة فلان جلبوا للعروسة الفلانية ، كَماً كبيراً من الذهب والالماس .. وتلك العروسة الأخرى ، التي اُقيم عرسها في أرقى الفنادق وأغلاها .. فلماذا ترضى هي بأقل من ذلك ؟! وحتى أقرباء ومعارف والدي العريس .. أقنعوهم بأنه من [ العيب ] أن لايُقيموا حفلة كبيرة وفي مكان مُحتَرَم وبفرقة موسيقية وعشاء مُعتَبَر ! .. لأنهم إن لم يفعلوا ذلك ، فأن الناس سوف تنتقدهم لفترةٍ طويلة .. ويصبحون علكة تلوكها ألسنتهم الطويلة !!.
المُحّصِلة .. كانتْ ، ان العائلتَين رَضخَتا لأسوأ مُفردات التقاليد والمُقارنات الإجتماعية السخيفة .. وإضطَر العريس الى الإستدانة وهو لايزال في مُقتبَل حياتهِ الزوجية والعملية .. وسوف لايستمتع بسنواته المقبلات ، حتى يُسّدِد ما عليه .. كُل ذلك من أجل غايات في مُنتهى السذاجة والتفاهة : من أجل ان يُرضي " الناس " ومن اجل ان لايقولوا عنه ، ان عرسه كان صغيرا او محدودا ، او ان العروس لم تكن تتزين بالذهب ! ..
مجتمعنا منغمسٌ اليوم ، بالمظاهر حتى النُخاع .. ونحنُ بحاجة الى ثورةٍ إجتماعية للحَد من هذه الظاهرة القبيحة .. وان نَكُف عن [ المقارنة ] مع أسوأ النماذج الإجتماعية التافهة .. التي أصبحتْ للأسف هي المثال الذي يحتذي به الشباب من الجنسَين . وأن نُعيد النظر بِكُل جدية ب [[ العيب ]] .. فهذه الكلمة المُخادعة ، هي السبب في إنجرارنا الى مُستنقع المظاهر الذي نحن فيه ..
يجوز ان تكون القصة اعلاه .. صغيرة .. لكني أعتقد ، انها تُوّضِح جانباً من نفاقنا الإجتماعي وإهتمامنا بالمظاهر وإنجرارنا للتقليد .. وذلك أحد أسباب تخلفنا الحضاري .
وللحديث بقية .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشياء صغيرة .. -2-
- أشياء صغيرة .. -1-
- مسؤولٌ كبير
- حكومتنا .. وتسخين الماء
- نفطُنا .. وتفسير الأحلام
- لتذهب بغداد الى فخامة الرئيس
- العراقيين .. والفوبيا
- بين العَرَب والكُرد
- مُقاربات كردستانية
- أسئلة .. ينبغي أن لاتطرحها
- أحاديث صبيحة العيد
- عُذراً .. غداً ليسَ عيدي
- سوريا والعراق
- - خضير الخُزاعي - المحظوظ
- آباءٌ .. وأبناء
- بعض ما يجري في الواقع
- قادة الكُتل السياسية .. وعيد الفطر
- هل ينبغي ان يثق الكُرد بتُركيا ؟
- طيارون ف 16 على الطريقة العراقية
- - آغوات - العملية السياسية العراقية


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أشياء صغيرة .. -3-