|
الانسان اله نفسه قراءات فى التفسير العلمانى للحضارة الانسانية
زيدان القنائى
الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 12:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الانسان اله نفسه قراءات فى التفسير العلمانى للحضارة الانسانية
كتب زيدان القنائى
الفرق الكبير بين الحضارة الاوروبية الحديثة والحضارة الاسلامية والشرقية هو ان الحضارة الاوروبية اقرت النسان وحده كمركز للحضارة النسانية الجديدة التى تعتمد فى مجملها على العلم وحده والمنطق الحديث والتفكير العلمى والتخلص من سلطة الخرافات والميثيولوجيا الدينية اقصد الاساطير الدينية بعد تخبص الغرب من سطوة الكنيسة الكاثوليكية خلال القرن 17 وثورات الصلاح الدينى هناك والتى افرزت الحضارة الجديدة المبنية على العقل النسانى والعلمانية التحديثية اما الحضارة الاسلامية فتعد افراز طبيعى للخرافات الدينية ولذلك فالله فى السماء المطلقة هو مركز هذه الحضارة وكذلك الحضارة المسيحية التقليدية التى تم تهميش مفاهيمها ومن المعروف ان الحضارات الدينية خاصة الاسلامية اعتمدت فى بناء مقوماتها على العناصر الروحية ومنها الدين والثوابت المطلقة التى افرزها وهى القران والسنة والقيم الاسلامية المتفرعة منها
وبالتالى فلا اهمية للانسان والعقل البشرى داخل هذه الحضارات طالما ان هناك عقل الهى يتحكم فى سير كل شىء ولا وجود للقيم النسبية فيها ومن ثم لا يمكن ابدا الحديث عن ديمقراطية وحقوق انسان وغيره من القيم داخل هذه الحضارة انما توجد فيها القيم المطلقة مثل العراف والعادات والتقاليد الدينية وتقديس الثوابت الدينية التى لا تقدم وانما تؤخر وغياب التعدديةتماما وهكذا ظلت الحضارة الاسلامية تمارس كافة اشكال الضطهاد والقمع والتعذيب والاستبداد تحت مسميات دينية مطلقة لا تقبل النقد والجدل فمثلا اى توجه جديد للتطور يعد ردة وخروج عن الجماعة الاسلامية واية محاولة للابداع والبتكار تعد بدعة غير مقبولة لها مبررات داخل الحاديث النبوية طالما ان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار فهذه الحضارة لم تعتمد ابدا على مبادىء التجريب والنسبية واعتمدت على المطلقات
ولذلك فان اى جديد مبتكر لابد من مطابقته مع الثابت الدينى وايجاد دليل له فى القران والسنة ولا ستتم مواجهته بالعنف وهذا هو السبب الرئيسى للانتكاسة الحضارية فى العالم العربى والاسلامى الذى نعانى منه حتى الن وبسبب غياب مفاهيم النسبية فى جوهر هذه الحضارة السطورية غابت تماما محاولات التجديد والابداع فلا اهمية للانسان داخل الحضارة الاسلامية التى اعتبرت النسان مخلوق ضعيف ملىء بكافة اشكال الشرور عليه ان يوظف اكبر جزء من طاقته للعبادة وتقديس الاله البدى فى السماء ليحظى بنعيم الاخرة الابدى اما الدنيا فهى فانية وغرورة وهذا اكبر مبرر يدفع بالنسان المسلم الى الكسل والخمول التام عن العمل والبتكار طالما ان مصيره هو الجنة او النار عكس الحضارة الغربية المادية التى اهتمت بالحياة الدنيوية فابدعت وتطورت فكل ما يفيد النسان من صناعة وزراعة لابد من الاخذ به وتطويره وافرزت الحضارة الغربية الثورة الصناعية ومفاهيم الحريات والديمقراطية وحقوق النسان والادارة والنظم الحديثة نتيجة سيادة العقل النسبى الذى يؤمن بالتعدد اما حضارتنا الاسلامية فافرزت الكثير من مفاهيم الارهاب والتطرف الفكرى والقمع والعنف وهى مفاهيم ثابتة فى جوهر الاسلام فالارهاب الاسلامىله ما يبرره داخل القران والاحاديث النبوية مثل الايات ترهبون به عدو الله وعدوكم اضافة لمفاهييم التمييز فمثلا احاديث مثل انصر اخاك ظالما او مظلوما
وهى دعوة صريحة للتمييز ضد الاقليات الدينية المغايرة اضافة للايمان المتعصب الغوغائى للمطلق الاسلامى دون اى عقلانية والدعوة الى عداء كل ما هو مختلف ومغاير مثل ومن يتخذ من دون الاسلام دينا فلن يقبل منه ومعنى ذلك ان الاسلام هو المطلق الوحيد الصالح للحياة البشرية وما عداه غير صالح اما الجذور الطائفية فى الاسلام موجودة فى جوهر اليات القرانية مثل غير المغضوب عليهم وهم اليهود ولا الضالين وهم النصارى وغرس هذه المفاهيم الثابتة التى لا تقبل الجدل والنقاش هو غرس واضح وصريح لفكرة الطائفية والتحريض والتمييز والعداء لكل ما هو مغاير للمسلمين فى دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وتدريس هذه المواد الدينية بالمدارس يعنى تدريس التعصب والطائفية بالفعل
ولا يمكن الحديث عن حقوق انسان فى حضارة لا تقيم للانسان اى وزن ولا يؤمن اتباعها بقيمة الانسان فالنسان هنا لا يملك امر نفسه طالما ان مصيره بيد الاله العلى والقضاء والقدر حتى اصبح النسان دمية يحركها السلام كيفما يشاء اما النسان فى الحضارات المتقدمة فهو اله نفسه وصانع امر ذاته وصانع القوانين والدساتير النسبية التى لا تقيده مثل الدساتير الالهية التى تصادر وجوده وتلغى تفكيره تماما والدستور الاسلامى وقوانينه الالهية مقدسة مطلقة لا يمكن عصيانها فمن يخرج عنها مصيره النار والعقاب الربانى ومصيره ايضا السجن والتنكيل من قبل سلاطين الجمود والتعود وحراس الدين اللاهوت االاسلامى على الارض من الجهلة والسذج اللا عقلانيين انها العبودية الجبرية بكل مفاهيمها والتى ادت بنا الى كل النتكاسات الحضارية والهزائم المتتالية وسيظل العالم العربى والمسلم متخلفا للابد لانه مخلوق وكائن لاهوتى همجى يلغى عقله وغير مهذب ولا انسانى بالمرة طالما لم يعمل حتى الن على اجراء مراجعة نقدية شاملة لكافة المفاهيم واالاعراف الاسلامية الثابتة والتفكيك النقدى لكل الثوابت بدءا من القران والسنة
#زيدان_القنائى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا انتكاسة اليسار الاسرائيلى؟
-
الاقليات العرقية بالعالم العربى : البدون بالكويت نموذجا
-
رغم العولمة: الخرافة ما زالت عنوان العقل الجماهيرى العربى
-
العلمانيون العرب بين التكفير والاضطهاد
-
مصر : افلاس دبلوماسى فى مواجهة المشروع التركى والايرانى
-
شبح الدولة البوليسية واخونة الاعلام ما زالت تطارد الاعلام ال
...
-
اسرار الصراع بين ايران واسرائيل داخل قارة افريقيا وملف حوض ا
...
-
وقائع فساد صارخة داخل الجيش المصرى وقادة الجيش قسموا الجيش ا
...
-
الصراع بين السلفيين والصوفية فى مصر هل سيحول مصر الى عراق جد
...
-
الاخوان المسلمون صناعة امريكية سعودية ضد الديمقراطية تخدم اه
...
-
الطائفية السياسية والدينية بالعالم العربى هل ستشعل حرب مذهبي
...
-
القضية المسكوت عنها فى مصر سكان حلايب هم هم سودانيون فعلا؟
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|