أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - المقدس بوش : ومربط الفرس















المزيد.....

المقدس بوش : ومربط الفرس


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1119 - 2005 / 2 / 24 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" لم يمض على جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق إلا بضعة أيام ، حتى بات بإمكان أي مراقب للمشهد اللبناني وتداعياته الإقليمية والدولية أن يلحظ أي الأطراف هي المستفيدة من تلك العملية الإرهابية ؟ وبالتالي من هي الأطراف المستهدفة بالأساس والتي عليها أن تدفع الثمن ؟ بعيدا عن أي نتائج يمكن أن يسفر عنها التحقيق في تلك العملية في وقت لاحق .

وإذا ما تركنا بازار بعض من زعماء الطوائف لتجارتهم البائسة بدم الرجل ، فإن القراءة السياسية العلمية تقول بأن اغتيال رجل بوزن الحريري وبما يمثله في الطائفة السنية ، وفي وقت كانت فيه الساحة اللبنانية تشهد ذلك التجاذب الحاد حول دستورية تمديد ولاية الرئيس لحود والانتخابات النيابية القادمة، إنما يأتي في سياق خلط الأوراق وعزل الطائفة السنية عن تحالفاتها الموضوعية تمهيدا لمحاصرة حزب الله " المقاومة " تنفيذا لاستحقاقات القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن الذي يستهدف في الأساس سلاح المقاومة والوجود السوري في لبنان، بما يضعف من قدرة الدولة اللبنانية على مواجهة تلك الضغوط ، التي تصادر قرار الدولة اللبنانية المستقلة لصالح فريق من اللبنانيين ، يصر على الوقوف في الخندق الآخر .

ومن ثم فإن هذا الاستثمار المكثف لجوقة البيت الأبيض وعلى رأسها بوش الابن لتلك العملية الإرهابية فور وقوعها والتي ردد صداها الكيان الصهيوني ، قد أغنتنا عن البحث كثيرا عن الجهات المستفيدة وأيضا عن تلك المستهدفة ، وبالتالي عن الأهداف الحقيقية جراء هذه العملية الإرهابية ، بعيدا عن ذلك الاستثمار الرخيص لها من قبل بعض الأطراف اللبنانية التي كانت حتى الأمس القريب تناصب الحريري العداء ، لتكشف تهافت ذلك الاتهام المتسرع وغير المسؤول من قبل بعض الأطراف اللبنانية لسوريا من أنها هي من يقف وراء تلك العملية الإجرامية .

ولعل أكثر المفارقات مدعاة للأسى بمعناه الحقوقي والإنساني ، عندما تلتقي دعوة البطريرك الماروني مع مطالبة الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل ، بانسحاب القوات السورية من لبنان ، فيما لا زالت قواته تحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية وكذلك السورية لما يقارب الأربعة عقود ، رغم وجود العديد من القرارات الدولية التي تطالبه بالانسحاب .

ليأتي بعد ذلك الرئيس الفرنسي ثم الأمريكي ليطالبا بانسحاب فوري لما يسميانه " قوات الاحتلال السورية " التي لم تدخل لبنان غازية أو محتله ، بل باتفاق الحكومتين اللبنانية والسورية ، شرعها بعد ذلك إجماع كل الطوائف في اتفاق الطائف ، فيما لم ينبس أيا منهما ببنت شفة حول استمرار الاحتلال الصهيوني ليس لفلسطين فحسب بل وللجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية .

وإذا كان هذا الارتفاع غير العادي لصوت ما يسمى بالمعارضة ، قد استثمر حادثة الاغتيال لمصالحه الطائفية التي تحاول سلخ لبنان عن عروبته ، من خلال خلق تناقض وشرخ في علاقة الطائفة السنية مع حلفاء سوريا من الطوائف الأخرى بمختلف مذاهبها.

فقد غاب عن بعض متسلقي زعامة الطائفة السنية ، أن هذا الاستغلال الرخيص من قبل البعض لحادثة الاغتيال ، إنما تريد أن تصل بهم إلى ما هم عليه الآن من انسياق أعمى خلف ذوي الأجندات المشبوهة سواء منها المحلية أو تلك التي تنفذها بعض الأطراف الطائفية اللبنانية بالوكالة والتي تستهدف استقرار لبنان وعلاقته مع سوريا ، هؤلاء الذين يتحدثون عن ما يسمى بانتفاضة الحرية والاستقلال في حين أنهم لم يطلقوا طلقة واحدة باتجاه الكيان الصهيوني الذي كان ولا يزال يحتل جزءا من الأرض اللبنانية .

ولم تقف مطالبة أحد زعماء الطائفة الدرزية بالوصاية على لبنان بما يحمله ذلك من خفة فكرية وسياسية ، وبما يجافي أي منطق في العمل السياسي ليجعل من الدولة اللبنانية ، أيا كان من يمارس السلطة فيها في مركز قانوني أقل من الدول الأخرى ، ليصب بذلك المزيد من الماء في طاحونة أولئك الباحثين عن حضن باريس المذهبي والثقافي والسياسي ، بعيدا عن محيطه العربي بكل ما يحمله من خصائص ، بل وزاد على ذلك بتوجيه إصبع الاتهام لحزب الله ، كون أن هناك احتمالا لأن يكون سلاح المقاومة أداة في يد سوريا ضد اللبنانيين .

وفي ظل هذه الهجمة الغربية غير المسبوقة على سوريا والتي وجدت لها صنائع محلية لبنانية، فإن موجبات سد تلك الذرائع توجب على دمشق ، رغم كل تحالفاتها في لبنان ، العمل على مباشرة ترتيب خروج قواتها من لبنان، ارتباطا بأن من نفذ تلك الجريمة كان يستهدف في الأساس الموقف السياسي السوري من قضايا الأمة العربية وهو ما عبر عنه مساعد وزير الحرب الأمريكي للشؤون السياسية بقوله " من الأفضل لسوريا أن تغير سياستها حتى لا تشكل تهديدا للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط "، فالمطلوب أمريكيا وصهيونيا بالأساس هو تطويع الحالة السورية ، ولذلك فإن رزمة الاتهامات الأمريكية كانت دوما جاهزة ، وليس لها علاقة بمقتل الحريري ، الذي لم يكن مقتله سوى ذريعة لتملي الإدارة الأمريكية أجندة اتهاماتها إلى سوريا.

هنا يصبح الاستقرار وفق المفهوم الأمريكي الصهيوني هو المعيار ، وبقدر حجم الممانعة من عدمها للمخطط الأمريكي يجري تصنيف دول المنطقة حسب " كراس المواصفات الأمريكية ـ الصهيونية " لهذا القطر أو ذاك ، ولأن دمشق أحد دول محور الشر وفق مفهوم " المقدس بوش " فإن صحيفة الدعوى بالتهم الموجهة إلى دمشق دوما جاهزة ، وهي تتمثل في :
• دعم وإيواء المقاتلين العراقيين .
• وجود الموالين للنظام العراقي السابق في سوريا . (مطلوب من سوريا تسليمهم إلى قوات الاحتلال الأمريكية ).
• سوريا وإيران من عوامل عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط .
• سوريا تتحرك في اتجاه معاكس للعملية الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير .
• دعم حزب الله اللبناني .
• احتضان دمشق للفصائل الفلسطينية التي تناهض ما يسمى بعملية السلام .

لهذه الأسباب فقط كان قرار سحب السفيرة الأمريكية من دمشق وبذريعة اغتيال الحريري يطالب بوش الابن سوريا بسحب قواتها من لبنان ، ويتعهد بأن إدارته ستواصل ضغطها على دمشق ليس من أجل الحريري ، بل من أجل المصالح الأمريكية ـ الصهيونية ، لخلق منطقة عربية " مستقرة أمريكيا " أي بلا ممانعة أيا كانت حدودها، لشروط الوجود الأمريكي المباشر في المنطقة .

ذلك هو الهدف ، وليس أي شيء آخر وهذا هو " مربط الفرس " .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب فرنسا : يلبس عباءة الحريري
- عباس : حدود المناورة
- الانتخابات : وقبائل اليسار
- اللاجئون : بين عباس وشالوم ومفهوم الوطن .
- !!!الوطن:وشرط الحزب القبيلة
- الحوار المتمدن : فضاء مشع يدافع عن الحق والحقيقة
- حماس : خطوتان للوراء ، أم انحناءة للعاصفة ؟
- الانتخابات : بين التمثيل النسبي والأغلبية المطلقة
- مروان البرغوثي : قرار الربع ساعة الأخير
- الانتخابات : عباس والبرغوثي وما بينهما
- ديمقراطية فتح : الهرم مقلوبا
- انتخابات رئاسة السلطة : ودعوى الطهارة السياسية
- الثابت والمتغير بعد عرفات
- فتح : الصراع المكتوم إلى متى ؟
- حذار ...حذار من الفتنة
- عاش الإصلاح ... يسقط الفساد
- عندما يكذب الرئيس ...!!
- أمريكا ـ الكيان الصهيوني : حدود التماهي
- الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد
- الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد


المزيد.....




- محكمة روسية تحكم بسجن مواطن أمريكي 15 يوما لهذا السبب
- ضابط أمريكي سابق يسلط الضوء على الخطة الأمريكية الخبيثة ضد ا ...
- روسيا تعلن -الطوارئ- وتعيد قوات لصد التوغل الأوكراني
- نتانياهو ينفي التحدث مع ترامب بشأن مفاوضات غزة
- تكتيكات حماس تحت قيادة السنوار: تفاوض دون تنازل وضغط نحو خطة ...
- حماس تتغيب عن جولة مفاوضات جديدة في الدوحة اليوم، وتشكك في ...
- في المانيا.. مذكرة احتجاج ضد تعديل قانون الأحوال الشخصية في ...
- مصدر: القضاء على 5 من قوات الإنزال الأوكرانية بمقاطعة كورسك ...
- مراسلنا: قتلى وجرحى جراء قصف إسرائيلي جديد لغزة وخان يونس
- وسائل إعلام: نتنياهو ينفي أي مباحثات له مع ترامب حول غزة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - المقدس بوش : ومربط الفرس