|
الشباب أمل الأمة في تقدمها
عزو محمد عبد القادر ناجي
الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 23:58
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
الشباب هم طاقة الأمة والمجتمع وهم مصدر قوته وعزته وعماده وهم من أسباب بلوغ المعالي والقيم ومن أهم مقومات بناء مجد الوطن والأمة ، وذلك لصناعة تاريخ مجيد للشعب والأمة والمجتمع ، كون الشباب هم رجال الغد وهم الأصل الذي يبنى عليه مستقبل الأمة والمجتمع ، لأن مرحلة الشباب هي الفترة الذهبية من عمر الفرد وهي التي ترسم ملامح مستقبله ، حيث أن الشباب يتسم بالقوة والحماسة والقوة والنشاط والشعور بالذات ، والاعتداد بالرأي ورقة المشاعر ورهف الأحاسيس ، والاستعداد للتضحية في سبيل المبادئ والقيم والأفكار والمعتقدات التي يحملها الفرد ، حيث للشباب سلوكيات ترتبط أساساً بطريقة تصوره للأمور ونظرتهم إلى ما يدور حولهم ، ونمط تفكيرهم في مختلف القضايا ، فلهم مقاييسهم ومعاييرهم الخاصة التي يزنون بها الأشياء وهي عادة ما تكون نتاج ما يؤمنون به في مرحلة الشباب بغض النظر عن موافقة هذه المقاييس والمعايير للحق أو للباطل والتي تكون بدورها أثراً ونتيجة للمناخ العام والتوجه السائد ، لذلك يجب على المجتمع الحرص على غرس مبادئ الولاء للمبادئ الحقة والعادلة ، وإبعاد الشباب عن مزالق الغواية والفساد لبلوغ معالي المجد وفق أصول وضوابط تضبيط منطلقات وغايات الشباب ، حتى لا يضطرب الشباب ويضيع في دوامة النظريات والأفكار الفاسدة الهدامة للمجتمع والفرد على حد سواء .
فالشباب هم نتيجة غرس المجتمع للقيم والمبادئ ، فإن كانت غرسه فاسدة فسيكون مستقبل المجتمع فاسدا ، أما إن كانت هذه الغرسة طيبة فسيكون مستقبل المجتمع طبقيا .
وأهم شيئ لغرس الغرسة الطيبة هو الأخذ بأسباب العلم النافع والحرص على الاهتمام بتطوير المجتمع وعدم الركون إلى الجمود والركود والاشتغال بسفاسف الأمور وإبعاد الشباب عن الدعة واللامسؤولية وإشراكهم في أمور وقضايا تهم مجتمعهم وأمتهم وشعبهم .
فعلى سبيل المثال الأحادية القطبية الموجودة حاليا هي نتاج غير عادل للدول القوية التي انتصرت على القطب الآخر في مرحلة الحرب الباردة ، وإيمان البعض من الشباب بالأحادية القطبية هو تدمير لسنن الكون ، لأن الثنائية القطبية كانت كانت لها آثارها الإيجابية في حفظ العالم من الاختلال والاضطراب وعصمته من الأحادية المهيمنة حالياً ، من كوكبة وعولمة بمختلف آلياتها ومظاهرها السلبية ، ومن سياسة القطب الواحد الذي يسعى إلى التحكم في زمام الأمور اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا حتى أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة خاضعة لقوة رأس المال ، حيث أن فكرة الحرية الفردية المبنية على البرغماتية الواقعية والمنفعة الذاتية تذيب قيم المجتمع وتقلب موازيين ومعايير المجتمع المبنية على الحق والعدل والقيم الراقية ، وبالتالي تنتقل مفاهيم جديدة بأساليب فاسدة لإفساد فطرة الشباب وسلب حريتهم المبنية علة الإيمان بالقيم والأخلاق المثلى ، وأهم هذه الأساليب الخطابات الداعية إلى التخلي عم مميزات الشخصية الشرقية المحافظة بكل مقوماتها تحت شعار التقدم والحضارة ، وقد استخدمت هذه الخطابات من خلال الفضائيات ووسائل الاتصال المتطورة والأنترنت فهي تؤثر بما فيه مجال للشك في أذواق الشباب ونمط معيشتهم من خلال الترويج للقيم الغربية البعيدة عن قيم وعادات المجتمعات الشرقية بما يؤثر سلبا على الدين والأخلاق .
حيث تعمل الكثير من هذه القنوات على تنشيط غرائز الإنسان بأقصى درجاتها من دون أن تقدم حلول لتوجيه هذه الغرائز إلى ماهو فضيلة حيث تغرق الشباب في مستنقع الشهوانية تحت شعارات زائفة مثل أن الإنسان لا يعيش إلا مرة واحدة لا مرتين ، ويجب أن يعيش الإنسان حياته الخاصة ، وأن وقوعه في المحظورات هي لحظات مهمة في تاريخ حياته لأنها لحظته .
كما تعمل بعض القنوات الدينية على شغل الشباب بأشياء جدلية اختلف فيها العلماء والسلف الصالح والتي لا تفيد بتطوير المجتمع وتقدمه بل تنشئ التناحر والتنابذ بين الشباب على أمور أغلب ما تكون تافهة .
كما تقوم قنوات أخرى على أساس أنها ثقافية حيث تجري مسابقات عبر الهاتف في الفضائيات وتجعل الشباب ينساقون وراء الملذات من أنواع المقتنيات من سيارات وهواتف نقالة وتلفزيونات وكمبيوترات محمولة .
كل هذه الأمور تجعل الشباب بعيدا عن المشاركة في القضايا الكبيرة للأمة وتخلق اللامبالاة أو الاهتمام السطحي عنده .
لذلك يجب حث الشباب على معرفة ما يجب القيام به حيال القضايا المختلفة التي تهم الشأن العام والخاص والمواجهة الإيجابية البناءة والمفيدة واستثمار حماسهم وضبطها بالعلم والمعرفة لبناء مستقبل مثمر للأمة وإبعاد شبابها عن الفتنة والجريمة والفكر الإرهابي الخطير المبني على التكفير والتعجيز ، والعمل على تمسكهم بثقافتهم الخلقية والدينية الحقة واتباعهم لأسلافهم الصالحين الذين بنوا مجد الأمة والوطن وكانوا قدوة حسنة وسطروا الملاحم الكبرى في تاريخ البشرية .
كما يجب استثمار طاقات وأوقاتهم بالعمل المثمر بما يحقق طموحاتهم وإشاعة الأمل في الوصول لتحقيق الغايات والطموحات التي تفيد الوطن وإبعادهم عن الأفكار الهدامة التي تهدم صرح الأمة وثقافتها البناءة .
وإبعادهم عن كل ما يشوب الفكر الموحد للوطن والأمة ، كالمناداة بالقومية المتعصبة التي تتسم بالشوفينية أو العرفية أو الإقليمية أو الحزبية الضيقة أو القبلية أو العشائرية أو الأسرية أو الطبقية أو المذهبية أو الدينية أو أي شعارات فيها تبعية لأفكار هدامة وضعية .
كما يجب أن يعلم الشباب أن السعادة الكبرى تأتي من تحصيل العلم النافع والعمل به لأن الجهل هو منجم الباطل ومنبع الضلال والأفكار الهدامة المتخلفة والإرهابية ومغرس للفتنة ووكر للشر ومستثار للهوى ومرسى لكافة أنواع الشبهات .
أيضا يجب إبعاد الشباب عن ما يسمى بجهالة العمل الذي يعني الفصل بين طلب العلم وبين توظيفه والعمل به وهذا يعني تعطيل الحكمة التي من أجلها كان الحض على طلب العلم والأمر به لأن العلم هو وسيلة والعمل به هو الغاية ، فمن أتعب نفسه في تحصيل الوسائل وأهمل الغايات ، كان ذلك عامل نقص روحي ونفسي وعقلي عند الإنسان ، وكم من متعلم ترك عمله الذي تعلمه ليعمل بشأن آخر من أجل مجد أو نفوذ أو ثروة .
كما يجب حث الشباب على التآخي والتعاون والإيثار وملء صدورهم بالرفق والحلم والتواضع كون الإنسان هو أخو الإنسان في الإنسانية أو في الله أو في العقيدة أو في الوطن أو في المصلحة أو في العلم فالجميع أخوة متحابين لا يفرقهم إلا من كان في قلبه حقد أو عنصرية أو طائفية أو إقليمية .
أيضا يجب حث الشباب على الابتعاد عن التزلف للآخرين من ذوي السلطة والجاه والمال لأجل مصالح دنيوية مقابل الابتعاد عن الأخلاق الحميدة ، فالتزلف يحط من إنسانية ورجولة الإنسان وكرامته وكبرياءه .
أضف إلى ذلك يجب حث الشباب على تقبل نصيحة من يريد لهم خيرا من والديهم وذويهم وأقربائهم أو أساتذتهم وتنمية العادات الحسنة لهم من خلال إيجاد الدافع الذاتي وتنميته بالممارسة والتطبيق والتكرار والتدرج وتحقيق مبدأ القدوة الحسنة ، والثناء والمكافئة لهم على ذلك ، مما يكون دافعاً لهم نحو الثبات والمحافظة على هذا الأمر ، فالحوافز هي المحركات والبواعث التي تستنير النشاط عند الفرد وتوجهه نحو الأحسن فهي تثير رغبة الفرد في العمل على الوجه المرجو وما يقدم له لإرضاء حاجاته ودوافعه الإنسانية وما يدعم الاستجابة الصحيحة وتثبيت النصيحة أو المعرفة على أن يكون الناصح قدوة حسنة للشباب .
وعليه فلابد من إقامة برامج تدريبية للشباب في الجامعات والمدارس الثانوية ، باستعمال وسائل التقنية الحديثة مثل اللوحات والملصقات وجهاز عرض الشرائح والشاشات ، والتلفزيون التعليمي وبرامج الكمبيوتر وغيرها وتوظيفها في تأهيل الشباب لسوق العمل والمعرفة وغرس الفضيلة والأخلاق الحسنة فيهم .
أيضاً يجب على الدولة إقامة المسابقات التنافسية حول موضوعات علمية وثقافية ومهنية ، وأن يتسم التنسيق مع إدارة الجامعة أو المدرسة من أجل رعايتها ودعمها بالتشجيع والجوائز المناسبة وأن تكون المسابقات بأشكال متنوعة ومستويات متدرجة من أجل إشراك أكبر عدد من الطلبة واستفادتهم منها .
كما يجب حث الشباب على القراءة وتنويع قراءته بحيث يطلعون على شتى المعارف ولكن ألا يكون هدفهم الكم وإنما الهدف هو التحصيل والتزود والاستعانة بتسجيل الأفكار ومراجعتها ومقارنتها ثم التفرغ لبعض الوقت للتفكير فيما قرأ، وربط الأفكار وبناء بعضها على بعض ، وعقد المقارنات واستخلاص النتائج ، فإذا ما فعل الشاب أو الشابة ذلك كان ذلك دليلاً على أنه أو أنها قارئا ناجحاً أو ناجحة ومفكراً موفقاً ونافعاً لمجتمعه ومساهماً في رقيه وازدهاره من أي من الجنسين .
أيضاً يجب حث الشباب على الابتعاد عن الغلو في الرد على من يخالفهم والإكثار من الكلام عليهم في المجالس دون مراعاة لجانب الحكمة ومقتضيات الأحوال ، لأن ذلك غالباً ما يؤدي إلى مزيد من تعصب هؤلاء المخالفين لأفكارهم وتعصب غيرهم لهم بدافع الإثارة ورد الفعل ومزيد من لفت انتباه السذج من الناس ودعوتهم إلى ما عندهم بدافع الفضول والاطلاع ، وإشغال الشباب بما لا ينفعهم وبما ليس به أي أهمية ، فالسكوت على المخالف بالرأي الخاطئ – خاصة في البداية –من أحسن وسائل القضاء على فكره ، مع الإيمان بأن مشارب العلماء والمفكرين مختلفة ومداركهم متفاوتة ، وليعلم الجميع أن العمل والاجتهاد مع شيئ من الخطأ والتقصير خير من الثبات والكسل والإكثار من النقد وإدانة الفكر المخالف وأخذ صاحبه بالظن والجهل أما تتبع سقطات الآخرين فهو أمر خطير ولا فائدة منه ، فإن من أسوء الناس وأبعدهم عن الخير والعلاج هو الأكثر نقدا وانتقاصاً لأهل العلم والفضيلة دون أدب أو روية ، مع الاتسام بالغرور بالنفس الأمارة بالسوء وهذا ما يصرف الناس عن الخير من خلال ذم الآخرين والانتقاص منهم وشغلهم بما يضر الناس .
أضف إلى ذلك يجب حث الشباب على عدم المطالبة بأكثر من طاقاتهم وقدراتهم حتى ينالوا مطالبهم الواقعية وليسلموا من آثار الانتكاسات المثبطة للعزائم مع الإيمان أن الإقبال على المعالي خير من الإدبار والتراجع إلى الوراء ، والأخذ بأسباب المعالي .
وحثهم أيضاً على قلة الكلام وحفظ الأسرار وستر عيوب الغير وعدم التبجح بالرذائل وعدم الكلام عن الخصوصيات ، والقدرة على كبح جماح نفس الإنسان ، والإخلاص في العمل .
كما يجب على أساتذة الجامعات اتخاذ سبل العدل في الحكم على قدرات الطلاب ومدى استيعابهم للمواد المقررة بالحرص على التقييم الدقيق بالانتباه الدائم والإكثار من الاختبارات الجزئية والدورية ، وليس فقط الامتحانات السنوية أو نصف السنوية ، من خلال التنويع الهادف لاكتشاف المواهب والقدرات مع إبعاد المؤثرات .
وتشجيع الشباب على الصدق وبناء القوة والإرادة والتمسك بالفضيلة والعقيدة أمام الرذائل التي تحاول بعض النساء إيقاع الشباب بها لأجل بعض المكاسب المادية ، كون سلاح المرأة أقوى وأصل من أي سلاح آخر ومعظم الشباب لا يستطيعون الصمود أمام سحر وجمال ورقة المرأة .
كما يجب أن يدرك الشباب أن العلم وحده لا يكفي لبلوغ المناصب القيادية والإدارية ، بل لابد من توافر شروط أخرى إلى جانب العلم مثل الشجاعة والجرأة وقوة العزيمة والمقدرة على تنفيذ الأمر ومتابعته والإخلاص والتفاني في إدارة الصلاح والنجاح والخبرة بواقع الأفراد وحسن التأقلم ، وعدم الانزلاق بالتكبر بالشهادات العلمية دون العمل بها ، وضرورة اجتياز اختبار المستويات والكفاءآت المهنية على نحو يقترحه أهل الفكر والإخلاص ، فالشرط الضروري للإصلاح والرقي والتقدم والتنمية هو إصلاح الفرد وليس فقط إصلاح المباني والطرقات وإتقان العمران ، لأنه إذا صلح الفرد واستقام وتحضر سينشئ حضارة ، أما إذا فسد فسيفسد حضارة ويهدم الدولة .
كما يجب أن نكسر الحاجز بين ما نؤمن به وبين الواقع الذي تعيشه ، وإسناد الأمور إلى جملة المبادئ الخيرة والالتزام بها ، وإلزام الناس بها ، حتى يحصل الانسجام المطلوب وتصلح الأمور وتتحقق الآمال .
أيضاً يجب حث الشباب عن الزهد عن حب الزعامة والتطلع على الترؤس على العامة لأن عدم الزهد سيعمي أبصارهم ويقسي قلوبهم ويرخص نفوسهم ويسهل عليهم الإعراض عنها للوصول إلى غاياتهم الوضيعة لتحقيق آمالهم ، لأن الزهد في ذلك سيجعل هذه المناصب آتية إليهم ذليلة لهم مما يزيد من عزتهم بأنفسهم ويرفع من هممهم ، وينالون معها حب الناس ، فالحرص على تقلد الناصب غالباً ما يحرم الإنسان منها ، ولا ينال منها إلا ما جلبه الحظ في ذلك .
أيضاً يجب حث الشباب على عدم احتقار الآخرين وعدم التعامل معهم بناءاً على مظهرهم ، فعمالقة الفكر والإبداع والعلم لم نرى لبلوغهم أثراً على مظهرهم .
وحث الشباب على الثورة على الأعراف والتقاليد البالية والمتخلفة التي لم تؤيدها العقيدة أو الفضائل مثل حرمان الإنسان من المعاني الجمالية والمشاعر الوجدانية التي خلقها الله في الإنسان وبنى عليها سنة التزاوج في الخلق ، فالجفاء والغلظة التي تربى عليها البعض وتمردوا فيها على الفطرة التي خلق الإنسان عليها أو التدين المفتعل الذي يتظاهر به البعض يجعل الإنسان حبيس نفسه وأعرافه وتقاليده البالية ، فمخاطبة الجنس الآخر بالعبوس والحرج من الكلام المشروع معهم واعتقاده بحرمة الخطاب معهن بسبب الأعراف الفاسدة والولاء الأعمى لبعض رجال الدين من ذوي الأفكار المغلوطة ، أو الولاء للآباء من ذوي الجهل والجهالة الذين تربوا على إحراج أبنائهم في كل رأي أو تقرير لحياتهم أو مستقبلهم أو علاقتهم بالآخرين أو حتى ممن يعملون على الارتباط بهم ، فالكثير من الآباء أو الأمهات يعملون على إهانة أبنائهم أو بناتهم عندما يعملون على إبداء آرائهم أو يتمنون مستقبلهم أو يسعون للإرتباط بغيرهم ، أو يطلبون شيئاَ مادياً منهم من مشرعهم أو زواجهم أو سكنهم أو تعليمهم ، لأنه من المفروض على الآباء تأمين مستقبل أبنائهم طالما هم على مقاعد الدراسة حتى لو وصولوا بدراستهم إلى الدراسات العليا هذا إذا كانوا على قدرة من ذلك ، أما إذا لم يكونا عندهم القدرة فيجب مصارحة أبنائهم حول ذلك وشرح ظروفهم ، وعد فعل ذلك سيكون له ردة فعل عكسية للأبناء أو البنات تجاه آبائهم أو أمهاتهم وقد يضطرهم للخروج من البيت وعدم العودة إليهم .
أيضاً لابد من حث الشباب على البحث والتمحيص حول الآراء المختلفة التي تهم أمور المجتمع ، حتى لا يقع في المحظور ويصبح من الصعب عليه التراجع لو جاهر بالخطأ عن طريق نشر نظرية علمية خاطئة أو رأي خاطئ ، خاصة إذا اصطدم مع آخر وأراد أن يثبت رأيه من خلال نشر رأيه دون التولج والتمحيص العلمي الدقيق مما قد يؤثر سلباً على المجتمع .
حث الشباب على عدم الانخداع وراء بعض دعاة الدين والتدين ممن يظهرون الآمانة لكنهم يبطنون الكذب والخيانة والولاء للحكام ، فيظهرون استقامتهم أمام أتباعهم ، لكنهم يسلكون سلوك المنحرفين عندما يخلون مع أنفسهم ، فهؤلاء منافقين يجب الابتعاد عنهم ، فالذي يعجز عن قول الحق بالإكراه أو الضعف فعليه ألا يقول الباطل ويقف مع المجرم مهما علا شأنه ، وهذا ما كشفته الثورة السورية المباركة عندما تم الكشف عن المنافق الذي وضعه نظام الأسد مفتياً لسوريا المدعو أحمد حسون ، أو الداعية المنافق محمد سعيد رمضان البوطي وغيرهما من المنافين الذين أساؤوا للثورة السورية وللجيش الحر وللكرامة السورية ، وعليه يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه :
إني رأيت وقوف الماء يفسده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب والأسد لولا فراق الأرض ما افرتست والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة لملها الناس من عجم ومن عرب
ويقول شاعر آخر : يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب جيده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الكريهة تتعب
كما يجب أن يؤمن الشباب أن الفقر ليس عيباً فأكثر العلماء وصناع التاريخ والحضارة كانوا فقراء واشتهروا بعد موتهم وعليه يقول الشاعر لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والاقدام قتال
كما يقول شاعر آخر قلت للفقر أين أنت مقيم ؟ قال لي : في عمائم الفقهاء إن بيني وبينهم لإخاء وعزيز علي ترك الإخاء
كما يجب على الشباب عدم الاعتداد بالأنساب والأسلاف والآباء ونسيان أنفسهم وما أنتجوه وما قدموه لمجتمعهم من علم وعمل وحضارة وعمران ، وعليه يقول الشاعر :
أقول لمن غدا في كل وقت يباهينا بأسلاف عظام أتقنع بالعظام وأنت تدري بأن الكلب يقنع بالعظام
كما يقول شاعر آخر حول نفس المعنى :
قال النبي مقال صدق يحلو لدى الأسماع والأفواه إن فاتكم أصل امرئ ففعاله تنبئكم عن أصله المتناهي وأراك تسفر عن فعال لم تزل بين الأنام عديمة الأشباه وتقول أني من سلالة أحمد أفأنت تصدق أم رسول الله
كما يجب حث الشباب على الإطلاع على واقع مجتمعهم ومتغيرات أوضاعهم وأساليب تعاملهم مع الآخرين ، مثل السماع قبل الكلام عند الاجتماع مع الآخرين ، فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه ، مع الإيمان بأن أهل العلم والقلم والخبرة والصلاح ، هم من يجب أن يقودوا المجتمع والإدارة لا أن يكونوا ذيولاً عند أصحاب السلطة من أجل المال أو الجاه ، فلا صلاح لمجتمع يقوده جهال ، والمواقف السليمة والتصرفات الرشيدة رسائل عميقة تصل الوجدان قبل العقل ، كما أن بناء الأمجاد ونصرة المبادئ وتحقيق الكماليات ليس مرهوناً بالألقاب ولا بالأنساب ولا بالناصب ولا بالأموال.
كما يجب الابتعاد عن العصبية النتنة للفرق الرياضية المحلية أو الوطنية أو العالمية ، لأنها تحمل الإنسان على العداء والبغض والشقاق وسوء الأخلاق وعبودية الرياضة والنجوم ،مما يبعد الإنسان عن الفطرة الصحيحة والاعتقاد السليم .
أيضاً يجب عدم الانصياع لمن يتكلم عن مآسي الأمة ومظاهر الضعف فيها ، وعوامل التخلف التي أصابتها ، بشكل متكرر ومتزايد ومبالغ فيه ومغلوط في كثير من الأحيان ، فالكثير من هؤلاء يتحدثون عن أخطاء الناس وتقصيرهم وإهمالهم ، فيصنعون الفشل في نفوس الشباب ويثبطون من هممهم في بلوغ المعالي لصالح أمجاد هؤلاء المثبطين للعزائم ، دون أن يتجهوا للوم أنفسهم أولاً ، ويرجعون بالأمراض التي أصابت المجتمع إلى غيرهم ، دون اللجوء إلى العمل الجاد والاجتهاد لتحقيق المجد والعلو ، فالآماني المعسولة لا تغني عن تحقيق المعالي المأمولة ، وقد فعل نظام الأسد في سوريا سياسة تدمير الآمال وتحطيم الهمم ، والعمل بكل الوسائل على إفشال الشباب في المدارس والجامعات ، حتى أصبحت سوريا في ذيل قائمة دول العالم في مجال التعليم ، وهذا حتى يتيح لطائفته ومؤيديه من التعلم واستمرار حكم سوريا إلى ما لانهاية ، وهذا ما فعل الكثير من أبناء الشعب السوري للهجرة خارج سوريا للتعلم والعمل وبناء مجد بعيداً عن الأسد وطائفيته وشبيحته وأزلامه ، وكان لهؤلاء الدور الكبير في تحريك الشارع السوري من أجل الثورة على نظام إرهابي جاهل ومتخلف وبعيداً عن منجزات العلم والحضارة والمعرفة .
أيضاً يجب حث الشباب على المحافظة على رجولتهم وعدم الانسياق وراء الموضة التي قد تبعدهم عن ذلك ، كما يجب حث الشابات على المحافظة على أنوثتهن وحيائهن وفطرتهن ، لأن تمرد أي جنس على نفسه سيؤدي يه إلى الانتكاس والشذود ، فالمخنث من الرجال هوساقط في نظر معظم الناس ، كما أن الأنثى المسترجلة ساقطة في نظر معظم الناس أيضاً .
ينبغي أن يؤمن الشباب أن خسيس النفس من الناس هو إنسان لا يستحي من نفسه لأنه يعتبر أن نفسه خسيسة بنظره ، وهو محتقر لها ، وبالتالي فهو لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً لأنه لا يصونها من الرذائل والمطامع ويعمل على الدوام على الاختلاط بالأنجاس والفاحشين والأذلاء من الناس .
كما ينبغي على الشباب معرفة أن التواضع هو في حقيقته هو انكسار القلب بنتيجة الإيمان بالمبادئ العليا وخفض جناح الذل والرحمة بالناس ، فلا يرى له على أحد فضلاً أو حقاً ، بل يرى الفضل كله للآخرين عليه ، ويتمنى حقوق الآخرين قبل حقوقه .
والتواضع يختلف عن المهانة التي تعني الدناءة والخسة والنذالة وبذل النفس حتى تنال شهواتها الدنيئة ، كتواضع الزانية للزاني بها ، وتواضع الموظف لرئيسه من أجل الحصول على منصب أو ترقية أو زيادة مرتب ، وعليه فيجب على الشباب الامتناع عن التواضع المذل بكل أشكاله .
كما يجب أن يعرف الشباب أن المنافسة هي في حقيقة أمرها هي المبادرة إلى الكمال الذي يراه الفرد في غيره فينافسه فيه حتى يلحق به أو يتجاوزه ، وهو يختلف عن الحسد الذي يعني العجز عن مجاراة الآخرين وتمني زوال النعمة عنهم على أساس أنه لو زالت سيكون الأمر متاحاً لكسب هذه النعمة ، فالحسود يحب انحطاط غيره حتى يساويه في النقصان ، وعليه فيجب على الشباب الابتعاد عن الحسد واعتباره مذموماً .
إن من جعل نصب عينيه شخص من أهل الفضل والسبق فنافسه وانتفع به وتشبه به وعمل على اللحاق به بل والتقدم عليه ، فهذا مشروع في كل القيم والعقائد والأعراق الحميدة ، فيجب على الشباب السير على طرق السلف الصالح الذين حملوا مشاعل العلم والحق ونشروا رسالتهم الحضارية على مستوى العالم .
الإيمان بقول الإمام علي كرم الله وجهه في نصيحته لخادمه كميل :
”احفظ ما أقول لك : الناس ثلاثة ، عالم رباني ، وعالم متعلم على سبيل النجاة ، وهمج رعاع ، أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ، العلم خير من المال ، يحرسك وأنت تحرس المال ، العلم يزكو على العمل ، والمال ينقصه النفقة ، ومحبة العالم دين يدان بها باكتساب الطاعة في حياته ، وجميل الأحدوثة بعد موته وصنيعه المال تزول بزوال صاحبه ، مات خزان الأموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيابهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة "
كما يجب إيمان الشباب أنهم الشريحة الفعالة في الأمة وهم عمودها الفقري وجهازها العضلي وروحها الحية وطليعتها الوثابة ، ولا يمكن نجاح أي دعوة أو حركة أو تنظيم ما لم يقم على أساس حماسة الشباب وقوتهم ، لذلك يجب على أصحاب الهمة من الشباب أن يقوموا على البذل في سبيل المقصد العالي ، ويعملوا على تبديل أفكار مجتمعهم وعالمهم إن كانت أفكار متخلفة بحيث يغيرون مجرى الحياة بتضحياتهم ونضالهم فهم القلة التي تنقذ الموقف وهم الصفوة التي تنقذ الأمة من الوهن والإحباط .
وأخيراً وليس آخراً يجب حث الشباب على الإيمان بأن الضعف يولد القوة وأن السقوط يساعد على الوقوف وأن الفشل قد يكون سبباً لنجاح باهر في الحياة .
#عزو_محمد_عبد_القادر_ناجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظات حول مشروع دستور الجمهورية الليبية
-
الإعلام النازي الأسدي في سوريا
-
من يحكم سوريا الطائفة العلوية أم الأسرة الأسدية**الجزء الأول
...
-
ياسوريا ثوري ثوري
-
التناقضات الداخلية التي هزت سورية
-
مساهمة العوامل الخارجية في عدم الاستقرار السياسي في سوريا -
...
-
خطة عمل مقترحة لمنظمات حقوق الإنسان
-
المرأة السورية قدوة المرأة العربية في النضال والتضحية
-
بروز ظاهرة الفقر في سوريا في العهد الأسدي الدوافع والأسباب
-
انهيار التنمية السياسية و التنمية الاقتصادية وأثر ذلك على ال
...
-
العلاقات بين الدول العربية وجمهورية جنوب أفريقيا بعد الأبارت
...
-
مأساة المجتمع الأسري في العهد الأسدي
-
قصيدة عنوانها / الطبيب الحاكم/
-
ما أهداف الثورة السورية ومطالبها وتطلعاتها
-
ماذا حققت الثورة السورية في شهرها الحادي عشر
-
النرجسية ودورها السلبي على الثورة السورية
-
حول فساد التعليم في العهد الأسدي
-
الرد على أبواق النظام السوري حول المؤامرة الكونية عليه –الجز
...
-
الرد على أبواق النظام السوري حول المؤامرة الكونية عليه -الجز
...
-
فساد التعليم في ظل حكم الأسدين
المزيد.....
-
الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق
...
-
فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال
...
-
أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار
...
-
فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا
...
-
الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق
...
-
الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا
...
-
نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد
...
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|