أسانيتنا الى أين ؟

حسين طعمة

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 23:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في العام الماضي قام الفنان الفوتغرافي ايوب يوسف الحلي بأقامة معرضه الفني الشخصي تحت اسم (عرس مندائي )يصور فيه مراحل طقوس وعادات الزواج عند الطائفة المندائية .وكان بارعا في إظهار الصورة التي دللت على قدرة الفنان ايوب وبراعته التكنيكية ومقدرته الرائعة في التصوير الفوتغرافي .ان الفنان ايوب وبمبادرته الرائعة هذه يستحق الشكر والتقدير لأنه أرسى دعامة للود والحب ،وفنا يلتزم بهموم شعبنا بكل طوائفه وأجناسه ،وخاصة أحبتنا الصابئة المندائيين الذين لحقهم الحيف والظلم من قبل التيارات المتعصبةعامة ، والسلفية بشكل خاص .اننا مدعوون، ابناء المدينة ،مدينة الناصرية ،ومنظمات المجتمع المدني ،وخاصة المنظمات الانسانية وكل مثقفي الناصرية ، للوقوف مع كل ما يدفع بأتجاه التعاضد والتكاتف مع ابناء المدينة الاصلاء ،والتواصل معهم ،فهم أبناء هذه الارض،الذين عاشوا عليها لألاف السنين .وأقاموا عليها الحضارات السومرية والبابلية ،من صابئة مندائيين ومسيحيين وغيرهم . وقد ربطتنا وشائج وعلاقات انسانية وأجتماعية وثقافية وسياسية ،لا زالت عالقة في أذهان الكثير من أبناء الناصرية الاصلاء .لقد أعطت الاقليات الدينية في مدينة الناصرية الكثيرمن الشهداء والمناظلين ،بناتا وبنينا في سبيل الانعتاق من الدكتاتوريةالفاشية البعثية ،لقد كان لهم مأثراوتضحياتا وأرثا نضاليا وتأريخا ناصعا مشرفا .أن المبادرة التي أقامها الفنان ايوب يوسف تبقى يتيمة ،ما لم يبادر مثقفوا الناصرية من العمل على ارساء ثقافة التاخي والمحبة التي كانت ديدن الطيبين والحريصين على سمعة المدينة .هذه الدعوة هي لكل القائمين على المؤسسة الثقافية من تشكيل ومسرح وباقي النشاطات الاخرى كالندوا ت والامسيات الادبية والاجتماعية وغيرها. يغمرنا الاسى حين نجد ان العديد من أحبتنا من الاقليات الدينية ،يغادرون المدينة ،صوب الشمال العراقي ،أو يرتحلون الى دول تفتح لهم صدرها ،عندئذ،سنكون جميعا ،قد ساهمنا بأنحطاط بشريتنا وأنسانيتنا ،لأننا وببساطة لم نكن على قدر من الانسانية التي تجعلنا ان نقف سدا منيعا لكل ما يتعرض له أحبة لنا ،في أقذر هجمة رعوية،لم يشهد لها التأريخ المعاصر.

#حسين_طعمة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات