أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أشياء صغيرة .. -1-














المزيد.....

أشياء صغيرة .. -1-


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 18:57
المحور: المجتمع المدني
    


لماذا نحنُ مُتخّلِفونَ عن الركب الحضاري ؟ هل السبب هو اننا " شرقيون " ؟ هل العّلة في كوننا " مسلمون " ؟ هل لأننا عَرَب أو أقوام أخرى متعايشة مع العرب منذ قرون طويلة مثل الكُرد والأمازيغ والتُركمان وغيرهم ؟ .. ببساطة ووضوح .. أعتقد ان المُبررات أعلاه ، غير صحيحة .. والدليلُ على ذلك ..ان " الشرقيين " مثل اليابانيين والصينيين والكوريين، باتوا يُنافسون أرقى الدول الغربية في كُل شئ .. وكذلك هنالك دول " إسلامية " أي ان الغالبية العظمى من سكانها ، مُسلمون ، مثل ماليزيا وتركيا .. قد طّورتْ نفسها بحيث انها تجاوزتْ العديد من الدول الغربية ، في الصناعة والزراعة والسياحة .. الخ . إضافةً الى ان الكثير من " العرب " والاقوام الأخرى المتعايشة معهم .. عندما يُهاجرون الى الدول المُتقدمة ويقضون سنين في تلك البُلدان.. فان نسبة مُهمة من هؤلاء ، يبرزون في كافة المجالات .. العلمية والتقنية بكل فروعها وحتى الفنية والثقافية . إذن لابُد ان هنالك خللاً [ هُنا ] عندنا .. وذلك يعني ، ان نوعية الحياة التي نعيشها ، فيها خطأ .. وان [ النظام ] الذي يُسّيِرنا ليسَ صحيحاً .. وان مجموعة القِيَم التي تُحّركُنا .. بِحاجة الى مُراجعة وإعادة تشكيل من الأساس ! . سأحاول التعريف ببعض الأمور " الصغيرة " بل رُبما الصغيرة جداً .. في حياتنا اليومية .. قد نستطيع من خلالها ، تشخيص بعض مَكامن أمراضنا الإجتماعية المُتوارثة .. وإذا كان التشخيص صحيحاً .. فأن تلك خطوة كبيرة ، في طريق العلاج المُناسب وبِجُرعاتٍ محسوبة :
في الزقاق الذي أعيش فيه .. هنالك ستة وعشرين بيتاً .. قامتْ البلدية قبلَ أكثر من سنة ، بتوزيع عبوات بلاستيكية كبيرة ، سهلة التحريك لوجود إطارَين تحتها ، ولها غطاءٌ ، وبألوان مُختلفة .. وإستَوفَتْ ثمنها ، مِنّا .. وذلك لوضع القمامة فيها ، إضافة الى اكياس سوداء كبيرة .. وتقوم سيارات البلدية او الشركات المتعاقدة معها ، بنقل القمامة .. بمُعّدل مرة كُل يومَين وفي الصباح الباكر عادةً .. وبِحسب حجم العبوة الموجودة امام كُل منزل .. فأنها تكفي لجمع القمامة تماماً .. لاسيما وان سيارات نقل القمامة ، تقوم بعملها بصورةٍ مُنتظمة " وهذه نقطة إيجابية تُسّجل للبلدية " . أي بمعنى آخر .. [[ لو ]] إلتزمَ الجميع ، بوضع كُل القمامة في المكان الصحيح ، فأن الشارع سيبقى نظيفاً على الدوام . هذا من الناحية النظرية .. لكن الواقع شئ آخر تماماً .. فلا اُبالغ لو قُلت أنني وخلال السنتًين الماضيتَين ، تعبتُ حقاً من مُراقبة أطفال المحلة " رُبما يبلغ عددهم الستين من أعمار خمس سنين الى خمسة عشر سنة " .. فهؤلاء الأطفال .. المتوزعين على بيوت شارعنا فقط .. يَرمونَ عُلب المشروبات الغازية والشربت وأكياس الجبس الفارغة وكُل ما يخطر على بالِكَ .. في الشارع .. بينما وعلى بُعد امتار منهم ، هنالك مكانٌ مُخّصَص لوضع القمامة ، أمامَ كُل منزل من منازلهم ! ... وحسب حالتي المزاجية والصحية .. يتراوح نشاطي مع هؤلاء الاطفال .. بين النصيحة أحيانا والتوجيه والعتاب وحتى السُباب أحياناً والتهديد .. وفي كثيرٍ من المراتْ .. تحدثتُ الى أهاليهم .. كي يشجعونهم على وضع القمامة في العبوات المخصصة .. لكن الغريب بالنسبة لي .. ان العديد من الآباء والأُمهات .. والطريف ان بعضهم من خريجي الجامعة .. لايأخذون الأمر بِجدية على الإطلاق .. بل يعتقدون ان القضية لاتستحق كُل هذا الإهتمام والجلبة ! . طبعاً نفس هؤلاء الآباء ، يقومون " بالتأكيد " .. برمي السكائر والقمامة ، من شبابيك سياراتهم إينما مروا .. ولهذا فأن أبناءهم إكتسبوا هذه " العادة " السيئة منهم !.
بالمُقابِل .. ليستْ هنالك قوانين جدية وعقوبات صارمة .. بِحق الذين يوسخون الشارع بصورةٍ مُتعمدة . أعتقد ان الأب او الأُم .. الذين لايردعون أطفالهم عن هذه المُمارسات .. يتحملون مسؤولية إخلاقية كبيرة .. ومن الطبيعي .. ان الطفل الذي ينشأ وسط هذهِ البيئة .. لايهتم بمحيطه ولا يفهم واجباته تجاه المُجتمع عندما يكبر .
للحديث بقية .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولٌ كبير
- حكومتنا .. وتسخين الماء
- نفطُنا .. وتفسير الأحلام
- لتذهب بغداد الى فخامة الرئيس
- العراقيين .. والفوبيا
- بين العَرَب والكُرد
- مُقاربات كردستانية
- أسئلة .. ينبغي أن لاتطرحها
- أحاديث صبيحة العيد
- عُذراً .. غداً ليسَ عيدي
- سوريا والعراق
- - خضير الخُزاعي - المحظوظ
- آباءٌ .. وأبناء
- بعض ما يجري في الواقع
- قادة الكُتل السياسية .. وعيد الفطر
- هل ينبغي ان يثق الكُرد بتُركيا ؟
- طيارون ف 16 على الطريقة العراقية
- - آغوات - العملية السياسية العراقية
- عِزاز .. والله عِزازْ !
- - أوغلو - في كركوك !


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أشياء صغيرة .. -1-