أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاجر الشيمى - بائع العلكة وبائع الوهم














المزيد.....

بائع العلكة وبائع الوهم


هاجر الشيمى

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 04:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أيام قليلة كنت أستقل مواصلتى المعتادة "مترو الأنفاق" الذي يعج بالباعة الجائلين ممن يبحثون عن لقمة عيشهم وهم يتنقلون بين العربات ليلقوا على الركاب بضاعتهم لعل وعسى هناك من يعجب بها ويخرجون بالنهاية بمكسب لا يتعدى الجنيهات القليلة .. حتى دخل فتى فى سن المراهقة وبدأ يتكلم بحسرة وعينه تنطق بالحزن والأسى الواضح وفى يده صندوق مليء لنصفه بمجموعه من العلكات وهو يردد الكلمات التى حفظها عن ظهر قلب ، عن العلكة التى تباع بجنيه واحد فقط وانها لفرصة ويجب أن يقتنصها الجميع .
فسارعت سيدة بإعطاه "حسنة " لكنه رفضها بأدب وقال لها أنه فقط يبيع العلكات ولا يستطيع أن يأخذ ما لا يستحقه فخجلت من نفسى لانى كنت سأفعل مثل ما تفعله هذه السيدة ..
فناديته وطلبت منه البعض فمد لى يده بالصندوق كامل كى أختار فنظرت للصندوق متحمسة وأخترت بعضه ...
رفعت قبعة التقدير لهذا الفتى "البائع المتجول" الذي اجبرته ظروفه على أن يتنقل فى زحام المواصلات لا يفرق بين يوم أجازه وأخر عمل فهو يعمل بلا كلل أو ملل يتنقل ما بين هنا وهناك ليلتقط أنفاسه الشاقة بصعوبه ليواصل عمله ليكسب بضعة جنيهات فى اليوم .. ربما لو وفرت له الدولة له ولغيره فرصة عمل شريفة لاقتنصها ولحذفنا نحن من قاموسنا كلمة اطفال الشوارع التى نطلقها عليهم ولأصبحوا بشر مثلنا كاملين فى الحقوق والحياة .
وفى صبيحة يوم آخر ذهبت إلى شرفة منزلى مندهشة أبحث عن هذا الصوت الجهور المثير للاهتمام الذي يتلو القرأن فى منتصف شارعنا الخالى ..
لأجد شخص تجاوز الأربعين بقليل يقف بجانب آله تسن السكاكين لتجعلها أكثر حدة ..
وصوته يزاداد بالتعالى مع الوقت وهو يقرأ غيبة أيات من القرآن الكريم
حتى خرج الجيران واحداً بعد الأخر ليشاهد ذلك المشهد ..
كم هو جميل أن يسعى الإنسان جاهداً من أجل لقمة عيشه ووقفت برهة أنظر إليه وإلى ما يفعله
حتى بدأت أصدق ما أرى لولا أن لفت أنتباهى أن الناس بدأت تقبل عليه وتعطيه الحسنات فى يده فى الخفاء ويقبلها هو منهم ويضعها فى جيبه كأنه لم يفعل شيئاً ومازالت الأيات القرأنية تخرج من شفاهه بلا انقطاع
حتى أطل شيخ عجوز من شرفة منزله وبدأ يصحح له تلاوته فتجاهله الأخر كأنه لم يسمعه ..
الشخص الأول نبذه المجتمع وميزوه على أنه متسول من أولاد الشوارع وكانوا يتأففون منه أما الأخر
أطل عليه الناس بسرور ودعوه للعودة مرة أخرى ..
هكذا أصبح حالنا فريسة المظاهر فى شباكهم الدينية نصدق ونتقرب من أصحاب اللحى التى كلما طالت كلما ازداد صاحبها تقى وايمان
اما هؤلاء الأشخاص الكادحين تحت الشمس الحارقة والجو الخانق والزحام الشديد هؤلاء المشردين المحرومين ننبذهم ونتأفف منهم ..
ربما لأنهم لا يلوكون القرآن والأحاديث فى أفواههم حتى نَقبل عليهم وعلى بضاعتهم وننقدهم الحسنات فى الخفاء والعلن ..
أصبحنا فى مجتمعنا هذا نضحك ونستهزء على عقول البسطاء بالدين
أصبحنا نتاجر به علنا وفى الخفاء به نَشرّع لأنفسنا ما نريد أن نفعله
فقط لنخرس أفواه المعترضين ..
وعندما يجدوا أى أعتراض يصيحون بنا ليكمموا أفواهنا بأنه الشرع هل تقدر
بعدم الاتباع للشرع وتكفر بالله ؟
أصبحنا فقط ننظر بمنظار سطحي .. فأصبح أطفال الشوارع عارً على المجتمع
وأصبح المتدينون الذين يخفون ارواحهم المدنسة خلف الذقون ويلوكون
بما لا يقتنعون به ليل ونهار فقط ليصيبونا بصداع نصفى ليس له من دواء .. هم كالآلهة لابد من تقديسهم
فتحية لذلك الطفل المشرد الذى رفض الصدقة ليرفع جبينه عالياً فى الوقت الذى أحناه
الكثير من الشيوخ من أجل لقمة العيش السهلة لقد أبهر عينى المغيمة بالحقيقة التى لا نود الأعتراف بها عن ذووي النفوس المشوهة الذين يتشدقون بالدين ليل ونهار
ليسوا سوى منافقين وتجار يبيعون ويشترون بالدين ..



#هاجر_الشيمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبتهلنا ... فأمطرتنا السماء حجاره


المزيد.....




- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاجر الشيمى - بائع العلكة وبائع الوهم