حمزة رستناوي
الحوار المتمدن-العدد: 1119 - 2005 / 2 / 24 - 10:12
المحور:
حقوق الانسان
" مقاربة تراثية لقضايا معاصرة "
الأشعري : ضرب زيدٌ عمرا
المعتزلي : لماذا ضرب زيدٌ عمرا .؟
الأشعري : لأن زيداً هو الفاعل
و عمراً هو المفعول به
المعتزلي : لماذا كان زيدٌ فاعلاً ؟
و كان عمروٌ هو المفعول به ؟
الأشعري : لأن زيداً قام بالفعل
و عمراً و قع عليه الفعل
المعتزلي : و لماذا قام زيدٌ بالفعل ؟
الأشعري : لأن زيداً هو الفاعل
المعتزلي : و لماذا زيدٌ هو الفاعل ؟
الأشعري : لأنه فاعل مرفوع بالضمة
المعتزلي : و لماذا زيدٌ فاعلاً مرفوعاً؟
الأشعري : لأن الفاعل في اللغة قليل , و هو قليل كذلك في المجتمع العربي ، و المفعول به كثيرٌ
و كان ذلك ليستقيم التوازن بينهما , على اعتبار الضمة ثقيلة ، و الفتحة خفيفة
المعتزلي : و لماذا كانت الضمّة ثقيلة؟
الأشعري : هناك قولان :
القول الأول : الضمة من " الضم " و نحن نمارس " الضمّة الوطنية " و ندفع ثمن
ذلك و نتكبد خسائر ثقيلة .
والقول الثاني : لأن الضمة تحتاج لتسخير عضلات النطق ، و جهد كبير للتلفّظ بها ،
بينما الفتحة لا تحتاج مثل هذا الجهد .
المعتزلي : و لماذا كان الفاعل قليلاً لدينا معشر العرب ؟
الأشعري : نحن شعبٌ نسخِّرُ الآخرين , و ندفع لهم كي يفعلوا بنا
المعتزلي : و لماذا يسخِّر العرب الآخرين و يدفع لهم لقاء ذلك ؟
الأشعري : هناك قولان :
القول الأول : لأن زيدٌ ضرب عمراً
القول الثاني : يتهمنا نحن العرب بالمازوخية , مع أنني أستبعد القول الثاني لأن
مازوخ الفرنجي توفي قبل جدنا سيبويه الفارسي واضع علم النحو العربي و مؤسسه
المعتزلي : أنت تقول " الفاعل مرفوع بالضمة " و لكن الفاعل قد يأتي مجروراً كقولك
" أعجبني ضرب زيدٍ عمراً "
الأشعري : لأن الضرب ليس فعلاً , بل هو اسم في الجملة السابقة
المعتزلي : و لكن كيف تعتبره فاعلاً في مثل قولك " انكسر زيدٌ , و فطس عمرٌ "
الأشعري : إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و أبائكم و ما أنزل الله بها من سلطان أيها المعتزلي
المعتزلي : لنقفل هذا الملف و ننتقل إلى قضيةٍ أخرى , ألا و هي كيف ضرب زيدٌ عمراً ؟
الأشعري : عليك أن تسأل سيبويه , لأنه أول من أتى بهذه العبارة المثال في " الكتاب "
المعتزلي : و لكن سيبويه توفي سنة 161 للهجرة أي منذ ما يزيد عن ألف عام , و لم يصف لنا
كيف ضرب زيدٌ عمراً ؟
الأشعري : هل من أخبارٍ أو أحاديثٍ متواترةٍ أو مسندةٍ عن سيبويه ،
تصف لنا كيف ضرب زيدٌ عمراً
المعتزلي : كلها أخبارٌ و احاديثٌ مرسلةٌ و ضعيفة
في روايةٍ : ضربه و هو مقيدٌ بالأصفادِ مكموم الفمِ ، معصب العينين .
و في رواية ثانية : ضربه بمطرقة معدنيةٍ ثقيلة فهرست رأسه
و في روايةٍ ثالثة : ضربه و هو مصلوبٌ على جذعِ النخلِ بمائة ألف ألف صوت
و في روايةٍ رابعةٍ : أطلق عليه النار في صدغه الأيمن فأرداه مضروباً قتيلاً
و في روايةٍ خامسةٍ : أطلقوا عليه نشرات الأخبار ، و المهرجانات ِ الخطابية ، و
قصائدِ المناسبات الوطنية ، و الأغاني الحماسيةِ ، و افتتاحيات الجرائد الرسمية ، و
قنوات التلفزة الأرضية , و ربما الفضائيات العربية الرسمية من عرب سات و كلاب
سات و نيل سات و زيد سات و فرات سات و دجلة سات و العاصي سات و بردى
سات و( التقرير الجوال) و (أضواء على الأحداث) و (سوريا البارحة) , و( عراق المستقبل) و( المشهد السوداني )و جبهة البويساريو ...... الخ .
وفي روارية أطلقوا عليه جرافات كاتربلر وطائرات الاباتشي وقذائف اليورانيوم المنضد وصواريخ كروز والقنابل العنقودية وغوانتامو وعرب ناموا
وفي رواية أطلقوا عليه أبو غريب الصدامي وابو غريب الامريكي وقطعان الذئاب وخفافيش الظلام والديناصورات المحيوسة في بطون الكتب.
وفي رواية أطلقوا عليه : روبي وأخواتها فمات فرحاً.
وفي رواية أطلقوا عليه : روتانا وسترايك والشبابية والخليجية وتشكيلة واسعة من العجائز الثقيلة والنهود القائمة بأمر الله ليلاً فمات منتصياً
وفي رواية أطلقوا عليه أسامة بن لادن وابو مصعب الزرقاوي وأبو حمزة المصري وعلي بابا والاربعين فدائي وسيارات مفخخة فمات صبرأ.
وفي رواية أطلقو عليه أحواض الاسيد وبساط الريح وأعقاب السجائر والدولاب والكرسي الكهربائي وشفرات الحلاقة .
وفي رواية أطلقوا أوغاريت وعمريت وتدمر وأيبلا وبابل ومكتبة نينوى ومنتجع تازانامات.
وفي رواية أطلقوا البرتقالة وتشكلية واسعة من الخضروات الفنية والفواكه الانثوية الناضجة
و لكن لا أحدَ يعلم يقيناً كيف ضرب زيدٌ عمراً , فالله و رسوله أعلم
الأشعري : أين ضرب زيدٌ عمراً ؟
المعتزلي : ضربه في معركةٍ غير متكافئة ، و يقال أنه أكثر من ثلاثين دولةً عاضدت زيداً و هو
يضرب عمراً ، بل ذكر آخرون أن الأعضاء العاملة من جسد عمراً عاضدت زيداً و
عضّته ،بل و يقولون أن عمراً كان يضرب نفسه ، فتصور يا صديقي الأشعري !
الأشعري : و لكن أين موقع المعركة , و حادثة الضرب الغريبة الأطوار هذه
المعتزلي : ضربه في مراعي بني زيد
الأشعري : و لماذا لم يضربه في مضارب بني عمرو
المعتزلي : لأنو كل ديك على مزبلتو صياح
و لو أن عمراً ضرب زيداً لانعكس ترتيب الكلمات في الجملة , و أصبحت :
" ضرب عمروٌ زيداً " و هذا يناقض الفرض
الأشعري : متى ضرب زيدٌ عمراً ؟
المعتزلي :عند طلوع الشمس
الأشعري : و متى طلوع الشمس
المعتزلي : عندما ضرب زيدٌ عمراً .
#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟