أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العقل الشعبي : من كانت مطيته الليل والنهار ,فإنه يُسار به ولو كان واقفا - مقال في عدة أجزاء - الجزء الثالث














المزيد.....

العقل الشعبي : من كانت مطيته الليل والنهار ,فإنه يُسار به ولو كان واقفا - مقال في عدة أجزاء - الجزء الثالث


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 22:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ومن دخل الإسلام من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم , ظلت معتقداتهم الموروثة وأفكارهم الدينية السابقة هي الفاعلة والمؤثرة , وأثاروا بين المسلمين مسائل فلسفية ما عرفها المسلمون من قبل مثل مسائل صفات الذات الإلهية والجبر والاختيار وما شابه ذلك . ومنهم من أظهر الإسلام وأبطن غيره ليتمكن من تقويض هذا الدين الجديد الذي سلب أمتهم السيادة والعزة . ولما كان من الأدوار المنوطة بالإعلام الرسمي الحاكم , محاصرة الوعي الشعبي وإبقاؤه دون الحد الأدنى اللازم لإيقاظ الجماهير ودفعها للسير في اتجاه تغيير واقعها المزري , كان لابد من اختراق وعيها بوسيلة مستحدثة آنذاك وهي القصص والقصاصين . ومحاولات استخدام القصص والقصاصين كوسيلة دعائية بدأت أيام عمر بن الخطاب ولكنه منع القصّاص من مزاولة أنشطتهم الدعائية في المساجد . وظهر القصص أيضا في عهد عثمان وكرهه الإمام علي حتى أخرج القصاص من المساجد لما كانوا يضعونه فى أذهان الناس من خرافات بعضها مأخوذ من الديانات السابقة بعد أن دخلها التحريف. واستُخدم القصص للدعاية أيام الفتنة الكبرى , ثم أُسند فيما بعد إلى من يأخذ عليه أجرا . والعقل الشعبي يساهم في تشكيله الأدبُ الشعبي والعادات والتقاليد والأعراف والأساطير والثقافات الموروثة. ومما يحُول دون جهود إعادة النظر في المعتقد ومراجعة التدين , الاستمساك بالرأي الذي ألفناه بسبب اعتقادنا بصحته لمجرد رغبتنا في أن يكون ذلك الرأي صحيحا , إذ يعز علينا اكتشاف أننا لم نكن على شيء . والانتصار لرأي ما , والتعصب لمذهب ما دون طرحه للفحص والتمحيص , يعني خوفنا الشديد من اكتشاف ما كنا عليه من خطأ. والعامة من الناس يفتقدون الثقافة التي تعينهم على إمضاء هذا التمحيص فهي- أي الثقافة - لا تمثل لهم ضرورة حياتية مباشرة , وإذا ما نجحت قياداتهم في تزيين معتقد ما لهم , استمسكوا به إذ يتوهمون آنذاك أنهم يفكرون ويختارون بأنفسهم . وهم في ذلك - أي العامة المغرَّر بهم- كالعميل الساذج الذي يجنده العدو دون علمه , فجُل العامة ينساقون وراء المبطلين دون أن يعلموا , فحظهم من العلم قليل , وهم بسطاء منصرفون إلى كسب معاشهم دون اكتراث بالآراء أو الفلسفات , ويعتنقون ما يصوره لهم المبطلون أنه الدين , والعوام دوما مع كل متكلم كما أن الصدى يجيب كل ذي صوت بمثل كلامه.
وهكذا تم تضليل الضمير الديني على مر القرون , وتم الاجتراء على ثوابت الدين على نحو يدعو إلى الاستغراب , ولكن العامة لم تستنكف هذا الاجتراء الذي حدث تدريجيا إذ تم توطئة العقل الشعبي لقبول مثل هذه الانحرافات , ذلك ما حدث ببساطة . فالعقل الشعبي هو الذي يحُول دون أن يمحص الناس ديانتهم التي يعتقدون , وهو الذي يمنعهم من التحول إلى ديانة أخرى . وليس هناك خط فاصل يمكن اعتباره العلامة الفارقة التي تميز التحول من الحق الى الباطل, فمثل هذا الخط وهمي لا وجود له في الواقع , لأن عملية التحول هذه تمّت في وقت ليس بالقصير وبالتدريج الذي يصبح فيه التدريج غير ملحوظ , فمن كانت مطيته الليل والنهار , فإنه يُسار به ولو كان واقفا . والطريقة الممكنة لاكتشاف هذا التغيير هو قياس ما آلت إليه الأمور والأفكار والآراء بما جاء به القرآن والسنة . وبذا يمكن معرفة مقدار التحول من الصواب إلى الخطأ . وقد يكون من الضروري عندئذ تسليط الضوء على الملابسات والظروف التي أحاطت بهذا التحول , وهي الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية . (يُتبع)



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الشعبي :بقر البطن والقفز من حالق- مقال في عدة أجزاء-ال ...
- العقل الشعبي : القطة تعض والنار تحرق- مقال في عدة أجزاء
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثالث
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثاني
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الأول
- الفزاعة
- الضرب على القفا
- لا ترموه بالبيض الفاسد ,لكن قبلوا قدميه
- الله والقرآن -سنريهم آياتنا في الآفاق
- القرآن والزمان -الجزء الثاني
- طار الكفرة إلى المريخ والقمر
- هزيمة أعدائنا ستكون بالدعاء أو الوباء -علينا فقط انتظار المع ...
- الميزان
- انشغلنا بالنقاب واللحى
- ضرب بالنعال
- لا فساد للسمكة ما لم يفسد رأسها
- الله والزمان (مقال في جزءين)
- عدم وجود مؤسسة رقابية على الحاكم
- تقبيل قدمي الحاكم واجب ديني
- كلمات لكل من يتوهم أن القرآن يحض على عداوة المسيحيين


المزيد.....




- عشرات المستوطنين المحتلين يقتحمون المسجد الأقصى
- القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي: ا ...
- قناة الأطفال المفضلة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مباني يستخدمها جنود الاحت ...
- ايران تطلق سراح سجين نمساوي انطلاقا من الرأفة الاسلامية
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن قصف هدف في غور الأردن بفلس ...
- “خلي أطفالك يبسطوا” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد ...
- مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترن ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف موقع بياض بليدا بالمدفعية
- المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف ثكنة راموت نفتالي بصواريخ ا ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العقل الشعبي : من كانت مطيته الليل والنهار ,فإنه يُسار به ولو كان واقفا - مقال في عدة أجزاء - الجزء الثالث