عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1119 - 2005 / 2 / 24 - 10:36
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
تقوم ريتا فيردونك، وزيرة الهجرة باتخاذ الإجراءات اللازمة بصدد طرد ثلاثة رجال دين مسلمين يشكّل وجودهم خطراً على الأمن الوطني، وإرباكاً للنظام الاجتماعي الهولندي. وقد اعتبرتهم الوزيرة أشخاصاً غير مرحّب بهم في الأراضي الهولندية. وسوف تُسحب رخص الإقامة القانونية من اثنين منهم في أول إجراء صارم من نوعه تتخذه الحكومة الهولندية ضد رجال الدين المسلمين غب مقتل المخرج السينمائي، والكاتب المثير للجدل تيّو فان خوخ في الثاني من نوفمبر 2004 على يد مواطن متطرف يحمل الجنسيتين المغربية والهولندية. أما رجل الدين الثالث فسيُرفض طلب الإقامة الرسمية الذي تقدّم به إلى وزارة الهجرة وشؤون اللاجئين. وقد صرّح مسؤول في جهاز الأمن الهولندي لصحيفة " الفولسكرانت " أن هذين الإمامين أحدهما بوسني والثاني كيني الأصل. أما المُبعد الثالث فلم يُكشف النقاب عن الدولة التي ينتمي إليها. وقد اتخذت الوزيرة هذا القرار بعد التشاور مع يوهان ريمكس، وزير الداخلية الهولندي. ويمثّل هذا الإجراء الخطوة الفعّالة الأولى التي تتخذها الحكومة في خطتها المقبلة التي تتضمن فرض إجراءات مشددة على التطرّف الإسلامي الذي أربك المجتمع الهولندي خلال السنوات الأخيرة. وكشفت وزارة العدل الهولندية من خلال سير التحقيقات الأمنية مع الأئمة الثلاثة " أنهم يسهمون في زيادة حدة التطرّف الإسلامي في هولندا ". علماً بأن الأئمة الثلاثة منسّبين للعمل في جامع " الفرقان " في مدينة آيندهوفن جنوبي هولندا. وادعت وزارة العدل أن أئمة الجوامع يحاولون تجنيد، أو إجازة تجنيد المسلمين للجهاد أو الحرب المقدسة. كما أنهم مُتهمون باستغلال الشعائر الدينية لحثّ المسلمين على " عزل " أنفسهم عن المجتمع الهولندي الذي احتوى قرابة مليون ونصف المليون لاجئ من مختلف بلدان العالم. وأكدّت الأجهزة الأمنية الهولندية بأن جامع الفرقان تحديداً ينشر الفلسفة السلفية المتشددة التي تعارض بقوة المجتمع الغربي، وترفض عاداته، وتقاليده، وقيمه الاجتماعية. وأن الأئمة يكرسون وقتهم وجهدهم لنشر البغضاء والكراهية للغرب من خلال الشعائر والطقوس الدينية التي تُقام في بيوت العبادة. وقد أعلن البرلمان الهولندي " الحرب " على التطرّف الإسلامي إثر الحادثة المروّعة لمقتل المخرج تيّو فان خوخ أواخر العام الماضي. ومن بين الإجراءات المُشددة التي اتخذتها الحكومة الهولندية هي سياسة " طرد " الأئمة ورجال الدين المتطرفين. وقد خصصت الحكومة مبالغ مالية إضافية لدعم الأجهزة الأمنية والقضاء الهولندي، كما سنّت قوانين جديدة ضد العناصر المُشتبه بها، أو التي يُعتقد أنها متورطة مع شبكات إرهابية، أن تحضر يومياً إلى مراكز الشرطة بهدف متابعتهم، ووضعهم تحت رقابة مشددة. وجاء قرار الإبعاد بعد أن حددت الأجهزة الأمنية بدقة بأن بعض الجوامع في آيندهوفن قد أصبحت مرتعاً حقيقياً للأصولية و " حاضنة " خطيرة للإرهاب، علماً بأن هولندا تضم 100 إلى 200 مسلم مُشتبه بهم يخضعون إلى مراقبة مستمرة من قبل الأجهزة الأمنية.
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟